رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مناجاة أمام قبر القيامة الاحد 05 مايو 2013 القمص يوأنس كمال قبل أن أبدأ حديثي أتساءل... كيف احتويت أيها القبر غير المحوي الذي لا تسعه السماء والأرض... الذي السموات ليست بطاهرة أمام عينيه؟... الذي ينسب إلي ملائكته حماقة... الكلمة المتجسد الذي يقول للشئ كن فيكون... كيف ضممت بين طياتك العينين النافذتين اللتين تخترقان أستار الظلام؟.. كيف احتويت اليدين اللتين جبلتا آدم وخلقت كل شئ من العدم!!! كيف أغلقت علي رب الحياة تحت ستار الموت وأنت تعلم أنه فيه كانت الحياة والحياة كانت نور للناس!!... كيف أغلقت بابك بالحجر لكي تجعل داخلك ظلمة القبور القاتلة وبداخلك النور الحقيقي الذي يضئ لكل إنسان آتيا إلي العالم!!. كيف تماديت وكأنك وضعت نهاية للرب المسيا وأنت لا تعلم أنها بداية حياة لولادة جديدة؟.. كيف احتملت الحراس أمامك وبداخلك ملائكة العلي يمجدون الحي الذي لا يموت وهم يقولون له: (قدوس قدوس قدوس الحي الذي لا يموت)... كيف أعلنت أنك قب محتوم ولم تدرك أنك بداية إعلان محتوم علي كل بني بشر؟... كيف نشرت ظلامك كصفحة سوداء لا تقبل سوي البكاء والنحيب وأنت تطوف حولك هتافات الفرح بين ملائكة العلي وهم يمجدون ويتهللون... (أخرستوس آنستي أليثوس آنستي)... لقد نشرت بساط الصمت أمامك وهذه هي طبيعة القبور لكن انفرجت وانطلقت ألسنة التسبيح لتعلن للجميع... (ليس هو ههنا لكنه قام)... كنت أيها القبر في عداد الأماكن المهجورة ولكن بدفن الرب فيك جعلك من اسمي وأقدس المزارات المشهورة... أيها القبر كانت بوابتك مشكلة لأحباء الرب وكان لسان حالهم... (من يدحرج لنا الحجر)... ولكن لأن الانفراجة بالقيامة حلت جميع المشكلات... لقد كنت أيها القبر لا تجيد التكلم إلا بلغة واحدة وهي لغة الموت... ولكن هاهي لغات العالم... ولهجات اللغات والألسنة تهتف أمامك وتدور حولك (المسيح قام بالحقيقة قام)... لقد كان من المفروض أن يدفن فيك نيقوديموس صاحب القبر ويكون المدفن نهاية المطاف... لكن حينما جاء الرب إلي القبر جعل منه انطلاقة للمجد الذي لا يوصف. لقد تعود الناس أن يذهبوا إلي القبور مشدودين أو بداخلهم شئ من الفزع... إلا أنت أيها القبر يأتي إليك زوارك ويرجعون مشحونين بالبركات مسرورين بالهبات. لقد تعود الناس عند زيارتهم للقبور يحملون معهم عطايا الرحمة.. إلا أنت فيأتي إليك كل بني البشر وهم مبهورون بعطايا رب الرحمة لأنه لم يدع للموت سلطانا علي أولاد الله... (ليس موت لعبيدك بل هو انتقال)... كل الناس يزورون المقابر باكين نائحين... أما من يزورك أيها القبر فيرجع من أمامك حاملا شموع نور القيامة مبتهجا بها ونصرتها العجيبة وفرحتها الغالبة. أيها القبر البهيج الذي احتويت رب البشرية في داخلك وأخذنا الرب وأنزلنا إلي أعماق محبتك لكي يدفن إنساننا الخارجي ويكون لنا حياة مجيدة فيه... الأمر الذي هتف من أجله معلمنا بولس الرسول (مدفونين معه في المعمودية متشبهين بموته وقيامته). أيها القبر المميز... لقد تغيرت هيئة موضعك بدلا من أن تكون مقرا للأموات صرت مقرا لوارثي الملكوت ورب الحياة... أيها القبر السعيد والمبارك المطوب... تستحق المديح والآن يحيط بك صلبان ومجامر وألسنة وطغمات كهنوتية تمجد نصرة القيامة الصادر منك من أجل الحياة الأبدية. تعالوا أيها الأحباء نمدح قبر مخلصنا الذي فيه تبدلت كل الأمور... حتي أن اليهود ظنوا أنهم قتلوه وتخلصوا منه ولم يدركوا أنه في قبره حي... إلي الأبد.. ظنوا أنهم انتهوا منه إلي الأبد.. ولكنهم بضلالة عقولهم وعدم إدراكهم كيف يتخلصون منه وهو الرب الواهب الحياة... أنه حقيقة شبه لهم... لأن المسيح المصلوب والمدفون في القبر هو رب الحياة... (قدوس الرب الذي لا يموت). أيها القبر الرائع والمبدع بالبشائر المجيدة... طوبي لمن زارك وتقدس بالطلعة النورانية في سبت النور. طوبي لمن عاين أنوارك أيا القبر. تقدم إليك الخديوي إبراهيم باشا ابن محمد علي شاكيا جهله ولم يدرك النعمة المتفردة التي فيك... سقط علي وجهه أمامك أيها القبر القوي الجبار... ونهرت الخديوي علي جهله وفعلته الآثمة... أيها القبر الشاهد إلي الأجيال من جيل إلي جيل ليتنا ننال من نورك ومجد إعلانات الرب فيك فيضئ قلوبنا ويستر علينا ويقيمنا من كل ظلمة الخطية... ويحفظنا في سلام الله الذي يفوق كل عقل... كل عام وأنت أيها القبر محفوف بالنور..كما عودتنا وحولك الألوف والألوف من الزوار من كل حدب وصوب... وأنت شاهد بنورك ومجد الرب الذي سكن فيك. |
06 - 05 - 2013, 09:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مناجاة أمام قبر القيامة
طوبي لمن عاين أنوارك أيا القبر. ربنا يبارك خدمتك يا تيتو كل سنة وانت طيب |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوة القيامة |
أقوال الآباء عن القيامة |
بعض أحداث القيامة بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث |
خواطر تربوية من مشاهد القيامة |