منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 05 - 2013, 04:20 PM
الصورة الرمزية john w
 
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  john w غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

يوم قيامة المسيح
.......................

إن قيامة المسيح هي إحدى أهم الحقائق في الإيمان المسيحي، ويوم قيامته من بين الأموات هو - بلا شك - أهم أيام التاريخ البشري كله من بدايته حتى الآن. فلا غرابة أنه بينما لم ترد أحداث ميلاد المسيح إلا في بشارتين فقط، هما البشارة بحسب متى والبشارة بحسب لوقا، فإن أحداث صلب المسيح، ثم قيامته من بين الأموات في اليوم الثالث، وردت في كل من البشائر الأربع.
ونحن نجد تسجيلاً لأحداث ذلك اليوم في ختام كل من الأناجيل الأربعة. ولا ننكر أن هناك صعوبة في التوفيق بين ما سجَّلته هذه البشائر، لكن التوفيق بينها ليس مستحيلاً؛ فنحن نؤمن بأن ما سُجِّل فيها ليس متعارضًا، بل هو متكامل، حيث يَنظُر كل بشير إلى الموضوع من الزاوية التي قصد له الروح القدس أن يعالجها في بشارته. وقصْدُنا الآن في هذا المقال أن نتصور ما حدث في ذلك اليوم العظيم. ومع أنه ليس من السهل معرفة ترتيب الأحداث كما تمت في ذلك اليوم، بشكل مطلق؛ فإنَّنا بتتبعنا الصبور لما سجّله البشيرون الأربعة سنحاول أن نعطي تصوُّرًا لترتيب أحداث ذلك اليوم الذي هو أهم أيام الزمان.
تحدَّثت كل الأناجيل عن أن النسوة في فجر يوم الأحد جِئن إلى القبر، وهو البقعة التي دُفنت فيها آمالهن، بعد أن دُفن فيه المسيح. وكان غرضهن استكمال ما كان نيقوديموس ويوسف الرامي قد ابتدأا يعملانه بعد موت الرب يسوع، من تحنيط لجسده قبل دفنه، حسبما نقرأ في يوحنا 19. ولكن لضيق الوقت لم يقوما بعمل كل ما يلزم، كما لم تشارك فيه النساء، وأردن أن يكون لهن نصيب في إكرام الشخص الذي هو محور حياتهن.
وهناك اختلاف حول موعد شراء النساء للحنوط. فمرقس يذكر أنهن اشترينه بعدما مضى السبت، بينما يفيدنا لوقا أنهن اشترينه يوم الجمعة بعد دفن المسيح مباشرة، وفي السبت استرحن حسب الوصية. وحل هذا الإشكال ميسور، لأن النساء اللائي فعلن ذلك كُنَّ كثيرات، فلا يُستبعد أن من أمكنهن استيعاب الموقف، أسرعن واشترين الحنوط يوم الجمعة، بمجرد موت المسيح، ولكن الوقت لم يسعفهن للرجوع إلى القبر لتحنيط الجسد؛ بينما اللواتي لم يتمكنَّ من استيعاب صدمة موت المسيح بسرعة ظللن وقتًا أطول عند الصليب، ثم عند القبر، وإذ أقبل يوم السبت تعذَّر عليهن شراء الحنوط، فاشترينه بعد غروب شمس يوم السبت، وقرّرن المضي مع بزوغ أول ضوء للقيام بالمهمة التي تثقّلن بتنفيذها.
ويخبرنا البشير لوقا أن عدد النساء اللائي ذهبن إلى القبر كان كبيرًا (لو24: 10)، وإن كان يوحنا يذكر واحدة فقط هي مريم المجدلية؛ ومتّى يذكر اثنتين، مريم المجدلية ومريم الأخرى، التي نفهم من مرقس أنها مريم أم يعقوب؛ ويذكر مرقس ثلاثًا، إذ يضيف إليهما سالومة. فهناك قاعدة تفسيرية هامة، وهي أن ذكر الجزء لا ينفي الكل؛ وأنْ يذكر بشيرٌ أشخاصًا بعينهم لا ينفي احتمال وجود أشخاص آخرين، أكثر من أولئك الذين خصَّهم هذا البشير بالذكر.
ثمة اختلاف آخر بين موعد الذهاب إلى القبر. فبينما يخبرنا البشير يوحنا أن مريم المجدلية جاءت إلى القبر ”باكرًا والظلام باق“ (يو20: 1) يذكر مرقس أن النساء وصلن إلى القبر ”إذ طلعت الشمس“ (مر16: 2). ونحن يمكننا أن نفهم أن مريم المجدلية خرجت من بيتها والظلام باقٍ، وأتت مع باقي النساء إلى باب غرب المدينة، وانتظرن هناك حتى فُتح الباب، الذي لا يُفتح عادة إلا قبيل شروق الشمس، ولما وصلن إلى القبر كانت الشمس قد طلعت.
كانت الصعوبة الماثلة أمام النساء هي: من يدحرج الحجر لهن؛ لأن الحجر كان ضخمًا (مت27: 60؛ مر16: 4). وما كُنَّ يعلمن شيئًا – على ما يبدو - عن الحراس الذين على باب القبر. فنحن نفهم من البشير متى أن اليهود لم يطلبوا حراسة القبر إلا ”في الغد“ (مت27: 62-66)، عندما كانت النساء مستريحات حسب الوصية (لو23: 56). إذًا فلقد شاهدت النساء دفن المسيح في مساء الجمعة، ورأين الحجر الكبير الذي دحرجه يوسف الرامي ليسدّ القبر، أما مسألة الحراس وختم الحجر فحدثت في اليوم التالي، وما كان لديهن علم بها.
وما إن اقتربت المجدلية من القبر، ورأت الحجر مرفوعًا عن القبر، حتى هرولت راجعة وحدها لتخبر بطرس ويوحنا بهذا الخبر المزعج (يو20: 1، 2). فلقد تخيَّلت سرقة الأعداء لجسد المسيح. ومن هذا نفهم أن اليهود كانوا يخشون سرقة التلاميذ للجسد (مت27: 64)، وكان التلاميذ يخشون سرقة اليهود الأشرار للجسد؛ لكن شيئًا أبعد من تفكير هؤلاء وأولئك هو الذي حدث!
كانت هذه بداية الأخبار الغريبة والمتلاحقة التي سمعها التلاميذ في ذلك اليوم. وكان كل من يصل إليه خبرٌ يسرع بإخباره للتلاميذ الآخرين، وهذا هو سر اختلاف الروايات بين الأناجيل، ولو أنَّها كلها اتفقت على أن المسيح قام من الأموات.
وما إن وصل الخبر من المجدلية إلى بطرس ويوحنا حتى أسرعا على التوِّ إلى المكان، ورأيا القبر المفتوح، ودخلا القبر، ورأيا القبر الفارغ والمرتب، فآمنا بصحة الخبر الذي نقلته المجدلية إليهما: أن جسد المسيح ليس في القبر.
وفي أثناء ذهاب مريم المجدلية لتخبر بطرس ويوحنا، ومجيئهم معًا إلى القبر، كانت النساء الأخريات قد دخلن إلى القبر المفتوح، حيث كان الحراس مصابين بالذهول والصدمة لرؤيتهم لملاك السماء (مت28: 3، 4). وهنا نجد اختلافًا بين عدد الملائكة الذين كانوا عند القبر كما ذكره البشيرون، حيث يركز كل من متى ومرقس على الملاك الذي دحرج الحجر وجلس عليه خارج القبر، وهو الذي دعا النساء للدخول لمشاهدة القبر الفارغ، أما لوقا ويوحنا فيخبراننا بأنه داخل القبر كان هناك ملاكان (لو24: 4؛ يو20: 11، 12). بل إننا من إنجيل لوقا يمكننا أن نفهم أن الملائكة ربما كانوا ثلاثة (واحد خارج القبر، واثنان في الداخل – لو24: 23).
وعندما دخلت النساء إلى القبر، رأين الملائكة، وسمِعن منهم خبر قيامة المسيح. فذهبن مسرعات ليخبرن باقي التلاميذ بالخبر العجيب. والأرجح أنه لدواعي الأمن لم يكن كل التلاميذ في ذلك الوقت موجودين في مكان واحد، وهو ما نستنتجه أيضًا من قول الكتاب: «أني أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية» (مت26: 31). لقد تشتّت شمل التلاميذ في تلك الفترة الحزينة، ولم يتجمعوا ثانية إلا عندما وصل إلى سمعهم ما يفيد بأن المسيح قام من الأموات. ولو لم يقم المسيح من الأموات، لما التأم شملهم قط. على أي حال، عندما نقلت النساء هذا الخبر الذي سمعنه من الملائكة، إلى التلاميذ، تراءى كلامهن لهم كالهذيان (لو24: 11).
عند ذلك قرر تلميذان أن يتركا هذا الجو الكئيب المضطرب، فتركا أورشليم وذهبا إلى قريتهما عمواس (مر16: 12، 13؛ لو24: 13-35). فأخبار موت المسيح، والحديث الغريب عن قيامته، كانت فوق طاقة احتمالهما، فقرّرا الهروب من المكان الذي يحمل لهما أسوأ الذكريات. وبعد رحيلهما عاد كل من بطرس ويوحنا إلى موضعهما بعد مشاهدتهما للقبر الفارغ.
أما مريم المجدلية - كما يخبرنا البشير يوحنا - فقد ظلت عند القبر واقفة وهي تبكي. من ثم انحنت لترى الوضع في داخل القبر، فرأت أولاً الملاكين اللذين تحدثا إليها، ثم ظهر لها المسيح شخصيًا، وطلب منها أن تذهب لتخبر تلاميذه بأنه قام. فذهبت لتخبرهم بأنها شاهدت المسيح المُقام، كما تخبرهم عن الرسالة التي حمَّلها إياها؛ فلم يصدقوها (مر16: 9-11).
وبالنسبة للنساء اللائي نقلن رسالة الملائكة لبقية التلاميذ، فإنهن قبل أن يعرفن شيئًا عن رؤية مريم المجدلية للمسيح المُقام، ونظرًا لأن التلاميذ لم يصدقوا كلامهن، فقد قرَّر بعضهنّ العودة إلى القبر من جديد، لعلهن يحصلن على معلومات إضافية تشفي الغليل. وفي طريق عودتهن من زيارة القبر، ظهر لهن المسيح أيضًا، وأكد لهن مرة أخرى رغبته في رؤية تلاميذه في الجليل. وهذا هو الظهور الذي تحدث عنه متى في إنجيله.
وبذلك يكون الرب قد ظهر في يوم قيامته أولاً لمريم المجدلية، ثم للنساء: اثنتين أو أكثر. وبعد ذلك ظهر لسمعان بطرس (لو24: 34)، ثم لتلميذي عمواس (لو24: 13- 35)، وأخيرًا للتلاميذ، ولم يكن معهم توما (لو24: 36-43؛ يو20: 19-25). ثم توالت بعد ذلك ظهورات المسيح لتلاميذه على مدى أربعين يومًا، مؤكِّدًا لهم - ببراهين كثيرة - أنه قام من الأموات (أع1: 3)، قبل أن يصعد أمام عيونهم إلى السماء.
هذه هي أحداث أعظم يوم في تاريخ البشرية. كيف لا وقد قام فيه المسيح من الأموات، معلنًا نصرته على عدو البشرية الأول؟ ولقد تحقَّق الخبر للتلاميذ، وهو الخبر الذي سبق وأعلنته أسفار العهد القديم (1كو15: 4). ولذك فنحن أيضًا يمكننا أن نقول بفرح: «إن الرب قام بالحقيقة» (لو24: 34). هللويا!

.............


م / يوسف رياض
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن يسوع المسيح
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر
أول موضوع متكامل عن الكريسماس 2013 ادخل وشااااااااااارك
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين


الساعة الآن 03:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025