منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 05 - 2013, 03:48 PM
الصورة الرمزية john w
 
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  john w غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

قيامة المسيح في المزامير

.................................................. .....

هناك إشارات واضحة كثيرة عن قيامة المسيح في سفر المزامير. سنركز الكلام هنا على مزموري 16؛ 41؛ ثم على مجموعة من المزامير قد يُطلق عليها مزامير الخلاص، وفيها نقرأ عن صلاة من المسيح يطلب فيها الخلاص ورحمة الله، وطبعًا هذا يتمثل في إقامته من بين الأموات ومنها مثلاً مزمور21، 22، 40، 69، 102.
في مزمور16 نقرأ عن قيامة المسيح بالارتباط بالله.
في مزمور41 نقرأ عن قيامة المسيح بالارتباط بالبشر، وخصوصًا أولئك الرافضين والمحتقرين له.
بينما في مزامير الخلاص، نقرأ عن قيامة المسيح بالارتباط بالمسيح نفسه، بوظائفه المختلفة.
أولاً: المزمور السادس عشر
فيه أول، وأوضح إشارة، عن قيامة المسيح. وفيه نرى قيامة المسيح بالارتباط بالله. وقد اقتبس منه بطرس في أعمال2، كما اقتبس منه بولس في أعمال13.
يمكن تقسيم هذا المزمور إلى شقين، الشق الأول من (ع1–8)، وفيه نرى أمانة المسيح تجاه الله، هذه الأمانة غير المحدودة؛ فهو الذي اتكل على الله تمامًا، وهو الذي ارتبط بالقديسين تمامًا، وهو الذي انفصل عن الأشرار وطُرقهم تمامًا.
ثم من ع9 –11 نرى الشق الثاني، وفيه نقرأ عن أمانة الله ناحية المسيح. هذه الأمانة تتمثل في أن الله تحت التزام بإقامة هذا التقي من بين الأموات.
«لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا»(ع9).
لقد كان قلب المسيح مملوًا بالفرح، وليس قلبه فقط بل أيضًا روحه كانت في حالة ابتهاج. طبعًا هذا لم يكن لأن الظروف حسنة، أو لأن الرياح مواتية، بل لأنه متكلٌ على الله. إن الاتكال على الله لا يمنح الاطمئنان فقط، ولكنه يُعطي سرورًا وفرحًا للقلب وابتهاجًا للروح.
قد يتكل الإنسان على الله طوال حياته إلى أن يصل الأمر إلى الموت، وهناك يكون الانزعاج والخوف، مثل حزقيا الملك في يومه. ولكن الأمر كان مختلفًا مع المسيح تمامًا؛ فحتى لو وصل الأمر به إلى الموت، إلى القبر والتراب، فإن جسده يسكن مطمئنًا. ومثلما كانت روحه سعيدة، وقلبه فرِحًا وهو على الأرض، هكذا سيكون عندما يصل جسده إلى التراب. لماذا؟ لأنه يثق في الله ويتكل عليه، حتى أمام هذا الأمر الرهيب الذي لا حلَّ له عند البشر جميعًا. إنه يثق في إقامة الله له من الأموات.
يا للروعة! هل ليسوع من مثيل؟! هل له من مثيل يثق في قدرة الله؟ هل من مثيل له يتكل ويستند على الله إلى النهاية؟
ولذلك يكمل قائلاً: «لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا».
في ع9 نسمع المسيح متحدِّثًا عن نفسه، ولكنه في هذا العدد يتحول متحدِّثًا لله. في هذا العدد يتحدث عن أمور سلبية لن يقوم بها الله، وهي أنه لن يترك نفسه في الهاوية، ولن يدع جسده يرى فسادًا. وفي العدد التالي يتحدث عن أمور إيجابية يصنعها الله له.
أولاً يقول لله: «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية». تحدث في هذا العدد أولاً عن الهاوية، قبل أن يتحدث عن تأثيرات الموت على الجسد.
والهاوية هي حالة النفس بدون الجسد. وهنا المسيح يعلن أنه لن يظل في هذه الحالة كثيرًا، فلن تطول المدة التي تكون نفسه فيها بدون جسده. وكما نعلم أن هذه المدة كانت ثلاثة أيام وثلاث ليال.
ثم «لن تدع تقيَّك يرى فسادًا»، وهذا ما يرتبط بالجسد. ففي الموت يحدث أمران: تصير النفس بدون الجسد وهذه هي الهاوية، ثم يمضي الجسد دون النفس إلى التراب، وبالتالي يعمل الفساد فيه فورًا. والله كان يعمل في الدائرتين، وهو لم يترك نفس المسيح في الهاوية، وهذا جانب، ولكن من الجانب الآخر لم يَدَع تقيَّه، أي قدوسه، يرى فسادًا.
بالمناسبة إن كلام المسيح هنا يختلف تمامًا عن كلام داود في مزمور6: 5، حيث يقول: «لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْمَوْتِ ذِكْرُكَ. فِي الْهَاوِيَةِ مَنْ يَحْمَدُكَ؟». داود يذكر أن كل شيء ينتهي بالموت، ولا أمل اذا وصل الإنسان للهاوية، ولكن كلام المسيح في مزمور16 يختلف تمامًا؛ فهو واثق من عدم ترك الله له، ومن أنه لن يرى فسادًا.
«تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ» (ع11)
هنا نجد الأمور الإيجابية التي يصنعها الله تجاه المسيح. أولاً يُعرِّفه سبيل الحياة، وهذا عندما يقيمه من بين الأموات، وبعد الموت والقبر والهاوية يأتي سبيل الحياة. ولا عجب فذاك الذي كان شعاره «حياة في رضاه»، لا بد أن يعرِّفه الله سبيل الحياة.
ثم «أمامك شبع سرور»، فلقد أجلسه الله عن يمينه فوق كل رياسة وسلطان وكل اسم يسمى. إن المسيح عندما كان على الأرض كان فرحًا في قلبه، مبتهجًا في روحه (ع9)؛ ولكن بعد القيامة لم يجِد أمام الله سرورًا فقط، بل شبع سرور.
ومن الممكن أن نفهم هذه الآية بالارتباط بالماضي والحاضر والمستقبل.
في الماضي عرَّف الله المسيح سبيل للحياة؛ إذ أقامه الله من بين الأموات. وفي الحاضر «أمامه شبع سرور»، فهو مسرور بالله وبما فعله معه. وفي المستقبل سيتمِّم الله كل مواعيده من نحو المسيح. وهذا ما تذكِّرنا به كلمة ”اليمين“، حيث قال الله له: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك» (مز110: 1)
ثانيًا: المزمور الحادي والأربعون
وفيه نقرأ إشارة واضحة عن قيامة المسيح، وفيه نرى قيامة المسيح بالارتباط بالإنسان.
في هذا المزمور نقرأ عن شر الإنسان ورفضه لمسيح الله، فالاشرار تملأ قلوبهم مثل هذه الأفكار «مَتَى يَمُوتُ وَيَبِيدُ اسْمُهُ؟... أَمْرٌ رَدِيءٌ قَدِ انْسَكَبَ عَلَيْهِ. حَيْثُ اضْطَجَعَ لاَ يَعُودُ يَقُومُ» (ع5، 8). بل الأكثر من ذلك «أََيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!» (ع9). هذا هو الإنسان في شره، يتمنى لمسيح الله أن يموت ويبيد اسمه، وينتهي أمره. وأخيرًا في تبجُّحٍ، وهذه إشارة نبوية عن الإسخريوطي، يرفع الإنسان على المسيح عقبه لكي يميته. وماذا كان رد المسيح تجاه كل هذا؟! هو المسكين في هذا المزمور (ع1)، والمسكين ليس لديه سوى الصلاة «أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَأَقِمْنِي، فَأُجَازِيَهُمْ» (ع10).
إنه يطلب القيامة، ولماذا يُقام؟! لكي يجازيهم. في أعمال17: 31 نقرأ بوضوح عن ارتباط القيامة بالدينونة «لأَنَّهُ (أي الله) أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ». فالمسيح أُقيم من بين الأموات، وهو المعيَّن من الله ليدين العالم، وقد تعيَّن وتجهَّز لهذا العمل، أي دينونته لكل العالم، بإقامته من بين الأموات.
يُختم مزمور41 بعبارة إلى الأبد «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِينَ فَآمِينَ» كما أننا في مزمور16 نقرأ في نهايته عن النعم التي في يمين الله إلى الأبد.
من هنا نفهم أمرين أنه بقيامة المسيح من بين الأموات، سيتمتع هو بكل النعم التي في يمين الله، وأيضًا بقيامة المسيح من الأموات سيدين المسيح الأشرار، وبذلك يعود المجد والبركه لله إلى الأبد.
ثالثًا: مزامير الخلاص
وهي تربط بين قيامة المسيح وأعمال المسيح المختلفة.
مزمور21
«يَا رَبُّ، بِقُوَّتِكَ يَفْرَحُ الْمَلِكُ، وَبِخَلاَصِكَ كَيْفَ لاَ يَبْتَهِجُ جِدًّا! شَهْوَةَ قَلْبِهِ أَعْطَيْتَهُ، وَمُلْتَمَسَ شَفَتَيْهِ لَمْ تَمْنَعْهُ. سِلاَهْ. لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُهُ بِبَرَكَاتِ خَيْرٍ. وَضَعْتَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجًا مِنْ إِبْرِيزٍ. حَيَاةً سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ. طُولَ الأَيَّامِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ» (مز21: 1–4).
المسيح في هذا المزمور هو الملك. هذا الملك كان له طلب، نفّذه له الله، ونتيجة ذلك فرح وابتهج بهذا. هذا الطلب يوصَف بأنه شهوة قلبه، وملتمس شفتيه أيضًا. لقد كان لدى المسيح رغبة داخلية «شهوة قلبه»، وأيضًا «ملتمس شفتيه»، إذ رفع صلوات خارجية تُعبِّر عن هذه الرغبة الداخلية؛ كما نرى في بستان جثسيماني وهو يصارع مصلّيًا. وما هو هذا الطلب؟! إنه القيامة من بين الأموات، وما أجمل استجابة السماء له: «حَيَاةً سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ. طُولَ الأَيَّامِ إِلَى الدَّهْرِ»!
لقد تمَّم الله طِلبته بأن أعطاه حياة، وله أيام إلى الدهر والأبد. وهنا جاءت قيامة المسيح بالارتباط بشيء سيقوم به شخصيًا، ألا وهو عمله كالملك؛ وهذا أمر رائع!
مزمور22
«أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ، فَلاَ تَبْعُدْ. يَا قُوَّتِي، أَسْرِعْ إِلَى نُصْرَتِي. أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، مِنْ يَدِ الْكَلْبِ وَحِيدَتِي. خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ قُرُونِ بَقَرِ الْوَحْشِ اسْتَجِبْ لِي» (مز22: 19-21).
هنا نجد صلاة المسيح لله، بأن لا يبتعد عنه، وأن يُسرع لنصرته، فهو يحتاج لإنقاذ من السيف ومن يد الكلب، بل من فم الأسد، ومن قرون بقر الوحش؛ وهذه كلها صور وتعبيرات مختلفة عن الموت.
طبعًا هناك نتائج كثيرة مرتبطة بوظائف المسيح المختلفة تأتي كنتيجة للقيامة في هذا المزمور؛ ولكن أروع شيء هو أنه قائد التسبيح وسط كنيسة الله، إذ يقول: «أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ» (ع22).
ولماذا التسبيح؟؟ «لأنه (أي الله) لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه؛ بل عند صراخه إليه استمع» (ع24).
شيء عجيب أن تتكرر كلمة «إلى الأبد» مرة أخرى في هذا المزمور أيضًا « يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ».
المسيح له حياة إلى الأبد، وهكذا كل من يتبعه، لقد صار هذا المقام من الأموات مصدر الحياة، إلى الأبد، لكثيرين!
مزمور 40
«أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَلاَ تَمْنَعْ رَأْفَتَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ دَائِمًا. لأَنَّ شُرُورًا لاَ تُحْصَى قَدِ اكْتَنَفَتْنِي. حَاقَتْ بِي آثامِي، وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُبْصِرَ. كَثُرَتْ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَقَلْبِي قَدْ تَرَكَنِي. اِرْتَضِ يَا رَبُّ بِأَنْ تُنَجِّيَنِي. يَا رَبُّ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ» (مز40: 11 – 13)
هنا يطلب المسيح من الله أن لا يمنع رأفته عنه، بل أن تنصره رحمته وحقّه دائمًا، فقد حاقت الآثام به، وطبعًا هذه الآثام هي آثامنا نحن. ولذلك طلب أن يرتضى الله بتنجيته، وأن يسرع لمعونته. هذا يتمثل في إقامته من بين الأموات.
في هذا المزمور نرى المسيح كالمتمِّم لمشورات الله، وهو الذي جاء بدرج الكتاب مكتوب عنه أن يفعل مشيئة الله، كما أنه هو مُعلن البر، بِرَّ الله لكنيسته «بشرت ببرٍّ في جماعة عظيمة» (ع9). وهذا المزمور هو مزمور المحرقة، والمحرقة كات تُوقد دائمًا، ولا عجب أن نقرأ كلمة ”دائمًا“ مرتين.
أولاً يقول المسيح لله «تنصرني رحمتك وحقك دائمًا» (ع11)، ثم نقرأ نتيجة الصلاة «ليبتهج ويفرح بك جميع طالبيك. ليقُل أبدًا (أي دائمًا) محبو خلاصك: يتعظم الرب» (ع16)
المحرقة استحضرت السرور لله، والرضا للإنسان؛ فالمسيح يترجى نصرة الله دائمًا، وفي هذا سرور لله. ثم يقول محبو خلاصك ليتعظم الرب دائمًا، وهنا نرى سرور الإنسان بما حصّله المسيح.
مزمور 69
«خَلِّصْنِي يَا اَللهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ دَخَلَتْ إِلَى نَفْسِي. غَرِقْتُ فِي حَمْأَةٍ عَمِيقَةٍ، وَلَيْسَ مَقَرٌّ. دَخَلْتُ إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ، وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي. تَعِبْتُ مِنْ صُرَاخِي. يَبِسَ حَلْقِي. كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنِ انْتِظَارِ إِلهِي... أَمَّا أَنَا فَلَكَ صَلاَتِي يَا رَبُّ فِي وَقْتِ رِضًى. يَا اَللهُ، بِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ اسْتَجِبْ لِي، بِحَقِّ خَلاَصِكَ. نَجِّنِي مِنَ الطِّينِ فَلاَ أَغْرَقَ. نَجِّنِي مِنْ مُبْغِضِيَّ وَمِنْ أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ. لاَ يَغْمُرَنِّي سَيْلُ الْمِيَاهِ، وَلاَ يَبْتَلِعَنِّي الْعُمْقُ، وَلاَ تُطْبِقِ الْهَاوِيَةُ عَلَيَّ فَاهَا. اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ. كَكَثْرَةِ مَرَاحِمِكَ الْتَفِتْ إِلَيَّ. وَلاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنْ عَبْدِكَ، لأَنَّ لِي ضِيْقًا. اسْتَجِبْ لِي سَرِيعًا. اقْتَرِبْ إِلَى نَفْسِي. فُكَّهَا. بِسَبَبِ أَعْدَائِي افْدِنِي» (مز69: 1-3، 13-18)
والصلاة في هذا المزمور من أوضح الصلوات التي تتحدث عن القيامة. فيبدأ المسيح بتوسلاته وصرخاته، ثم يعود - بعد أن يستعرض العار الذي سقط عليه نتيجة رفض إسرائيل له - للصلاة مرة أخرى في ع13. وفي صلاته هنا يذكر الموت بصورة واضحة حيث يقول: «لا تطبق الهاوية علي فاها».
ونحن نقرأ هنا عن تحمُّل المسيح للعار واللعنة. كان هناك عار خارجي، وهذا يتمثل في رفض البشر له (ع5–12)، ثم هناك عار داخلي بالارتباط بحملِه للخطية، وهو ما يقول عنه: «أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي... العار قد كسر قلبي فمرضت» (ع19، 20). ثم نقرأ عن قيامة المسيح بالارتباط بحُكمِه كابن الإنسان، إذ سيسيطر على كل الأرض «تسبِّحه السماوات والأرض والبحار وكل ما يدب فيها» (ع34). إنه هو ابن الإنسان الذي سيملك على كل شيء، وسيُخضع له كل شيء.
مزمور 102
«يَا رَبُّ، اسْتَمِعْ صَلاَتِي، وَلْيَدْخُلْ إِلَيْكَ صُرَاخِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي فِي يَوْمِ ضِيقِي. أَمِلْ إِلَيَّ أُذُنَكَ فِي يَوْمِ أَدْعُوكَ. اسْتَجِبْ لِي سَرِيعًا... ضَعَّفَ فِي الطَّرِيقِ قُوَّتِي، قَصَّرَ أَيَّامِي. أَقُولُ: يَا إِلهِي، لاَ تَقْبِضْنِي فِي نِصْفِ أَيَّامِي. إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ» (مز 102: 1–2، 23، 24).
المسيح يطلب هنا القيامة من بين الأموات، وهو يتحدث عن نفسه في هذا المزمور كإنسان، ولذا يصف حياته على الأرض كإنسان بأنها أيام (ع3، 11، 23، 24). إن حياة الإنسان تُقاس بالأيام مثلما سأل فرعون يعقوب: «كَمْ هِيَ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟» (تك47: 8). كما يذكر المسيح أيضًا أن أيامه قد فنيت، وهي كظل مائل، وأنها صارت قصيرة بمجيء الموت مبكِّرًا.
ولكن ماذا كانت إجابة السماء لصلاته المسجَّلة في أول المزمور، وفي ع24 «يَا إِلهِي، لاَ تَقْبِضْنِي فِي نِصْفِ أَيَّامِي»؟ كانت الإجابة: «إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ. مِنْ قِدَمٍ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَأَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ» (عدد24-26).
الإجابة أنه هو الله، ولأنه الله، فإلى دهر الدهور سنوك، وليس أيامك. كل شيء يتغير ويذهب وهو يبقى، بل إن سنيه هذه لا تنتهي.
هذا المزمور لا يتحدث عن وظائف المسيح، ولكنه يصف من هو في ذاته، فهو الله، الثابت الذي لا يتغيَّر، ولذلك هو الضامن لشعبه ولحقوقهم، لقد قال الرب يومًا لشعبه: «لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا» (ملا3: 6). وهنا لأن المسيح هو الله، الذي حتى لو وصل إليه الموت كإنسان، فإن «أَبْنَاءُ عَبِيدِكَ يَسْكُنُونَ، وَذُرِّيَّتُهُمْ تُثَبَّتُ أَمَامَكَ» (ع28). هو الذي سيردّ شعبه، لأنه هو الله الثابت الذي لا يتغيَّر.


إسحق شحاته
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن يسوع المسيح
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر
أول موضوع متكامل عن الكريسماس 2013 ادخل وشااااااااااارك
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين


الساعة الآن 12:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025