رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بقيتُ أنا وحدي بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي ( 1مل 19: 10 ) لم تكن حالة نفسية طيبة تلك التي رفع فيها إيليا شكواه المُرة ضد بني إسرائيل. فأساسًا يقدم لنا إيليا مثالاً متميزًا للشهادة الأمينة لله في اليوم الشرير. ففي وسط حالة الضلال العامة وقف بشجاعة في صف «يهوه»، ولم يهمه عدد مَن يساندوه في موقفه، سواء قليل أو كثير، ولا يشك أحد أن غيرته على اسم يهوه كانت غيرة صادقة، وأنه تمسك بها بكل قوته في وجه كل المقاومات، ولكن في الوقت الذي رفع فيه شكواه عند حوريب، كان قد انشغل بشكل غير مقبول بنفسه وبشهادته، واعتبر نفسه المحارب الوحيد الذي انقلبت ضده كل الظروف. وفي ذلك الموقف وضع إيليا الله في مكان خطأ في رؤياه؛ فإيليا يبدو كأنه العامل العظيم الذي لا غنى عنه، وحياته في ذلك الوقت في خطر، فما هو مصير الشهادة إذًا؟ لقد كان يرى في فكره أن كل الشهادة الأمينة قد انتهت في إسرائيل، وأن الشيطان أصبح سيد الموقف. كم هو مؤلم أن تركز قلوبنا المُتعبة على توكيد الذات، وأفضل خدام الله وأكثرهم أمانة ليسوا مُحصّنين ضد هذا الفخ. صحيح أن الله يستطيع أن يحفظ الإنسان الوحيد، وأن يجعله قوة للشهادة في المشهد المظلم، كما في حالة إبراهيم «لأني دعوته وهو واحدٌ وباركته وأكثرته» ( إش 51: 2 )، وصحيح أيضًا أنه يستطيع أن يقوي الضعيف ليصنع منه «داود» ( زك 12: 8 )، ولكن لا يجوز أن يعتبر الشاهد نفسه أنه الوحيد الذي لا غنى عنه، وأن كارثة ستحل إذا اختفى من المشهد. والجماعات معرضة أن تقع في هذا الخطأ مثلها مثل الأفراد. فإذا سَعَت جماعة من المؤمنين، كبيرة أو صغيرة، إلى إعادة مبادئ الحق التي تناثرت، فإن غيرتهم وطاعتهم ستتحول بلا شك إلى شهادة أمينة، وسيستندون بلا شك على الله لكي يحفظهم ويباركهم. ولكن إذا تحول انشغالهم إلى أنفسهم كشهود، وأعطوا شهادتهم للآخرين أهمية في عيونهم عن حالتهم الروحية، فإن الله يسحب مُساندته لهم، ويسلمهم للفشل والعار. أ ليست هذه الحقيقة واضحة بشكل مؤلم لكثيرٍ منا؟ |
25 - 05 - 2012, 06:54 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
موضوع مميز وجميل مرسي لتعب محبتكم
|
||||
25 - 05 - 2012, 07:25 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المرور الجميل |
||||
|