السؤال الذى تكرره اجيال البشر... لماذا ينجح الاشرار؟
الاثنين 01 ابريل 2013
القمص داود لمعي
كاهن كنيسة مارمرقس كليوباترا بمصر الجديدة
هذا السؤال طرح فى الكتاب المقدس عدة مرات... نذكر منها سؤال ارميا "لماذا تنجح طريق الاشرار؟" (ار 12: 1) واعتراض آساف "لأنى غرت من المتكبرين اذ رأيت سلامة الأشرار" (مز 73: 3)
الحقيقة على الأرض لا تفهم إن لم تكتمل بالحياة الأبدية... فالشر قد ينجح مؤقتاً ولكنه لن ينجح دائماً... وإذا نجح على الأرض فإنه لا يدوم... بل هو معروف فى السماء ويكون له عقاباً ابدياً.
ونجاح الأشرار هو نجاح نسبى... لأنه ظاهرى فقط، فهو نجاح من ناحية المادة أو المركز لبضعة سنوات لكن ليس معه نجاح روحى أو واقعى وأحياناً ليس فيه نجاح اجتماعى ومحبة صادقة من الناس.
ولاحظ دائماً المصير الأبدى... وهذا يتضح فى مثل الغنى ولعازر... " فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن ابراهيم، ومات الغني أيضا ودفن، فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه. فنادى وقال يا أبي ابراهيم ارحمني وارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب. فقال ابراهيم يا ابني اذكر إنك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك للعازر البلايا. والأن هو يتعزى وانت تتعذب" (لو 16: 22 – 25.)
فى نظر الناس كان الغنى ناجحاً... وكان لعازر الفقير فاشلاً... وظل الحال هكذا إلى نهاية عمر الاثنين، وفى الأبدية اختلفت الصورة ونجح لعازر ان يكون غنياً للأبد وافتقر الغنى للأبد.
نجاح الأشرار يمثل الطريق الواسع المؤدى الى الهلاك وكثيرون يدخلون منه "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه" (مت 7: 14.)
والسيد المسيح لم يعطينا وعوداً براحة ونجاح فى الدنيا بل قال: "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فى سلام. فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو16: 23،) "ويل لكم أيها الضاحكون الأن لأنكم ستحزنون وتبكون" (لو6: 25.)
فكل حكيم لا ينظر فقط تحت قدميه... بل ينظر بعيداً للأمام... وكل شرير يتسم بالجهل الروحى... فهو لا يعتبر لحياته الأبدية..." آخذين أجرة الاثم الذين يحسبون تنعم يوم لذة"( 2بط 2: 13.)
وهكذا اكتشف آساف كاتب المزمور الحقيقة "حتى دخلت مقادس الله وانتبهت إلى آخرتهم. حقا في مزالق جعلتهم.اسقطتهم إلى البوار. كيف صاروا للخراب بغتة. اضمحلوا فنوا من الدواهي. كحلم عند التيقظ يا رب عند التيقظ تحتقر خيالهم"( مز73: 17 – 20.)
وكأن حياتنا على الأرض هى حلم يستيقظ منه الانسان للحياة الحقيقية التى تحمل الراحة والسعادة للأبرار وتحمل التعاسة والشقاء للأشرار.