![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() السجود بالروح والحق تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق... الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ( يو 4: 23 ، 24) عندما قال المسيح للمرأة السامرية: «الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا»، قصد أن السجود لله هو بالروح، أي بالطبيعة الجديدة التي أشار إليها المسيح في يوحنا3: 6 عندما قال: «المولود من الروح هو روح»ٌ (أي طبيعة روحية مثل المصدر الذي وُلدت منه). كما أن السجود لله هو أيضًا سجود بالحق، أي بما يتناسب مع إعلان الله عن ذاته في المسيح. وبالتالي فإن سجودنا الآن هو سجود روحي، كما أنه يتناسب مع إعلان الله الكامل في العهد الجديد. ولاحظ كلمة «ينبغي» في كلام المسيح مع السامرية. إنها تعني أن أي سجود بخلاف ذلك ليس سجودًا على الإطلاق. نعم نحن لا نسجد للآب بعيوننا وآذاننا وأنوفنا وأصابع أيادينا. كلا، ليس بالجسد نسجد للآب، فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. وكما أن السجود الجسدي لا يصلح، لا يصلح أيضًا السجود الطقسي. هذا بعيد كل البُعد عن السجود بالروح والحق الذي تحدَّث المسيح عنه هنا، وقال إنه قد أتت ساعته! إننا إن فعلنا ذلك نكون كمَن ينبش القبور، ليُخرج نظامًا، ليس فقط عِتَق وشاخ، بل قد اضمحل فعلاً ( عب 8: 13 ). كلا أيها الأحباء، فنحن لن نُرجع الزمن إلى الوراء، ولن نوقد الشموع في وجود الشمس بكل ضيائها! ثم إن كان السجود الطقسي والسجود الجسدي لا يصلحان، فمثلهما أيضًا مرفوض ولا يصلح السجود النفسي الذي يعتمد على الانفعالات والعواطف. كلام المسيح هنا صريح وواضح، فالله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. عبادتنا ليست عبادة طقسية، من فورَم جامدة أو كليشهات محفوظة، ولا هي عبادة جسدية، تعتمد على الشم أو السمع أو النظر، ولا عبادة سرية تعتمد على الأسرار، ولا عبادة نفسية عاطفية، تعتمد على إثارة العواطف، هذا كله غريب عن طابع عبادتنا المسيحية، بل إن «عبادتنا عقلية» ( رو 12: 1 )، أي معقولة كما أنها واعية «والذين يسجدون (لله) فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا». |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() السجود الحقيقي الآن تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق ( يو 4: 23 ) السجود هو فيض القلوب والأرواح التي وجدت لذتها واكتفاءها في المسيح. هذا الفيض متجه إلى الآب والابن، بقوة الروح القدس. عندما سألت المرأة السامرية عن السجود، وقارنت بين سجود اليهود وسجود السامريين قائلة للمسيح: «آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنَّ في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه»، فإن المسيح انتهز الفرصة ليعمل مفارقة بين السجود القديم، سواء سجود اليهود أو سجود السامريين، والسجود الحقيقي الذي يميِّز المسيحية الآن. هي سألته عن السجود باعتباره أحد اليهود، لكن سجود اليهود كانت قد أتت نهايته، فأجابها باعتباره الابن الوحيد، الذي بمجيئه في الجسد، أتت ساعة السجود بالروح والحق. لقد قال لها المسيح: «يا امرأة، صدقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب... الله روح. والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا». لم يكن سجود اليهود قديمًا بالروح، بل كان سجودًا جسديًا ورمزيًا، ولم يكن سجود السامريين بالحق، إذ كان مبنيًا على خرافات من أقوال آبائهم. وأما سجودنا نحن الآن، فإنه بخلاف سجود اليهود قديمًا، إذ إنه بالروح، وبخلاف سجود السامريين وغيرهم، إذ إنه بالحق. ونلاحظ أن اليهود كانوا يسجدون لِما كانوا يعلمون، بعكس السامريين الذين كانوا يسجدون لِما لا يعلمون (ع22). وأما نحن الآن فنسجد ليس فقط لِما نعلم، بل أيضًا لمَن نعلم، ونعرفه في أوثق علاقة، هي علاقة الأبناء بالآب. إننا نسجد للآب بالروح القدس الذي هو أيضًا «روح التبني». ثم إن السجود المسيحي، كما أعلن المسيح للمرأة السامرية، ليس في جبل جرزيم (كسجود السامريين) ولا في أورشليم (كسجود اليهود). فهو بخلاف السجود المزيف للسامريين، والذي كان مبنيًا على مكان خُرافي، وبخلاف السجود الرمزي لليهود، والذي كان يعتمد على مكان جغرافي. أما بالنسبة لنا الآن، فإن سجودنا لا يحكمه مكان مُحدد أيًا كان، بل ينبغي أن يكون له طابع معين: «بالروح والحق». |
||||
![]() |
![]() |
|