|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هؤلاء تحدوا البابا شنودة.. الأنبا جريجوريوس اتهمه بـ"تشجيع التحزب".. والعلمانيون قادوا حملة لتطوير ا
هؤلاء تحدوا البابا شنودة.. الأنبا جريجوريوس اتهمه بـ"تشجيع التحزب".. والعلمانيون قادوا حملة لتطوير الكنيسة الأنبا جريجوريوس ينتقد إداراة البابا شنوده ويصفه بـ" تشجيع التحزب " داخل الكنيسة الأب متى المسكين ينتقد تدخّل الدين فى السياسة والبابا ينتقد أفكار متى فى كتابه " بدع حديثة " التيار العلمانى قادوا حملة الإصلاح والتطوير فى الكنيسة والبابا أغلق أبوابه فى وجوههم بالرغم من "ابوته" التى يشهد لها الجميع الا انه كان خصما عنيدا لا يتنازل عن قناعته الشخصيه ويدافع عنها بشراسه، هكذا كان البابا شنوده يتعامل مع معارضيه فى وجهات النظر الفكريه، ولذلك كان هناك خلاف تحول الى صراع وتحدٍ فى بعض الاحيان وامتد لسنوات داخل اروقة الكنيسه وخرج الى عامة الشعب من الاقباط وعدد من المدارس الفكرية التى خالفت. وكان الخلاف والصدام مستمرا بين البابا وجبهة العلمانيين والتى تبنت المنهج الاصلاحى فى الكنيسة، وايضا الخلاف مع الاب "متى المسكين" ومدرسته العريقه فى الرهبنه الأمر الذى أدى الى قطيعة استمرت لسنوات ولم تنتهِ الا بوفاة الاب "متى"، وكذلك الخلاف الذى ظهر بين البابا والانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى والذى تأرجحت العلاقه بينهما ما بين الصداقه والمواجهة فى بعض الاحيان • "العلمانيين" "الاصلاح الاصلاح الاصلاح.. اى اصلاح يتحدثون عنه ومن هم وماذا يقولون" كانت هذه الجمله الشهيره التى قالها البابا شنوده عن جبهة العلمانيين والتى ظل البابا حتى وفاته يندد بما يطالبون به وينتقده فى مناسبات عديده. وتأسست جبهة العلمانيين فى عام 2006 من مجموعه من الخدام الذين طالبوا بتطوير منظومة العمل الكنسى وعمل اصلاحات ادارايه، الا ان الجبهة واجهت العديد من المعوقات التى كان فى مقدمتها بحسب ما اكده المفكر القبطى "كمال زاخر" مؤسس التيار العلمانى، عدم وجود تعامل مباشر بين الجبهة وبين البابا لأن قنوات التواصل مع البابا كانت تتم من خلال السكرتاريه "مغلقه". واضاف زاخر: "كان اغلاق قنوات الاتصال بينا وبين البابا الراحل المبرر الرئيسى لنا لكتابة المقالات فى بعض الجرائد وتنظيم المؤتمرات لمناقشة الابحاث والقضايا الكنسيه". واستطرد: "كان اول مؤتمر ننظمه فى 17 نوفمبر 2006 وهو الامر الذى استنكرته عدد من القيادات الكنسيه واعتبرته محاوله من لافساد الاحتفال بتجليس البابا شنوده والذى كان يتزامن مع اول مؤتمر نظمته الجبهة". وعن بدايه الصدام مع البابا قال: "كانت البدايه فى اغسطس 1994 عندما اصدرت الكنيسه بيانا رسميا أعلنت فيه أن مجلة مدارس الاحد والتى كنا وقتها نقوم بكتابة بعض المقالات بها لا تعبر عن الكنيسه، وذلك بعد ان غضب البابا من بعض المقالات الموجوده بها بالرغم من انه ترأس تحرير المجله قبل ان يصبح البابا شنوده". وتابع: "منذ ذلك الوقت واستشعرنا ان المشاكل موجوده ولا يمكن معالجتها بالصمت وهو الامر الذى جعلنا نتجه للخروج الى الاعلام بشكل اكثر وضوحا لاننا تأكدنا انه لا احد ينصت ولا احد يقرأ ولا احد يناقش القضايا، حيث كانت هناك مباردات فرديه الا اننا وجدنا ضروره لوجود العمل الجماعى وتشكيل التيار العلمانى الذى تشكل من مجموعه من المهمومين بالعمل الكنسى وكلهم من الخدام الموجودين داخل الكنيسه". وأوضح زاخر: "كان كل مؤتمر يهتم بقضيه او قضيتن ويكتب توصيات لكل الجهات المعنيه والقريبه لا تخاذ القرار الا ان البابا كان يرفض الكلام مانقدمه فى العلن، ووصل الامر فى كثير من الاحيان بتجنيد اشخاص للتصدى الى التيار العلمانى فى وسائل الاعلام والتشنيع عليه، وان التيار لم يكن لديه عداءات شخصيه مع احد ولا مع شخص البابا شنوده وقد كنا اول من دافع عنه عند حصار السلفيين للكاتدرائية والتطاول على شخصه". • البابا والراهب "الأب متى المسكين هو مثال مضىء فى تاريخ الرهبنة" هذه العبارة كتبها نظير جيد فى مقدمة كتاب "حياة الصلاة الأرثوذكسية" للأب متى المسكين، الا ان العلاقه بين البابا والراهب شهدت ترجحا بالرغم من ان العلاقه بين البابا "نظير جيد" و "الراهب متى المسكين او يوسف اسكندر" علاقه قديمه ترجع الى خدمتهم سويا "بمدارس الاحد". فقد كان الاب متى المسكين ذلك الصيدلي الذي باع كل ممتلكاته من أجل هذه الحياة بل هو من أقنع "نظير جيد" خريج كلية الآداب بأن يلتحق بحياة الرهبنة ليصبح بعد ذلك البابا شنودة أشهر باباوات العصر الحديث وزاملهم على ذات الطريق الأنبا صموئيل وهو أسقف الخدمات والذي قتل مع السادات في حادث المنصة المعروف. وبدأ الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة منذ اللحظة التى ترك فيها (الأنبا شنودة) مغارة التوحد فى وادى الريان وعودته إلى دير السريان وبعدها رسمته أسقفا للتعليم فى ٣٠ سبتمبر 1962. والخلاف بين البابا شنودة و"متى المسكين"، خاصة وأنه خلاف أمتد من الجوانب العقائدية والفكرية ليشمل الجوانب الشخصية كما قام البابا باصدرا كتاب بدع حديثه الذى ينتقد فيه البابا بعض افكار "الاب متى"، الا انه وحتى وفاة الاب متى لم توجه له اى اتهامات بالخروج عن الكنيسه وكانت هناك قطيعه بين البابا والدير الذى يرأسة الاب متى ولم يذهب البابا للدير الا بعد وفاة الاب متى المسكين وقام وقتها بإلباس بعض الرهبان "القلنسوه المشقوقه" فيما رفض اخرون الخروج ومقابلة البابا. والثلاثة " الاب متى والبابا شنوده والانبا صموئيل" كانوا على موعد مع حركة التغيير الكبرى التي شهدتها الكنيسة المصرية في العصر الحديث وتصادموا مع القيادات القديمة المحافظة عند ترشحهم عام 1956 للخلافة بعد وفاة الأنبا يوساب بطريرك الكنيسة بوصفهم ممثلي الفكر الإصلاحي المنطلق من حركة مدرسة الآحد التي أسسها حبيب جرجس في بداية القرن العشرين وكانت النتيجة 5400 صوت للأب متى و3500 صوت (مكارى السريانى) الانبا صمؤيل و5200 صوت (انطونيوس السريانى) الانبا شنودة. الا ان عدم قضاءهم 15 عاما فى الرهبنة غيرت مسار الانتخابات الباباويه انذاك، وتوج الأنبا كيرلس على عرش البابوية الذي لم يرق له ما يفعله متى المسكين من انفراده ببيت التكريس في حلوان فأمره بالخروج والعودة إلى دير الأنبا صموئيل لكنه رفض تنفيذ القرار. وخرج معه 12 راهبًا وذهبوا معه إلى مكان مهجور في وادي الريان بالقرب من الفيوم ومكثوا لمدة 10 سنوات داخل إحدى المغارات الموحشة وكان من بين هؤلاء تلميذه الراهب أنطونيوس السرياني (الأنبا شنودة) وقرر البابا شنودة مع عدد من الرهان ترك المكان لقسوته ووعورته، ولاختلاف في الرؤى والمناهج التي بدأت في التبلور والتأكد أكثر لاسيما بعد استدعاء البابا كيرلس لكل من مكارى السريانى (الأنبا صموئيل) وانطونيوس السريانى (الانبا شنودة) حيث رسم الأول أسقفا للخدمات والثاني أسقفا للتربية وذلك في عام 1962. وظل الأب متى كما هو في مرحلة النفي الاختياري وكان الأب متى يراقب كل هذه التحركات من منفاه وأخذ في بلورة أفكاره الإصلاحية التي باتت تختلف عن أفكار تلاميذه الأنبا شنودة والأنبا صمؤيل البابوي. واتخذ "الاب متى" منهجا خاصا به يتمركز على عدة اسس منها ان الكنيسة ليست مؤسسة الأقباط أو جامعة الدين والهوية، وأن المسيحية ليست جنسية قومية بديلة، وضرورة ضبط الحدود بين الطقوس الدينية والأدوار السياسية. ومع اتساع هوة الخلاف بين البطريك والسادات بسبب بعض سياسات الأخير وتمدد الظل الدعوي والخدمي للكنيسة وازدياد وتيرة الاضطرابات الطائفية بالإضافة إلى الموقف من تقنين الشريعة واتفاقية السلام مع إسرائيل، تدخل "الأب متى" وكتب عدة مقالات ولقاءات صحفية عن هذه القضايا وتم استدعاء أفكاره وكتاباته عن ضوابط الدور الديني والخدمي للكنيسة لتصدر من قبل الأجهزة الرسمية للإيحاء أنه بجانب الخلاف السياسي هناك انحراف عن المسار الذى يجب أن يقوم. وتم التلويح بالأب متى لخلافه البابا بحسبانه الزعيم المعارض والمصحح الديني لمسار الكنيسة، الا ان "الاب متى" رفض وظل فى محاولات للتوفيق بين البابا والرئيس السادات. وبعد وفاة الاب متى المسكين زار البابا شنوده دير القديس ابو مقار لاول مره منذ عقود واستمر يشرف على الدير حتى نياحته. • البابا واسقف البحث العلمى "انكم اكبر من الدكتوراه" كانت هذه الكلمات التى عبر بها البابا شنوده عن فرحته لحصول "وهيب عطالله" الذى اصبح الانبا "ريغوريوس" على الدكتوراه. العلاقه بين الانبا شنوده والانبا غريغوريوس قديمه الا انها لم تستمر على وتيره واحده، فالاثنان كانا حريصان على مراسلة بعضهم فى عدة مناسبات وكان البابا شنوده يبدء رسالته للانبا غريغوريوس بـ"استاى العزيز الاناغنوستيس الدكتور وهيب عطالله" وحتى بعد ان رسم الانبا شنوده كأسقف للتعليم ظل يبدء مراسلاته الى "وهيب عطالله" والذى رسم راهبا باسم باخوم المحرقى بـ"استاذى العزيز قداسة الأب المبارك الراهب باخوم المحرقى". وقد كتب له الانبا شنوده عقب رسامته اسقفا للتعليم يطلب منه نصائح فى مهامه الجديده وايضا فى تعامله مع الموجودين داخل الكليه الاكليركيه، وما كان من الانبا غريغوريوس ان بعث له بخطاب يقول له "كنت اتمنى ان يكون للاكليركيه ومدارس التربيه الكنسيه اسقفا، ولقد شاء الله بالاكليركيه ومدارس التربيه الكنسيه خيرا فشكرا لجلال الله وشكرا لاصبعه المبارك وراء كل الاحداث". وكان البابا شنوده هو من اصدر قرارا بتولى "الراهب باخوم المحرقى" وظيفة وكيل عام اسقفية المعاهد الدينيه والتربيه الكنسيه فى عام 1963/ حتى انه عندما عين نائبا باباويا على ايبراشية ديروط ارسل البابا شنوده اعتراضا للبابا كيرلس السادس يقول له "نحن لا نستغنى عنه مطلقا ومكانه لا يمكن ان يملاءه احد". الا ان العلاقه اخدت منحنى جديدا عندما تم ترشيح الراهب "باخوم المحرقى" ليصبح اسقفا للبحث العلمى باسم الانبا غريغوريوس ووقتها قام الانبا شنوده بارسال خطاب الى البابا كيرلس السادس يقول له فيه "ان رسامة اسقفين على ايبارشيه واحده تتعارض مع قوانين الكنيسه. ورفض الانبا شنوده حضور رسامة الانبا غريغوريوس "اسقفا" بالرغم من ذهاب الاباء اليه ليحضروه، ووصل الامر الى ذروته عندما ارسل اليه الانبا غريغوريوس خطابا يعاتب فيه الانبا شنوده، ويقول له "ادركت ان ما نام فى عقلك الباطن بدأ يطفو من جديد واختفى الراهب انطونيوس وظهر الشاب نظير جيد فى مرحلة ما قبل التوبه". واضاف فى خطابه: "ان تصرفاتك يا أنبا شنوده تشير الى انك تجمع من حولك اناسا بشكل حزبى، وقد كان مأمول ان تكون للكل ولا تشجع على الحزبيه الخاصه". واشار فى خطابه الى احد العظات للانبا شنوده والذى شبهه بانه "حوت يونان" قائلا: "انى اريد ان اطمئنك انى لست كحوت يونان كما تشير فى عظتك ولم آخذ منك شئ و ابتلع منك شئ ، جميع اختصاصاتك هى لك ولك لوحدك". واخذت العلاقه بينهم منحنى آخر بعد ان أعتلى البابا شنوده الثالث الكرسى المرقسى ولم تخلو العلاقه من فترات شد وآخرى هادئة، الا ان البابا اعتبر الانبا غريغوريوس يحاول تشكيل جبهة مع رهبان دير ابو مقار فى مواجهة البابا وهو الامر الذى جعل "الاب متى المسكين" يرسل احد تلاميه يطلب من الانبا غريغوريوس عدم الحضور وزيارة الدير. وتطور الامر لقطيعه ورفض البابا شنوده الرد على مكالمات الانبا غريغوريوس، وطلب البابا شنوده الى الانبا غريغورس من خلال احد المقربين اليه بنشر اعتذار اليه فى جريدة وطنى وهو الامر الذى رفضه اسقف البحث العلمى، لتصبح الفجوه بينهم حديث الخاص والعام وخاصة بعد فشل مساعى الصلح بينهم ومنع الانبا غريغوريوس من الصلاه فى كنيسة الانبا رويس للمره الثانيه وتوعد البابا بمحاكمته. وأكد الانبا غريغوريوس فى لقاءه مع احد الوسطاء لازالة هذه الفجوه ان "الخلاف فكرى وخلاف على منهجه فى تصريف شئون الكنيسه بطريقه شخصيه مركزا كل السلطات فى يده كما لو كانت الكنيسه مقاطعه يملكها الانبا شنوده ملكا خاصا". وأخذت الامور منحنى جديدا عندما اصدر السادات قراره بالتحفظ على البابا شنوده وتشكيل لجنة خماسيه لادارة شئون الكنيسه والتى تكونت من الانبا مكسيموس اسقف القليوبيه، والانبا صموئيل اسقف الخدمات، والانبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى، والانبا اثناسيوس اسقف بنى سويف، والانبا يؤانس اسقف الغربيه وسكرتير المجمع المقدس. وبالرغم من طلب الانبا غريغورس الاستقاله من اللجنة الخماسيه وقيامه بدور الوسيط ونقل رساله من البابا شنوده الى الاقباط الموجودين فى امريكا يطالبهم بحسن استقبال الرئيس محمد حسنى مبارك الا انه صدرت كتيبات بعنوان "لماذا يجب ترشح الانبا غريغورس بطريركا". الا ان الصدام من جديد بعد ان قام البابا شنوده - من منفاه بدير الانبا بيشوى - بالغاء قرار اللجنه الخماسيه بتعيين احد القسوس للاشراف على الكنيسه القبطيه فى احد المدن بالولايات المتحده الامريكيه فكان رد الانبا غريغوريوس "لماذا ينزل الكرسى الى هذا الهوان.. لماذا". وبعد ان الغى الرئيس مبارك قرار التحفظ على البابا شنوده اجريت مساعى للصلح بينهم وخاصة وان البابا كان قد رفض مقابلة الانبا غريغوريوس، وبعدها قام الاخير بوقف ارسال مقالاته الى جريدة "وطنى" معللا هذا بقوله "لا اريد ان ادخل فى تحد مع الانبا شنوده". وظلت الامور بينهم ما بين الهدوء والشده حتى اشتداد المرض على الانبا غريغوريوس ووفاته وقيام البابا شنوده بتنفيذ وصيته ودفنه بجوار جثمان القديس اثناسيوس الرسول وعمل متحف ومزار خاص بمقتنيات الانبا غريغوريوس. |
|