منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2013, 11:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

دانيال وكواه المفتوحة
دانيال وكواه المفتوحة

على أنك لا تستطيع أن تعرف هذه الشخصية على حقيقتها ، إلا إذا صعدت إلى علية الرجل وأدركت عادته العظيمة اليومية التى لا تتغير : « فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة فى عليته نحو أورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات فى اليوم وصلى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك » " دا 6 : 10 " ونحن نرى الرجل ، فى ولائه وإيمانه ، وتعبده ، ... أما الولاء ، فمن الواضح أنه كان مركزاً فى أورشليم ، وهو لا يستطيع أن يصبح أو يمسى دون أن يتطلع إلى مكان أحلامه ، وأشواقه ، إلى المدينة التى فارقها منذ سبعين عاماً ، ولكنها لم تفارق قلبه وإحساسه ، ومشاعره ، هى حبيبته العظمى ، التى تملك عليه كل المشاعر والحنين والعواطف ، منذ تركها صبياً يافعاً طوال سنى السبى القاسية ، هى عصارة الأمل والألم ، والحزن والحب ، والشوق والحياة : « إن نسيتك يا أورشليم تنسى يمينى ... ليلتصق لسانى بحنكى إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحى » .. " مز 137 : 5 و 6 " ولعله غنى هذا المزمور آلاف المرات وهو يمد خياله إلى المكان البعيد البعيد ، من هناك من بابل ، من كواه المفتوحة كل يوم ، نحو أورشليم ، .. وما هى أورشليم بالنسبة لى ولك ؟ .. هى كنيسة اللّه العلى ، عمود الحق وقاعدته ، عروس المسيح ، وحبيبتنا المفضلة على كل حب فى الأرض !! ... فهل نحبها ونتطلع إليها ، ونحلم بها ، ونفكر فى مجدها ، كما كان يفعل الرجل القديم تجاه مدينة أحلامه أورشليم !! ؟ .
على أنه ، وهو يفعل هذا ، لم يكن ولاؤه مجرد حنين إلى تراب الوطن ، أو اتجاه إلى مدينة تحولت أطلالاً وخرباً ، ... لقد كانت المدينة رمز إيمانه باللّه ، وحبه لسيده العلى ، ... وما حبه لها ، إلا حباً للّه نفسه ، وإتجاهاً إليه ، والإحساس بمعنى الوجود مرتبطاً به ، ... فإذا كان لغيره أن يتصور القبة الزرقاء فوقه ولا تزيد عن الصحن المقلوب ، فإن دانيال كان يراها - على العكس - تحدثه عن جلال اللّه ومجده وعظمته وجوده : « السموات تحدث بمجد اللّه . والفلك يخبر بعمل يديه » " حز 19 : 1 " ..
ومن هنا نرى الرجل فى العادة المتأصلة فيه والتى أضحت كيانه اليومى ، يظهر به واضحاً للجميع فى العبادة ثلاث مرات كل يوم !! ... وهل لنا أن نقف هنا ، أمام صورة من أجمل الصور وأعظمها لهذا المتعبد وهو يبدو أمامنا فى صورة المتعبد الوديع الذى يركع مهما عظم شأنه فى حضرة اللّه ، ... عندما سئل الأمبراطور قسطنطين على أى وضع يمكن أن يصنعوا تمثاله ، أجاب : إصنعوا تمثالى وأنا راكع على ركبتى !! ... فى حفل تتويج الملكة فيكتوريا قيل لها أن تظل جالسة على عرشها، ولو وقف جميع الحاضرين ، بينما ترنم الجماهير معزوفة المسيا لهانول ، فلما بدأوا الترنيم وقف النواب والأشراف والإكليروس بروؤس مكشوفة ، وبقيت الملكة الشابة جالسة على عرش القوة والسلطان ، تمييزاً لها عن الشعب كله ، ولكن لما تقدم المرنمون إلى الدور الثانى ، ظهر التأثر على وجه الملكة ، ولما وصلوا إلى قولهم : « وملكه من الآن وإلى الأبد » .. ارتعشت وعندما هتفت الأصوات محمولة على أجنحة الرياح : « ملك الملوك ورب الأرباب » أنتصبت الملكة واقفة على قدميها ورفعت التاج من فوق رأسها لأنها شعرت أنها فى حضرة اللّه الذى ملكه إلى أبد الآبدين ، وهو يسود على لكل !! ...
ولعل البعض يذكر تلك الأسطورة القديمة التى تتحدث عن الملك الذى شغف بالبحث عن صليب المسيح ، والذى قيل إنه خرج ليبحث عنه ، وحصل عليه بعد حروب طويلة، ... وعاد فى موكبه الظافر إلى مدينة أورشليم ، ليجد فى الحلم الأبواب مغلقة أمامه..، وتقول الأسطورة إن ملاكاً ظهر له وقال : ها أنت أحضرت الصليب فى موكب حافل ، ولكن صاحبه لم يحمله وهو خارج من المدينة هكذا ، ... لقد خرج به يحمله على ظهره العارى !! .. وعند ئذاك خلع الملك ثيابه وحمل الصليب ، والقصة تقول إن المدينة فتحت أبوابها فى الحال أمامه !! .. كان العامل الفقير يركع فى حضرة اللّه ، ... وأبصر إلى جواره من يركع ، فتزحزح كثيراً ، إذا كان الراكع إلى جواره دوق ولنجتون الذى هزم نابليون فى معركة ووترلو ... على أن الدوق قربه إليه وهو يقول : نحن أمام اللّه سواء !! ..
وكان دانيال المتعبد الشاكر ، ومن العجيب أن الرجل فى صلاته كان يصلى ويحمد، وهو أمام خطر جسيم ، ... لقد كانت له الشركة العميقة مع اللّه ، التى علمته الحمد والشكر حتى ولو كانت عواصف الحياة القاسية تحيط به ، والزوابع تلفه من كل جانب، لقد أدرك أمانة اللّه فى كل سنوات سبيه وأسره ، وهو لن يكون جحوداً تجاه إله لم يتخل عنه قط طوال هذه السنين ...
وكان المتعبد الظاهر الذى لم يخجل قط من المجاهرة بإيمانه أمام الكل ، لقد عرفه خصومه بأنه الرجل الذى لا علة فيه إلا من جهة شريعة إلهه ، ... وعرفه داريوس الملك بدانيال : « ياعبد اللّه الحى هل إلهك الذى تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسود » " دا 6 : 20 " دعا أحد ملوك الشرق الأقصى قائداً بحرياً من بلاد الغرب ليتناول طعام الغداء معه ، وإذ جلسا على المائدة انحنى القائد المسيحى وشكر اللّه على الطعام ، فاندهش الملك وقال : ولكن هذا لا يعمله إلا المرسلون ! ؟؟ فأجاب القائد : وأنا أيضاً مرسل !! ؟ .. لم يحاول دانيال قط أن يغير من عادته ، ويغلق ولو لمدة ثلاثين يوماً كواه المفتوحة !! ..
وكان المتعبد الطاهر النظيف القلب واليدين ، ... لقد كان عفا أميناً فى عمله ، لم يستطيع جميع الوزراء أو المرازبة أن ينسبوا إليه فساداً أو شراً ، فى بلاد امتلأت بكل ألوان المفاسد والشرور ، ... لم يكن دانيال مزدوج الشخصية يحيا حياتين ، أو يعيش أسلوبين ، أو يتقمص شخصيتين ، إنه لم يكن مثل رجل قال عنه أحد الشباب للواعظ المشهور هنرى دراموند : ياسيدى هل ترى الشخص الواقف هناك ؟ فأجابه دراموند : نعم .. قال الشاب : إن هذا الشخص هو رئيس نادينا المشهور بالإلحاد ... فذهل دراموند إذ كان الرجل أحد الشيوخ فى كنيسة من الكنائس ، ومن الغريب أن يكون شيخاً فى الكنيسة وشيخاً فى الإلحاد !! ...
وكان دانيال آخر الأمر ، المتعبد المصلى ... إذ كان يؤمن بالصلاة وفاعليتها ، وهو يعلم أنه يستطيع أن يواجه كل أوضاع الحياة بالصلاة ، ... عندما قبض النازى على أسقف هانوفر ، أخذوه إلى برلين ، ووضعوه فى زنزانه فى أعلى السجن فى مركز الشرطة وهناك وعندما صب الحلفاء غاراتهم القاسية على برلين ، كان النازيون يتركونه هناك بعد أن يغلقوا عليه الزنزانه ، ويهرعون هم إلى المخابئ ، فكان الرجل القديس يفتح الكوة ويصلى للّه ، ...
وقد أنقذته العناية ، لأنه وضع رجاءه فى النافذة المفتوحة التى تطل نفسه منها على اللّه !! ... وهكذا كان الرجل القديم دانيال رجل الصلاة !! .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
احضانه المفتوحة
لماذا لم يدافع دانيال عن الفتيه الثلاثه رغم شهرته في المملكة ؟ سفر دانيال 2: 48 و سفر دانيال 3
كيف دانيال يصف المجوس بانهم سحره ثم يقبل ان يصبح رئيسهم ؟ دانيال 2: 2 و دانيال 4: 9
دانيال وكواه المفتوحة
دعوته المفتوحة


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024