رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيمون وموجة النهضة العارمة فى السامرة لا يمكن أن نتعرف على قصة سيمون الساحر فى السامرة ، قبل أن نتذكر أن السامريين ، هم ذلك الخليط الذى جاء إلى الأرض المقدسة وكانوا مزاجاً من الدين والخرافة معاً،..اختلط الكثيرون منهم باليهود بالمعايشة والتزاوج والمصاهــــرة والمعاملة ، حتى أن السامرية وهى فى أعماق فسادها تقول للسيد المسيح : " ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذى أعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشية " ... ( يو 4 : 12 ) . فهى فى أعماق فسادها ووحلها لا تستنكف من أن تدعو نفسها بنت يعقوب وذريته !! ... ولهذا فالسامرى يصلح للتجاوب بعمق وعنف ورغبة مع النقيضين على حد سواء ، فإذا وقع تحت تأثير الخرافة ، فهو غارق فيها إلى الذقن، ولا يستطيع أن يفرق بينها وبين عمل اللّه ، بل كل شئ عنده هو عمل اللّه ، حتى ولو كانسحراً ، وقد اندفعت المدينة كلها بغيرة وحماس وراء سيمون : " وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير، قائلين هذا هو قوة اللّه العظيمة " ... ( أع 8 : 10 ) وظل الرجل متسلطاً على المدينة حتى ظهر فى الأفق فيلبس ، وإذا بالمد الكاسح يجرف فى طريقه كل شئ ، وإذا بالموجة القوية تدفع المدينة ، وتدفعع أيضاً سيمون الساحر ، أمامها !! .. وربما لا نفهم ما حدث فى السامرة فى ذلك الوقت ، قبل أن نفهم الظواهر الكاسحة التى تحدث فى العادة عندما يهب روح اللّه بسلطانه القوى على النفوس فى نهضة من النهضات ، وقد كتب أوزوالد سميث فى كتابة " النهضة التى نحتاج إليها " أمثلة متعددة ، نذكر منها النهضة التى حدثت فى ويلز عام 1904 وكانت تلك البقعة الصخرية فى الجزائر البريطانية قد ارتدت بعيداً عن اللّه ، وسارت فيها الخطية سافرة بلا حياء أو خجل فى الشوارع والمدارس ودور العمل وأماكن اللهو ، وكان الحضور فى الكنائس ضعيفاً جداً أو أوشك أن ينعدم ، وصدق القول المكتوب: "رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسى صارت علىَّ ثقلا . مللت حملها . فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم وإن كثرتم الصلاة لا أسمع . أيديكم ملآنه دماً ... شعب متمرد سائر فى طريق غير صالح وراء أفكاره . شعب يغيظنى بوجهى " ( إش 1 : 14 و 15 و 65 : 2 و 3 ) وفجأة وبدون سابق انذار وكالاعصار العاتى الجبار اكتسح روح اللّه الأراضى الصخرية ، فامتلأت الكنائس بالجماهير الغفيرة حتى كان يتعذر على المئات أن يجدوا مكاناً للدخول !! .. واستمرت الاجتماعات من الساعة العاشرة صباحاً ، حتى منتصف الليل ، وكانت تعقد ثلاث خدمات فى اليوم الواحد ، ... كان روبرت إيفان هو الآلة البشرية فى يد القدير ... لم تر ويلز شيئاً مثل هذا من قبل ، تجدد الكفرة والملحدون والسكيرون والمقامرون ، وكانت الاعترافات بأفظع الخطايا تسمع فى كل مكان . وسددت الديون التى لم تكن قد سددت من قبل . وأقفلت المسارح ودور السينما والمقاهى أبوابها لأنها لم تجد من يرتادها ، .. وفى مدة خمسة أسابيع انضم إلى الكنيسة عشرون ألف شخص !! .. ومن الغريب أن روبرت إيفان لم يكن خادماً مرتسما ولكنه كان أحد أفراد الشعب ، يعمل عاملا فى منجم للفحم ، ولكنه ظل يصلى لمدة ثلاثة عشر عاماً دون كلل أو ملل لتحدث النهضة ، ... وجاءت النهضة على يدى العامل الفقير البسيط، كما حدثت فى السامرة على يدى فيلبس المبشر بيسوع المسيح!! .. كانت النهضة فى السامرة أول صورة لعمل اللّه العجيبخارج أورشليم بعد يوم الخمسين ، ومن السهل فى مثل هذه الظروف ، أن تأخذ روح الجماعات الناهضة فى موجتها وحماسها الجماهيرى الكثيرين الذين يقبلون الكلمة بفرح ولكن ليس لهم أصل فى ذواتهم ، وما أسرع ما يتعثرون عند الضيق أو الاضطهاد أو أولئك الذين يعيشون بين هم العالم وغرور الغنى وما أيسر أن تخنق كلمة اللّه فى حياتهم فتصير بلا ثمر !! .. وإذا كان السيد نفسه قد كشف هذه الحقيقة فيمن ساروا وراءه ، وتتلمذوا على يديه ، دون أن يرتفعوا إلى مستوى التلمذة الصحيحة ، وعندما واجههم بالحقيقة : " فقال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا : " إن هذا الكلام صعب . من يقدر أن يسمعه .. من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه " ( يو 6 : 0 6 ، 66 ) .. وإذا كان كثيرون ، فى كل النهضات التى ظهرت فى التاريخ ، لم يستمروا إلى النهاية بل عادوا إلى الوراء !! .. لم يعد مستبعداً أن سيمون الساحر بعدما آمن واعتمد ، يعود إلى حياته القديمة وسحره الخداع !! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيمون الساحر |
سيمون الساحر |
سيمون الساحر |
سيمون الساحر |
ايمان سيمون الساحر |