![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلام لكما.. لا تخافا (متى28: 1-10)
.................................................. قال المرنم: «عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم» (مز30: 5). هذه العبارة تُعتبر أوضح تصوير لحال التلاميذ عندما قَبض الأشرار على سيدهم وربهم، وعندما اقتادوه إلى الصليب، ثم عندما أُدخل إلى الضريح. فحقًا ما من مساء فاق فيه الحزن كل حدود التصور، وسالت فيه الدموع مدرارًا مثل ما حدث في ذلك اليوم القاتم الرهيب، عندما رأى التلاميذ معبود قلوبهم، والذي هو بحق أبرع جمالاً من بني البشر، يُساق كشاة إلى الذبح، ثم يموت كما يموت أحد السفهاء، ورأوا محيي الرميم يُدفن كالبشر في قبر، ويختفي فيه ضمن مختوم الحجر! لكن جاء الصباح المنير. الصباح الذي يفوق في نوره وإشراقه كل صباح آخر، منذ أن قال الرب وسط ظلمة الأرض الحالكة: «ليكن نور، فكان نور» (تك1: 3). وسوف نتتبع الآن الأحداث الأولى لذلك الصباح الصحو المضيء، كما سجَّلته لنا البشارة الأولى في العهد الجديد، بشارة متى. ومعروف أن البشائر لم تروِ الأحداث ذاتها، بل إن كل بشير انتقى من أحداث ذلك اليوم المجيد ما يتناسب مع غرض الروح القدس من إنجيله. * * * * يقول البشر متى: «بعد السبت، عند فجر أول الأسبوع، جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر» (ع1). ومن المقطع الأول في هذه الآية، نفهم أن قيامة المسيح تمّت في أول الأسبوع، في فجر يوم الأحد، الذي سُمِّي في الكنيسة الأولى ”يوم الرب“. ونحن نعرف من البشائر أن النساء لم يذهبن إلى القبر يوم السبت، ليقُمن بأهم واجب، لأنهن استرحن حسب الوصية. فلقد كان التلاميذ يهودًا، يحترمون السبت ويقدسونه. إلا أن شيئًا خطيرًا يخبرنا به كل من التاريخ المقدس (سفر الأعمال) والتاريخ البشري، وهو أن يوم الأحد احتل بسرعة في مشاعر أتباع المسيح من اليهود محل يوم السبت. وهذا إنما يؤكِّد بكل يقين أن شيئًا جَللاً قد حدث في ذلك اليوم، جعل اليهود الذين تعوّدوا منذ نعومة أظفارهم احترام يوم السبت وتقديسه يُغيِّرون هذا الأمر. وما هذا الحدث إلا قيامة المسيح من بين الأموات في أول الأسبوع. إن هذا التغيير يمثِّل دليلاً تاريخيًا لا يقبل النقض على قيامة المسيح حقًا وصدقًا في ذلك اليوم، ولا يمكن تفسيره لدى كل من يُنكر حدوث قيامة المسيح، بعد ثلاثة أيام من صلبه. ولقد أعلنت قيامة المسيح انتهاء السبت، بل انتهاء كامل التدبير القديم الذي كان السبت علامته. وعندما بزغ فجر يوم أول الأسبوع، كان هذا إيذانًا ببدء تدبير جديد. ويعتقد بعضٌ أنه حتى طريقة الحساب للأيام من الغروب إلى الغروب قد تغيَّرت، ومن ذلك الوقت أصبح اليوم يبدأ بالفجر. يستطرد البشير قائلاً: «وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء، وجاء ودحرج الحجر عن الباب، وجلس عليه» (ع2). لقد كان هذا الحجر كبيرًا، كما يذكر كل من متّى ومرقس (مت27: 60؛ مر16: 2). وكان يحتاج إلى مجموعة من الرجال الأشداء، يشتركون معًا في دحرجته. ولكن ملاك السماء طبعًا دحرجه في لحظة. والبشير متّى ينفرد بذكر الأمر الذي أصدره بيلاطس لختم الحجر الذي كان على باب القبر بخاتم الإمبراطورية (مت27: 66)، وبذلك فقد ألقت الإمبراطورية الرومانية بكل سلطانها وهيبتها في القضية. فكما اشترك الأمم مع اليهود في صلب ابن الله، وكانوا معهم شهودًا عليه، هكذا اشترك الأمم مع اليهود في ختم الحجر، ليكونوا شركاءهم في باقي الجريمة، بل أيضًا شهودًا معهم على أغرب أحداث التاريخ وأهمها. ولكي يدحرج الملاك هذا الحجر، فضَّ يقينًا خاتم الإمبراطورية الرومانية الذي خُتم به الحجر. وجلوس الملاك فوق الحجر المدحرج فيه نوع من التحدي، فهو ليس على عجلة من أمره في إنجاز مهمته، كما أنه يعلن أن سلطان السماء، الأعلى من سلطان أعظم إمبراطوريات زمانها، أبطل ما فعلته تلك الإمبراطورية العظمى. وعندما جلس الملاك على الحجر المُدَحرَج، أصبح هو نفسه بذلك ختم السماء على الحجر في وضعه الجديد! وهكذا فإن كل ما عمله اليهود بأياديهم الآثمة، أبطله الله بيده القادرة. فماذا بوسع الحجر والختم والحراس أن يفعلوا، إن كان الله قد قرَّر أن يُقيم ابنه من الأموات. حقًا إن «الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم» (مز2: 4). ثم إن منظر الملاك الذي كان كالبرق، ولباسه الأبيض كالثلج (ع3)، بالإضافة إلى الزلزلة التي حدثت، ودحرجة الملاك للحجر، ثم جلوسه عليه؛ هذا كله جعل الحراس يرتعدون ويصيرون كأموات! (ع4). لقد ارتعش الجنود الأشداء، كما ارتعشت أيضًا الأرض الصمَّاء، أمام ملاك واحد مُرسَل من السماء! ويا للعجب، فالمسيح الذي كان قد مات، قام، وأما الحراس الذين وضعهم البشر ليحرسوا القبر والميْت، فقد صاروا مثل الأموات! وكما حدثت زلزلة عند موت المسيح، فقد صاحبت قيامته أيضًا زلزلة. ويبدو من السرد هنا أن الزلزلة التي حدثت، ونزول ملاك الرب من السماء، ارتبطا باقتراب المرأتين من القبر. وإن كان الختم الذي وضعوه على الحجر الذي على باب القبر أزاله ملاك السماء، فإن ابن الله نفسه أقامه إله السماء! فطبعًا ليس الملاك هو الذي أقام المسيح من الموت، ولا دحرجة الحجر هي التي أخرجت المسيح من القبر. إن الملاك أرجف الحراس، وأما الله فهو الذي أقام يسوع من الأموات. ثم إن دحرجة الملاك للحجر لم يكن القصد منها مساعدة المسيح للخروج من القبر، فالرب لم يكن محتاجًا إلى مساعدة ملاك ليقوم، فلقد قام بمجد الآب (رو6: 4)، كما أنه قام بمقتضى سلطانه هو (يو2: 19؛ 10: 17، 18)، وقام بفاعلية الروح القدس وقوته (1بط3: 18)، بل إن دحرجة الحجر كانت لتقدِّم السماء الدليل القاطع والبرهان الساطع على أن المسيح لم يعُد في القبر. وعندما دحرج الملاك الحجر، فإنما كان ليدعو النساء، وأيضًا الرسل، ليعرفوا ما كانت الملائكة قد عرفته بالفعل: أن المسيح قام من الأموات! ومن ثم ليكونوا شهوده عند الشعب. ثم يستطرد البشير متى فيقول: «فأجاب الملاك وقال للمرأتين: لا تخافا أنتما. إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا، لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضجعًا فيه» (ع5، 6). جميلة هذه العبارة: «لا تخافا أنتما!». كأنه يقول لهما: ”اتركا الخوف لغيركما. اتركاه للأعداء، أما الأحباء والمؤمنون بالمسيح فليس لهم أن يخافوا“. ونحن هنا نتذكَّر أن أولى نتائج الخطية المسجَّلة في الكتاب هي ما قاله آدم، الإنسان الأول، لله: «سمعت صوتك في الجنة فخشيت» (تك3: 10). أما هنا فنجد نصرة آدم الأخير، ربنا يسوع المسيح، ولذا ترد البشرى للمؤمنين به ”لا تخافوا“. قال الأخ وليم كلي: ”حتى مجيء المسيح وقيامته من بين الأموات كان هناك قدر من عدم الوضوح وعدم اليقين، رغم حنان الله الذي كان واضحًا في تعاملاته؛ ولكن من القيامة فصاعدًا الكل صار في النور. فكل أسباب الخوف والحزن قد دُفنت في قبر المسيح. ومن المسيح المُقام أتت إلينا كل بركات الله بحسب مشوراته الأزلية. وإن كان موته واجَه كل شروري، فإن قيامته هي نبع كل سروري. فحياتي وسلامي ومقامي أمام الله صارت لي كلها في المسيح المُقام“. ثم أخبرهما الملاك بأحلى خبر كان مُمكنًا أن يسمعاه في ذلك اليوم: أنه قام من الأموات. وعلينا أن ندخل إلى معنى هذه العبارة: «قام كما قال»! ولنتأكد أن كل ما يقوله الرب يفعله، فهل هو نظيرنا «يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟» (عد23: 19). ما أكثر ما قال المسيح إنه سيقوم! ففي كل مرة أعلن موته، أتبع هذا بإعلان عن قيامته. هناك ثماني مرات أعلن فيها المسيح هذا الحدث الجلل. وإنجيل متى وحده اختص بذكر ست منها: مت12: 40؛ 16: 21؛ 17: 9؛ 17: 22، 23؛ 20: 18، 19؛ 26: 31، 32. وإذ عرفت المرأتان أن المسيح قام من الأموات، فإن ما سبَّب الخوف والهلع للحراس، سبب الفرح والابتهاج لهما. وهي واحدة من المباينات العجيبة بين المؤمنين وغيرهم. فيقول الوحي إن أخبار الإنجيل السارة هي للمؤمنين رائحة حياة لحياة، وللهالكين رائحة موت لموت (2كو2: 16). كما يقول أيضًا إن كلمة الصليب (أي رسالة الصليب) عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة الله (1كو1: 18). لم تكن المرأتان حتى تلك اللحظات قد رأتا بعد غرض قلبيهما ومعبودهما، لكنهما سمعتا شهادة الملائكة أنه قام من الأموات، كما رأتا أدلة قيامته ونصرته، رأتا مصاريع النحاس وقد تكسَّرت، ومغاليق الحديد وقد قُصفت! وأشار إليهما الملاك بالدخول إلى القبر (ع6)، ربما لأنه لاحظ تردّدهما في تصديق مسألة قيامة المسيح. ودعوته للمرأتين لتدخُلا وتريا الموضع الذي كان الرب مضجعًا فيه، إنما كان ليقدِّم لهما الدليل الأكيد على نصرة المسيح، وقيامته من بين الأموات. والبشير متّى يحدثنا في ثلاثة فصول متتالية عن مواضع لها ذكريات عزيزة على قلوب المفديين: فهو يحدثنا في الأصحاح 26 عن ”ضيعة يقال لها جثسيماني“ (مت26: 36): من هذه الضيعة بدأ المسيح رحلة المعاناة والألم، ألم المحبة الذي تحمَّله طواعية ليفدينا. ثم يحدثنا في الأصحاح 27 عن ”موضع الجلجثة“ حيث يقول: «أتوا إلى موضع يقال له جلجثة، وهو المسمّى موضع الجمجمة» (مت27: 33)، وهناك تحمَّل المسيح الآلام الكفارية الرهيبة لأجلنا. وهنا في الأصحاح 28 نجد الموضع الثالث العزيز على قلوبنا جدًا، أعني به ”القبر الفارغ“. فلقد قام المسيح من الأموات ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه. كم عزيزة علينا جدًا هذه الأماكن حيث بدأ سيدنا رحلة المعاناة والألم، وحيث وصل الألم ذروته، وأخيرًا حيث زالت حقًا المرارة والألم وإلى غير رجعة! وفي الحقيقة أن بستان الأحزان، ومن بعده الصليب الرهيب، وأخيرًا القبر المظلم الكئيب، هذه الأماكن التي دخل فيها المسيح بمفرده، كان يجب أن تسبق أفراح القيامة التي في كرمه ارتضى أن يشركنا معه فيها. ثم بعد أن طمأن الملاك المرأتين، وأخبرهما بحقيقة قيامة المسيح من الأموات، ودعاهما لمشاهدة القبر الفارغ بأعينهما، فإنه أردف قائلاً: «واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه: إنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما» (ع7). لقد أتت المرأتان في الصباح لتنظرا القبر، ولقد دعاهما الملاك لتنظرا الموضع الذي كان الرب مضجعًا فيه، لكنَّه الآن يدعوهما لتذهبا مع تلاميذه إلى الجليل، وهناك يرونه. ويا له من تدرّج مجيد: من رؤية القبر، حيث ذوت كل الآمال وانتهت؛ إلى رؤية الموضع الذي كان الرب مضجعًا فيه، ولكنه موضع فارغ ليس فيه الحبيب، وهو ما يعطي نوعًا من الأمل؛ وأخيرًا رؤية شخصه حيًّا، كالمُقام من بين الأموات، أمل الحياة وفرحتها! ولكن لماذا اختار الرب أن تكون النساء هن أول من يعلم بحقيقة القيامة، وأول من يبشر بها؟ ربما أراد الله أن يختار الإناء الأضعف ليخبر عن نصرة القوي. أو ربما اختار المرأة في البستان لتنقل للتلاميذ أخبار الخلاص، حيث إن المرأة في الجنة هي التي أدخلت الموت. أو ربما أراد الرب مكافأتهما على وفائهما لشخصه في اتباعه إلى الصليب ثم إلى القبر. وعند الرب إذا كان حزننا مقدسًا، فإن الحزن الشديد يعوَّض بالفرح الأكيد. كما أن المحبة الممتازة يكافئها الرب بامتيازات خاصة. ونلاحظ أن الملاك لم يقُل للمرأتين: اذهبا سريعًا إلى قادة الأمة الأشرار، وقولا لهم: ”موتوا بغيظكم“، بل طلب منهما أن تذهبا سريعًا إلى تلاميذه لتخبراهم بأن المسيح حي، لكي تحيا أرواحهم فيهم. وهذا يذكِّرنا بما طلبه يوسف من إخوته، أن يسرعوا بالذهاب إلى أبيهم يعقوب، ويخبروه بأن يوسف حي بعد، لكي تعيش روح أبيهم فيه. وما أرق ذلك الراعي الوديع! فهو لم يشأ أن يعاقب تلاميذه على تركهم له، وعلى عدم تصديقهم ملائكته، بأن يبقيهم أيامًا في الحيرة والقلق، ولا أرسل إليهم رسالة توبيخ وتعنيف، بل أرسل إليهم رسالة سريعة تفيد قيامته له المجد من الأموات. ولا غرابة أن يقول الملاك: «ها هو يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه». فهو يقينًا يسبقهم. فهم بأجسادهم الترابية يحتاجون إلى وقت طويل للسفر من أورشليم إلى الجليل، وأما هو فبجسد القيامة لا يحتاج إلا إلى لحظة أو طرفة عين لينتقل من مكان إلى مكان. «فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم، راكضتين لتخبرا تلاميذه» (ع8). ومن القول ”فخرجتا“ نفهم أنهما دخلتا القبر بناء على دعوة الملاك، ليتأكد لهما أن المسيح لم يعد بعد في عالم الأموات، بل إنه ”قام كما قال“. والعبارة: «خرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم» يدل على المزيج العجيب الذي ملأ قلبيهما في ذلك الصبح المنير، فالمنظر ملأ قلبيهما برعب مقدس، والأخبار ملأت قلبيهما بفرح لا ينطق به ومجيد. كان الخوف بسبب العجائب التي رأتاها، وكان الفرح بسبب البشارة التي سمعتاها. لقد تمَّت فيهما حقًا كلمات المسيح التي كان قد قالها للتلاميذ في العلية قبيل الصليب: «أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح» (يو16: 20). تتكرر عبارات السرعة والركض في الآيتين 7، 8 ثلاث مرات. إن منظر نسوة يجرين في الشوارع ليس منظرًا مألوفًا، وهو يدل على مدى الحب والإخلاص الذي ميزهما نحو سيدهما، ونوع طاعتهما لرسالة الملاك الذي قال لهما: «اذهبا سريعًا قولا لتلاميذه». ثم يستطرد البشير قائلاً: «وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع: لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني» (ع9، 10). وبلغة سفر النشيد: «فما جاوزتهم إلا قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي» (نش3: 4). لقد كافأ الرب طاعة الإيمان التي ميزت المرأتين، لأن البركة تأتي دائمًا في رِكاب الطاعة، نعم كافأهما مكافأة سخية بأن أظهر نفسه لهما؛ فما عادت المرأتان تحملان فقط رسالةً من الملاك، بل خبرًا من الرب المُقام نفسه. وليس فقط سمعتا من الملاك أنه قام، بل إنهما رأتا الرب المقام شخصيًا. نعم ليس فقط حملتا أخبارًا عنه، بل خبرًا منه. والرب أكَّد على ما قاله الملاك. ولو أنه أضاف إضافة جميلة تناسب جو القيامة المجيد، عندما دعا تلاميذه ”إخوته“. هذه العبارة لم تستطع الملائكة أن تقولها، لكن المسيح بنفسه قالها. فهم ما عادوا مجرّد تلاميذ، رغم أنهم كذلك، بل هم أكثر من ذلك: هم إخوته. لقد كان تصرّفًا نبيلاً من يوسف أن يقول عن أولئك الذين باعوه «أنا يوسف أخوكم»، لكنه تصرَّف أعظم جدًا من رب يوسف، بل من إله كل نعمة، أن يشير إلى تلاميذه الذين هربوا كلهم، وتركوه وحده يواجه بطش اليهود والرومان قائلاً: «قولا لاخوتي». يا لجمال هذا المشهد عن قيامة المسيح، كما سجَّلته البشارة الأولى في العهد الجديد! فالمسيح يقول لتلميذتيه: «سلام لكما... لا تخافا... قولا لإخوتي... هناك يرونني». وأما هما فإننا نراهما ممسكتين بقدميه، وبلغة سفر النشيد: «وجدت من تحبه نفسي، فأمسكته ولم أرخه» (نش3: 4). كما نراهما ساجدتين عند قدميه، وكأنهما تردِّدان مع بني قورح: «لأنه هو سيدك، فاسجدي له» (مز45: 11). له كل المجد. قامَ المسيحُ يَا شَعبُ أَبْشِرْ صارَ الذبيحُ عَنْكَ بَديلا كُلُّ الخَطَايَا اِنْقَشَعَتْ بِهِ الدُّيُونُ قَد أُكْمِلَتْ قامَ المسيحُ قامَ المسيحُ زالَ العِقَابُ سُرِّي نَفسي مَا عَادَ مَوْتٌ لإهْلاَكِي قَامَ المَسيحُ فَطُوبَاكِي كُلُّ الخطايا طَمَت عَلَيهِ قَامَ البَديلُ والصُّلحُ تَمَّ فَأَصبَحَ العَدلُ يَرْضَاكِي وبِرُّ اللهِ قَد غَطَّاكِي قام المسيحُ والقبرُ ضَاءَ قَامَ الحَبيِبُ والنصرُ جَاءَ .............. مَخَالِبُ المَوتِ انكَسَرَتْ وَكُلُّ أَعدَاكِ انْدَحَرَتْ زكريا عوض الله م / يوسف رياض |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن يسوع المسيح |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
أول موضوع متكامل عن الكريسماس 2013 ادخل وشااااااااااارك |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين |