
10 - 06 - 2013, 07:10 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
|
|
بيلشاصر والنهاية المخيفة
والنهاية فى مرات كثيرة ، تكون أسرع جداً مما يظن أو يتصور أصحابها . لست أعلم إلى أى مدى أخذ بيلشاصر تفسير دانيال ، فمع أن دانيال تحدث معه بكل قسوة وعنف ، فهو يرفض عطاياه ، أو إذا أراد أن يعطيها فلتكن لغيره : " لتكن عطاياك لنفسك وهب هباتك لغيرى " " دا 5 : 17 ".. على أية حال إن بيلشاصر صدق كلمات دانيال ، ومع ذلك فهو يظن أنها لن تكون بهذه السرعة ، ومن ثم فهو يصدر قراراً : " أن يلبسوا دانيال الأرجوان وقلادة من ذهب فى عنقه وينادوا عليه أن يكون متسلطاً ثالثاً فى المملكة " " دانيال 5 : 29 " .. ومــع أن هذا القــــرار لن يتســـــع وقت بيلشاصر لتنفيذه ، إلا أن دانيال سيأخذ مركزه العظيم بقرار آخر ، ولكن من داريوس ، وليس من بيلشاصر !! .. وسيبقى دانيال أميناً يعلم أن القرار الصحيح لا يصدره ملك أرضى ، بل يصدره اللّه ملك الملوك ورب الأرباب ، الإله المتسلط فى مملكة الناس ، وهو الذى يمنع ويمنح . وسعيد ذلك الذى يتسلم مركزه وسلطته ومجده من اللّه وليس من الناس!!..
سقطت بابل بدون قتال ، بخدعة عملها كورش والماديون والعيلاميون الذين كانوا معه بتحويل مجرى نهر الفرات وسقطت فى ذات الليلة التى كان يعربد فيها بيلشاصر ويسكر ، ولعله مما تجدر الإشارة إليه أن مصوراً أمريكياً اسمه " واشنطون ألستون " قضى اثنى عشر عاماً وهو يرسم منظر حفل بيلشاصر دون أن يتمكن من إتمام الصورة ، وكانت العقبة الرئيسية أمام المصور العبقرى الفنان هى عجزه عن إبراز الفزع الكامل ، واليأس الرهيب الذى استولى على الملك ، وظهر على قسمات وجهه،... ومع ذلك ، فالصورة في متحف الفنون فى بوسطن ، وهى تكشف ، بالعمل الناقص ، عن عجز الإنسان مهما كانت قوته وقدرته وعبقريته عن تصوير فزع الضمير الذى يلاحق الخاطئ ملاحقة أبدية !! ..
سقطت بابل ، وذهب بيلشاصر إلى فزعه الأبدى ، وتلاحقت العصور والأجيال ، والموكب البشرى يسير بسرعة إلى النهاية الأبدية التى سيسقط فيها الأشرار ، والتى سيظهر فيها ملاك اللّه وهو يصرخ : بشدة عظيمة قائلا " سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكناً لشياطين ومحرساً لكل روح نجس ، ومحرساً لكل طائر نجس وممقوت، لأنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم ، وملوك الأرض زنوا معها، وتجار الأرض استغنوا من وفرة نعيمها " ... وسيبكى وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها ، واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين : ويل ويل . المدينة العظيمة بابل المدينة القوية . لأنه فى ساعة واحدة جاءت دينونتك " !! " رؤ 18 : 2 و 3 و 9 و 10 ) .
|