الخطية التي لا تغفر
بالرغم من أن أهم رسالة يحملها الأنجيل هي الغفران للذين يتوبون عن خطاياهم الا ان السيد المسيح حذرنا من خطية لا تغفر ولا تسامح بشأنها لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل. هذه الخطية هي التجديف على الروح القدس كما جاء في متى 12: 31، 32:
31. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.
من الواضح ان المسيح لا يشير لأي خطية عادية لأن أي منها هي مغفورة، لكنه يشير بصورة خاصة الى التجديف على الروح القدس. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو التجديف على الروح القدس؟
حاول البعض وصف التجديف على الروح القدس بالإصرار على عدم الإيمان بالمسيح حتى الموت وبما أن الموت ينهي فرصة توبة الإنسان فيكون بواسطتها نهاية رجائه في الإيمان وبالتالي الهلاك. والحقيقة ان لها نفس النتيجة و إنها فعلاً قريبة من التجديف على الروح القدس لكن كأن المسيح يشير الى شئ اخطر يعد ليس رفضاً للإيمان وإنما لشئ يحتوي على هجوم مباشر على شخص الله.
هنا علينا ان نكون حذرين في الوصول للمعنى المقصود لان المسيح بإعتباره الله الظاهر بالجسد تعرض للكثير من الهجومات من البشر بل نسبه البعض بأنه في حلف مع الشيطان، لكن مع ذلك صلى المسيح وهو معلق على الصليب طالباً الغفران لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون (لوقا 32: 34)
لذلك من يهجم على الله وعلى المسيح بجهل فهو يستحق الغفران لانه لا يعرف ماذا يفعل، فهو يجهل من هو الله الحقيقي ويجهل من هو المسيح. لذلك اخص المسيح الخطية التي لا تغفر لهؤلاء الذين يجدفون على الروح القدس، وهم هؤلاء الذين استناروا بمعرفة الروح القدس وأصبحوا يعرفون حقاً ان يسوع هو حقاً المسيح لكن مع ذلك يتهموه بأنه من جهة الشيطان متعمدين بالإساءة بمعرفة وليس بجهل.
في نفس الوقت نحن على يقين من ان الله يحفظنا في نعمته من ارتكاب هذه الخطية، فما دام في داخلنا خوف من ارتكاب هذه الخطية فهذا دليل على عدم ارتكابنا لهذه الخطية وعلى خشية قلوبنا مقارنة بهؤلاء الذين قسوا قلوبهم بحيث اصبحوا لا يشعرون بأي ندم عليها.
الخلاصة
الخطية التي لا تغفر هي التجديف على الروح القدس. التجديف على الروح القدس ليس خطية عادية بل هي هجوم مباشر ومتقصد على شخص الله بمعرفة تامة، أي ليس عن جهل، بشخصية المسيح والروح القدس.
هذه الخطية لا يرتكبها المؤمن لان نعمة الله تحفظنا من النزول لهذا المستوى وقلوبنا الخاشعة تخاف من التعرض لشخص الله القدوس.