منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 06 - 2013, 07:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

سنبلط وأسلحته

سنبلط وأسلحته
شاء اللّه أن يعطينا صورة واضحة لأسلحة سنبلط ، لا لأنها أسلحة قديمة ، يلزم أن نعرفها ، كما نتعرف على القوس والسهام والترس والحراب التى تعود الناس أن يقاتلوا بها ، قبل أن يعرف العالم أسلحة الدمار والتخريب الحديثة المعروفة فى الوقت الحالى !! .. فالحقيقة أن سنبلط يتكرر فى كل جيل وعصر وأسلحته القديمة تظهر فى حياة الإنسان العصرى سواء بسواء !! .. ولعل أول سلاح استخدمه هو السخرية : « ولما سمع سنبلط الحورونى وطوبيا العبد العمونى وجشم العربى هزأوا بنا واحتقرونا » " نح 2 : 19 " .. « ولما سمع سنبلط أننا آخذون فى بناء السور غضب واغتاظ كثيراً وهزأ باليهود وتكلم أمام إخوته وجيش السامرة وقال ماذا يعمل اليهود الضعفاء . هل يتركونهم ؟ . هل يذبحون ؟ . هل يكملون فى يوم ؟ هل يحيون الحجارة من كوم التراب وهى محرقة ؟ وكان طوبيا العمونى بجانبه ، فقال إن ما يبنونه إذا صعد ثعلب فإنه يهدم حجارة حائطهم ، إسمع يا إلهنا لأننا قد صرنا احتقاراً » " نح 4 : 1 - 4 ".. والسخرية فى العادة هى التعبير االدقيق عن الكبرياء والتعالى والحقد والضغينة والمرارة والكراهية ، التى تظهر فى لغة الإنسان ولفظه ، ... وهى التمنى الأسود الذى قد يظهر فى الفكاهة أو النكتة أو الشتيمة أو الملحمة أو ما أشبه من عبارات أو ألفاظ ، ... وهى المحاولة التى يبدأ بها الإنسان لإرضاء نفسه ، قبل أن يرضى الآخرين ، إذ هى الصورة الذهنية لما يتمناه لعدوه أو خصمه - سواء أكان يدرى أو لا يدرى - فى لغته وكلامه ، ... ولم يكن سنبلط يرى فى خياله إلا مدينة أورشليم وهى أكوام من تراب محرقة بالنار ، بدون ذبيحة أو مذبح ، يسكنها جماعة من الضعفاء والتعساء البائسين ، .. وكان طوبيا يتخيل المدينة وقد امتلأت بالثعالب وبنات آوى ، والثعلب يقفز هنا وهناك بين خرائبها ، ليهدم البقية الباقية من أنقاضها لكى تسوى بتراب الأرض ، ... وكلاهما يستريح إلى هذا الخيال الذى يملأ ذهنه ، ويحلو أن يعبر عنه بما يصادفه من ملحة أو نكتة ، وإذا صح ما يتجه إلىه رجال علم النفس من أن النكتة ليست إلا انعكاساً للكبت النفسى ، وأن الفرد أو الشعب الذى يحسنها ، قد يكون فى الحقيقة معذباً فى داخله ، يسرى عن نفسه أو يخادعها أو يغطيها أو يتجاهلها ، باللفظ المضحك أو الرواية الساخرة ، ... وقد تحول العذاب النفسى لسنبلط وطوبيا وجشم إلى الهزل الذى به يواجهون نحميا فى بناء سور أورشليم !! ... والسخرية إلى جانب ذلك هى نوع من المداورة تجاه العجز عن العمل ، ... ومن ثم تظهر فى العادة تعويضاً فى الشعوب المغلوبة على أمرها ، إفصاحاً عن السخط العاجز عن أى سلاح آخر قد يحمله الإنسان لاقتضاء حقه ، ودفع ما يتعرض له من ظلم أو شر !! .. ولما لم يكن لدى سنبلط شئ فى البداءة يستخدمه ضد نحميا ، أسرع بسلاح السخرية يجرب حده ، ومفعوله ، تعبيراً للوصف الكتابى الدقيق : « ولما سمع سنبلط الحورونى وطوبيا العبد العمونى ساءهما مساءة عظيمة لأنه جـاء رجل يطلب خيراً لبنى إسرائيل» .. " نح 2 : 10 " وكان سنبلط - إلى جانب السخرية - مفترياً ، وهو يذكر بشاول الطرسوسى عندما كتب عن نفسه يسجل تاريخه الآثم فى القول : « كنت مجدفاً ومضطهداً ومفتريا » .. ( 1 تى 1 : 13 ) والافتراء هو الكذب الذى يأخذ صورة النميمة والوقيعة ، وقد أراد سنبلط أن يستعدى الملك على نحميا فادعى : « ما هذا الأمر الذى أنتم عاملون ، أعلى الملك تتمردون» " نح 2 : 19 ".. وليس على المفترى إلا أن يكذب ، ويصور الأمور على العكس ما هى عليه ، ويكررها حتى يبدأ هو فى تصديقها ، ثم يشيعها لعلها تأتى بالمقصود منها ... والافتراء هو السلاح الذي صال به المتآمرون وجالوا فى كل عصور التاريخ ، فجعلوا الحلو مراً ، والمر حلواً ، والظلام نوراً ، والنور ظلاماً ، .. ألم تستخدمه إيزابل باتهام نابوت اليزرعيلى بالتجديف على اللّه والملك ؟ وليس أيسر من إثبات التهمة بإشاعة الجو المناسب لها بالصوم والصلاة ، وإبداء الحزن عليها كأعظم جريمة يتصور وقوعها فى ذلك الحين ، فإذا وجد الشاهدان اللذان يمكن أن يعدا للشهادة بذلك ، فالعقوبة لا تلحق بنابوت وحده ، بل لابد لفظاعتها ورهبتها ، أن تجرف أسرته معه ، فيرجم الكل ، ويصبح الكرم بلا وارث ، فيرثه الملك بحكم تقليد كان متبعاً وقتئذ !! .. وألم يستخدمه اليهود فى أكبر جريمة فى التاريخ بتصوير يسوع المسيح ، ثأثراً على قيصر ، ولابد من وضع حد لهذه الثورة بالصليب !! وما أكثر ضحايا الافتراء من الشهداء الذين ذهبوا كاستفانوس ، تلصق بهم أبشع التهم وأقساها وأحطها ، وهم منها جميعاً براء ، ولكنه الافتراء والكذب اللذان استخدمهما الشيطان منذ القديم ، وربما من فوق المنابر التى هى أساساً للنداء بالحق !! .. ويكفى أن ننقل صورة لعظة ألقاها أحد رجال الدين ممن حملوا قرار حرمان مارتن لوثر إلى كنيسة ألمانية ، وقد قال فى روتشبرج ما يلى : « أيها الآباء والأخوة والأبناء ، إن الكنيسة عانت طويلاً من سم حية نشأت بين أحضانها ، هذه الحية هى مارتن لوثر ، والسم هو تعاليمه التى ينشرها ... ولا حاجة إلى أن أخبركم عن قصة ضلاله فهو أولا فى كبرياء قلبه يحتج على المحبة العظمى فى قلب أبينا البابا المقدس الذى جعل من الميسور بيع غفران الخطايا عند أبوابنا ، ... وهو فى هذا يؤذى الكنيسة إذ يعظ ضد الصكوك المقدسة والغفرانات ، ويمنع خلاص النفوس ، وهو قد كتب حججاً كاذبة وسمرها على باب الكنيسة وتنبرج ، وانتشرت من هناك فى كل ألمانيا ، وكثيرون يموتون فى خطاياهم ، ويذهبون إلى الجحيم بسبب هذه الحجج ، وقد كانت الكنيسة مترفقة به ، إذ وعدته بالعفو إذا تراجع ، وأعطته الفرصة ليظهر فى أوجسبرج أمام قداسة الكاردينال جاجيتان الذى تعامل معه بلطف ، ولكن دون جدوى ، وبعد هروبه الجبان من أوجسبرج كان له الشرف أن يتقابل مع دكتور إيك العظيم الذى تغلب عليه تماماً ، ومع ذلك فهو ما يزال ينشر أكاذيبه فى كل مكان ، وقد أضحى الآن أكثر غطرسة وقسوة، .. إذ لم يكتف بمهاجمة الغفرانات ، بل بدأ يهاجم البابا نفسه ، وقد كتب كتباً متعددة ممتلئة بالباطل والأضاليل ، وزرع الشوك فى عقول الكثيرين من أبناء الكنيسة المؤمنين ، وأبعد آلافاًعن الأم الوحيدة الحقيقية ، الكنيسة ، ولهذا فإن البابا عزم على أن يضع حداً لهذا الهرطوقى الكبير وأبى الأكاذيب » ...
كان سنبلط من أقدم الناس الذين لجأوا إلى الافتراء فى مقاومة نحميا بمحاولة استعداء الملك ضد الرجل الذى وثق به ، وجعله من فرط الثقة فيه ساقياً له !! ... ولم يكتف سنبلط بذلك ، بل لجأ إلى سلاح الغدر باستخدام عنصر المفاجأة فى الحرب ،... ولما سمع سنبلط وطوبيا والعرب والعمونيون والاشدوديون أن أسوار أورشليم قد رممت والثغر ابتدأت تسد غضبوا جداً وتآمروا جميعهم معاً أن يأتوا ويحاربوا أورشليم ويعملوا بها ضرراً ... وقال أعداؤنا لا يعلمون ولا يرون حتى ندخل إلى وسطهم ونقتلهم ونوقف العمل »" نح 4 : 7 - 11 " .. والغدر من أشر الأسلحة الشيطانية ، منذ ذلك اليوم الذى قتل فيه قايين أخاه الآمن الوادع عندما دعاه ليذهب معه إلى الحقل وقام هناك على أخيه وقتله ، ... ومنذ أن باع أخوة يوسف أخاهم وغمسوا قميصه فى الدم ، وسلموه إلى أبيه الذى أكد أن وحشاً افترس ابنه ، ولم يعلم أن الوحش كان أبناءه أخوة يوسف ، .. ومنذ أن صاح يوليوس قيصر عندما انهالت عليه الطعنات : « حتى أنت يابروتس » ... وكم بيت المتآمرون الخطط والمؤامرات حتى يفاجأ الضحايا : « لا يعلمون ولا يرون حتى تدخل إلى وسطهم ونقتلهم » .. ولم يردع الغادرين أيام نحميا إلا علمه بالنية الغادرة ، واستعداده لمواجهتها !! .. فإذا لم يكن هناك من سبيل إلى الحرب الخارجية ، فلا بأس من الحرب الداخلية ، فيما أطلق عليه فى الحرب العالمية الأخيرة الطابور الخامس ، وهم جماعات الحزنة ، والنفعيين ، والوصوليين ، وقد كانوا كثيرين أيام نحميا فأشاعوا الرعب ، والمذمة ، والتذمر حتى تكل الأيدى عن العمل ، وحتى يستولى اليأس والقنوط على العاملين ، ... وحتى تنطفئ الجذوة الممتلئة بالحماس والولاء والنشاط فى الخدمة ، ... لست أعلم مدى الصدق فى قول الرجل الذي صاح : « ربى احمنى من أصدقائى أما أعدائى فأعرف كيف أقابلهم » ... فأنا إنسان أحتاج مع نحميا إلى حماية اللّه من الصديق ومن العدو أيضاً ، ... لكن الحقيقة المريرة أن الذين قد يكونون معنا فى الكنيسة ، هم أشد ضراوة وقسوة من الذين نواجههم فى الخارج،... لقد كان المتآمرون يوم المسيح فى حاجة إلى يهوذا الأسخريوطى حتى تنجح مؤامرتهم البشعة الرهيبة ، ... وفى أيام نحميا يكفى القول : « وكان واحد من بنى يوياداع بن الياشيب الكاهن العظيم صهراً لسنبلط الحورونى فطردته من عندى » " نح 13 : 28 " دانية سنبلط المتزوجة بابن الكاهن العظيم ، كان يمكن أن تفعل الكثير مما فعلته إيزابل من قبل فى شعب اللّه !! .. وكان يمكن للكثيرين من المتحالفين مع سنبلط أو المتعاطفين معه ، أن يضروا بالقضية ضرراً بالغاً ، لولا شجاعة نحميا ومقاومته الباسلة لهم !! ...
على أنه وقد عجزت هذه الأسلحة جميعها عن إسقاط الرجل ، عمد سنبلط إلى سلاح آخر ، يمكن أن نطلق عليه سلاح المداهنة بغية اللقاء والتشاور والتفاهم ، فى الوقت الذى يبطنون الشر له ، يزعمون أن اللقاء للخير ولمصلحة الجميع ، وكل مرادهم إدخاله فى متاهة النظريات والمفاوضات وما تحفل به من كلام منمق ، وقبلات حلوة ، وولائم كريمة ، إنه مزج السم بالدسم ومحاولة إبعاد الرجل عن العمل الجاد ، وصرفه عنه بالحيل والأساليب الملتوية الشيطانية ، ... وإنها لأكبر كارثة فى حياة فرد أو أمة أو شعب ، إبطاء العمل أو تأجيله حتى تنتهى اللجان المعينة من درسه ، والأخذ بأفضل الوسائل للوصول به إلى غايته ، ... وليس أبلغ من سخرية أحدهم عندما قال : « إن اللّه صنع العالم فى ستة أيام لأنه لم تكن هناك لجنة معينة للعمل !! ..
والسلاح الأخير الذى حاول سنبلط استخدامه للقضاء على عمل نحميا ، هو إسقاط القيادة أمام الشعب وإظهارها بمظهر الخوف والجبن إذ استأجر شمعيا بن دلايا من الكهنة ، والذى كان يسكن فى بيت اللّه ، لكى يدعو نحميا للدخول إلى بيت اللّه فى الهيكل على زعم أنه المكان الذى يمكن أن يختبئ فيه عن أعين الذين قد عقدوا العزم على أن يأتوه فى الليل ليقتلوه ، ... وهو لم يقصد حمايته ، بل قصد فى الواقع تعريته ليظهر أمام الناس بمظهر القائد الجبان الذي يخاف على نفسه وعلى مصيره ، .. لقد كان نحميا هو قائد الحركة وزعيمها البارز ، فإذا ظهر أنه إنسان يبحث عن سلامته الخاصة ، فى وقت ينبغى أن يقود الصفوف ، وأن يبرز أمامها ، فهنا الكارثة ، إذ تتلطخ سمعته بالوحل ، فينصرف الناس عنه ، ويشكون فى خدمته وعمله ورسالته !! ... ولكن نحميا فطن إلى الهدف الخبيث ، وصاح صيحته العظيمة المدوية : « أرجل مثلى يهرب ومن مثلى يدخل الهيكل فيحيا ؟ لا أدخل » .. " نح 6 : 11 " عندما حاولوا تخويف لوثر بالقول أنه لن يعود من ورمس حياً ، وعندما جاءه رسول من قبل صديق من النبلاء الألمان بهذا .. قال للرجــــــــل : « اذهب وقل لسيدك إنه لو كان هناك شياطين فى ورمس بعدد القراميد على سطوح المنازل فإنى سأذهب إلى هناك » ... !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ابن الله في لاهوته وأزليته وغسل الأرجل
رفض نحميا أن ينزل إلى سنبلط وجشم
سخرية سنبلط وطوبيا بهم
سنبلط
سنبلط وعداوته


الساعة الآن 08:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024