منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2013, 10:40 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

الحنان الذى لا يوصف ، والقسوة الشديدة
إرميا والحنان الذى لا يوصف ، والقسوة الشديدة

كانت عاطفة إرميا تجل عن الوصف ، عندما جلس ذات مرة أمام نفسه ، والمدينة على وشك الهلاك والضياع صرخ : « أحشائى أحشائى . توجعنى جدران قلبى ... لا أستطيع السكوت . لأنك سمعت يانفسى صوت البوق وهتاف الحرب » " إر 4 : 19 " ... وعندما ضاق بالحياة وضاقت الحياة به إذ به يصيح « ياليت رأسى ماء وعينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً وليلا قتلى بنت شعبى . ياليت لى فى البرية مبيت مسافرين فأترك شعبى وأنطلق من عندهم لأنهم جميعاً زناة جماعة خائنين » " إر 9 : 1 و 2 " فإذا تحولنا إلى مراثيه ، وقفنا أمام حنان ربما لم يعرفه أحد سوى ذاك الذى أطل على المدينة من جبل الزيتون وبكى عليها ، أو بولس عندما صاح : « أقول الصدق فى المسيح . لا أكذب وضميرى شاهد لى بالروح القدس ، إن لى حزناً عظيما ووجعاً فى قلبى لا ينقطع ، فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محروما من المسيح لأجل إخواتى أنسبائى حسب الجسد » "رو 9 : 1 - 3" .. لقد أحب إرميا أورشليم وأحب بلاده وأحب عناثوث مدينة ومسقط رأسه ، لكنه كان فى وسطهم : « وأنا كخروف داجن يساق إلى الذبح ولم اعلم أنهم فكروا على أفكارا قائلين لنهلك الشجرة بثمرها ونقطعه من أرض الأحياء فلايذكر بعد اسمه . فيارب الجنود القاضى العادل فاحص الكلى والقلب ، دعنى أرى انتقامك منهم لأنى لك كشفت دعواى . لذلك هكذا قال الرب عن أهل عناثوث الذين يطلبون نفسك قائلين لا تتنبأ باسم الرب فلا تموت بيدنا . لذلك هكذا قال رب الجنود : ها أنذا أعاقبهم ، يموت الشبان بالسيف ويموت بنوهم وبناتهم بالجوع ، ولا تكون لهم بقية لانى أجلب شراً على أهل عناثوث سنة عقابهم » " إر 11 : 19 - 23 " .. كان إرميا هنا أقرب ما يكون من إيليا وروحه ، ولم يكن بعد قد تعلم روح المسيح الغافر ، والذى طلب إلى تلاميذه أن تبدأ كرازتهم من مدينة أورشليم التى حاربته وصلبته على هضبة الجلجثة !!
على أن أقسى موقف يمكن أن يتعرض له الإنسان فى الأرض ، هو الموقف بين الوطنية والدين ، ... كان إرميا واحداً من أعظم المحبين لبلاده وشعبه ، وكانت غيرته على المدينة التى أحبها أشد من غيرة أعظم الوطنيين فى الأرض ، ... لكنه مع ذلك وقف موقفاً شبيهاً بموقف أبيه إبراهيم فوق جبل المريا ، وهو يمد يده ليذبح ابنه إسحق،.. مع هذا الفارق أن إسحق كان مطيعاً لأبيه ، ولا عيب فيه البتة ، لكن أورشليم كانت المدينة الخاطئة التى تنتحر انتحاراً أمامه ، ... وقد كان من المؤلم والعجيب أن ينادى بعدم مقاومة الغزاة ، والاستسلام لنبوخذ ناصر ، ... ومن لى ، فى تلك الساعة ، ليرى نزيف قلبه وهو ينادى بهذه الأقوال !! .. كان يتمزق بين الحنان المرهف ، والقسوة الشديدة على المدينة التى ينادى عليها بالخراب ، ... إن السؤال الذى طرحه إرميا هو : هل نضحى بالدين فى سبيل الوطن ، ... أم نضحى بالوطن فى سبيل الدين !! ؟ .. إنه السؤال الذي يعتبر من أقسى الأسئلة التى يمتحن بها الإنسان على هذه الأرض !! ... ونحن نصلى لأنفسنا ولجميع الناس ألا يقعوا فى هذه التجربة التى وقع فيها إرميا يوماً من الأيام !! .. ولعل مما تحسن الإشارة إليه هنا هو الخلاف الفكرى العميق بين اثنين من الأمريكيين أما أولهما فكان اسمه ستيفون ديكاتور وهو ضابط من أقدر ضباط البحرية الأمريكية والذي كان شعاره : أنا مع وطنى فى الحق أو الباطل على حد سواء !! .. وقد رفض أمريكى آخر اسمه صموئيل بولند هذا الشعار وقال : أنا مع وطنى فى الحق ، ... وفى الباطل أصحح وطنى ليصل إلى الحق!!. ولعل هذا هو الوضع الصحيح لكل مؤمن مسيحى أن يحب إلهه ووطنه !! .. ولم يشذ إرميا عن هذه الحقيقة فى أعماقه وقرارة نفسه ، إذ لم يقبل الذهاب إلى بابل ، حيث أعلى له الحق فى ذلك ، ... وتنبأ فى الوقت نفسه عن بابل أقسى النبوات !! ... والحقيقة أن الرجل كان من طراز وطنى ممتاز ، ولكنه فى الوقت عينه كان أميناً فى إعلان الحق الإلهى لأمته ، حتى ولو اشتد وقسا عليها !! ... والحقيقة أن الرجل كان من طراز وطنى ممتاز ، ولكنه فى الوقت عينه كان أميناً فى إعلان الحق الإلهى لأمته، حتى ولو اشتد وقسا عليها !! ... وها نحن نرى اليوم الكثيرين من أمثال الواعظ المشهور بللى جراهام ، وهم يشبهون أمريكا ، فى الضياع الخلقى والاستباحة والشر والمجون التى استولت عليها ، بسدوم وعمورة ، ... ويصرحون ، وهم وطنيون مخلصون ، بأنها على شفا الهلاك ، ما لم ترجع إلى المسيح والإيمان المسيحى الذي قامت عليه كأعظم دولة فى الأرض !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا النبي | الكلام الذي أملاه إرميا إلى باروخ
سليمان والقسوة والعنف
العلاقة الصحيحة مع الله :أساس الخدمة الصحيحة
قمه الحزن والقسوة
الرحمة والقسوة 14/08/2011


الساعة الآن 05:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024