![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حسد الشياطين رابعًا: التجربة هنا مصدرها حسد الشيطان: طبع الشيطان هو هذا: أنه يكره كل من هو بار،وكل من هو ناجح في حياته، وكل من نال عظمة وعلوًا من الله والناس. وكان المجد الذي ناله السيد المسيح في العماد، مجدًا لم يستطيع الشيطان أن يحتمله: هوذا السموات قد انفتحت، وروح الله نزل عليه بهيئة حمامة. وصوت من السماء يقول: هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت (مت 3: 16، 17). فهل يمكن للشيطان أن يسكب على ابن حبيب يسر به الله.. دون أن يتدخل ليرى ما نوع هذه البنوة! ويحاول أن يهز هذا السرور بها.. كذلك أثارت حسد الشيطان، العبارات التي فاه بها القديس يوحنا المعمدان. من هذا الذي يقول له المعمدان "أنا محتاج أن أعتمد منك" (مت 3: 14) أهو حقًا أعظم من يوحنا المعمدان الذي "خرجت إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه معترفين بخطاياهم" (مت 3: 5، 6) ومن هو هذا الذي قال عنه المعمدان: يأتى بعدى من هو أقوى منى، الذي لست أنا أهلًا أن أحمل حذاءه.. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت 3: 11). بل يقول عنه "في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتى بعدى، الذي صار قدامى الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه" (يو 1: 26، 27). كل هذا أثار حسد الشيطان، من هذا الذي هو أعظم من المعمدان. وإن كان قد قال عنه لليهود "في وسطكم قائم الذي الذى لستم تعرفونه "فلابد أن أتقدم أنا لكى أعرفه: من هو؟ وماذا قد جاء ليفعل؟ وهنا رأى الشيطان في تجربته للمسيح معركة مثيرة. فهو يحارب هنا شخصًا غير عادى، شهدت له السماء، وشهد له المعمدان. وهو شخص لم ير الشيطان فيه أية نقطة ضعف على الإطلاق طوال السنوات الماضية. حياته كلها قداسة مطلقة في كل مراحل السن. وهذه القداسة تزعج الشيطان وتثيره، فيريد أن يحاربها... إن حربه مع هذا القوى، لاشك لها لذتها! حرب تنفذه من الروتين الذي أسقط به كثيرين.. أولئك الذين قال عنهم الكتاب "الكل قد زاغوا معًا وفسدوا "ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مر 14: 3) وكأن الشيطان يقول: فلنجرب إذن مع هذا الذي لا استطيع أن أبكته على خطية... ضعفات البشر أصبحت كلها معروفة لى.. وكل حروبي أصبحت متكررة ومألوفة ومملة.. فلندخل إذن في حرب مع هذا القوى، نقدم به عرضًا جديدًا. لنصعد إذن معه على الجبل ونختبره.. لقد مرات عليه ثلاثون سنة وهو ساكت، وأنا ساكت. فإن بدأ يعمل، سأعمل أنا أيضًا.. خامسًا: هناك عبارة أزعجت الشيطان جدًا وكانت سببًا رئيسيًا للتجربة: وهى قول القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29).. أتراه إذن الذي قال عنه أشعياء النبي "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد ألى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6)؟ أهو إذ إن الفادى المنتظر؟ ثم ما معنى قول المعمدان عنه من قبل "يأتى بعدى رجل صار قدامى، لأنه كان قبلى" (يو 1: 30)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ماذا يقصد بقوله "كان قبلى "؟ أكان له وجود قبل مولده؟ وهل يرتبط هذا بعبارة "ابنى الحبيب الذي به سررت". هل هذا إذن هو ابن الله وقد جاء ليرفع خطية العالم كله. وهنا انزعج الشيطان، لأن معنى هذا هو ضياع تعبه الذي تعب فيه منذ البدء. وكأنى به يقول: هذا أمر لا يمكن السكوت عليه. لابد أن تأكد لكى أتصرف بما يلزم. يبدو أن وقت الجد ابتدأ، ونحن داخلون على معركة لا مفر منها. ويبدو أن هذا عدو من نوع خاص، لم أتعود حربه من قبل!! سادسًا: لم تكن تجربة الشيطان تدور حول نقاط عارضة، إنما كانت تشمل خط الحياة كله.. إنه أراد - كما سنرى - أن يقدم مقترحات تغير الأهداف والوسائل كلها.. تغير المبادئ التي وضعها المسيح أمامه في تنفيذ رسالته.. ولكن السيد المسيح كان راسخًا جدًا في القيم التي وضعها أمامه واستطاع أن يصد الشيطان، وأن يطرده أخيرًا. فما الذي كان يقصده الشيطان؟ وكيف تصرف؟ وكيف تصرف الرب معه؟ |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() الفرق في التجربة بين آدم والمسيح 1- آدم وهو أحد مخلوقات الله، بدأ حياته بأن منحه الله صورته ومثاله منذ خلقه.. بينما السيد المسيح، وهو إبن الله الوحيد، وبهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3) بدأ خدمته في رسالة تجسده بأن أخلى ذاته وأخذ شكل العبد ووجد في الهيئة كإنسان" (فى 2: 7، 8). 2- بدأ آدم حياته في جنة فيها كل أنواع الخيرات هي جنة عدن (تك 2). أما السيد المسيح فبدأ خدمته في برية قاحلة، في قفر، على الجبل.. كما كان ميلاده بقر. 3- بدأت تجربة الشيطان للإنسان الأول بأن أغراه بالأكل. وهكذا فعل مع السيد المسيح. غير أن الإنسان الأول قبل إغراء الشيطان وأكل، وهو غير جائع. أما السيد المسيح فرفض الأكل وهو في قمة الجوع.. 4- الإنسان الأول أكل من شجرة محرمة، وقد سمع عقوبة من الله بخصوص أكلها. أما السيد المسيح فرفض الأكل من خبز هو محلل للجميع. 5- الإنسان الأول أطاع الشيطان في مشورته، من أول تجربة. أما السيد المسيح فرفض كل مشورات الشيطان، ثلاث مرات على الجبل، ومرات عديدة فيما بعد (لو 4: 13)، بالإضافة إلى تجارب أخرى خلال الأربعين يومًا (مر1: 13). 7- الإنسان الأول وقع في الكبرياء، وحينما اقتنع أنه سيصير مثل الله (تك 3: 5). أما السيد- هو الله الظاهر في الجسد (1تى 3: 16). فقد أخلى ذاته. وسلك باتضاع أمام يوحنا المعمدان، حينما تقدم ليقبل معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى توبة. كما أنه تواضع أيضًا إذ سمح للشيطان أن تجربة، وأن يختار ميدان المعركة معه كما يشاء.. 8- الإنسان الأول اشتهى سلطاننًا ليس له. أما السيد المسيح فقد تنازل عن استخدام سلطانه الخاص، ورفض أن يستخدم لاهوتيه من أجل راحة ناسوته، ومن أجل نشر رسالته بالمعجزات.. 9- الإنسان الأول - في تجربته. سقط في الخطية، واستحق حكم الموت. أما السيد المسيح فاستطاع أن "يكمل كل بر" (مت 3: 15). استطاع أيضًا أن يخلص الإنسان من الموت ومن الهلاك. 10- الإنسان سلك بطريقة جسدية، فيها أكمل شهوة الجسد في الأكل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما السيد المسيح، فإنه سلك بطريقة روحية، تتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4). 11- الإنسان الأول جعل هدفه ذاته وكيف تزيد. فكانت النتيجة أنه فقد كل شئ. أما السيد المسيح، فلم يهدف إلى علو الذات. بل سلك بإخلاء الذات. وهكذا أعاد للإنسان ما فقده. 12- الإنسان الأول، بسقوط في التجربة، أدخل إلى العالم الموت والفساد، كما قال القديس بولس الرسول: "كأمنا بإنسان واحد، دخلت الخطية إلى العلم، وبالخطية الموت. وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس.." (رو 5: 12). أما السيد المسيح فبانتصار في كل تجربة وبقدسية حياته البشرية التي بلا خطية، وليست تحت حكم الموت، استطاع أن يفدى البشرية كلها، وينقذها من الموت، ويهبها التبرير، منقذًا إياها من الفساد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() تجربة الخبز (أ) إن الشيطان لا يمل من "الجولان في الأرض والتمشي فيها" (أى 1: 7) (أى 2: 2). إنه يجول في الأرض كزارع يلقى البذار. فهو أيضًا يلقى الأفكار، ويلقى الأخبار. ويفرح إن أتت بثمار. ولأعاد إليها بعد حين في إلحاح صامد لا يلين..! أمران أزعجا الشيطان: صوت الآب وصوم المسيح سببان لجرأة الشيطان: إخلاح المسيح لذاته، ومبدأ تكافؤ الفرص بنوة المسيح لله |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() أمران أزعجا الشيطان: صوت الآب وصوم المسيح وفيما يجول في الأرض، أزعجه أمران: أزعجه صوت الآب، يقول وقت العماد عن يسوع الناصرى "هذا هو لإبنى الحبيب الذي به سررت" (مت 3: 17). فأى ابن تراه هذا..؟! وأزعجه أيضًا أن يسوع هذا، في وحدة مع الآب على الجبل وهو صائم.. والشيطان بطبيعته يكره توجد الأبرار وصومهم، ويضايقه ما ينالونه في خلواتهم من روحانية، وما يهبهم الله من نعمة.. لذلك قرر التدخل. وكأنه يقول للسيد المسيح: لماذا تجلس وحدك على الجبل؟ لقد جئت لكى أجلس معك.. إن أردت أن تنشر الملكوت، فإن في جعبتى نصائح ومقترحات كثيرة لأقدمها لك.. هي من ثمار شجرة المعرفة، التي قدمت ثمرة منها لحواء وآدم من قبل.. دعنا نتفاهم: أنت تريد أن تنتصر. وأنا أيضًا أريدك أن تنتصر، على يدى!! إن الشيطان يحب جدًا عمل المرشد.! فإن لم يقبل البعض إرشاداته، فعلى الأقل يدخل معهم في حوار. وفي هذا الحوار يحاول أن يدخلهم في ميدانه. نعم ما أحلى الحوار بالنسبة إلى الشيطان..! وحواره كله شباك.. فلما رأى السيد المسيح وحيدًا مع الآب على الجبل، قال في نفسه: هلم بنا نشغله. نقطع تأملاته. ونحاول أن ننزله من مستوى الإلهيات والسماويات، إلى الأرضيات، أو إلى أي مستوى آخر، ولو بدا من الظاهر روحيًا!! المهم أنه لا يتفرغ للجلوس مع الآب نشغله بالخبز، بالمناظر الروحية بكل ممالك الأرض ومجدها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وكانت للشيطان خبرة سابقة مع آدم وحواء، حينما شغلهما بالشجرة الشهية للنظر وبالثمرة الجيدة للأكل، وبالمعرفة: معرفة الخير والشر، وبالمجد الذي يصيران فيه مثل الله..! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() سببان لجرأة الشيطان: إخلاء المسيح لذاته، ومبدأ تكافؤ الفرص على أن الجرأة التي بها تقدم الشيطان لمحاربة المسيح، كلن لها سببان: أولهما إخلاء السيد لذاته. ولم يكن إخلاؤه لذاته هو فقط حينما تجسد "وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان" (فى 2: 7). وإنما هذا الإخلاء كان سياسة عامة أنتجها إلى وقت صعوده إلى السماء. بهذا الإخلاء تقدم إلى معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى معمودية، ولا إلى توبة. بل بهذا إخلاء سمح للكتبة والفريسيين أن يجادلوه وأن يتهموه. وسمح لرؤساء الكهنة أن يحاكموه.. وبهذا الإخلاء جربه الشيطان. كذلك منح للشيطان مبدأ تكافؤ الفرص. منحة الفرصة أن يجربه كما يشاء، وأيضًا أن يختار مكان التجربة، سواء على جبل التجربة، أو على جناح الهيكل، أو على جبل عال.. كل ذلك لكى لا يقول الشيطان: لو أننى منحت الفرصة لأجربه وهو يعرف قوته، ولا يعرف فيه أية نقطة ضعف. ولكن الشيطان شغوف بتجربة الأقوياء. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() بنوة المسيح لله المسألة التي كانت تحير الشيطان هي بنوة المسيح لله العبارة التي سمعها وقت العماد (مت 3: 17). والتى سمعها أيضًا وقت البشارة بميلاده. وذلك حينما قال الملاك للعذراء "الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. لذلك فالقدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو 1: 35). ولكن بشرى الميلاد هذه، غطى عليها أمران: أولهما: ميلاده في مزود بقر من أم فقيرة.. والثانى هربه إلى مصر. وليس من المعقول -في فكر الشيطان- أن ابن الله يكون فقيرًا وأن يهرب! أما الشهادة له بأنه ابن الله -في المعمودية- فيغطى عليه أنه جوعان على الجبل، فهل يعقل أن يكون ابن الله جوعانًا؟! إنه أمر يثير التساؤل.. وهنا ارتبك الشيطان.. وأراد أن يتأكد: لو كان هو ابن الله فيجب بذل كل الجهد حتى لا يتم الفداء على يديه. ولو كان ابن الله، فكيف يجوع: ولماذا لا يبعد الجوع عن نفسه؟ إذن فليتقدم ويسأل لعله يفهم! ولا مانع من أن يقدم أفكاره ويرى ماذا تكون النتيجة.. ويحاول أن يختبر هذا الذي أمامه، ليرى ما هو عنصره، وهكذا كانت التجربة الأولى وهى تجربة الخبز.. يقول الإنجيل عن المسيح أنه جاع أخيرًا (لو 4: 3) "جاع أخيرًا، فتقدم إليه المجرب" (مت 4: 2، 3). لاشك أنه كان جوعًا من نوع قاس غير عادى.. طبيعي أن فترة الأربعين يومًا، كانت كلها جوعًا. ولكن الجوع في نهايتها، كان قد وصل إلى قمته، وصار جوعًا لا يحتمل. وهذا الجوع يدل على أن ناسوته كان مثلنا قابلًا للجوع. كما يدل أيضًا على أن لاهوته لم يمنع الجوع عن ناسوته. ذلك لأن السيد المسيح كان قد أتخذ مبدأ ثبت عليه، وهو أنه: قرر أن لا يستخدم لاهوته لأجل راحة ناسوته. فلاهوته لا يمنع عن ناسوته التعب ولا الألم، ولا الجوع ولا العطش.. وإلا فإن التجسد يكون صوريًا أو شكليًا، حاشا. لذلك فهو على الصليب أيضًا قال "أنا عطشان" (يو 19: 28). وهنا على الجبل قيل إنه جاع.. نلاحظ إنه في صوم القديس بطرس الرسول قيل عنه إنه "جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10). أما بالنسبة إلى السيد المسيح، فلم يذكر أنه اشتهى أن يأكل وهنا تقدم له الشيطان وقال له: إن كنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزًا (مت 4: 3). "إن كنت.." عبارة تحمل الشك. إما أنه - أي الشيطان - في شك من هذه البنوة، وهذا هو المعنى الأكثر إحتمالًا، وإما أنه يريد أن يقدم هذا الشك لسامعه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أو هو يقدم الشك لهذا الصائم، لكى يعالج شكًا له هو - أي الشيطان - في قلبه: أين محبة الآب، حتى يترك الآبن في جوع، على الجبل وحده، وأين سلطان الأبن؟ ألا يستطيع أن يحول الحجارة إلى خبز ويأكل؟ إن الشك والتشكيك هما من طبائع الشيطان. وضع هذا بالمثل قديمًا أمام آدم وحواء.. لو كان الله يحبكما، فلماذا يمنعكما عن المعرفة؟! "هل حقًا قال لكما الله.." (تك 3: 1). ومن جهة الموت، "لن تموتا". كله أسلوب تشكيك. إن الشك عكس الإيمان. والشيطان ضد الإيمان. وهنا يسأل عن بنوة المسيح لله. ويقينا إنه لا يقصد البنوة العامة التي لجميع المؤمنين.. بل البنوة التي تستطيع أن تحول الحجارة إلى خبز.. أى البنوة التي لها القدرة على الخلق، وليست البنوة التي نقول بها جميعًا "أبانا الذي في السموات". ولا هي البنوة التي قال عنها الوحى الإلهى عما قبل الطوفان "رأى أولاد الله بنات الناس أنهن حسنات" (تك 6: 2). ولا هي البنوة التي قال فيها القديس يوحنا الحبيب فيما بعد عن المسيح "وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" (يو 1: 12). وأيضًا "انظروا أية محبة أعطانا الآب: أن ندعى أولاد الله" (ايو3: 1). إنما هي البنوة القادرة على كل شئ، التي نستطيع أن تصنع المعجزات بمجرد أن تأمر. وهكذا قال للمسيح "قل أن تصير الحجارة خبزًا". لم يقل له: إن كنت ابن الله، يمكنك أن تصلى إلى أبيك السماوي، فيحول لك الحجارة إلى جبز. وإنما قال له: قل أن تصير الحجارة خبزًا.. إذن فهو يسأل عن طبيعة المسيح ما هى؟ ونفس السؤال قدمه إلى المسيح فيما بعد، على لسان البعض "إن كنت ابن الله، انزل من على الصليب" (مت 26: 40). إن البنوة والصليب معًا، هما اللذان يزعجان الشيطان في اجتماعهما، لأنهما يحطمان دولته وكل تعبه. سأل أحدهما في بداية استعداد المسيح لخدمته على الأرض. يسأل الآخر للمسيح، وهو في طريقه إلى عبارة "قد أكمل" (يو 19: 30). هنا على جبل التجربة، قال للسيد المسيح- وهو صائم وجائع: إن كنت ابن الله، قل أن تصير الحجارة خبزًا".. وكان المسيح قادرًا على ذلك، ولكنه لم يفعل. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() تجربة الخبز (ب) قال الشيطان للسيد المسيح "إن كنت ابن الله، قل أن تصير الحجارة خبزًا" (مت 4: 3). وهنا قدم الشيطان مفهومًا للبنوة التي ترضى ذاتها باستخدام حقوقها وسلطتها.. حقوق البنوة استخدام الخبز لنشر رسالته لاهوته لصالح ناسوته |
||||
![]() |
![]() |
|