![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإخوة والمحبة “بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه” ![]() لم يسأل الله الخطاة أو الأبرار عن صلواتهم وعباداتهم، إنما يسأل أولاً عن مقياس إنسانية المؤمن “لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسيتموني، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إليّ” (متى 35:25-36). القراءة المتأنية للمقطع الإنجيلي توضح أن الدينونة ستكون أساساً على حياتنا وطريقة عيشنا مع الآخر، لا ترى الكنيسة هذه الحياة، مع الآخر، خارج العلاقة الأخوية التي يربطها ويشددها المسيح لتكون حياة مسيحية، مبنية على الإتحاد بالمسيح بواسطة نعمة الروح القدس. المؤمن الصالح والكامل في المجتمع هو الذي يتبع عظات وتعاليم أباء الكنيسة بدون تردد أو انقطاع، يقول بولس الرسول: “كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح” (1كو11:1)، والقديس يوحنا الذهبي الفم يسأل: “كيف من الممكن أن نكون متمثلين بالمسيح؟” ويجيب: “يكون أن نهتم بكل مَنْ حولنا وأن لا نطلب شيئاً لنفسنا”. من هو أخي؟ لا يمكن، داخل الكنيسة، تحديد معنىً للأخ ضمن أطر محددة وثابتة فالأمر واسع جداً. الأخ هو كل إنسان، ويمكن القول أنه كل أخ يجمعنا به المسيح ونراه فيه، وبالتالي عندما نحبه نحب المسيح، لأن كل إنسان هو على صورة الله. مفهوم الأخ داخل الكنيسة يعطينا إمكانية الخروج من ذاتنا والانفتاح أكثر نحو الآخر، ويعطينا أن نعمل بمحبة متجاوزين الخوف من الجحيم لنعبر إلى مكان الشركة الفردوسية. المسيحي لا يرى في وجه الأخر الشر الذي يحول الحياة والعالم إلى موت، لكنه يرى حتى في وجه “الإخوة الصغار” الحياة الحقيقة، المسيح والقيامة. لذلك عندما يتكلم القديس يوحنا الذهبي الفم عن الأخ فهو يتحدث عن “سر الأخ”، أما القديس افرام السرياني فيقول، في مقالته عن المحبة، عن الذي يبتعد عن المحبة أنه: “معطوب العقل، صديق للشيطان”. إذاً الحياة بدون محبة و بدون شركة مع الآخر تفسد الإنسان وتجعله غريباً مقطوعاً عن الجسد الواحد، وحالة القداسة الحقيقية للإنسان هي عمل شركوي أخوي. المحبة داخل المحبة المسيحية يختفي معنى الأخ، فيجب أن لا نحب كواجب. المحبة هي ما تتنفسه المسيحية وهي الشكل الطبيعي لوجودها، المحبة تعطي إمكانية معرفة المسيح الحقيقية، هي القوة التي تقرّب الإنسان المحب لله. المحبة هي كمال كل الناموس. المحبة تأتي من الله “لأن الله محبة” (1يو8:4)، والله لا يمكن تحديده ضمن إطار وحدود لذلك محبته أيضاً لا يمكن أن تحد بشيء. المحبة اليوم الغربة عن الآخر، التي أصبحت مسيطرة على جوانب حياتنا الاجتماعية، هي صفة العالم الآتي، وتكشف هوية إنسان الغد الذي يريد أن يعيش حياته بدون الله، بدون حب وبدون إرادة للعيش ضمن جماعة شركوية. المخرج الوحيد هو الحياة والعمل الكنسي، أي الحياة بالمسيح من خلال أسرار الكنيسة، لأن حياتنا في الكنسية الأرثوذكسية هي امتداد لحياتنا الليتورجية فيها، وإذا كانت غير مرتبطة مباشرة بالليتورجيا وليست تمجيد وشكر لله لا يمكن تسميتها أرثوذكسية، بل تكون عبارة عن مظاهر خارجية وواجبات اجتماعية لا معنى لها، وتصبح “لمحاكمة ولدينونة لا للخلاص”. يعيش المسيحي وسط عالم كلّه حزن وألم، يسيطر عليه الشيطان، كل ذلك يشكل عائق لعيش المحبة بشكلها الصحيح، بالتالي مغبوط الإنسان المجاهد في المحبة. الإنسان الذي يساعد نفس ما أن تخرج من ظلامها وحزنها وألمها يمتلئ من الفرح الحقيقي، ومن جهة أخرى الإنسان الذي يرى أخيه في حاجة وفي أزمة ما ولا يساعده، إن كان باستطاعته!، فهو يرتكب خطيئة وذنب كبير، بالتالي عدم محبة أخينا الإنسان سيبقيننا خارج الملكوت. لذلك لنوجّه أنفسنا نحو محبة الله ولنصلي للروح القدس أن يعلّمنا معنى المحبة الحقيقية. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() شكرا للتامل الجميل يا غاليه ماري
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( 1كو 13: 13 ) والرجاء والمحبة |
الصليب والمحبة |
الله والمحبة |
الإيمان والمحبة |
رجل السلام والمحبة |