22 - 04 - 2013, 11:36 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
ملوك الأول 14 - تفسير سفر الملوك الاول
الآيات 1-20:- في ذلك الزمان مرض ابيا بن يربعام. فقال يربعام لامراته قومي غيري شكلك حتى لا يعلموا أنك امراة يربعام واذهبي إلى شيلوه هوذا هناك اخيا النبي الذي قال عني اني أملك على هذا الشعب وخذي بيدك عشرة ارغفة وكعكا وجرة عسل وسيري إليه وهو يخبرك ماذا يكون للغلام. ففعلت امراة يربعام هكذا وقامت وذهبت إلى شيلوه ودخلت بيت اخيا وكان اخيا لا يقدر أن يبصر لانه قد قامت عيناه بسبب شيخوخته. وقال الرب لاخيا هوذا امراة يربعام اتية لتسال منك شيئًا من جهة ابنها لانه مريض فقل لها كذا وكذا فانها عند دخولها تتنكر. فلما سمع اخيا حس رجليها وهي داخلة في الباب قال ادخلي يا امراة يربعام لماذا تتنكرين وأنا مرسل اليك بقول قاس اذهبي قولي ليربعام هكذا قال الرب اله إسرائيل من اجل اني قد رفعتك من وسط الشعب وجعلتك رئيسا على شعبي إسرائيل. وشققت المملكة من بيت داود واعطيتك اياها ولم تكن كعبدي داود الذي حفظ وصاياي والذي سار ورائي بكل قلبه ليفعل ما هو مستقيم فقط في عيني. وقد ساء عملك أكثر من جميع الذين كانوا قبلك فسرت وعملت لنفسك آلهة أخرى ومسبوكات لتغيظني وقد طرحتني وراء ظهرك. لذلك هانذا جالب شرا على بيت يربعام واقطع ليربعام كل بائل بحائط محجوزا ومطلقا في إسرائيل وانزع آخر بيت يربعام كما ينزع البعر حتى يفنى. من مات ليربعام في المدينة تاكله الكلابومن مات في الحقل تاكله طيور السماء لأن الرب تكلم. وانت فقومي وانطلقي إلى بيتك وعند دخول رجليك المدينة يموت الولد. ويندبه جميع إسرائيل ويدفنونه لأن هذا وحده من يربعام يدخل القبر لانه وجد فيه امر صالح نحو الرب إله إسرائيل في بيت يربعام. ويقيم الرب لنفسه ملكا على إسرائيل يقرض بيت يربعام هذا اليوم وماذا الآن ايضا. ويضرب الرب إسرائيل كاهتزاز القصب في الماء ويستاصل إسرائيل عن هذه الأرض الصالحة التي أعطاها لابائهم ويبددهم إلى عبر النهر لأنهم عملوا سواريهم واغاظوا الرب. ويدفع إسرائيل من اجل خطايا يربعام الذي اخطا وجعل إسرائيل يخطئ. فقامت امراة يربعام وذهبت وجاءت إلى ترصة ولما وصلت إلى عتبة الباب مات الغلام. فدفنه وندبه جميع إسرائيل حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبده اخيا النبي.
واما بقية أمور يربعام كيف حارب وكيف ملك فانها مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك إسرائيل والزمان الذي ملك فيه يربعام هو اثنتان وعشرون سنة ثم اضطجع مع ابائه وملك ناداب ابنه عوضا عنه.
نجد هنا إنذار جديد ليربعام أقسى وأشد فتأديب الله يتصاعد ويشتد ضد الخاطئ حتى يتوب ونجد هنا أن ابن يربعام وربما هو بكره أو ولى عهده قد مرض. ولم يرد يربعام أن يذهب إلى أخيا النبي بنفسه فهو يعرف أنه خالف أوامره وجعل امرأته تتنكر لنفس السبب حتى لا يعرف أنها امرأته وهو ظن أن أخيا لن يقبله ثم هو خاف أن يعرف أحد من الشعب أنه يلجأ لنبى الله. ولنلاحظ أن يربعام لم يلجأ إلى عجوله لشفاء الولد بل لجأ إلى أخيا وإلى إله أورشليم مما يثبت أنه يعلم تماما ضلال طريقه. وهو يلجأ لله لكن ليس كتائب بل مختبئا، فهل الاختباء من الله يحمى الإنسان من غضب الله (مثال لذلك يونان) وربما لو قدم يربعام توبة ونزع الأوثان لقبله الله وشفى له ابنه وثبت كرسيه. وعجيب هو طلب يربعام.!!
فكل ما طلبه أن يعرف مستقبل الغلام ولم يطلب شفاء له. ولنلاحظ أن عقله بدأ يظلم وهذا مصير كل من يخالف الله. فكيف يعرف أخيا مستقبل الغلام ولا يعرف أن المرأة زوجته ولاحظ أن ذو العين السليمة فقد الرؤية وصار يتخبط في قراراته وأن النبي الأعمى له رؤية واضحة وحتى الآن فكثيرين مشغولون بمعرفة المستقبل ولكنهم لا يطلبون التوبة. وفي (2) شيلوه = هي جنوب شكيم وتقع بين أورشليم وشكيم. ونلاحظ هنا أن يربعام نقل مقر ملكه إلى ترصة (آية 17) وهي مدينة معروفة بجمالها نش 4:6. ولاحظ بالرغم من كل ما يحدث في إسرائيل أن الله مازال يقول شعبي إسرائيل (آية 7) فالله لم يرفضهم حتى هذه اللحظة. وفي (10) كل بائل بحائط= وقد تشير للإنسان المشرد الذي ليس له مكان أو بيت فحتى هذا سينزع وكانت تقال عن كل ذكر وهذه كناية يبدو أنها كانت مستخدمة في تلك الأيام. وبائل معناها من يتبول فمن يتبول على حائط لابد وأن يكون ذكرا. محجوزًا ومطلقًا = هو تعبير أيضًا يشير إلى جميع الناس وهناك من يفسره أنه يعنى العبيد والأحرار وهناك من فسره أنه يعنى سكان المدن ذات الأسوار (محجوز) والقرى التي لا أسوار لها (مطلق) كما ينزع البعر حتى يفنى = البعر هو الروث الجاف والتشبيه هنا أن الله سيحرق إسرائيل حتى تفنى كما تفنى النيران الروث الجاف تماما لأنهم احتقروا الرب. وفي (13) يندبه جميع إسرائيل = ويقال أن هذا الابن كان محبوبا وصالحا ورافضا لعبادة الأوثان وطلب رجوع العبادة لأورشليم (هكذا تقول التقاليد اليهودية) ولأن الرب أحبه أخذه حتى لا يتأثر بالعبادات الوثنية وسيكون هو الوحيد الذي سيدفن بكرامة من كل العائلة. وفي (14) هذا الملك هو بعشا 27:15-29. وماذا الآن أيضا = أي ما الفائدة أن أطيل الكلام والوقت قريب الذي فيه سيتحقق هذا الكلام. وفي (15) كاهتزاز القصب =القصب علامة الضعف وعدم الثبات. ويبددهم إلى عبر النهر = هذه نبوة بالسبى إلى أشور فالنهر هو نهر الفرات وهذه النبوة تحققت بعد 230 سنة 2 مل 6:17. سواريهم = تماثيل من خشب منقوشة. وفي (17) تحققت نبوة النبي ومات الغلام = وموت الولد عند دخول أمه إلى ترصة كان علامة على أن باقي النبوة ستحقق فهل تابوا؟!! أبدًا وفي (19) حارب يربعام رحبعام وأبنه أبيام (أبيا) 2 مل 30:14 + 2 أي 2:13.
الآيات 21-31:- واما رحبعام بن سليمان فملك في يهوذا وكان رحبعام ابن احدى واربعين سنة حين ملك وملك سبع عشرة سنة في اورشليم المدينة التي اختارها الرب لوضع اسمه فيها من جميع أسباط إسرائيل واسم امه نعمة العمونية. وعمل يهوذا الشر في عيني الرب واغاروه أكثر من جميع ما عمل اباؤهم بخطاياهم التي اخطاوا بها. وبنوا هم أيضًا لأنفسهم مرتفعات وانصابا وسواري على كل تل مرتفع وتحت كل شجرة خضراء. وكان أيضًا مابونون في الأرض فعلوا حسب كل ارجاس الامم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل. وفي السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر إلى اورشليم. واخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك واخذ كل شيء واخذ جميع اتراس الذهب التي عملها سليمان. فعمل الملك رحبعام عوضا عنها اتراس نحاس وسلمها ليد رؤساء السعاة الحافظين باب بيت الملك. وكان إذا دخل الملك بيت الرب يحملها السعاة ثم يرجعونها إلى غرفة السعاة. وبقية أمور رحبعام وكل ما فعل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الأيام لملوك يهوذا. وكانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الأيام ثم اضطجع رحبعام مع ابائه ودفن مع ابائه في مدينة داود واسم امه نعمة العمونية وملك ابيام ابنه عوضا عنه.
ينتقل الوحي الآن إلى قصة رحبعام وذلك لأننا نجد أن قصة تاريخ يهوذا وإسرائيل متداخلتان في كتاب الملوك. وفي (21)المدينة التي اختارها الرب= ليفرق بينها وبين العبادات في إسرائيل ففي أورشليم هيكل الرب. وأيضا ذكر أورشليم كمدينة اختارها الرب يزيد من بشاعة خطية يهوذا الذين لهم الهيكل والشرائع والكهنوت فهم أقاموا أنصاب = تمثل الجانب المذكر في الآلهة وهي حجر لعبادة البعل. وسوارى جمع سارية وهي تمثل الجانب المؤنث في الآلهة وهي تماثيل خشبية.مأبونون = هم ذكور شواذ جنسيًا كرسوا أنفسهم لعبادة البعل القبيحة وهم يتبرعون بدخلهم من زناهم للهيكل وكان هناك أيضًا زانيات مخصصات لذلك. ولذلك سمح الله لشيشق ملك مصر أن يؤدب يهوذا وربما كان صعود شيشق بالإتفاق مع يربعام لأنه وجد في الأوثان المصرية أن شيشق استولى على عدة مدن في إسرائيل وربما كانت هذه المدن مازالت تحت سلطة يهوذا فاستولى عليها شيشق وأعطاها لحليفه يربعام. وأخذ شيشق ثروة سليمان العظيمة وتحول الذهب إلى نحاس لأن عبادة الرب تحولت إلى عبادة أوثان.
ونجد أن الملك يؤدى عبادة مظاهر للرب فهو يذهب للهيكل وأمامه جنوده حاملين أتراس فهل يليق هذا بالتواضع أمام الله. ومما يثبت أن العبادة للرب ظاهرية أن القلوب كانت منقسمة ما بين عبادة الله وعبادة الأوثان.
|