منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 03 - 2013, 10:02 PM
 
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كيلارا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

[center]
في وسط العاصفة
نموذج فريد لتلاقي الفضائل
عهد البابا أنستاسيوس
(598-610م)
مرحلة جديدة مع حُكَّام جُدد).

وكان من بين كهنة كنيسة الإسكندرية الإيغومانس أنستاسيوس كاهن كنيسة ”الإنجيليين الأربعة“ الذي كان قد تعلَّم في المدرسة الفلسفية الإسكندرية فصار قاضياً في القصر الملكي، لأنه كان ابناً لشريفٍ من أشراف المدينة. على أنه استقال من منصب القضاء رغم ما تمتَّع به من جاه بسببه، وتكرَّس ليخدم الكنيسة ككاهن لله العلي. وقد أجلَّه المؤمنون لِمَا كان عليه من سجايا عالية وحكمة نادرة ووقار طبيعي ظهر في عمله كقاضٍ في محاكم الإمبراطورية. ثم اقتاده الشعب - حسب تقليد رسامة بابوات الإسكندرية - إلى الكنيسة المرقسية حيث وضع الأساقفة أيديهم على رأسه ليصير الأسقف السادس والثلاثين على كرسي مدينة الإسكندرية العظمى وخليفة القديس مار مرقس الرسول والإنجيلي. وكان ذلك عام 598م (314 للشهداء).

الإمبراطور ”فوقا“ يُضاعف الاضطهاد:

وكان يجلس على عرش القسطنطينية إذ ذاك الإمبراطور فوقا، الذي اغتصب العرش عنوة من الإمبراطور السابق وجلس موضعه، وكان ظالماً عاتياً. فصادف ظُلمَه وعتوَّه حقدُ البطريرك الدخيل المسمَّى أولوجيوس الذي كان مُعيَّناً من قِبَل الإمبراطور ليُروِّج للمذهب الخلقيدوني، فأسرع ووشى لدى الإمبراطور الجديد بأقوال كاذبة ضد البابا الإسكندري الجديد بأنه حَرَم الإمبراطور وجميع الملوك المتشيِّعين لمجمع خلقيدونية. فلما سمع ”فوقا“ ذلك كتب لوالي الإسكندرية أن يغتصب من البابا بيعتي قزمان ودميان وجميع أوانيهما ويُعطيهما لأولوجيوس هذا. وتمَّ الاستيلاء على الكنيستين بالقوة، ورجع البابا أنستاسيوس إلى الدير وقلبه ملآن بالحزن.

وضاعف هذا الإمبراطور البطش والتعسُّف أكثر من سابقيه. فقد بعث بأوامره المشددة إلى ولاته في مصر بمضاعفة الاضطهاد على المصريين وأن يختصوا البابوات والأساقفة بالنصيب الأوفر من هذا الاضطهاد، مما اضطر البعض منهم إلى مغادرة مقار كراسيهم والالتجاء إلى الأديرة في الصحاري حيث يُمارسون الصوم والصلاة من أجل الكنيسة المتألِّمة المجاهدة.

على أن البابا أنستاسيوس ولكونه من عائلة شريفة لم يضطر إلى مغادرة العاصمة، إذ كان الولاة رغم الأوامر الصادرة إليهم يحسبون حسابه. لذلك كان هذا البابا الإسكندري يواجه ما يبلغه من تهديد ووعيد بعدم المبالاة، كما كان ينتقل إلى مدن الكرازة ليتفقَّد رعيته. فأدَّت جرأته إلى ازدياد احترام الحكام له، فلم يتعرَّضوا له مطلقاً أثناء تجواله، وكان يعود بعد كل زيارة افتقادية إلى مقر كرسيه من غير تردُّد. وقد قام البابا برسامة عدد كبير من الكهنة في جهات متفرقة، وبخاصة لأنه كان قد نجح في استرداد بعض الكنائس التي كان الخلقيدونيون قد استولوا عليها. كذلك بنى عدة كنائس جديدة. على أن هذا الإمبراطور ”فوقا“ سرعان ما سقط عن عرشه، إذ قام عليه ”موريس“ وقتله واستولى على عرشه.

نموذج متكرر من فضائل البابوات وسعة صدرهم:

وفي تلك الأيام الصعبة مات ”بطرس“ البطريرك الأنطاكي المبتدع الذي قاوم البابا الإسكندري داميانوس في محاولة نصحه بترك هرطقته عن الثالوث الأقدس وخَلَف هذا البطريرك راهب يُدعى ”أثناسيوس“. فسارع البابا أنستاسيوس، ودون أن ينتظر من البطريرك الجديد أن يُرسل له رسالة ”السينوديقا“ المتعارف على أن يُرسلها كل بطريرك جديد إلى إخوته البطاركة؛ وأرسل هو رسالة محبة ومودة للبطريرك الجديد. فلما تسلَّم مار أثناسيوس رسالة البابا الإسكندري فرح فرحاً عظيماً. وفي الحال جمع البطريرك الأنطاكي أساقفته وتلا عليهم رسالة البابا الإسكندري، فاغتبطوا بها. ثم أجمعوا على كتابة رسالة ترد على بادرة المحبة والسلام من البابا الإسكندري برسالة سلامية وأن ينتدبوا بعضاً منهم للذهاب إلى مصر لتسليمها إليه شخصياً، على أن يرأس البطريرك الأنطاكي هذا الوفد بنفسه.

ولما قرب مار أثناسيوس وأساقفته من الوصول للإسكندرية سمع البابا أنستاسيوس بقدومهم وكان لا يزال مقيماً في الأديرة، فخرج من الدير مع وفد من رهبانه ليلتقي بضيوفه الأجلاَّء شمالي الإسكندرية حيث احتفى بهم. وقد قضى الأنطاكيون في ضيافة البابا الإسكندري شهراً كاملاً تناوبوا خلاله المناقشات والحوار باتفاق وانسجام. ثم رجع الأنطاكيون إلى بلادهم وقد عادت الشركة التي كانت مقطوعة بسبب البطريرك السابق، وكان الفضل في هذا يرجع إلى حكمة وحنكة البابا الإسكندري وعلوِّه على الخلافات والمشاحنات.

المحنة الأولى في القرن السابع: الغزو الفارسي:

إذ لم يكد البابا أنستاسيوس يودِّع ضيوفه وقد امتلأ قلبه بالشكر لله لعودة الأُلفة بين الكرسيين الرسوليين، حتى أخذت السُّحُب القاتمة تتكاثف فوق مصر الوطن الحبيب العزيز على قلب كل مصري، إذ أخذ الفرس يزحفون على البلاد المصرية بعدما أحرزوا الانتصار على القوات البيزنطية المرابطة على الحدود الشرقية للإمبراطورية في أورشليم وسوريا؛ حيث دخل الفرس أورشليم ونزعوا الصليب المحفوظ في كنيسة القيامة وحملوه إلى بلادهم، فاضطر مئات من سكان فلسطين وسوريا إلى الهرب والالتجاء إلى مصر تفادياً لِمَا قد يقع عليهم من بطش الفرس الذين يحملون الخراب والدمار حيثما حلُّوا. وسارع البابا أنستاسيوس إلى الترحيب بهؤلاء اللاجئين، وجاهد هو وأساقفته على توفير أسباب الراحة لهم وتأمينهم في عيشهم.

مواقف مضيئة مُشعَّة بالمحبة لدى البابا أنستاسيوس:

وفي هذه الظروف المتسارعة في التطور نحو الأسوأ تجلَّت فضائل البابا أنستاسيوس تجاه البطريرك الدخيل المفروض من الإمبراطورية. فقد خَلَفَ أولوجيوس المنوَّه عنه سابقاً تاودورس، ثم خَلَفَه ”يوحنا“ الذي لُقِّب بالرحيم، وذلك لأنه كان بخلاف البطاركة السابقين المفروضين من الحاكم البيزنطي على جانب عظيم من رقة الأخلاق المسيحية. فقد تسابق مع البابا الإسكندري أنستاسيوس في مواساة المنكوبين اللاجئين إلى مصر، لأنه كان أكثر ثروة لأن البطاركة المفروضين كانوا واضعين أيديهم على إيراد الكنائس القبطية ودخلها. وقد تحوَّل هذا التسابق إلى تعاون في وجه هذه المحن التي ألَمَّت بالمصريين واللاجئين، فسار البابا أنستاسيوس مع يوحنا بغاية الود والصداقة الخالصة من أي نفاق لما تبيَّنه فيه من التقوى الصحيحة.

”نهاية سيرتهم“ مفعمة بالمحبة وإنكار الذات:

«انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم» (عب 7:13). وختم البابا أنستاسيوس سيرته وحَبْريته وهو يفيض بالمحبة والود والتسامح تجاه الغريب والقريب والصديق والعدو، وظل اثنتي عشرة سنة يرعى شعبه بالمحبة وحفظ الإيمان المستقيم، كتب فيها اثني عشر كتاباً في الإيمان الرسولي. ثم انتقل إلى كورة الأحياء في الثالث والعشرين من كيهك عام 610م. شرقية، 326 للشهداء.






التعديل الأخير تم بواسطة كيلارا ; 27 - 03 - 2013 الساعة 10:07 PM
رد مع اقتباس
قديم 28 - 03 - 2013, 07:47 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,216

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: نموذج فريد لتلاقي الفضائل عهد البابا أنستاسيوس (598-610م)

شكرا على المشاركة الجميلة
ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 04 - 2013, 07:36 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نموذج فريد لتلاقي الفضائل عهد البابا أنستاسيوس (598-610م)

نموذج فريد لتلاقي الفضائل عهد البابا أنستاسيوس (598-610م)
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إخفاء الفضائل لقداسة البابا شنودة الثالث
نموذج فريد للحفاظ على الجليد
أبينا الجليل في القديسين توما الأول القسطنطيني‎ ‎‏(+610م)‏
البابا فى لقاء الأربعاء-برنابا...نموذج من عدة فضائل
البابا انسطاسيوس أو أنستاسيوس البطريرك رقم 36


الساعة الآن 07:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025