منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07 - 06 - 2013, 08:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923

باروخ والعظمة المهجورة
باروخ والعظمة المهجورة

قال اللّه لباروخ : " وأنت فهل تطلب لنفسك أموراً عظيمة ؟ لا تطلب " . ولعل باروخ كإرميا ضاق بالالام التى أحاطت به ، والمتاعب التى توالت فى حياته ، فى أيام امتلأت بالاضطهاد والمشقة والأحزان ، ... وربما جرب كإنسان ، عندما كان أخوه فى القصر الملكى ، يتمتع به الساكنون فى القصور ، ... لماذا لا يكون كأخيه ، واحداً من عظماء الأمة ، وسادة القوم ألم تلده أمة ، كما ولدت أخاه !! ؟ وألم ينشأ فى بيت واحد، فلماذا ينعم أخوه بما ينعم به العظماء فى الأرض ، ويبقى هو على حظ من المعاناة والمتاعب ! فى الحقيقة إن هذه تجربة البيوت العظيمة فى الأرض ، عندما يتراجع أو يتقاعس أولادها عن الخدمة الدينية ، لما قد يكون فى هذه الخدمة من عار أو تعب أو مشقة أو ضيق ، ولكن أولئك الذين دخلوا الخدمة ، وكانوا من أعظم البيوت على الأرض ، لم يترددوا قط فى إدراك الحقيقة التى ملأت قلب موسى الذى " لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنه فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب اللّه على أن يكون له تمتع وقتى بالخطية ، حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر " عب 11 : 24 - 26 " . واستولت على مشاعر يوسف حتى حمل شعبه الرسالة أن تؤخذ عظامة عند رحيلهم من مصر ، مع أنه كان يمكن أن يفاخر بأنها تتحنط لتغالب الأيام والليالى كجثث المصريين المحنطة ، ... وهى التى دعت نحميا إلى أن يرى فخره العظيم ، لا فى أن يكون ساقياً للملك ، أو وزيراً مفضلا فى قصره بل بالأحرى ، أن يقف على أكوام التراب فى مدينة ابائه المحترقة ، كى يرممها ويعيد أسوارها من جديد !! .. وهى التى جعلت دانيال ورفاقه من الشرفاء ، أن يتطلعوا بأحلامهم وخيالهم ، من البلاد البعيدة ، نحو المدينة التى أسروا منها ، ولكنها كانت آسرة لقلوبهم وعواطفهم فى السبى والمنفى ، ... كان باروخ يدرك ما هى العظمة الحقيقية ، إذ أنها ليست المنبت العريق أو القصور الشامخة الماضية ، ... بل هى الحقيقة الكامنة فى أعماق الإنسان نفسه حيث يمكن بشخصه ، دون بيته ، أن يكون عظيماً أو غير عظيم ، ... كان اثنان يتجادلان ، وكان أحدهما يفخر بعائلته ، ويقول للآخر : وأنت من أنت !!؟ ... وأجابه الآخر : إن فضيلتى تبدأ من حيث تنتهى فضيلتك ، إذ حسن أن تكون من عائلة عظيمة وعريقة ، ولكن الأفضل لا أن تنبت من عائلة عظيمة ، بل أن تكون أنت فى ذاتك عظيماً ! . وكان باروخ ، بهذا المعنى ، على عكس الظاهر ، أعظم من أخيه سرايا ، الذى وإن كان كما يبدو من اللغة الكتابية ، رجلاً كريماً طيباً ، لكنه لا يمكن أن يرقى بحال ما إلى شخصية أخيه الذى عاش مع إرميا وفى خدمة اللّه !! ... إن نقطة العظمة الصحيحة تبدأ من علاقة الإنسان باللّه ، ... عندما زار مارك نوين أوربا ، استقبله المللوك والأمراء ، وأفردت له الصحف مكاناً كبيراً على صفحاتها ، وفى عودته إلى أمريكا قال له ابنه الصغير على ظهر الباخرة : يا أبى يخيل إلى أنك أصبحت تعرف جميع الملوك والأمراء والعظماء ، ولم يبق إلا اللّه لتعرفه !! .. وأنها لأكبر مأساة على الأرض أن يعرف الناس العظمة بهذا المعنى فيعرفون ويعرفون إلا من اللّه ، ... إن الشهرة طبل أجوف لا يلبث ان ينتهى أو يضيع ، ولعل اللّه وهو يقول لباروخ لا تطلب لنفسك أموراً عظيمة ، كان يقصد أن يذكره بهذه الحقيقة التى ربما غابت عنه وراء التجارب والمحن التى أحاطت بحياته !! .
وما أكثر الأخطار التى تلحق بالإنسان من العظمة حسب مفهوم الناس ، وهو يوم ينسى اللّه ، أو يهمل الشركة معه ، سيتعرض للكثير من التجارب الروحية والأدبية ، إذ يتعرض للانانية وحب الذات ، والرغبة الكاملة فى أن يعيش جيله وعصره ، تسلط عليه الأضواء ، ويلمع اسمه بالنور ، وإلا فإنه سيقاتل ويصارع ، ويسحق كل من يحاول أن يقف فى طريقه ، أو يضعه فى الظلال أو الظلام ، ... وهو على استعداد أن يفعل ذلك ، فى نطاق الحياة العالمية أو الكنسية أيضاً ، ألم يفعل هذا ديو تريفس الذى يحب أن يكون الأول ، وهو على استعداد أن يفعل كل شئ فى سبيل ذلك إلى الدرجة التى فيها لا يقبل الرسول يوحنا ، ويهذر عليه بأقوال خبيثة ، ولا يقبل الأخوة ، ويمنع أيضاً الذين يريدون ويطردهم من الكنيسة ، " انظر 3 يو : 9 و 10 " .. كما يتعرض الباحث عن العظمة إلى ما يخف بها من حياة الترف والدعة أو الكسل ، أو حياة الكأس والطاس ، دون أن يبالى بآلام الآخرين أو تعاساتهم أو أحزانهم أو ماسيهم ، وكان باروخ مجربا بهذه كلها ، ومن ثم قال له : " وأنت فهل تطلب لنفسك أمورا عظيمة ؟ لا تطلب " ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محب المديح يقع في الغطرسة والعظمة والكبرياء Mary Naeem كنوز البابا شنودة الثالث 0 25 - 07 - 2022 01:25 PM
ادونى والغطرسة والعظمة walaa farouk شخصيات الكتاب المقدس 0 01 - 09 - 2021 12:03 AM
طاعة استير ـ هنا سرّ البركة والعظمة Mary Naeem شخصيات الكتاب المقدس 0 04 - 03 - 2021 03:02 PM
إرميا 36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ Mary Naeem ايات من الكتاب المقدس للحفظ 0 04 - 03 - 2021 01:23 PM
باروخ والعظمة المهجورة Mary Naeem شخصيات الكتاب المقدس 4 11 - 06 - 2013 07:21 AM


الساعة الآن 08:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025