رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثعابين.. حيوانات مسالمة لا تعض إلا إذا شعرت بالقلق!
.د. جابر بن سالم القحطاني عضات الثعابين تسبب للإنسان أذى يتدرج من ألم بسيط وقتي في موضع العضة إلى موت سريع . وتعتبر الثعابين في طبيعتها حيوانات مسالمة ولا تعض الناس إلا إذا أقلقوها أو داسوا عليها خطأ ، وبناء على هذا فإن معظم عضات الثعابين تكون في القدم أو في أسفل الساق مع وجود القليل منها في الذراع أو اليد. ويعتمد علاج عضة الثعبان على ما إذا كان الثعبان اللاذع ساماً أو غير سام ، وعضة الثعبان المسممة تتطلب اهتماماً طبياً عاجلاً . وللثعابين السامة أنياب مجوفة تقذف السم داخل جسم الضحية ، وقد تترك الأنياب ثقوباً مميزة في الجلد . ومع ذلك نجد أن الثعبان غير السام يترك بوجه عام مجموعة من العضات السطحية وهي التي تبدو في بعض الأحيان كأن لها شكل حذوة الفرس . فإذا كان الثعبان غير سام فإنه يجب بكل بساطة غسل منطقة العضة غسيلاً كاملاً بالصابون والماء . ولكن نظراً لأنه ليس من السهل معرفة ما إذا كان الضحية قد تلقى العضة من ثعبان سام أم لا فإن العلاج الطبي يجب أن يتخذ بأقصى سرعة. إن عضات الثعابين السامة تتطلب علاجاً طبياً معقداً ولا يشجع الأطباء في بعض المناطق من العالم على غسل الجلد المجاور لموضع العضة المسممة حيث أن آثار السم من الممكن أن تساعد الطبيب في التعرف على نوع الثعبان وتمكنه من اختيار العلاج المناسب لوضعه على العضة من أجل تقليل آثار سم الثعبان. من الأعراض الشائعة الأهم من كل عضات الثعابين هي الخوف الشديد والذعر وعدم الاستقرار العاطفي والذي قد يسبب أعراضاً مثل الغثيان والقيء والإسهال والدوار والإغماء وعدم انتظام دقات القلب والبرد والبشرة الطرية . لدغات الثعابين الجافة ، وتلك التي ترتكبها الأنواع غير السامة لا تزال يمكن أن تسبب إصابة شديدة للضحية فهناك عدة أسباب لذلك : عضات الثعابين التي لا تعالج في الشكل الصحيح قد يصاب ( كما يقال في كثير من الأحيان ضحايا عضات أنياب الثعبان قادرة على إلحاق الجروح العميقة ) ، واللعاب على أنياب الثعبان قد يكون مأوى للعديد من الملوثات الجرثومية الخطرة بما في ذلك المطثية الكزازية. إذا أهملت ، قد تنتشر العدوى ويحتمل أن تقتل الضحية وهذا يؤدي إلى ألم فوري وأحياناً العمى . بعض الثعابين تسبب اعتلالاً خثرياً شديداً لدرجة أن الشخص قد ينزف بشكل عفوي من الأنف والفم ويجوز للأجهزة الداخلية من الجسم أن تنزف بما في ذلك الدماغ والأمعاء ينتج سم الثعبان في الغدة النكفية والتي تكون المسؤولة عادة عن إفراز اللعاب . يتم التخزين في هيكل يدعى الحويصلات الهوائية وراء عيون الثعبان وتطرد طوعاً من أنبوب مجوف لها من خلال الأنياب . يتألف السم من بين مئات الآلاف من البروتينات المختلفة والأنزيمات . سم الثعابين يؤثر تقريباً على كل نظام جهاز في جسم الإنسان. علاج الشخص المصاب: الخطوة الأولى لعلاج الشخص الملدوغ من ثعبان سام هي استدعاء الطبيب فوراً فإذا ما كانت عيادته أو مكتبه أو مستشفاه على مقربة من مكان الحادث فإنه يجب نقل الشخص الملدوغ مباشرة ، واذا كان الأمر ممكناً فإنه يجب إحضار وسيلة الانتقال إلى الملدوغ . ويجب الحفاظ على هدوئه قدر الإمكان ، لأن أي حركة سوف تساعد السم على الانتشار في جميع أجزاء الجسم ، ويجب الحفاظ على العضو الملدوغ على مستوى منخفض عن مستوى القلب لأن ذلك قد يؤخر امتصاص الجسم للسم ، ومع ذلك فإن الساق الملدوغة يجب تثبيتها على وسادة في حين أن الذراع يجب وضعها في معلاق وقد يحتاج الملدوغ أيضاً إلى العلاج من الصدمة. فإذا كان الثعبان قد قذف السم في المنطقة المحيطة باللدغة قد تتورم خلال دقائق بعد ذلك وإذا لم يحدث هذا التورم فإنه من المحتمل أن يكون الثعبان قد قذف بعضاً من السم وأن المريض سوف يشفى سريعاً . وعلى أية حال يجب وضع الملدوغ تحت المراقبة الطبية لمدة 12 ساعة على أقل تقدير . وإذا ما حدث التورم يجب منع العضو الملدوغ من الحركة وذلك باستخدام جبيرة أو ضمادة ويجب لف ضمادة ثانية ولكن غير مشدودة بقوة حول العضو الملدوغ بأكمله فهذا قد يؤخر انسياب السم في مجرى الدم ، ومع ذلك لا يجب على الإطلاق استخدام الضاغط . والشخص الذي يقدم الإسعافات الأولية للضحية يجب عليه أن يحافظ على هدوء المريض وأن يتأكد بأنه يتحرك بأقل قدر ممكن ، ولا يجب على القائم بالإسعافات الأولية أن يقطع أو يمتص ما في العضة لأن ذلك قد يؤدي إلى عدوى ثانية أو فقدان الدم , وإذا كان الضحية لا يعاني من القيء ، يمكن إعطاؤه بعض الماء للشرب ، ويمكن إعطاؤه الباراسيتامول من أجل تخفيف الألم ، إلا أنه لا يجب استخدام الأسبرين لأنه قد يوقف تجلط الدم على النحو المناسب ، وإذا كان الثعبان قد تم قتله فيجب أخذه إلى المستشفى مع المريض دون لمسه وعدم الاقتراب منه. مصل عضة الثعبان: ويسمى كذلك المصل المضاد للسم ويعتبر أعظم علاج ضد سموم الثعابين ويقوم هذا المصل بالتأثير عكسياً بشكل كيميائي على السم في الجسم إلا أنه يجب أن يستخدمه فقط أولئك الذين تدربوا عليه طبياً فالاستخدام السيىء أو الجرعة غير السليمة من الممكن أن تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة. بعد إعطاء العناية الطبية المناسبة للمريض فإن تناول المواد المقترحة تساعد في تخفيف الألم ويسرع في الشفاء . وهناك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية تعطى للمريض ومن أهمها ما يلي: 1 يعطى للمريض شراب الكوهوش الأسود Black cohosh حيث يساعد في تخفيف آلام العضة حيث يؤخذ ملء ملعقة أكل من الشراب بمعدل 3 مرات يومياً. 2 لبخات من أوراق ولحاء نبات السنفيتون توضع على مكان العضة. 3 لبخات من نبات أذان الجدي (المعروف بموز الجنة) أو مرهم مصنوع من خلاصة نبات أذان الجدي توضع على مكان العضة. 4 يؤخذ كبسولة واحدة بمعدل مرتين في اليوم من أزهار حشيشة القنفذ Echinacea وذلك لتقوية جهاز مناعة المريض. 5 يشرب كوب من شاي الحماض الأصفر يومياً أو تناول كبسولتين من الحماض الأصفر كل ساعة حتى اختفاء الأعراض. كما يمكن استعمال بعض المكملات الغذائية مثل: 1 مركب المعادن والفيتامينات المتعددة والتي تساعد على سرعة الشفاء وتمد الجسم بما يحتاجه من معادن وفيتامينات. 2 الكالسيوم والمغنسيوم واللذان يوجدان في مستحضر واحد وهو يخفف الآلام بعمق يؤخذ قرص واحد بمعدل 3 مرات في اليوم. 3 يؤخذ كل من فيتامين ج ، أ وَ ه حسب التعليمات. 4 يؤخذ معدن الزنك على هيئة جلوكونات الزنك بمعدل 30 ملجم مرة واحدة في اليوم. |
|