لنيافة الانبا مكاريوس بدأالصوم الكبير وبدأت الكنيسة منذ اليوم الأول في تعضيد أولادها خلال الرحلةبالتأمل في انجيل القديس مرقس، الذي تحدث الفصل المختار منه عن احتقارأباطيل العالم بتبكيت السيد المسيح لتلاميذه بسبب سعيهم لمجد العالم (كانوايتحدثون في الطريق عن من هو الأفضل) وطلب أليهم أن يسلكوا على نحو طفولي منجهة الاهتمامات والمناصب، فالطفل غير معني بالرتب أو المقتنيات، وإنمايعتمد على أبيه فيما يتعلق باحتياجاته المادية، وفي الاتجاه ذاته نبههم إلىالتضحية بالقليل لأجل الكثير والفاني بالباقي، وذلك بقطع "يد" الشرواستئصال "قدم" الخطية و"العين" المستبيحة، وبينما تشير العين إلى الاشتهاءتشير اليد إلى الإرادة، والقدم إلى السلوك، هكذاتشتهى الحواس وتقرر الإرادة وتسلك القدم،غير أن هناك "عين إرادية" توجه العين الجسدية وهكذا اليد والرجل، وفيالإطار ذاته نبه الرب إلى خطورة العثرة، أما عن علاقة العثرة بهذا الحديثمع بداية الصوم، فان الكنيسة تلفت الانتباه إلى أن معوقات "عثرات" كثيرةسوف تواجه الإنسان منذ بداية رحلة الصوم.بقي أن نقول أن قراءات هذا الأسبوع -بدءا من اليوم الاثنين وحتى الأحد- تدور حول الكنز السمائي مقابل الكنوزالأرضية، ومن هنا تدعونا الكنيسة إلى التخلي عن المناصب الأرضية والشهواتالعالمية والإفلات من الأغراء (العثرة.(