رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المجد الفارغ
يحضّر السيد، في انجيل اليوم، تلاميذه لآلامه ولصلبه الصعب والقاسي بالنسبة لكثير من المسيحيين. هو يقوي ويشجع تلاميذه بأن النصر سيكون من حليفه ضد الخطيئة، لأن ابن البشر “في اليوم الثالث يقوم”، فحدثّهم المسيح عن لحظات موته وقيامته، إثنان من تلاميذه، يعقوب ويوحنا، اقتربا إليه لا ليعبّران عن حزنهما أنه سيموت بل كي ينالا الفائدة من تضحيته على الصليب، بأخذ أماكن مرموقة في الفردوس، فاشتعل بداخلهما هوى المجد الباطل، هذا الهوى هو رغبة خاسرة وإن سيطر فإنه يؤثر على حياة الإنسان بالكامل. يدفعنا موقف التلميذان للوقوف والحديث عن هوى المجد، والمبتلي فيه يحاول ان يظهر بصورة مجمّلة لا يستحقها ولم يتعب لتحصيلها ولم يصل إليها باجتهاد وتعب واستحقاق، فالكثير من المتكبيرين يصعدون على أكتاف الآخرين كي يظهروا ويتباهوا بظهورهم. يستخدم الإنسان، المريض بهوى العجب، كل الوسائل الممكنة لتحقيق مآربه، يراوغ ويهدد ويكذب ويتظاهر بالتواضع كي يتكبر بتواضعه ويتظاهر بما يملك وأن بإمكانه الوصول إلى أعلى المراتب السياسية والإقتصادية، محب المجد الفارغ يتظاهر أنه عبد للجميع، هو لا يهتم بالأمور الروحية ولكن إن علم أنها توصله إلى مآربه فإنه يستخدم الأمور الكنسية والروحية لتحقيق ذلك. في انجيل اليوم يتضح موقف المسيح من خلال جوابه لتلاميذه بأن المجد الشخصي يتحقق بمقدار الجهاد والتضحية “من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً” (مر43:10)، حتى المسيح بذاته جاء “ليَخدم لا ليُخدم”، الإنسان المتواضع هو الذي لا يطلب مجداً لنفسه بل خيراً لكل البشرية فالمسيح مات من أجل خلاص كل البشرية وبذل دمه من أجل أن تحيا وهكذا علينا أن نفعل متعلّمين من معلم الكل أن الخير يجب أن يعود على الجميع وليس على ذاتنا فقط ومن ثم هذا الخير ينعكس علينا ويقوينا لفعل خير أكبر. من يهرب من المجد الفارغ يشعر بوجود الناس من حوله من يهرب من المجد الفارغ يمتلئ بالحب من يهرب من المجد الفارغ يمتلئ من الله من يهرب من المجد الفارغ يعيش لا من أجل ذاته بل من أجل كل من حوله من يهرب من المجد الفارغ يتخلص من الأنا وتحل محلها النحن من يهرب من المجد الفارغ تتحول صلاته من كلام بالفراغ إلى أحرف ذات ألحان يحب أن يسمعها الله من يهرب من المجد الفارغ ينقل ذاته من الفراغ إلى إناء ممتلئ بنعمة الروح القدس، القديسة مريم المصرية، التي نقيم تذكارها اليوم، فعلت ذلك فتخلت عن العالم كله من أجل اقتناء المسيح. إخوتي الأحباء، لعل أكثر ما يبعد الإنسان عن تحقيق الهدف في اقتناء الروح القدس هو ملء الذات بالأنا بدل الروح القدس، وكلما حيينا من أجل ذاتنا ابتعد عنا الروح القدس، طلب الله منا أن نكون خدّاماً للآخرين وباذلين النفس من أجلهم فهل أنت مستعد؟ |
03 - 04 - 2013, 07:57 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: المجد الفارغ
“من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً” (مر43:10)، حتى المسيح بذاته جاء “ليَخدم لا ليُخدم”، موضوع في قمة الروعة والنصح في مسيرة الحق شكراً أختي العزيزة الرب يبارك عملك وخدمتك المميزة دائما في مواضيعك المتنوعة والرائعة نعمه وسلام ربنا يسوع المسيح معك دائماً...آمين |
|||
03 - 04 - 2013, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المجد الفارغ
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من يهرب من المجد الفارغ تتحول صلاته |
من يهرب من المجد الفارغ يتخلص من الأنا |
من يهرب من المجد الفارغ يعيش لا من أجل ذاته |
من يهرب من المجد الفارغ يمتلئ من الله |
المجد الفارغ _ جيروم |