رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمصيا الكاهن والادعاء الكاذب كان على أمصيا أن يسعى بكل جهده لإخراج عاموس من إرض إسرائيل وهو لا يعنيه ، فى شئ ما يقول عاموس خارج هذه الدائرة ، أن الحق والباطل عنده يتساويان خارج دائرة نفوذه وسلطانه ، .. وفى الحقيقة إن الحق والباطل عنده يتساويان إذا ضمنت له لقمة العيش والبقاء فى المركز !! .. وكم من أناس يدعون الغيرة على بيت اللّه ومجد اللّه ، والقضية الدينية عندهم لاتزيد عن هذين الأمرين : المال ، والمركز..!!، أعطهم الإثنين وهم على استعداد أن يعبدوا عجل الذهب ، لأنهم أصلا عبيد الذهب أينما ذهبوا يسعون وراء المال كيفما مال بهم واتجه !! .. أما إذا دخل أحد بينهم وبين الإثنين أو بينهم وبين واحد منهما فهنا الطامة الكبرى ، والمصيبة التى لا تحتمل ، وهنا يحل الكذب والاتهام والافتراء والنميمة وكل الصور التى تشوه الآخرين أو تنال من سمعتهم أو رزقهم أو مركزهم أو حياتهم أيضاً ، ويصبح القضاء عليهم واجباً مقدساً ، يسهرون من أجله ، ويكافحون سبيله دون أدنى تراخ أو تراجع أو يأس أو سكون ، ... وقد سلك أمصيا فى ذلك أكثر من سبيل ، فهو يشى إلى الملك ، ولا يتكلم بالرواية الصحيحة ، بل يشوها تشويها ، فإذا كان عاموس يبين أن الخطية ستنتهى بالأمة إلى الخراب ، وتذهب بالشعب إلى السبى ، فهو يصور هذه الأقوال فى صورة فتنة يتعمدها عاموس ، وهى ليست أقوالا من الرب ، بل هى كلمات الثورة والفتنة التى يسببها الرجل الآتى من أرضى يهوذا ، ... ويبدو أن يربعام لم يهتم كثيراً بأقوال أمصيا ، وإذاً فلابد من مواجهة عاموس نفسه ، والعمل على تخويفه ليهرب إلى أرض يهوذا ، ... وهو يلوح له إلى جانب التهديد من طرف خفى - بأن أرض يهوذا أكثر مكسباً من أرض إسرائيل ، فلماذا لا يذهب إلى هناك ويأكل خبزاً ؟ !! ... كان أمصيا فى هذا كله ابناً للشيطان ورسولا منه ، والشيطان فى العادة يحاول دائماً أن يسكت الحق الإلهى بالوعيد أو بالوعد ، بالتهديد أو الإغراء ، وسجلاته فى كل العصور خير شاهد علي ذلك !! وقف أحد الرهبان فى كنيسة من الكنائس الألمانية غداة حرمان مارتن لوثر ، وكان قد ذهب إلى هذه الكنيسة ليعلن قرار الحرمان ، وقف يقول : " أيها الآباء والأخوة والأبناء : إن الكنيسة عانت طويلا من سم حية نشأت بين أحضانها ، هذه الحية هى " مارتن لوثر ، والسم هو تعاليمه التى ينشرها !! ولا حاجة بى إلى أن أخبركم عن قصة ضلاله ، فهو ، أولاً ، فى كبرياء قلبه يحتج على المحبة العظمى فى قلب أبينا البابا المقدس ، الذى جعل من الميسور بيع صكوك غفران الخطايا عند أبوابنا ، وهو فى هذا يؤذى الكنيسة إذ يعظ ضد الصكوك المقدسة ، والغفرانات ، ويمنع خلاص النفوس ، قد كتب حججاً كاذبة وسمرها على باب الكنيسة فى وتنبرج ، وانتشرت من هناك فى كل المانيا . وكثيرون يموتون فى خطاياهم ويذهبون إلى الجحيم بسبب هذه الحجج ، وقد كانت الكنيسة مترفقة به إذ وعدته بالعفو إذا تراجع ، وأعطته الفرصة ليظهر فى أوجسبرج أمام قداسة الكاردنيال كاجيتان الذى تعامل معه بلطف دون جدوى ، وبعد هروبه الجبان من أوجسبرج ، كان له الشرف أن يتقابل مع دكتور أيك العظيم الذى تغلب عليه تماماً ، ومع ذلك فهو ما يزال ينشر أكاذيبه فى كل مكان وقد أضحى الآن أكثر غطرسة ، وقسوة ... إذ لم يكتف بمهاجمة الغفرانات ، بل بدأ يهاجم البابا نفسه ، وقد كتب كتباً عديدة ممتلئة بالباطل والأضاليل ، ويزرع الشوك فى عقول الكثيرين من أبناء الكنيسة المؤمنين ، وأبعد آلافاً عن الأم الحقيقية الوحيدة الكنيسة ، ولهذا فإن البابا عزم على أن يضع حداً لهذا الهرطوقى الكبير وأبى الأكاذيب " .. أغلب الظن أن أمصيا وعظ فى بيت إيل بمثل هذه العظة للشعب المضلل المنكوب !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السلطان بين الحقيقة والادعاء |
القصاص الأبدي والادعاء بملاشاة الأشرار |
الكاهن الكاذب | الفاسد |
أمصيا الكاهن والعقاب الرهيب |
أمصيا الكاهن بمرسوم ملكى |