لماذا؟
لقد سئمت الأرض من شرب الدماء وتعبت من حمل الأجساد الميتة، وكرهت صوت الدبابات والأسلحة الثقيلة التي تؤرقها وتهزها بقساوة نهاراً وليلاً، شبعت من تحمّل ما عليها من آلات حفر الخنادق والقبور المزعجة. الأرض التي هي الجماد، المكان الذي خلقه الله لمعيشة الإنسان والسكن عليها، ليستخدمها للنفع في حياته، يجمّلها بالورود ويزرعها بالنباتات المفيدة والأشجار المثمرة اللذيذة وتتآوى عليها الطيور المغردة تسبح الخالق العظيم. فكلها خلقها الله لاستمتاع الإنسان وفائدته الزمنية.
ألم يشبع إبليس من خراب ودمار وخسائر بشرية فيذهبها للهلاك؟ ألم يحن الوقت ليتوقف عن طرقه الرديئة؟ أصبحت الحياة لا تطاق من كثرة الأوبئة والموت والحروب وسفك دما الأبرياء.
عندما خلق الله الإنسان قال:" اثمروا واملأوا الأرض". ومن محبته واهتمامه بالانسان خلقه على صورته ومثاله أي بدون خطية وكراهية وجمّله بطبيعته التي هي المحبة واللطف والصلاح ليتعامل بها. كان هدفه من وجود الإنسان التسامح وليس البغض والقتل والعداء.
لماذا أيتها الأرض لا ترفضي ما عليك من شرور وشرب الدماء؟ اعلني السلام لمجيء رب السلام ولا تقبلي أعمال الأشرار. يقول الكتاب المقدس: "كفوا واعلموا أني أنا الله أتعالى بين الأمم أتعالى في الأرض".
ألم يحن الوقت أن نُشهر سلاح الروح ضد إبليس وملائكته، بدلاً من سلاح الشر ضد أخينا الإنسان؟ أليس من الأفضل وجود السلام والمحبة والعمل بوفاق لتحرير الأرض من شرّ ما عليها؟ قال الله: "أحبوا بعضكم بعضاً وأحبوا أعداءكم". "متى 5: 33- 34" لماذا نحسب أخينا الإنسان عدواً لنا بينما خلقه الله كما خلقنا؟ لماذا لا نعادي مسبّب المصائب والبغضة والآلام؟ لماذا لا نرفض الكراهية والقتل ورائحة دماء الشهداء؟ بينما الكتاب المقدس يقول: "لتكن فيكم رائحة المسيح الذكية". رائحة القداسة والبرّ والإحسان والمحبة والمساعدة لأخينا الإنسان؟ الرب يسوع برّرنا وحرّرنا من الخطية بينما إبليس فنجّسنا بها. لننهض! كفانا انحناء لأفكار إبليس وأعماله! لنتقوَّ بالرب ونتغذَّ بكلمته وننمو بنعمته. فبهذا تستقبل الأرض بذور المحبة التي تنمو وتزهر وتحنو على مسبيّي الشيطان وتنشلهم من بؤرة سمومه.
لنعمل معاً على أن نتخلّى عن الأعمال الردية وكلّ ما هو ليس حقاً ونحبّ ما هو صالح، ونعيش بالسلام مع رب السلام. هو مَن وعد بقوله:
"سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب". له المجد إلى الأبد.