![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جسثيمانى ![]() لا أحدُ يُصدق أننى عرّقتُ حقاً دمَاً فى تلك اللّيلةِ في جسثيمانى وقليلين يؤمنون أننى عَانيتُ أكثر بكثيرَ مما عانيته في سّاعاتِ الصّلبِ. لقد كانت هذه الساعات أكثر ألماً لأنه كُشفَ لى بوضوح أن آثام كل شخصِ قَدْ صارت آثامي أنا ..... وأنني يَجِبُ أَنْ أُجيبَ عن كل أحد. وهكذا أنا البريء النقي أجبت الآب كما لو أنى كُنْتُ حقاً مذنباً بالتّضليلِ وبكل التّلوّثِ الذى تُرتكبونه يا أخوتي. لقد جُعِلتُ لصاً قاتلاً زانياً كاذباً شخصاً مدنِّساً شتّاماً مشوِّه السّمعة و....... متمرّداً ضد الآب الذي أحَببتُه دائماً. لقد كان التباين الكامل بين محبّتي للآب وبين إرادته السبب فى أن أعرق دّماً. لكننى أطِعتُ حتى النّهايةِ ومن أجل محبّتي لكل شخصِ غَطّيتُ نفسي بالذّنوبِ لأستطيع أَنْ أنفذ إرادة أبى وأن أخلصكم من الدينونة الأبدية . تأملوا بكم كثير من المعاناةِ الإنسانيةِ كان على أكابد فى تلك اللّيلةِ وصدقوني ما من أحد كان يقدر أَنْ يُخفّفَ مثل هذا الألمِ لأنني بالمقابل كُنْتُ أرى كيف أن كل واحد منكم قد كَرّس نفسه أن يَجْعلَ موتي قاسياً في كل لحظةِ ألم أُعطيت لي من جراء الإساءات التي كان علىّ أن أسدد عقوبتها بالكامل. أريدكم أن تعلموا مره أخرى كيف أنى قد أحببت كل البشر في تلك الساعة التى كان فيها الهجر والحزن بلا سبب فى آلامي أُريدكَم أَنْ تأخذوا فى الاعتبار قبل كل شيء المرارة التي سببتها معرْفتي للآثامِ التى تَظلمِ فكر البشر التى تَقُود فكرهم نحو الانحراف. إن هذه الآثامِ تكون مَقْبولُة منكم فى أغلب الأوقات كثمرةِ ميولِ طّبيعيةِ تدعوا أنها لا يُمكنُ مُقَاومَتها بإرادة المرء. اليوم كثيرون ممن يحيِّون في خطايا مُهلكةِ يلومون الآخرين أو القضاء والقدر بدون أن يحاولوا التَخَلُّص منها. لقد رَأيتُ هذا في جَثْسَيْمَانِي وعَرفتُ الشر العظيمَ الذى ستواجهه نفسى. لقد رأيت كثيرون جداً يفْقدونُ بالرغم من ذلك وكم عَانيتُ من أجلهم! إن هؤلاء الملائكةِ قَدْ طَمأنوني على محبّتكَ أيها الآب وهذه البهجةِ التى أرسلتها لى قَدْ صنعت عملاً حسناً بالرغم من مقاومتي الطّبيعيةِ. |
![]() |
|