![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القسم الرابع: كلام يبعث على الثقة: كلمة الله حقّ تبدّد المنافقين وتحفظ أحبَّاء الله. ( 7- 9):
7– كلام الرب كلام نقي فضة صرف قد تصفت وتكررت سبع مرات: الآن بعدما تحدث النبي عن كلمات الأشرار التي تكشف عن طابع أبيهم: الخداع مع العنف؛ يقدم عمل كلمة الله في من يقبلها. فإن كان عدو الخير قد أوجد في البشرية - إن صح التعبير - قلبين أو وجهين، بالواحد ننطق بالكلمات اللطيفة اللينة، وبالآخر نحمل فكرًا دنساً شرساً، بالواحد نعيش داخل الكنيسة وبالآخر نتعامل مع الآخرين؛ فإن علاج الأمر هو إبدال عمل عدو الخير بعمل الله و كلمته بالكلمة الإلهية التي تهب الخلاص. وإذا كانت كلمات البشر المتغطرسة تقود الإنسان إلى الكفر والإلحاد،" قال الجاهل في قلبه لا إله" فأن كلمات الله النقيّة، كالفضة المصفاة بالنار سبعة أضعاف تقود إلى الحياة " الكلمة التي أكلمكم بها روح وحياة" وفي كلمته وعد مقدم للبشرية يضمن لها الحياة . يعطي النبي كلام الله قدره من الكرامة والمجد؛ فإذا كانتكلمة الإنسان تميّزه عن بقية الخلائق وتساعده أن يصرخ طالبًا النجدة وإذا كانلكلمات البشر الكاذبة ظاهر الفضة لتحارب كلمة الله، فلا قوّة له، لأن كلمة الله وحدها القادرة الصافية كالفضّة النقيّة تظل الأقوى والأقدر. ولهذا يتعلّق المؤمن بكلمة الله، لأنها تفعل فيه فعلها، ولأنها اليقين الوحيد الذي يستطيع أن يتمسّك به في هذا العالم. وهل هناك شك في ذلك؟ وهل تجوز المقارنة بين كلام الرب الذي لا يزول" السماء والأرض تزولان وكلامي لن يزول" ( متى 24 :24) و كلمات البشر الفانية؟ إن كلام الله، في الكتاب المقدس والرسل والأنبياء والقديسين والكنيسة، كلام نقي لا يقاربه نجس أو يدنو منه فساد، والنبي يؤكد هذا المعنى الذي نعيشه في حياتنا وكنيستنا، في طقوسنا وعقائدنا. الآن بعدما تحدث عن كلمات الأشرار التي تكشف عن الخداع والعنف، يقدم لنا المرنم عمل كلمة الله فينا. تقود كلمات البشر المتغطرسة إلى الإلحاد، إذ يقولون "شفاهنا هي منا؛ فمن هو ربنا؟!" أما كلمات الله فنقيّة، " كفضة صرف قد صُفّّيت وتكررت سبع مرات". والكتاب المقدس كلمة الله منزه عن كل خطأ وشبه خطأ أو تضاد أو كلمة بشرية ساقطة، فالكتاب كله موحى به من الله، والأبرار يثقون في وعود الله التي لا غش فيها ولا تسقط أبداً بل تنقي النفس "أنتم الان أنقياء بفضل الكلام الذي كلمتكم به" ( يوحنا 15 :3 ) فالرب حين يعطينا من مواهب الروح القدس ينقي حياتنا سبع أضعاف. v "صفيت سبعة أضعاف": اضطهاد للمساكين، يجعلهم يمحصون كلمة الرب في قلوبهم سبع مرات، ورقم سبعة يشير إلى الكمال، كما يشير إلى قول أشعياء عن روح الرب، روح الحكمة والفهم...(إشعياء 11: 2)وذلك: 1. بمخافة الرب. 2. بالصلاح. 3. بالمعرفة. 4. بالقدرة. 5. بالمشورة. 6. بالفهم.7. وبالحكمة. توجد إذاً سبع درجات للتطويب، صعد عليها الرب كما جاء في الموعظة على الجبل (متى 5: 3-9) فيما يُسمى "إنجيل التطويبات" وكأنها الأعمدة السبعة الرئيسية التي يقوم عليها الإيمان المسيحي، أما الطوبى الثامنة التي يقول فيها " طوبى للمضطهدين لأجل البر" فهي تصف تلك النار المطهرة التي يتحدث عنها داود النبي في هذا المزمور، نار الاضطهاد، إنها تلك النار التي تصهر معدن المؤمن وتصل به إلى هذا النقاء ... لذلك قالوا عن كلمات يسوع على الجبل" إنه يعلّم كمن له سلطان وليس كالكتبة والفريسيين" (متى 7 :29). 8– أحرسنا يا رب وانصرنا على هذا الجيل إلى الأبد: قوة الرب عظيمة ولكلمته قدرة هائلة، فلا مجال للخوف أو القلق أو التوتر والجزع، الرب هو السيد والحارس "وإذا لم يحرس الرب المدينة فباطل يسهر الحراس" لذلك فبعد صرخة الاستغاثة الأولى، يصلي النبي بإيمان يقين بوجود الله في حياته ومعرفته بكل ما يحيط به من ظروف وأشخاص واثقاً من تدخله في ليخلصه وجميع الذين يعانون من الظلم ... يزداد المرنم فرحاً فيطلب لا مجرد تدخل طارئ وعابر وإن كان ساحقاً ماحقاً ... يطلب الحراسة أي أن يكون تحت نظر ذلك الحارس الجبار كل ساعات الليل والنهار، فهذا هو السبيل الوحيد لإدخال السكينة والسلام إلى قلبه المضطرب ... 9– فهم أشرار يجولون في كل ناحية فيما الرذيلة ترتفع بين الناس: وهو إذ يطلب حراسة مستمرة، وعيناً ساهرة لا تغفل ولا تنام، يقدم مبررات هذا الطلب الغالي: أنا مسكين ضعيف وحيد خائف مختبئ، وهم أشرار أقوياء يتحركون بحرية ويعربدون بعجرفة ويسيرون في جماعات كثيفة تبغي على حقوق البائس والمسكين الذي ليس لي من معين أو ملجأ سوى الرب . وهكذا لحال فحيث قد انتشرت الرذيلة والفساد في المجتمع الذي يعيش فيه النبي فلم يعد بإمكانه وحده، الحفاظ على نفسه ومبادئه وتعاليم الرب وناموسه، سوى تحت الحماية الإلهية والحراسة المستمرة، ففي ظلهما يكون مطمئناً فيضجع في سلام لا يبالي بجيوش ملتفة حوله ولا جموع هائجة تبغي إهلاكه. الأشرار مقاومون لأولاد الله في كل جيل وفي كل موقع في العالم حتى انقضاء الدهر؛ لذا تبقى كلمة الله مُخَلّصة لنا وحافظة إلى التمام. إن كان المنافقون قد التفوا حولنا من كل جانب، يسلطون ألسنتهم الشريرة ضدنا بخداع وعنف داخلي... تظل كلمة الله تقدم لنا وعوداً إلهية، تحول حياتنا إلى "تسبحة" مفرحة، نرى هنا خلاص الرب لعبيده وأنه سينجيهم في هذا الجيل وكل جيل وإلى نهاية الدهر رغم أن نجاح الأشرار المؤقت وسيطرهم "يتمشون من كل ناحية ويرتفعون". |
![]() |
|