رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله كلي العلم تطرقنا في الدرسين الاخيرين الى صفتين مُهمتين في الطبيعة الإلهية: الله كلي القدرة وكلي التواجد (متواجد في كل مكان وزمان). الصفة التي سندرسها اليوم هي الصفة الثالثة في احد أهم محاور الطبيعة الإلهية: علم الله بكل شئ. الله يعلم كل شئ، فهو كلي العلم والمعرفة وعلمه ومعرفته لا حدود لها لانه نفسه بطبيعته غير محدود. الله يعلم كل شئ في كل وقت، فهو لا يتعلم شئ جديد ولا يكتسب معلومة جديدة لان له العلم بالأمور قبل وقعها. فعلم الله يوم امس هو نفسه اليوم وهو نفسه يوم غد، معرفة كاملة شاملة بكل شئ. معرفة الله نابعة من كونه موجود في كل مكان، فمعرفته ليست معرفة إستنتاج او تفكير، لكن بالاحرى هو يعرف كل شئ لان كل شئ مكشوف أمامه. بالرغم من أن معرفة الله تفوق معرفتنا بما لا يُحد، لكن تفكير الله لا يختلف من حيث النوعية عن تفكيرنا. فلا يفكر الله بمنطق مغاير عن منطقنا. هذا يعني إن طريقة تفكير الله في الكتاب المقدس يمكننا فهمها بحسب منطقنا، فالله لا يفكر بطريقة تخالف منطقنا، بمعنى ان المتناقض لدينا ليس منطقي لدى الله. فالإختلاف بينا معرفتنا ومعرفة الله هو إختلاف في كمية المعرفة وليس في نوعية المنطق. معرفة الله بكل شئ، كقدرته المطلقة وتواجده في كل مكان، شئ يخلق في قلوب المؤمنين نوع من الإطمئنان والراحة لأن الله عالم بالحاضر والمستقبل وقادر على تقديم العون والإرشاد لنا. الخلاصة الله كلي المعرفة، فمعرفته هي غير محدودة، كطبيعته بكونه غير محدود. معرفة الله نابعة من قدرته المطلقة وتواجده المطلق في كل مكان في نفس الوقت. معرفة الله أسمى من معرفتنا لكنها من نفس المنطق، فليس المتناقض لدينا منطقي عند الله. معرفة الله الكاملة مصدر راحة وأمان للمؤمن. |
|