تأملات فى احد المولود اعمى

[الصخره]

بعض تأملات فى انجيل الأحد السادس من الصوم المقدس [أحد المولود أعمى (يو: 9) ]
+ يسمى أحد التناصير لأن الكنيسة الأولى خصصته لعماد الموعوظين الداخلين إلى الإيمان لكى يعيّدوا عيد القيامة مع المؤمنين، ولأن الإنسان يولد بالخطية ويستنير بالمعمودية وهو كالأعمى الذى أبصر بعد الإغتسال بماء البركة كما طلب السيد المسيح منه.
+ معجزة باهرة صنعها السيد المسيح إذ خلق من الطين ـ (نفس الخامة التى خلقنا منها) ـ عينين لذلك المولود بغير عينين، انه الله الخالق متجسداً فى بشر، وقد أجاب على سؤال مهم بقوله إن هذا الرجل المولود أعمى لم يخطئ ولا أبواه لكونه ولد أعمى، ليس هذا العمى بسبب خطية ولكن لحكمة ارادها الله، فليس كل مرض أو عجز هو بسبب الخطية لكى لا نحكم على أحد أنه خاطئ إن رأيناه مريضاً أو به عجز، ولكن الخطية تسبب المرض، كما قال الرب يسوع له المجد لمريض بركة بيت حسدا المشلول (ها أنت قد برئت فلا تعد تخطئ لئلا يكون لك أشر) .
+ هذا الرجل الذى كان أعمى يعلمنا أن لا ندين أحد ولا ننساق فى ذلك مع الآخرين ولو كانوا أغلبيه، فعندما قالوا له عن يسوع نحن نعلم أن هذا الرجل خاطئ لأنه لا يحفظ السبت، قال أخاطئٌ هو لست أعلم إنما أعلم شيئاً واحداً اننى كنت أعمى والآن أبصر ـ أقر بما هو متأكدٌ منه ـ بل دافع عن السيد المسيح بشجاعة بقوله لو كان خاطئاً ما قدر أن يصنع هذه المعجزة.
+ قال السيد المسيح لليهود لو كنتم عمياناً لما كانت لكم خطيةٌ، ولكن الآن تقولون أننا نبصر فخطيتكم باقية، يقصد أن اليهود ببرهم الذاتى وشعورهم أنهم يعرفون كل شئ كأنهم مبصرين ولا يقدمون توبة لعدم شعورهم بالإحتياج اليها ستظل خطاياهم المتغافلين عنها باقية، بعكس المتواضعون الذين يدركون ضعفهم وخطيتهم ويبحثون عن كيفة إصلاح حالهم مثل الأعمى الذى يبحث عن كيف يبصر ويهتدى إلى السيد المسيح الذى يمنح البصر الروحى لمن يشعر أنه فى إحتياج اليه، لإلهنا العظيم كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين .