منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 03 - 2013, 07:44 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,977

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: همسات الروح تأمل في سفر المزامير المزمور الثاني عشر

v فالأنقياء انقطعوا وزال الأمناء من بني البشر :
يزيد الأمور تعقيداً وسوأً أن يجد داود البار نفسه وحيداً. فكما يحتاج العالم إلى القديسين والأبرار كشهود لعمل الله وبركة للآخرين، يحتاج هؤلاء إلى العون الأخوي والتضامن الروحي، وعلى نقيض القديسين، فإن العالم مكتظ بالأشرار الذين يتحالفون ضد الأبرار، بينما هو يحارب وحده.
لم يجد المرتل الحق بين بني البشر، بل الكذب، وبتعبير أكثر دقة "الفراغ"، وهو تعبير يحمل معنى "البطلان"، "عدم الإخلاص" و"التسيّب". فقد تطلع النبي في مرارة نفسه ليجد جيله قد خانه ولم يبق بينهم من يثق فيه. حتى شاول الملك الذي أنقذه من العار وخلصه من جليات الجبار، جنّد كل طاقات الدولة ضده، كما خانه أهل زيف قعيلة (1 صموئيل 24، 26). لهذا شعر داود كأنه لا يوجد إنسان أمين في العالم،وهو هنا يشبه إيليا حين تصوَّر أن الأبرار انتهوا من الأرض ولم يبق سواه فصرخ قائلاً:"يا رب قتلوا أنبياءك، وهدموا مذابحك، وبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليهلكوها" (1ملوك 10:19).
الحالة نفسها صوّرها الأنبياء (أشعياء 7: 1؛ 59: 13؛ وهو شع 4: 1) وقال فيها ميخا النبي : "قد هلك الصفيّ من الأرض، وليس بشر مستقيم. جميعهم يكمنون للدماء، وكل منهم يصطاد أخاه بشرك" (ميخا 7: 2). أنقطع الأتقياء وليس هناك من يتقي الله سواء لأنهم ضلوا مع من ضلّ عن طريق الرب وناموسه، "الجميع فسدوا وزاغوا"، نجح الأشرار في القضاء على الكثير من الأبرياء حتى كادوا يقضون عليهم جميعاً، ولم يبق سوى المرنم يشعر بالوحدة تحيط به وتلفه ويرى حالة الكفر التي يعيشها شعب الله فيحسّ بالألم ويتوجه إلى الله مخلصه يناجيه ويبثه خلجات قلبه داعياً إيّاه للتدخّل، وتنقلب صلاته إلى دعوة على المنافقين ليقطع الرب ألسنتهم ويُسكت شفاهَهم المملوءة كذباً، كما تتعمق لتصير نداء إلى كلمة الله لكي تحميه وسط عالم يسيطر عليه الشرّ.
وفي هذا يقول القديس اغسطينوس:" فني اي لم يعد له وجود، كما نقول عندما تفرغ الحنطة والنقود، لأن الحق ضعف وهان بين البشر. لكن تظل دوما هناك باقية حقيقة تنير القلوب والعيون البارة، وتنعكس في كل نفس كما ينعكس نفس الوجه في مرايا عديدة".
3- كل واحد يكذب على الآخر وبلسانين وقلبين يكلمه:
أنقرض الأتقياء المستقيمون الذين لا يعرف الخداع والكذب والغش طريقاً إلى أفواههم، والتفت حول البار جماعة من الغشاشين المرائين المخادعين المتملقين الذين يعيشون في ازدواجية تامة، ليس فقط على المستوى الخارجي : الكلام واللسان، بل أيضاً على المستوى الداخلي، إنهم لا يعرفون الحب الحقيقي، فهم ذووا قلبين ولا يعترفون بالطيبة والصدق والأمانة كأساس للتعامل والحياة...إنهم زائفو القلب والعقل واللسان. فقد رأى داود قلة الأمانة والكذب تنشر بين الناس فهم غير أمناء ولا يقولون الحق.. ومن أبرز علامات الرياء والفساد، ازدواج القلب " بقلب فقلب يتكلمون".
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأمل فى المزمور الثانى والأربعين " ياإلهى لماذا نسيتَني؟ "
تأمل فى المزمور الثانى والثلاثين " طوبى للذي غفرت آثامه وسترت خطاياه "
تأمل فى المزمور الثانى عشر " لسان وكلمات "
تأمل فى المزمور الثانى " لماذا كل هذه الديانات الباطلة ؟ "
تأمل فى المزمور الأول " الموت الثانى "


الساعة الآن 02:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025