منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2013, 08:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

باراباس والاختيار البشع
باراباس والاختيار البشع
لم يكن بيلاطس يتصور قط وهو يضع باراباس والمسيح في كفتي ميزان أمام الجماهير أنها ستفضل باراباس، إذ أن هذا التفضيل كان حسب تصوره، وحسب تصور أي إنسان، يخلو من كل عقل وإدراك وتفكير ومنطق، ولكن من قال إن الإنسان يعيش بالعقل والمنطق، قد نضحك مع اسحق نيوتن عندما كان مستغرقًا في التفكير العميق، وكان يجلس إلى جوار موقد أحس بحرارته المتزايدة التي تمتد إلى جسده بكيفية لا تطاق، فدق الجرس بشدة، فحضر الخادم سريعًا وإذ به يقول له : انقل النار بعيداً أيها الغبي قبل أن تشويني!! فأجابه الخادم : ولكن يا سيدي لماذا لم تحرك كرسيك بعيدا عنها؟ فابتسم الفيلسوف وقال : حقًا لم يخطر هذاعلى بالي!! ولكن الفلاسفة والمجانين في الأرض يتساوون في فقدان المنطق في اختيار الكثير من أوضاع الحياة!! فالحروب التي تدمر الغالب والمغلوب معًا، مازالت هي السائدة في منطق البشر حتى ليقال إن العالم لم يهدأ من الحرب طوال ألفي عام أكثر من مائة وثلاثين عاماً، كما أن إقدام الناس على إدمان المسكرات والمخدرات وهم يعلمون ضررها المؤكد على كل شيء عندهم، شاهد على اختيارهم الأحمق غير المنطقي على الإطلاق!! فإذا وقفنا على ربي التاريخ، وتأملنا الجنس البشري، وهو يختار الشر أكثر من الخير، والرذيلة أكثر من الفضيلة، والهدم أكثر من البناء، والانتقام أكثر من الإحسان والمساعدة والمعونة، عرفنا لماذا هتفوا يوم الصليب، ليس هذا بل باراباس، وكان باراباس لصًا.
على أنه إذا كان الاختيار يعوزه المنطق السليم، فإن من الواضح أن سببه الحقيقي هو الحقد الرهيب على يسوع المسيح، الحقد الذي أصدر الحكم مسبقًا، وذهب إلى بيلاطس لا ليناقش القضية، بل ليتمم التنفيذ، وأتعس ما في القضاء البشري أن يصدر الحكم، ثم يبحث له عن الحيثيات والأسباب بعد ذلك، لموءامة الحكم المنطوق به وتبريره، وعندما يقدم الإنسان على ذلك، فإنه يتحول وحشًا دونه كل الوحوش، وقد كان اليهود في ذلك اليوم هكذا، وجاء وصفهم الأبدي في لغة النبوة : «أحاطت بي ثيران كثيرة. أقوياء باشان اكتنفتني. فغروا على أفواهم كأسد مفترس مزمجر كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي....لأنه قد أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي. وهم ينظرون ويتفرسون في . يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون. أما أنت يارب فلا تبعد. يا قوتي أسرع إلى نصرتي. أنقذ من السيف نفسي. من يد الكلب وحيدتي. خلصني من فم الأسد ومن قرون بقر الوحوش استجب لي» (مز22 :12 -12).. عندما نذكر قصة الذئب والحمل على مجرى الغدير، والذئب يتهم الحمل بتعكير الماء رغم أن الذئب في المنطقة الأعلى والتي تأتي من عندها الماء، ويذكر الحمل ذلك، على أنه إذا أفلت من هذا الاتهام، فإن تهمًا أخرى تلاحقه، فإذا لم يكن هو المذنب، فلابد أنأباه كان المذنب، وما إلى ذلك من اتهامات، مما يستحيل معه الإفلات من النية المبيتة، نية القتل مع سبق الإصرار!! عندما نذكر هذه القصة لا ينبغي أن ننسى قط أنها حدثت على أبشع صورة في التاريخ، عندما وقف حمل الله أمام ذئاب اليهود في مدينة أورشليم وهم يصيحون : ليس هذا بل باراباس وكان باراباس لصًا! وهنا لا ينبغي أن ننسى أن هذا الاختيار البشع يكشف إلى أبعد الحدود عن تقلب الجماهير وتبدل مواقفها، من النقيض إلى النقيض، نحن لا نستطيع أن نتهم الذين هتفوا عند الدخول الانتصاري قبل ذلك بأيام خمسة، وهم يصيحون : أوصنا مبارك الآي باسم الرب بأنهم هم جميعهم قد انقلبوا بين عشية وضحاها إلى الهتاف المضاد : «أصلبه» لكننا لا نستبعد أن بينهم من هتف في الحالين، وتقلب على الوضعين، وتغير مع المتغيرين، فهذه، في العادة طبائع الجماهير التي لا يجوز الاطمئنان إليها بحال من الأحوال، ولقد وصفهم أمير الشعراء شوقي :
يا له من ببغاء عقله في أذنيه
وقد قيل عن نابليون عندما استقبله الشعب بحماس يفوق الوصف، وأبدى بعض الواقفين إلى جواره ذهولهم من روعة الاستقبال وعظمة التحية! أنه قال : تمهلوا قليلاً فقد يرمونني مرة أخرى بالطين والطماطم والبيضالفاسد! ومن العجيب أن السيد المسيح كان شديد الحذر من انفعال الجماهير وتقلبها في شتى الاتجاهات، ومن ثم قيل عنه : «ولما كان في أورشليم في عيد الفصح آمن كثيرون باسمه إذ رأوا الآيات التي صنع لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع. ولأنه لم يكن محتاجًا أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان» (يو 2 : 23 – 25).
ومن المحزن أن هذا الاختيار يتحدث إلى جانب هذا كله عن بشاعة الجحود البشري، ... نجحت طبيبة مرسلة في إنقاذ حياة طفل وثني أشرف على الموت، فما كان من أبوي الصبي إلا أن أنحنيا عند قدمي المرسلة ليعبداها كإله، فأسرعت هي وأنهضتها وقالت لهما : أنا بشر مثلكما، اشكر الله. فقال لها : لابد أن تكون إلهًا، لأنه لا يمكن أن ينقذ ابننا هذا سوى إله. فقالت المرسلة : افترضا أني أرسلت لكما مع خادمي هدية جميلة!! هل تشكرني أم تشكران الخادم، فأجابا : نشكرك أنت ولا شك.. فأجابت : هكذا مع الله، لقد كنت أنا الخادم الذي قدم الشفاء الذي أرسله الله إلى إبنكما.. أشكرا الله!! ... آه لو علم اليهود أن المسيح الذي قدموه إلى بيلاطس، لم يكن هو عبد الله وخادمه الذي حمل إليهم كل خير في الأرض!! بل كان الله الذي أخذ صورة عبد، وهو يصنع معهم كل إحسان.. لما قالوا : ليس هذا بل باراباس وكان باراباس لصًا.
وهل يمكن أن يمر هذا الاختيار البشع دون أن يحصد نتيجته الرهيبة التي مازالوا اليهود إلى اليوم يعانون منها في كل أقطار الأرض، ... كتب د.م. كرستي كتابًا عنوانه : «عندما يواجه اليهود المسيح» وتحدث في الكتاب عن قصة يهودي اسمه الحاخام أفرايم، كان يقيم في إقليم طبرية بالقرب من بحر الجليل وكان أحد معلمي الناموس، وتزوج من ابنة كبير الحاخامين، وكان يبغض المسيحيين أشد البغض، على أنه حدث أن طرأ على ذهنه هذا السؤال : لماذا سمح الله بخراب الهيكل عام 70 م وتشتيت اليهود، لم تكن الوثنية هي السبب، كذلك لم يكن السبب نقص الغيرة على الناموس، فقد كانوا متعصبين لله وللناموس، قال إنه لابد من وجود خطية فظيعة خلف هذا الأمر، وفي أحد الأيام حدث، كما ذكر هو فيما بعد، أنه سمع صوتًا واضحًا يقول له : كف عن كراهيتي، أحبني وأنا أعطيك السلام، وأدرك أن هذا هو صوت المسيح، فآمن بالمسيح، واكتشف اليهود ارتداده عنهم، فاضطهدوه أشد اضطهاد، وأحاطوا به ذات مرة، وكانوا أشبه بالوحوش الكاسرة، وانهالوا عليه ضربًا وكادوا يمزقونه إربًا، وفي مرة أخرى حبسوه في غرفة قذرة دون طعام، ومع كل الاضطهادات بقي أمينًا لسيده، وقد تعمد في الناصرة، وأبعد اليهود عنه زوجته وأولاده، ومرت سنوات وهو يعاني أشد الظروف وأقساها، على أنه نجح في ربح بعض اليهود إلى المسيح، وبقيت غيرته معه إلى آخر حياته، وفي الليلة التي انطلق فيها قال أحد المسيحيين العرب ممن حضروا ساعة انطلاقه : «إني أحسست بحضور الله في المكان» وذهب الرجل إلى سيده عن أربعة وسبعين عامًا في أغسطس عام 1930 . ترى هل يعلم الإنسان أن الاختيار بين المسيح وباراباس مازال إلى اليوم قائمًا وما يزال يحمل نتائجه البعيدة العميقة الأثر!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيسرا والاختيار الخاطئ
هيمان والاختيار الصحيح
أكيلا والاختيار السليم
رأيت يسوع-لعب دور باراباس فى فيلم(آلام المسيح) فآمن بالمسيح-من باراباس الى يسوع
المسيحيون والاختيار المر جدا


الساعة الآن 09:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024