![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجربة المسيح من الشيطان قبل أن نعرض لتجربة السيد المسيح على الجبل، يحسن أن نقدم أولًا بعض ملاحظات هامة هى: أولًا: لم تكن تجربة المسيح هي فقط الثلاث تجارب التي حدثت في أواخر الأربعين يومًا. وفى هذا يقول معلمنا لوقا الإنجيلى عن السيد أنه "كان يقتاد بالروح في البرية أربعين يومًا يجرب من إبليس" (لو 4: 1، 2) (مر 1: 13). وهذه التجارب لم تذكر وتسجل، إلالا أنه بعد إإتمامها تقدم إليه المجرب بالتجارب الثلاث. وبعد هذه التجارب الثلاث، لم يتركه الشيطان بلا تجربة، بل يقول القديس لوقا إنه: "ولما أكمل إبليس كل تجربة، فارقه إلى حين" (لو 4: 13). وعبارة "إلى حين "تعنى أنه عاد إليه مرة أخرى أو مرًارة كثيرة ولعل من أمثلتها، لما تحدث عن صلبه بعد أيام، تقدم إليه بطرس وانتهره قائلا: "حاشاك يا رب.. لا يكون هذا "فأجابه السيد "اذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لى" (مت 16: 21 -23). أي أن الشيطان قدم تجربة على لسان تلميذه بطرس.. وكانت التجربة أن يبعد عن الصليب. ثم عاد الشيطان ليقدم نفس التجربة وقت الصلب، ويقول له على لسان اللص الشمال "إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا" (لو 23: 39)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. نفس التجربة على لسان المجتازين "خلص نفسك وانزل عن الصليب، لنرى ونؤمن (مر 15: 20، 22). وأيضا "إن كنت ابن الله: فانزل عن الصليب.. فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت26: 40، 42). حقا، إن النزول عن الصليب هو شهوة الشيطان، وإن كان هذا المصلوب هو ابن الله. والتجارب أيضًا كانت منذ الميلاد. وذلك فيما أثاره هيرودس الملك من حروب ضد هذا المولود، أدت إلى قتل كل أطفال بيت لحم وأدت أيضًا إلى النزول إلى مصر، وما حدث هناك من ضيقات كلما كانت تسقط الأصنام أمام هذا المولود (أش 19: 1).. ثانيا: التجارب شملت كل حياة المسيح، وكانت لها فوائدها وفى ذلك يقول الكتاب عنه "مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية "يرثى لضعفاتنا" (عب 4: 15). وأيضًا "في ما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين" (عب 2: 18). وتجربة المسيح لا تدل على ضعف وإنما تدل على قوته: فهى تدل على قوته، من حيث أنه انتصر على الشيطان في كل تجاربه.. وأيضًا لأنه لولا قوته، ما كان يحاربه الشيطان هكذا. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() الشيطان شغوف بمحاربة الأقوياء وهنا نضع قاعدة هامة وهى: الشيطان شغوف بمحاربة الأقوياء:- فهو يحارب أيوب لأنه قوى. هذا الذي قال له الرب عنه: "هل جعلت قلبك على عبدي أيوب؟ لأنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل، ومستقيم، يتقى الله ويحيد عن الشر" (أى 1: 8). وكمال أيوب لم يمنع الشيطان من محاربته، بل قلق إلى ذلك لأكثر.. وانتصار أيوب في التجربة الأولى، لم يمنع الشيطان من الاستمرار في الحرب أيضًا. كذلك حارب إيليا، وهو قوى.. بعد أنتصار إيليا النبي العظيم على أنبياء البعل والسوارى، وتطهير الأرض منهم، وبعد إنزاله المطر على الأرض.. لم يمتنع الشيطان عن محاربته. بل حاربه بالخوف من الملكة إيزابل (1مل19: 2، 10). وقاتل الشيطان سليمان احكم الناس. هذا الذي أخذ الحكمة كموهبة من الله نفسه (1مل3: 12). ولم يكن هناك أحد حكيمًا مثله، لا من قبل ولا من بعد. سليمان الذي تراءى له الله مرتين: في جبعون (1مل 3:5) وفي أورشليم (1مل 9: 2). سليمان هذا يجربه الشيطان تجربة مذهلة، بعد زواجه بالأجنبيات لدرجة أنه في زمان شيخوخته حدث "أن نساءه أملن قلبه وراء آلهه أخرى.. ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب" (1 مل 11: 4). وقاتل الشيطان فلاسفة وعلماء، مثل أوريجانوس، أعظم اللاهوتين في عصره. هذا الذي قال عن نفسه "أيها البرج العالي كيف سقطت؟". واستطاع الشيطان أن يسقط في البدعة والهرطقة: القس أريوس، أشهر وعاظ الإسكندرية، بل أسقط مقدونيوس ونسطور، وكلاهما من بطاركة القسطنطينية، وثيودوريت اللاهوتى الكبير معلم نسطور، وأوطاخى أعظم رهبان القسطنطينية، والأب الروحي لدير كبير... الشيطان لا يبالى، ولا يوقر الكبار، بل يحاربهم. وكما قيل في الخطية أنها: "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (ام 7: 26). وهكذا حارب الشيطان بطرس الرسول الذي كان أكثر التلاميذ حماسًا، واستطاع أن يجعله ينكر المسيح ثلاث مرات، وهو يسب ويلعن ويقول "لا أعرف الرجل" (مت 26: 74). حتى استحق أن يقول له الرب "هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة. ولكنى طلبت لكى لا يفنى إيمانك" (لو 2: 31: 32). وبنفس الأسلوب كان الشيطان مهتمًا بمحاربة النساك والسواح والمتوحدين. أما الضعفاء، فلا يحتاج الشيطان إلى محاربتهم: إن كانوا ساقطين من تلقاء أنفسهم. هناك ثلاثة أنواع من الثمار: نوع ساقط عند أسفل الشجرة، لا يحتاج إلى جهد لإسقاطه. ونوع آخر يحتاج إلى من يهز الشجرة هزًا ليسقط ما عليها من ثمار، ونوع ثالث يلزمه خبير يصعد إلى أعلى الشجرة لجمع ثمارها، كما في سباطات النخيل مثلًا... والشيطان لا يلزمه أن يبذل جهدًا لإسقاط الثمار الساقطة عند أسفل الشجرة. هؤلاء يقف ناظرًا إليك ولو من بعيد، فرحًا بسقوطهم، موفرًا جهده إلى من يلزمه الصعود إليهم، أو إلى هزهم هزًا... ثالثا: التجربة ليس معناها السقوط. الشيطان يجرب الكل، ولكنه لا يستطيع أن يسقط الكل.. وهو في التجربة مجرد مقترح، يقدم أفكارًا، ولا يملك أن يرغم أحدًا على طاعته. كل شخص له حرية إرادته، يقبل منه أو لا يقبل.. وكثيرون قد رفضوه وهزموه.. إنه قد جرب السيد المسيح ولكن السيد رفضه ولم يقبل منه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. رأى المسيح قويًا، فتقدم لمحاربته كعادته.. ولكن المسيح هزمه.. أرانا كيف يكون الإنتصار في حروب الشياطين. على أننا نلاحظ ملاحظة رابعة في التجربة المسيح على الجبل، وهى: |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() حسد الشياطين رابعًا: التجربة هنا مصدرها حسد الشيطان: طبع الشيطان هو هذا: أنه يكره كل من هو بار،وكل من هو ناجح في حياته، وكل من نال عظمة وعلوًا من الله والناس. وكان المجد الذي ناله السيد المسيح في العماد، مجدًا لم يستطيع الشيطان أن يحتمله: هوذا السموات قد انفتحت، وروح الله نزل عليه بهيئة حمامة. وصوت من السماء يقول: هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت (مت 3: 16، 17). فهل يمكن للشيطان أن يسكب على ابن حبيب يسر به الله.. دون أن يتدخل ليرى ما نوع هذه البنوة! ويحاول أن يهز هذا السرور بها.. كذلك أثارت حسد الشيطان، العبارات التي فاه بها القديس يوحنا المعمدان. من هذا الذي يقول له المعمدان "أنا محتاج أن أعتمد منك" (مت 3: 14) أهو حقًا أعظم من يوحنا المعمدان الذي "خرجت إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه معترفين بخطاياهم" (مت 3: 5، 6) ومن هو هذا الذي قال عنه المعمدان: يأتى بعدى من هو أقوى منى، الذي لست أنا أهلًا أن أحمل حذاءه.. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار" (مت 3: 11). بل يقول عنه "في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتى بعدى، الذي صار قدامى الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه" (يو 1: 26، 27). كل هذا أثار حسد الشيطان، من هذا الذي هو أعظم من المعمدان. وإن كان قد قال عنه لليهود "في وسطكم قائم الذي الذى لستم تعرفونه "فلابد أن أتقدم أنا لكى أعرفه: من هو؟ وماذا قد جاء ليفعل؟ وهنا رأى الشيطان في تجربته للمسيح معركة مثيرة. فهو يحارب هنا شخصًا غير عادى، شهدت له السماء، وشهد له المعمدان. وهو شخص لم ير الشيطان فيه أية نقطة ضعف على الإطلاق طوال السنوات الماضية. حياته كلها قداسة مطلقة في كل مراحل السن. وهذه القداسة تزعج الشيطان وتثيره، فيريد أن يحاربها... إن حربه مع هذا القوى، لاشك لها لذتها! حرب تنفذه من الروتين الذي أسقط به كثيرين.. أولئك الذين قال عنهم الكتاب "الكل قد زاغوا معًا وفسدوا "ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مر 14: 3) وكأن الشيطان يقول: فلنجرب إذن مع هذا الذي لا استطيع أن أبكته على خطية... ضعفات البشر أصبحت كلها معروفة لى.. وكل حروبي أصبحت متكررة ومألوفة ومملة.. فلندخل إذن في حرب مع هذا القوى، نقدم به عرضًا جديدًا. لنصعد إذن معه على الجبل ونختبره.. لقد مرات عليه ثلاثون سنة وهو ساكت، وأنا ساكت. فإن بدأ يعمل، سأعمل أنا أيضًا.. خامسًا: هناك عبارة أزعجت الشيطان جدًا وكانت سببًا رئيسيًا للتجربة: وهى قول القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29).. أتراه إذن الذي قال عنه أشعياء النبي "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد ألى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6)؟ أهو إذ إن الفادى المنتظر؟ ثم ما معنى قول المعمدان عنه من قبل "يأتى بعدى رجل صار قدامى، لأنه كان قبلى" (يو 1: 30)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ماذا يقصد بقوله "كان قبلى "؟ أكان له وجود قبل مولده؟ وهل يرتبط هذا بعبارة "ابنى الحبيب الذي به سررت". هل هذا إذن هو ابن الله وقد جاء ليرفع خطية العالم كله. وهنا انزعج الشيطان، لأن معنى هذا هو ضياع تعبه الذي تعب فيه منذ البدء. وكأنى به يقول: هذا أمر لا يمكن السكوت عليه. لابد أن تأكد لكى أتصرف بما يلزم. يبدو أن وقت الجد ابتدأ، ونحن داخلون على معركة لا مفر منها. ويبدو أن هذا عدو من نوع خاص، لم أتعود حربه من قبل!! سادسًا: لم تكن تجربة الشيطان تدور حول نقاط عارضة، إنما كانت تشمل خط الحياة كله.. إنه أراد - كما سنرى - أن يقدم مقترحات تغير الأهداف والوسائل كلها.. تغير المبادئ التي وضعها المسيح أمامه في تنفيذ رسالته.. ولكن السيد المسيح كان راسخًا جدًا في القيم التي وضعها أمامه واستطاع أن يصد الشيطان، وأن يطرده أخيرًا. فما الذي كان يقصده الشيطان؟ وكيف تصرف؟ وكيف تصرف الرب معه؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() الفرق في التجربة بين آدم والمسيح 1- آدم وهو أحد مخلوقات الله، بدأ حياته بأن منحه الله صورته ومثاله منذ خلقه.. بينما السيد المسيح، وهو إبن الله الوحيد، وبهاء مجده ورسم جوهره (عب 1: 3) بدأ خدمته في رسالة تجسده بأن أخلى ذاته وأخذ شكل العبد ووجد في الهيئة كإنسان" (فى 2: 7، 8). 2- بدأ آدم حياته في جنة فيها كل أنواع الخيرات هي جنة عدن (تك 2). أما السيد المسيح فبدأ خدمته في برية قاحلة، في قفر، على الجبل.. كما كان ميلاده بقر. 3- بدأت تجربة الشيطان للإنسان الأول بأن أغراه بالأكل. وهكذا فعل مع السيد المسيح. غير أن الإنسان الأول قبل إغراء الشيطان وأكل، وهو غير جائع. أما السيد المسيح فرفض الأكل وهو في قمة الجوع.. 4- الإنسان الأول أكل من شجرة محرمة، وقد سمع عقوبة من الله بخصوص أكلها. أما السيد المسيح فرفض الأكل من خبز هو محلل للجميع. 5- الإنسان الأول أطاع الشيطان في مشورته، من أول تجربة. أما السيد المسيح فرفض كل مشورات الشيطان، ثلاث مرات على الجبل، ومرات عديدة فيما بعد (لو 4: 13)، بالإضافة إلى تجارب أخرى خلال الأربعين يومًا (مر1: 13). 7- الإنسان الأول وقع في الكبرياء، وحينما اقتنع أنه سيصير مثل الله (تك 3: 5). أما السيد- هو الله الظاهر في الجسد (1تى 3: 16). فقد أخلى ذاته. وسلك باتضاع أمام يوحنا المعمدان، حينما تقدم ليقبل معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى توبة. كما أنه تواضع أيضًا إذ سمح للشيطان أن تجربة، وأن يختار ميدان المعركة معه كما يشاء.. 8- الإنسان الأول اشتهى سلطاننًا ليس له. أما السيد المسيح فقد تنازل عن استخدام سلطانه الخاص، ورفض أن يستخدم لاهوتيه من أجل راحة ناسوته، ومن أجل نشر رسالته بالمعجزات.. 9- الإنسان الأول - في تجربته. سقط في الخطية، واستحق حكم الموت. أما السيد المسيح فاستطاع أن "يكمل كل بر" (مت 3: 15). استطاع أيضًا أن يخلص الإنسان من الموت ومن الهلاك. 10- الإنسان سلك بطريقة جسدية، فيها أكمل شهوة الجسد في الأكل، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما السيد المسيح، فإنه سلك بطريقة روحية، تتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4). 11- الإنسان الأول جعل هدفه ذاته وكيف تزيد. فكانت النتيجة أنه فقد كل شئ. أما السيد المسيح، فلم يهدف إلى علو الذات. بل سلك بإخلاء الذات. وهكذا أعاد للإنسان ما فقده. 12- الإنسان الأول، بسقوط في التجربة، أدخل إلى العالم الموت والفساد، كما قال القديس بولس الرسول: "كأمنا بإنسان واحد، دخلت الخطية إلى العلم، وبالخطية الموت. وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس.." (رو 5: 12). أما السيد المسيح فبانتصار في كل تجربة وبقدسية حياته البشرية التي بلا خطية، وليست تحت حكم الموت، استطاع أن يفدى البشرية كلها، وينقذها من الموت، ويهبها التبرير، منقذًا إياها من الفساد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() تجربة الخبز (أ) إن الشيطان لا يمل من "الجولان في الأرض والتمشي فيها" (أى 1: 7) (أى 2: 2). إنه يجول في الأرض كزارع يلقى البذار. فهو أيضًا يلقى الأفكار، ويلقى الأخبار. ويفرح إن أتت بثمار. ولأعاد إليها بعد حين في إلحاح صامد لا يلين..! أمران أزعجا الشيطان: صوت الآب وصوم المسيح سببان لجرأة الشيطان: إخلاح المسيح لذاته، ومبدأ تكافؤ الفرص بنوة المسيح لله |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() أمران أزعجا الشيطان: صوت الآب وصوم المسيح وفيما يجول في الأرض، أزعجه أمران: أزعجه صوت الآب، يقول وقت العماد عن يسوع الناصرى "هذا هو لإبنى الحبيب الذي به سررت" (مت 3: 17). فأى ابن تراه هذا..؟! وأزعجه أيضًا أن يسوع هذا، في وحدة مع الآب على الجبل وهو صائم.. والشيطان بطبيعته يكره توجد الأبرار وصومهم، ويضايقه ما ينالونه في خلواتهم من روحانية، وما يهبهم الله من نعمة.. لذلك قرر التدخل. وكأنه يقول للسيد المسيح: لماذا تجلس وحدك على الجبل؟ لقد جئت لكى أجلس معك.. إن أردت أن تنشر الملكوت، فإن في جعبتى نصائح ومقترحات كثيرة لأقدمها لك.. هي من ثمار شجرة المعرفة، التي قدمت ثمرة منها لحواء وآدم من قبل.. دعنا نتفاهم: أنت تريد أن تنتصر. وأنا أيضًا أريدك أن تنتصر، على يدى!! إن الشيطان يحب جدًا عمل المرشد.! فإن لم يقبل البعض إرشاداته، فعلى الأقل يدخل معهم في حوار. وفي هذا الحوار يحاول أن يدخلهم في ميدانه. نعم ما أحلى الحوار بالنسبة إلى الشيطان..! وحواره كله شباك.. فلما رأى السيد المسيح وحيدًا مع الآب على الجبل، قال في نفسه: هلم بنا نشغله. نقطع تأملاته. ونحاول أن ننزله من مستوى الإلهيات والسماويات، إلى الأرضيات، أو إلى أي مستوى آخر، ولو بدا من الظاهر روحيًا!! المهم أنه لا يتفرغ للجلوس مع الآب نشغله بالخبز، بالمناظر الروحية بكل ممالك الأرض ومجدها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وكانت للشيطان خبرة سابقة مع آدم وحواء، حينما شغلهما بالشجرة الشهية للنظر وبالثمرة الجيدة للأكل، وبالمعرفة: معرفة الخير والشر، وبالمجد الذي يصيران فيه مثل الله..! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() سببان لجرأة الشيطان: إخلاء المسيح لذاته، ومبدأ تكافؤ الفرص على أن الجرأة التي بها تقدم الشيطان لمحاربة المسيح، كلن لها سببان: أولهما إخلاء السيد لذاته. ولم يكن إخلاؤه لذاته هو فقط حينما تجسد "وأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان" (فى 2: 7). وإنما هذا الإخلاء كان سياسة عامة أنتجها إلى وقت صعوده إلى السماء. بهذا الإخلاء تقدم إلى معمودية التوبة، وهو غير محتاج إلى معمودية، ولا إلى توبة. بل بهذا إخلاء سمح للكتبة والفريسيين أن يجادلوه وأن يتهموه. وسمح لرؤساء الكهنة أن يحاكموه.. وبهذا الإخلاء جربه الشيطان. كذلك منح للشيطان مبدأ تكافؤ الفرص. منحة الفرصة أن يجربه كما يشاء، وأيضًا أن يختار مكان التجربة، سواء على جبل التجربة، أو على جناح الهيكل، أو على جبل عال.. كل ذلك لكى لا يقول الشيطان: لو أننى منحت الفرصة لأجربه وهو يعرف قوته، ولا يعرف فيه أية نقطة ضعف. ولكن الشيطان شغوف بتجربة الأقوياء. |
||||
![]() |
![]() |
|