رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
عيد العنصرة
تحتفل الكنيسة في يوم الخمسين من عيد القيامة بعيد العنصرة وتمارس الكنيسة فى عصارى يوم أحد عيد العنصرة صلاة السجده تذكاراً لحلول الروح القدس على التلاميذ . يتكون طقس السجده من ثلاث خدمات على اسم الثالوث القدس ، تعمل أثنتان منها فى صحن الكنيسة ، والثالثة فى الهيكل مثل طقس رفع بخور عشية ، تعمل السجده الأولى باللحن الفرايحى امتداداً لالحان الخماسين ، وتعمل الثانية والثالثة باللحن السنوى كبداية للدخول فى طقس صوم الرسل السنوى ، ونلاحظ هنا التدرج من الفرايحى إلى السنوى ، كما نلاحظ التدرج فى سبت الفرح من الحزاينى إلى السنوى ثم إلى الفرايحى فى قداس عيد القيامة مساء السبت ، ولقد أطلق على هذه الصلاة اسم السجده لأن الكنيسة تمارسها بإحناء الرأس مع الركب (الركوع والسجود) . فالسجده اسم ونموذج لما تم للرسل اذ بينما هم يصلون فى علية صهيون حل الروح القدس عليهم . وهكذا نتوسل مثلهم بإحناء القلب والجسم معاً ونسجد مستمدين الرحمة والغفران من أجل خطايانا طالبين من الله أن يخلق فينا قلباً نقياً وروحاً مستقياً يجدده فى داخلنا ولا يطرحنا من قدام وجهه وروحه القدوس لاينزعه منا (مز 51 : 10، 11) 1 ـ ورتبت الكنيسة هذه الفصول النبوية والإنجيلية التى تقرأ فى صلاة السجده لملاءمتها للغرض الذى يحتفل من أجله ، فالفصول النبوية تتضمن إعطاء موسى الشريعة على الجبل وتعليم قومه بأن يحفظوها ويعملوا بها لينالوا بركة الله الموعود بها للمطيعين وحافظى الوصية وأن يعلموها لأولادهم لكى يتعلموا أن يتقوا الرب ، ثم وصيته بعمل الفصح فى شهر أبيب تذكاراً لخروجهم من أرض مصر . وغرض الكنيسة من هذه القراءات : أولاً : لتعليم بنيها أن النعمة قد أعلنت بالناموس ، والناموس قد أكمل بواسطة النعمة "الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صاراً" (يو 1 : 17) ، وكما أنه لأجل خلاص الشعب الاسرائيلى فى يوم الخمسين بعد تقدمة ذبيحة الخروف قد أعطى الناموس على جبل سيناء ، هكذا بعد الآم الرب الخلاصية قد انسكب الروح القدس على التلاميذ الأطهار وعلى الشعب المؤمن فى يوم الخمسين من قيامته حتى يعلم الشعب أن الناموس القديم كان معداً للإنجيل وأن الناموس الجديد قد تأيد وتثبت بواسطة الروح القدس الذى تثبت القديم أيضاً . ثانياً : لتذكيرهم بأن موسى بعد أن أخذ الشريعة انذر قومه بها وعلمهم إياها وأمرهم بحفظها وكذلك الرسل بعد أن اخذوا الروح القدس الذى جددهم وجدد فيهم معرفة الأسرار الجديدة بشرونا بها وعلمونا حقائق الإيمان وأمرونا أن نعبد الاله المحسن ذا الطبيعة الأزلية البسيطة المثلثة الأقانيم وإننا إذ استضأنا بتعاليمهم فلنسجد للأب والأبن والروح القدس مبتهلين إليه أن يقدس ويطهر أجسادنا وأرواحنا . 2 ـ أما فصول البولس فرتبت لتذكير المؤمنين بالمواهب التى وزعها الله على كنيسته فى مثل هذا اليوم وأن هذه المواهب توزعت بين المؤمنين مثل توزيع أعضاء الجسد التى تعمل لخير بعضها ، الأعضاء كثيرة ولكن الجسد واحد وهكذا الحال فى الكنيسة التى هى جسد المسيح فإن المواهب الروحية فيها متنوعة ولكن الروح واحد وأن غاية هذه المواهب هى بنيان الكنيسة ، والواجب على كل عضو أن يستعمل موهبته الخاصة به لمجد الله وخير كنيسته . كمال قال القديس بطرس الرسول "ليكن كل واحد بحسبما أخذ موهبه يخدم بها بعضهم بعضاً كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة" (1 بط 4 : 10) . 3 ـ أما المزامير فلأنها نبوه بالبركات التى تتمتع بها الكنيسة وحث على حمد الله وشكره عليها 4 ـ أما فصول الإناجيل فلآنها بالاجمال تتضمن صلاة السيح إلى الآب من أجل حفظ تلاميذه وتقديسهم وتمجيدهم وكل المؤمنين معه فى السماء (يو 17) وتعليمه بإبطال تقديم الذبائح فى عهد الشريعة الانجيلية والاستعاضة عنها بالذبائح الروحية والعبادة القلبية المقترنة بالإيمان والرجاء والمحبة التى يجب أن تقدم لله من جميع الامم بالروح والحق لأن الله والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا (يو 4 : 20ـ25) . نلاحظ أن : أولاً : تحتفل الكنيسة بممارسة صلاة السجده فى عصارى يوم الأحد مع أن الروح القدس حل على الرسل صباحاً فى الساعة الثالثة (أع 2: 15) ، وذلك لأنها فى الصباح تحتفل بقداس العيد الأسبوعى (الأحد) وعيد العنصرة ضمناً . ولأن الله قد أمر شعبه قديماً بعمل الفصح نحو غروب الشمس أى ميعاد خروجهم من مصر (مت 16 : 6) ، وكما يقال فى التقليد اليهودى أنه فى الخمسين بعد الفصح أعطى الله الشريعة لموسى فهكذا رتبت الكنيسة عمل السجده فى العصر إشارة إلى أن يسوع فصحنا الذى ذبح فى مثل هذا الوقت فى الساعة التاسعة (مت 27 : 46) أى الوقت الذى يذبح فيه خروف الفصح هو نفسه الذى "اذ أرتفع بيمين الله واخذ موعد الروح القدس . اذ سكبه على تلاميذه فى الخمسين من قيامته" (أع 2 : 33) . ثانياً : تقدم الكنيسة هذه الصلاة مصحوبه بالبخور وذلك إشاره إلى انتشار رائحة الروح القدس الزكيه فى العالم . ثالثاً : عمل الرحمة مع الأحياء أو الصدقة مع الفقراء من أجل الموتى فى هذا اليوم وذلك ليس كما يتوهم البعض بأن أرواح المؤمنين تسرح وتمرح فى الخمسين ثم تسجن فى هذا اليوم فيترحم عليها . كلا فإن هذا خرافة وانما لأنها أيام رفاع والرحمة واجبة فى كل وقت واوجبت الكنيسة على بنيها أن يكثروا من الرحمة فى أوقات معلومة وهى التى يكون فيها الفقراء أحوج إلى الصدقة وأكثر لزوماً مثل أيام المواسم والأعياد والرفاع هذا وعمل الرحمة مع الأحياء من أجل الراقدين أمرت به الكنيسة استناداً إلى قول الرب نفسه ومن احساناته إلى سليمان ورحبعام وأورشليم من أجل داود عبده (1 مل 11 : 21 ، 13 ، 32) . وقد فهم أباء الكنيسة هذه الحقيقة كما فهمها رجال العهد القديم فإن داود صنع مع مفيبوشث معروفاً واحساناً من أجل يوناثان أبيه (2 صم 9 : 1 ، 3 ، 7) ، وبوعز لم يترك المعروف مع الأحياء من أجل الوتى (را 2 : 2) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
العنصرة (حلول الروح القدس) حلول الروح القدس يوم العنصرة سنة 30ميلادية |
طقس عيد العنصرة |
عيد العنصرة |
عيد العنصرة |
طقس عيد العنصرة |