منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 07:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

الثلاثة الفتية وولاؤهم للّه

الثلاثة الفتية وولاؤهم للّه
كان ولاء الثلاثة الفتية للّه نموذجاً من أروع نماذج الولاء فى كل العصور ويخيل إلى أن هناك علاقة بين أسمائهم العبرية ، وهذا الولاء ، ويمكن أن نأخذ صورة منها ، فاسم أحدهم « ميشائيل » ... أو « من مثل اللّه !! ؟ أو من هو الإله الذى يمكن أن يكون نداً ومثيلا للّه !!؟ لا أحد !! ... وهيهات أن يكون له مثيل بين الآلهة أو تماثيلها وأنصابها أيضاً !! .. فليصنع نبوخذ ناصر تمثالا لبيل ، وليطلق على ميشائيل اسم ميشخ أو من هو مثل « آخ » معبود القمر ، ... فهذا أمر لا يقبله ميشائيل ، حتى ولو تحول أشلاء تذروها الرياح ، فمن مثل اللّه عنده ؟!! .. ومن فى السماء أو الأرض يدانى اللّه أو يقاربه ؟..!! ألم يغن موسى فى بركته التليدة : « ليس مثل اللّه يايشورون. يركب السماء في معونتك والغمام فى عظمته . الإله القديم ملجأ والأذرع الأبدية من تحت » " تث 33 : 26 و 27 " ... وألم يقل إشعياء : « فبمن تشبهوننى فأساويه يقول القدوس » " إش 40 : 25 " بمن تشبهوننى وتسووننى وتمثلوننى لنتشابه " " إش 46 : 5 " .. وألم يهتف ميخا : « من هو إله مثلك غافر الإثم ، وصافح عن الذنب لبقية ميراثه ، » " ميخا 7 : 18 " ... وقد كان ممتنعاً على الإسرائيلى لهذا السبب أن يحاول تصوير اللّه فى أية صورة أو نصب أو تمثال يتقرب به إليه ، ومن ثم جاءت الوصية : لا تصنع لك تمثالا منحوتاً ولا صورة ما مما فى السماء من فوق ، وما فى الأرض من تحت ، وما فى الماء من تحت الأرض ، لا تسجد لهن ولا تعبدهن ، لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى » "خر 20 : 4 و 5 " ... والعبرانى بهذا المعنى لا يقبل أن يرى آلهة بجانب اللّّه ، أو تمثالا أو صورة يتقرب بها إليه ، مهما بلغت ذروة الفن أو الجمال ، ... لأنها - فى أفضل الحالات - ليست إلا مسخاً لجلاله الفائق الحدود !! ... فإذا أضفنا اسم «حنانيا » إلى اسم ميشائيل ، نعرف سبباً آخر للولاء للّه ، فنحن لا نعظم اللّه لمجرد أن عظمته لا تحاكيها أو تدانيها أية عظمة أخرى ، وهو أعلى من السموات التى ليست بطاهرة أمام عينيه وإلى ملائكته ينسب حماقه !! ... إن السبب الثانى للولاء هو حنوه ومحبته وجوده وإحسانه ، إذ أنه اللّه الحنان المشفق الرحيم الجواد ، الذى يمطر علينا بالإحسان والعطف والمحبة والرأفة !! .. لقد أدرك الثلاثة الفتية حنان إلههم فى قلب الأسر والسبى والمتاعب والالام ، فهو لم يكتف أن يجنبهم أهوال الاستعباد التى كان يمكن أن تطحنهم طحناً ، كعبيد أسروا فى الغزو والحرب ، بل رفعهم وعظمهم وجعلهم سادة على مستعبديهم ، وقادة فى ولاية بابل ، ... فإذا جئنا إلى عزريا أو « اللّه يعين » أدركنا أن اللّه لم يتخل عن شعبه فى وقت المأساة والضيق ، بل كان على العكس ، أقرب ما يكون إليهم ، وهم لا يدرون ، ... : « وقالت صهيون قد تركنى الرب وسيدى نسينى . هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك . هوذا على كفى نقشتك . أسوارك أمامى دائما » .. " إش 49 : 14 - 16 "
ولست أظن أن الولاء المسيحى للّه يعرف أسباباً أفضل من عظمة اللّه ، وحنوه ، وعنايته التى ظهرت فى شخص يسوع المسيح مخلصنا ، وعندما أوقد الشيطان أتونه العظيم ضد الكنيسة ، وأثار عليها أرهب وأشنع صور الاضطهاد عادت مرة أخرى بطولة ميشائيل وحنانيا وعزريا فى آلاف الآلاف الذين غنوا فى قلب الأتون المحمى سبعة أضعاف وصار ناراً مشتعلة بحبهم العظيم للّه فى يسوع المسيح الرب والمخلص!! .
فإذا تحولنا من سر الولاء إلى مظهره ، رأيناه أولا فى الشجاعة الخارقة ، وهل يمكن أن يعرف العالم شجاعة أعلى وأسمى من شجاعة الشهيد الذى تبدو الصورة الأولى لشجاعته فى انتصاره على نفسه ، قبل أن ينتصر على إنسان أو مخلوق آخر ؟!، وعندما ينتصر الإنسان على نفسه فإن ألف نبوخذ ناصر لا يستطيعون أن يفعلوا معه شيئاً . عندما هدد الإمبراطور يوحنا فم الذهب ، قائلا إنه يستطيع أن يفعل ضده الكثير ، قال له القديس القديم ، : إنه أعجز من أن يفعل معه شيئاً ، وإذ قال هل : أنفيك... قال الذهبى الفم : إن أى مكان ترسلنى إليه ، سأجد هناك صديقى الذى لا تستطيع أن تفصلنى عنه ! .. وإذ قال له : آخذ ثروتك أجابه : إنك لا تستطيع ، لأن لى كنزاً فى السماء لا تصل إليه يدك !! .. وإذ قال له : أقطع عنقك ... كان الجواب : يوم تفعل ذلك فإنما أنت تحرر الطائر السجين من القفص الذى حبس فيه ... وأدرك الإمبراطور أن إنساناً كهذا لا يمكن قهره على الإطلاق ، .. كان انتصار الفتية الثلاثة ، أولا وقبل كل شئ ، انتصاراً على النفس ، فلم يعد واحد منهم يفكر فى الشباب الذى يترصده الموت على أرهب صورة ، ... ولم يعد واحد منهم يفزع من أجل المنصب الذى يوشك أن يضيع ، ولم تعد الحياة بجملتها ، بما فيها من متعة وجلال ، ومجد أرضى ، تساوى قلامة ظفر ، تجاه مجد اللّه وجلاله وعظمته وخدمته !! .. ألم يأت بعدهم بمئات السنين من قال : « والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مقيداً بالروح لا أعلم ماذا يصادفنى هناك ، ولكننى لست أحتسب لشئ ولا نفسى ثمينة عندى حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التى أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة اللّه » " أع 20 : 22 - 24 " ؟! ...
عندما انتصر الفتية الثلاثة على أنفسهم ، استطاعوا الانتصار على الامبراطور العظيم الطاغية ، ... ومن العجيب أن ثلاثة عزل من كل سلاح ، يقفون أمام أعظم إمبراطور فى عصره ، الامبراطور الذى دانت له الدنيا ، وقهر الممالك ، وأذل أعناق الرجال ، ... ولعل هذا الامبراطور فى معركته مع الفتية لم تقع عينه قط على من هو أجرأ أو أشجع منهم على الإطلاق ، كيف لا ، وهم ينادونه باسمه دون تملق أو زلفى أو خوف أو فزع أو مداهنة أو رياء ، ومن غير إضافة أى لقب ، ... وفى الواقع ، لا يمكن أن تعرف الدنيا فى كل الأجيال ، جرأة كجرأة الشهيد الذى يخوض معركة الحق من أجل اللّه !! ..
كانت المعركة بين نبوخذ ناصر والفتية ، هى ذات المعركة القديمة ، بين المنظور وغير المنظور ، بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، بين الأمانة والحماقة ، ومن المؤكد أنه لم يكن هناك تكافؤ بين الطرفين ، فحسب النظرة البشرية كانت الكفة أرجح بما لا يقاس نحو رجل يملك قوة الدنيا بأكملها بين يديه ، وبين ثلاثة من الأسرى المنبوذين الذين لا حول لهم ولا قوة وما هم إلا ثلاث من النمل تحت أقدام فيل رهيب ضخم ولكن حسب النظرة الأعمق ، هم المسلحون بقوة رب الجنود إله إسرائيل !! ..
فإذا عدنا ننظر إلى القوة التى يمتلكونها نجدها أشبه بدرجات سلم متصاعدة ، أما الدرجة الأولى التى تمس الأرض فهى أنهم ثلاثة معاً وليسوا واحداً ، ... ومع أن كثيرين من أبطال التاريخ ذهبوا إلى معاركهم منفردين وراء ذاك الذى قال « دست المعصرة وحدى » " إش 63 : 3 " ... لكن المسيح نفسه ، وهو القادر على كل شئ وله فى جثسيمانى أن يحس بوجود تلاميذه معه ، وقال لبطرس وابنى زبدى ، : « أمكثوا هنا واسهروا معى » " مت 26 : 38 " .. « أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة ؟ " مت 26 : 40 " كان من أقسى ما عانى فى جثسيمانى وحدته تجاه أكبر معركة مرت فى التاريخ ، ... وما أجمل أن يجد الإنسان منا فى لحظات المحن والمتاعب والتجارب والآلام ، من يؤنسه بكلمة أو يبتسم له أو يشجعه أو يعينه بأية صورة من الصور ، ... وقد وجد الفتية الثلاثة هذا التشجيع فى الشركة التى تربطهم فى الإيمان والمصير !! .. عندما وقف لاتيمار مع صديقه ردلى وقد حكم عليها بالموت حرقاً ... قال لاتيمار لزميله : تشدد فإننا سنضئ اليوم فى انجلترا كمشعل بنعمة اللّه لن ينطفىء أبداً !! ..
وكانت الدرجة الثانية من السلم يقين الفتية بأنهم يدخلون معركة نبيلة شجاعة من أعظم وأروع المعارك على ظهر هذه الأرض ، وقد سبق فى دراستنا للشخصيات أن أشرنا إلى ما قاله جورج فرند سبرج وهو قائد من أعظم القواد الألمان لمارتن لوثر ، وهو يدخل باب مجمع ورمس لمحاكمته التليدة الرهيبة : « أيها الراهب المسكين ... إنك ذاهب إلى معركة أنبل وأعظم من كل المعارك التى خضتها أنا ، أو أى واحد من القادة ، فإذا كانت قضيتك عادلة فتقدم باسم اللّه » ... وكما تقدم الثلاثة الفتية العظام ، تقدم مارتن لوثر إلى معركة الإصلاح التى لم تغير تاريخ أوربا فحسب ، بل غيرت التاريخ المسيحى كله !! ..
على أن الدرجة العليا فى السلم ، كانت يقين الفتية أنهم لا يدخلون المعركة منفردين،... إذ لم يكن هذا هو الاختبار الأول لهم ، فقد سبقت لهم النجاة من يد الرجل البطاشة ، عندما أعلن اللّه لدانيال على صورة معجزية خارقة للعادة حلم نبوخذ ناصر وتفسيره ، ... إنهم يؤمنون بإله قوى قادر على كل شئ ، وعندما يرون نبوخذ ناصر أمامهم ، فى ضوء اللّه ، يضحى العاتية الجبار أقل من نملة تدب على الأرض ، وهم لذلك يخاطبونه بدون لقبه ، قائلين : « يانبوخذ نصر لا يلزمنا أن نجيبك عن هذا الأمر، هوذا يوجد إلهنا الذى نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك ، وإلا فليكن معلوماً لك أيها الملك أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذى نصبته » ... " دا 3 : 17 و 18 " وجند الطاغية كل قواه وسلطته ، فالأتون يحمى سبعة أضاف ، الفتية يقيدون ، وأقوى رجال الحرب يقذفون بهم فى قلب الأتون ، والنار الملتهبة فى شدتها وعنفها تقضى على القاذفين !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الثلاثة الفتية وولاؤهم للّه
الفتية الثلاثة
ثق أن الذى كان مع الفتية الثلاثة
الفتية الثلاثة
الفتية الثلاثة


الساعة الآن 08:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024