![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الصوم الكبير طريقنا الى السماء وكما يسبق عيد الميلاد المجيد صوم الميلاد .. فإن عيد القيامة المجيدة يسبقه أيضاً الصوم الكبير .. لان الكنيسة تعملنا أن كل إكليل مجد لابد وان يسبقه ألم شهادة .. وكل نعمة لا ننالها إلا بجهاد روحانى .. فإن كنا نتألم معه ، فلكى نتمجد معه أيضاً .. والصوم الكبير هو اهم أصوام الكنيسة قاطبة .. ويسمى بالصوم الكبير لسببين : الأول - لأن الرب يسوع نفسه صامه بنفسه كخطوة من خطوات تدبير الخلاص ، راسماً لنا ضرورة الصوم وأهميته للحياة الروحية .. الثانى - لأنه أطول صوم فى الكنيسة .. فالصوم الكبير يتكون من ثلاثة أصوام: أسبوع استعداد للصوم + أربعين يوماً صامها السيد المسيح + أسبوع الآلام المجيد فيكون عدد أيامه 55 يوماً .. وللصوم الكبير الاعتبار الأول فى الكنيسة .. ويهتم به الشعب اهتماماً كبيراً .. وفيه تمتلئ الكنيسة بالمتعبدين والتائبين والمعترفين والمتناولين .. فهو ربيع الحياة الروحية .. وهو موسم التوبة فى المسيحية .. وقد جاء فى قوانين الرسل : "أى أحد من الاكليروس لا يصوم صوم الأربعين المقدسة التى للفصح ، .. وصوم يومى الأربعاء والجمعة ، فليقطع .. ماعدا إذا امتنع لضرورة مرض جسدى .. وإن كان علمانياً فليفرز " وجاء فى الدسقولية (تعاليم الرسل الاثنى عشر) : "ليكن عندكم جليلاً صوم الأربعين المقدسة .. تذكاراً لما فعله الرب يسوع نفسه".. وقد جعل الرب يسوع الصوم ركناً أساسياً من أركان العبادة المسيحية .. فقال: "متى صنعت صدقة .. متى صليت .. متى صمت .." (متى 6) .. وقد كرس به حضوره الدائم فى وسطنا فى عبادتنا .. فلما صام، جعل صومه فى بدء خدمته وخروجه الفصحى .. وضمه إلى تدبير خلاصه وسر ذبيحته .. وبعد أن تمم مخلصنا صومه "رجع بقوة الروح" (لو 4: 14) يكرز ببشارة الملكوت .. فكان صومه طريقاً للتقوى أعده وكرسه لنا فى نفسه .. بدءًا من معموديته إلى كرازته .. وتتميز ليتورجيا الصوم الأربعينى المقدس بقداساتها اليومية .. والتى تنتهى فى آخر النهار .. وبألحانها المتميزة ، ومراداتها .. وميطانياتها .. وقراءاتها .. وتسبحتها .. وفى الإجمال .. فإن الصوم الأربعينى المقدس هو رحلة إلى السماء .. نبدأها بصوم التذلل والانسحاق .. وطوال أربعين يوماً نجرب من إبليس فى البرية مع الرب يسوع .. ثم نصل إلى ذروة الألم معه فى أسبوع الآلام حيث الإهانة والخيانة والجلد والصلب .. ونخرج معه خارج أورشليم حاملين معه العار .. ونموت معه على الصليب .. وندفن فى القبر فى يوم سبت النور .. فإذ نسير برفقته فى هذه الرحلة بكل أمانة .. ونحتمل الآلام معه .. نصل فى النهاية إلى المجد والأكاليل فى عيد القيامة المجيدة .. وننال النصرة والفرحة فى أفراح الخمسين يوماً المقدسة .. وهكذا .. من يصبر إلى المنتهى يخلص .. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() الصوم هو صوم عن كل الشهوات والعادات الضارة + لم تطلق الكنيسة عليه بالصوم الكبير لأنه أطول أصوامنا أياما ولا لأنه يمتد إلى ثمانية أسابيع أو 55 يوما، ولكنة هو الصوم الكبير لأنة أكبر أصوامنا أهمية لأكثر من سبب: السبب الأول: هو أنه الصوم الذى صامه السيد المسيح، إنه الصوم الذى قدسه الرب يسوع نفسة، وهو الذى أسسه وبدأه، فصام أربعين نهارا و أربعين ليله. السبب الثانى: لأنه يبتهى بأعظم أعيادنا أهمية وهو عيد القيامة المجيد، فخر أعيادنا و أهمها، هو عيد الأعياد، عليه يقوم كل كيان المسيحيه. لهذا فإن هذا الصوم له المكانة الأولى بين جميع الأصوام العامه المعروفة فى الكنيسة المسيحية وتقدسه جميع الكنائس الرسولية الأرثوذكسية والكاثوليكية. +والصوم الكبير يضم ثلاثة أصوام وهى على الترتيب: 1-الأسبوع الأول ويسمى بـــــــ مقدمة الصوم الكبير. هذا الأسبوع أضافتة الكنيسة على الأربعين المقدسه التى صامها السيد المسيح . لماذا أضافتة؟؟ +لما كان صوم الأربعين المقدسة من أهم أصوامنا واقدسها، فقد أمرت الكنيسة أن يصام انقطاعيا إلى ساعة متأخرة ولا يفطرون إلا على القليل من الطعام الخالى من الدسم *فإشفاقا منها على المؤمنين وضعت لهم هذا الأسبوع ليتدرج به الصائم فى فترة الانقطاع عن الطعام حتى لا يتعب ولا يحس بالارهاق إذا ما دخل فى الاربعين المقدسة بعد ذلك وصام فترة انقطاع طويلة. وفى هذا حكمة لصحة الروح والنفس والجسد. 2- الأربعين المقدسة: وهى الأربعين يوما وأربعين ليلة التى صامها السيد المسيح دون أن يأكل شيئا، وينتهى بيوم الجمعة السابق على يوم (الجمعة العظيمة)، ويعرف بيوم( جمعة ختام الصوم) 3- أسبوع الالام: صوم اخر هو صوم أسبوع الفصح أى أسبوع الالام وهو يبدأ بعد انتهاء صوم الاربعين المقدسة، أى بعد جمعة ختام الصوم وينتهى بعيد القيامة المجيد. +وفى مديح الصوم الكبير نقول (يسوع المسيح صام عنا أربعين يوما وأربعين ليلة) حتى لا يظن أنه كان يأكل فى نهاية النهار عند المساء كما يفعل الصائمون من الناس. ما المقصود بالصوم في المفهوم الأرثوذكسي؟! هو الامتناع عن الطعام الحيواني طوال فترة الصوم، لضبط الجسد عن الشهوات التي تثيرها اللحوم والشحوم. +ويمتنع عن الطعام والشراب إبتداء من منتصف الليل إلى ساعة متأخرة من النهار التالي، ثم تناول طعام نباتي(خالي من الدسم). +يتم الاتفاق مع أب الاعتراف على ساعات الانقطاع أو ظروف الافطار أخرالنهار. +يسمح بتناول السمك فى بعض الاصوام تخفيفا للمؤمنين وخاصة الكبار والمرضي والاطفال. نماذج من التدريب خلال الصوم:- 1- تدرب على محبة الخطاة كمرضى في حاجة لعلاج لا عقاب. 2- تدرب على الفصح والسماح والرحمة لكل من يسئ إليك. 3- تدرب على الإختلاء للصلاة والقراءة الروحية. 4- تدرب على نقاوة القلب والفكر والحواس الخمس. 5- تدرب على عمل الخير للغير(للعدو والصديق). *صوم اللسان:- 1)+ هو الذي يوقع المرء فى 64 خطية، ويدفع بالنفس للهلاك. + راجع إصحاح 3 من رسالة القديس يعقوب الرسول. (2) + دقق الان فى هذة الكلمات الإلهية: *الموت والحياة في يد اللسان(أم 19:21).{بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان}(مت 12:27). *من قال لأخية {ياأحمق }يكون مستوجب نار جهنم(مت 5:22). *( كلمة بطالة (لا نفع منها) يتكلم بها الناس، سوف يعطون عنها حسابا يوم الدين)(مت 12:36). كيف يتقبل الله صومك:- 1- ضرورة ارتباطة بالصلاة والصدقة، وباقي وسائط النعمة. 2-أن يكون فى الخفاء، وليس بافتخار وكبرياء( رفض الله صوم وصلاة وصدقة الفريسي المتكبر، وقبل العشار المتضع التائب). 3- تأمل إصحاح 58 من سفر أشعياء كلة (يتحدث فيه الله عن الصوم المقبول والمرذول).4- صوم مقرون بالندم والدموع، كما قال نحميا النبى:- *نحت أياما وصمت وصليت(نح4:1). 5- صوم بنسك وزهد، كما قال داود النبي ![]() ![]() 7- صوم عن كل الشهوات والعادات الضارة (يوئيل 2:15،كو 7:5). 8- صوم مع إعطاء الحقوق وكل ما إقترضوه من أشياء لاصحابها. عدم سلب أحد: أن يرجعوا عن الظلم الذى فى ايديهم. * ما هي متطلبات الصوم السليم؟ 1- ترك الخطية. 2- اكتساب فضيلة نافعة للنفس والناس. 3- استجابة الله للصلاة وتحقيق الامال. 4- إيطال حروب الشياطين وهروبها من الصائم المصلى. 5- علاج للصحة الجسدية والنفسية. لنيافة الأنبا رافائيل |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() الصيام بدأ والشيطان أبتدى مقولة أعتاد سماعها رهبان الأديرة مع بداية كل صيام ... حيث يقوم أحد أباء الدير باللف حول القلالى وهو ممسك بالدف ويدق به ويردد هذه الجملة بصوت عالى على مسامع كل الرهبان فى قلاليلهم يوم رفاع الصيام ... والهدف من ذلك ان ينبه الرهبان مع بداية الصيام ستتزايد الحروب من الشيطان ... وهذا التنبيه ليس فقط للرهبان بل لكل انسان سيبدأ فى اى صوم وخصوصا اجمل اصوام السنة وهو الصيام الكبير والذى يسمى دائما بمخزون السنة كلها .... والصوم فى تعريفه البسيط هو ذبيحة حب مقدمة لله ولذلك سأنبهك لبعض الأرشادات البسيطة التى تتبعها فى صومك لتحاول ان يكون صوم مقبول امام الله وقد وردت هذه الأرشادات فى كتاب (سلسلة الوسائط الروحية ) لقداسة البابا شنودة الثالث : 1. أعلم جيدا ان ليس كل صوم مقبول امام الله . فلا تقل صمت ولم استفد روحيا . فربما تكون اصوامك بطريقة غير روحية او انك صائم وتحيا فى الخطية ... إذن علينا ان نعرف كيف نصوم . 2. كثيرون من الناس يهتمون فى الصوم بشكلياته او انهم يفهمونه على انه مجرد الطعام النباتى او انهم لا يهتمون بالجانب الروحى فى الصوم ولهؤلاء نقول لهم إن تعريف الصوم من جهه الجسد هو الأمتناع عن الطعام فترة معينه من الوقت يعقبها طعام خالى من الدسم الحيوانى . 3. فهل تمارس هذا الأنقطاع عن الطعام والشراب ؟؟ وهل تصل فيه الى مرحلة الجوع وتحتملها ؟؟؟ هذا هو التدريب الأول ... أعنى الجوع عندما تجوع تشعر بضعفك فتلجأ الى قوة الله لتسندك .... وعندما تجوع وتحتمل الجوع تكتسب فضيلة الأحتمال وضبط النفس ... لذلك لا تأكل كلما جعت أثناء الصوم إنما أصبر واحتمل وخذ بركة الأحساس بالجوع وعندما تجوع تشعر بألم الفقراء الذين ليس لديهم ما يأكلونه فتشفق عليهم وتعطيهم 4. البعد عما تشتهيه ..... وهنا أضع امامك ملاحظتين : الأولى انك لا تطلب اصنافا معينة تلذ لك والثانية انه لو وضعت امامك الأصناف التى تشتهيها دون ان تطلب لا تملأ شهوتك منها . خذ قليلا واترك الباقى واضبط نفسك . 5. ليتك تتدرج فى الصوم حتى تصل ليس فقط إلى الجسد الجائع بل إلى الجسد الزاهد ... بحيث يزهد جسدك هذه المتع التى تقدمها الأطعمة ... ان عنصر المنع يبدأ اولا ولكنك حينما تدرب نفسك عليه وتعتاده حينئذ لا تبذل مجهودا لتمنع نفسك لآنك تكون قد ذهدت هذا الذى كنت تشتهيه أولا . إذاً اهم ما فى الصوم هو فترة الأنقطاع التى تحددها مع اب اعترافك والبعد عن اى طعام شهى لديك بل والذهد عن الطعام نفسه وهذا ياتى بالتدريب والتدريج . الرب يقبل صومكم وكل صوم وانت بخير ولا تنسى ان ( الصيام بدأ والشيطان أبتدى ) |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() الــصـــوم قداسة البابا شنوده الثالث كتاب الوسائط الروحية الصوم من الوسائط الروحية الأساسية. فلماذا؟ لأنه أولاً يفيد في ضبط النفس. من حيث أن الصائم يمنع نفسه عن تناول الطعام والشراب بصفة عامة خلال فترة الإنقطاع. ويمنع نفسه عن كل ما يتعلق بالاسم الحيوانى. وهكذا يدخل في حياته عنصر المنع. يستطيع أن يقول لنفسه كلمة (لا)، وينفذ ذلك. وكما يمنع جسده عن الطعام والشراب، يتدرج حتى يمنع نفسه عن كثير من الأخطاء. عنصر المنع هذا، وضعه الله منذ البدء. و ذلك حينما أمر ابوينا الأولين آدم وحواء أن يمتنعا عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فوضع بذلك مبدأ ضبط النفس من أول تاريخ البشرية. لكى ندرك تماماً أن الحرية ليس معناها التسيب. فعلى الرغم من أن الله كان كريماً جداً مع آدم وحواء، وصرح لهما أن يأكلا " من كل شجر الجنة "، إلا أنه وضع ضابطاً هو المنع من شجرة واحدة (تك 2: 16، 17) (تك 3: 3). لعلنا هنا ندرك تماماً خطورة العبارة التي قالها سليمان الحكيم في التعبير عن تسيبه في المتعة، إذ قال " ومهما اشتهته عيناى لم أمنعة عنهما " (جا 2: 10). فلما وصل إلى هذا الوضع، تطور حتى أخطأ وفقد حكمته. " ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه " (1مل 11: 4). وعصفت به الشهوات الكثيرة. و الصوم أيضاً دليل على الارتفاع فوق مستوى الجسد. ففيه لا نعطى الجسد كل ما يطلبه من الطعام، أو كل ما يشتهيه من الطعام. وبهذا نرتفع فوق مستواه. بل نرتفع فوق مستوى المادة بصفة عامة. وهكذا نعطى الفرصة للروح، لكى تأخذ مجالها، متذكرين قول الرب " اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقى للحياة الأبدية " (يو 6: 27). وقول الرسول " لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو الحياة وسلام " (رو 8: 6). إن الروح تكون في حالة أقوى في وقت الصوم. فى الصوم تكون صلواتنا أعمق، وتأملاتنا أعمق. وتكون صلتنا بالله أقوى. وحتى ألحاننا أيضاً. فرق كبير بين أن نسجل لحناً من ألحان البصخة في نفس أسبوع الآلام، وأن نسجل نفس اللحن في غير فترة الصوم وليس أثر الصوم في تقوية الروح قاصراً على المسيحيين فقط، بل إن الهندوس واليوجا والبوذيين يجدون قوة للروح بتداريب الصوم والنسك، وتصفوا أرواحهم أكثر. إذن فالصوم ليس نافعاً فقط من جهة محاربة الأخطاء محاربة الأخطاء و السلبيات، إنما يفيد إيجابياً في تقوية الروح. لذلك نجد غالبية المناسبات الروحية تسبقها أصوام. فأسرار الكنيسة مثلاً، كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت، لابد أن يسبقها الصوم. وكذلك نوال بركة الأعياد يسبقه الصوم فنصوم أسابيع طويلة قبل عيدى الميلاد والقيامة، وقبل عيد الرسل وعيد والعذراء وقبل عيد الغطاس نصوم يوم البرامون. وما أجمل قول سفر أعمال الرسل (قبل وضع الأيدى على برنابا شاول): " وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لى برنابا وشاول العمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى.." (أع 13: 2، 3). و من أجمل ما قيل أيضاً في أثر الصوم روحياً: العلاقة بين الصوم وإخراج الشياطين: و في ذلك قال السيد الرب في معجزة إخراجه لشيطان عنيد لم يقو التلاميذ على اخراجه.. حينئذ قال الرب " وأما هذا الجنس، فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم " (مت 17: 21).. ذلك لأن صلاة الصائم تكون لها روحياتها وتأثيرها، والصائم يكون أكثر قرباً من الله، وأكثر قوة على الشياطين. و كان القديسون يستخدمون الصوم في وقت الضيقات. و لنا مثال واضح جداً في ذلك صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان (أش 4: 16) وكيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك نسمع عن صوم نحمياً لما جاءته الأخبار أن " سور أورشليم منهدم، أبوابها محروقة بالنار " (نح 1: 3، 4). ويروى سفر نحميا أيضاً كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة.. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا وهو باك، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. كما يروى لنا الكتاب أيضاً صوم دانيال النبي وأثر ذلك (دا 9: 3، 21) (دا 10: 3، 12). و كان للصوم تأثيرها أيضاً في مجال التوبة.. لقد تاب أهل نينوى. ولم تكن توبتهم مجرد رجوعهم عن حياة الشر امتزجت هذه التوبة بصوم ونسك شديدين، اشترك فيه الشعب كله وملكهم. وقبل الله صومهم وتوبتهم وغفر لهم خطاياهم(يون 3). و من أروع ما قيل في امتزاج التوبة بالصوم، قول الوحى الإلهى في سفر يؤئيل النبى " الآن يقول، إرجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم وبالبكاء والنوح " (يؤ 2: 12). وداود النبي يشرح عمق صومه فيقول " أذللت نفسى " (مز 35: 13) وأيضا " ابكي بالصوم نفسى " (مز 69: 10). و كثير من صلوات الآباء والأنبياء من أجل طلب المغفرة، كانت مصحوبة بصوم، كصلوات دانيال وعزرا طلباً لمغفرة خطايا الشعب. والصوم أيضاً له علاقته بالخدمة. و لعل أبرز مثل لذلك السيد المسيح نفسه الذي بدأ خدمته بصوم أربعين يوماً. وعلى نسقه كل الآباء الأساقفة والكهنة الجدد يبدأون خدمتهم الكهنوتية الصوم.. ونفس الآباء الرسل القديسين بدأوا خدمتهم كذلك بالصوم. وتحقق فيهم قول السيد نفسه " حين يرفع العريس عنهم، حينئذ يصومون " (مر 2: 20) ولم يكن الصوم فقط في بدء خدمة الآباء الرسل، بل كان يتخللها أيضاً. وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول عن خدمته " في أصوام مراراً كثيرة " (2كو 11: 27) ويقول أيضاً " بل في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله.. في أتعاب في اسهار في أصوام.. " (2كو 6: 4، 5).. أتراك يا أخى جربت في حياتك الصوم من أجل الخدمة، والصوم لحل مشاكلها ولحل المشاكل عموماً؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() تأملات في الصوم بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث نبدأ بتأمل بسيط علي جبل التجلي,حيث وقف ثلاثة يضيئون بنور عجيب.وكانوا ممن اتقنوا الصوم: إنهم السيد المسيح له المجد (مت4:2),وموسي النبي (حز40:28),وإيليا النبي (1مل19:8). فهل كان يختفي وراء هذا المنظر البهي معني مهم؟ هل اختار السيد المسيح معه في التجلي اثنين من الصوامين,ليرينا أن الطبيعة التي ستتجلي في الأبدية,هي التي قهرت الجسد بالصوم؟ * إن الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية: وهبها الله للإنسان الأول,بمنعه عن الأكل من شجرة معينة (تك2:17,16). وبهذا وضع الله حدودا للجسد لا يتعداها. فهو ليس مطلق الحرية,يأخذ من كل ما يراه,ومن كل ما يهواه...بل هناك ما يجب أن يمتنع عنه,أي أن يضبط إرادته من جهته,وهكذا كان علي الإنسان منذ البدء أن يضبط جسده. فقد تكون الشجرة جيدة للأكل,وبهجة للعيون,وشهية المنظر (تك3:6).ومع ذلك يجب الامتناع عنها. وبالامتناع عن الأكل,يرتفع الإنسان فوق مستوي الجسد,ويرتفع أيضا فوق مستوي المادة.وهذه هي حكمة الصوم. * وإن عرفنا فوائد الصوم,نجد أنه هبة من الله: نعم,ليس الصوم مجرد وصية من الله,إنما هو هبة إلهية,إنه هو هبة ونعمة وبركة...إن الله الذي خلقنا من جسد ومن روح,إذ يعرف أننا محتاجون إلي الصوم,وأن الصوم يلزم حياتنا الروحية لأجل منفعتها ولأجل نمونا الروحي وأبديتنا,لذلك منحنا أن نعرف الصوم ونمارسه.وأوصانا به كأب حنون وكمعلم حكيم. * والصوم يسبق كل نعمة وخدمة: الأعياد تحمل لنا بركات معينة.لذلك كل عيد يسبقه صوم. والتناول يحمل لنا بركة خاصة.لذلك نستعد لها بالصوم. والرسامات الكهنوتية تحمل بركة.لذلك نستقبلها بالصوم.فالأسقف الذي يقوم بالسيامة يكون صائما,والمرشح لدرجة الكهنوت يكون أيضا صائما,وكذلك كل من يشترك في هذه الصلوات. واختيار الخدام في عهد الآباء الرسل كان مصحوبا بالصوم:ففيما هم يخدمون الرب ويصومون,قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول...فصاموا حينئذ وصلوا,ووضعوا عليهما الأيادي (أع13:3,2). كل بركة يقدمها لنا الله,نستقبلها بالصوم,لكي نكون في حالة روحية تليق بتلك البركة. * والصوم أيضا يسبق الخدمة: والسيد المسيح قبل أن يبدأ خدمته الجهارية,صام أربعين يوما,في فترة خلوة قضاها مع الآب علي الجبل. وفي سيامة كل كاهن جديد,نعطيه بالمثل فترة أربعين يوما يقضيها في صوم وفي خلوة,في أحد الأديرة مثلا,قبل أن يبدأ خدمته. وآباؤنا الرسل بدأوا خدمتهم بالصوم:خدمتهم بدأت بحلول الروح القدس.وكان صومهم مصاحبا لخدمتهم,لتكون خدمة روحية مقبولة. والخادم يصوم,ليكون في حالة روحية,ولكي ينال معونة من الله,ولكي يحنن قلب الله بالصوم ليشترك معه في خدمته. ولعلنا نري في حياة يوحنا المعمدان,أنه عاش حياته بالصوم والخلوة في البرية,قبل أن يبدأ خدمته داعيا الناس إلي التوبة. وليست الخدمة فقط يسبقها الصوم,بل أيضا: * أسرار الكنيسة يسبقها الصوم: سر المعمودية,يستقبله المعمد وهو صائم,ويكون أشبينه أيضا صائما,والكاهن الذي يجريه يكون صائما كذلك.الكل في صوم لاستقبال هذا الميلاد الروحي الجديد.ونفس الكلام نقوله عن: سر الميرون.سر قبول الروح القدس الذي يلي المعمودية. سر الأفخارستيا,التناول,يمارسه الكل وهم صائمون. سر مسحة المرضي,(صلاة القنديل) يكون فيه الكاهن صائما,ومن يدهنون بزيت هذا السر المقدس يكونون صائمين أيضا.ولكن يستثني المرضي العاجزون عن الصوم,الذين يعفون من الصوم حتي في سر التناول. وسر الكهنوت كما قلنا,يمارس بالصوم. لم يبق سوي سر الاعتراف,وسر الزواج. وما أجمل أن يأتي المعترف ليعترف بخطاياه وهو صائم ومنسحق.ولكن لأن الكنيسة تسعي وراء الخاطئ في كل وقت,لتقبل توبته في أي وقت,لذلك لم تشترط الصوم. أما سر الزواج فقد أعفاه السيد المسيح بقوله:لا يستطيع بنو العرس أن يصوموا مادام العريس معهم (مر2:19).ومع ذلك ففي الكنيسة الناسكة الأولي,حينما كان سر الزواج يمارس بعد رفع بخور باكر,كان العريسان يصومان ويتناولان ويستمران ذلك اليوم في صوم...حاليا طبعا لا يحدث هذا. إن بركات الروح القدس التي ينالها المؤمن في الأسرار الكنسية كانت تستقبل بالصوم,إلا في الحالات الاستثنائية. وكما عرفت الكنيسة الصوم في حياة العبادة,وفي حياة الخدمة,كذلك عرفته في وقت الضيق,وخرجت بقاعدة روحية وهي: * بالصوم يتدخل الله: لقد جرب هذا الأمر نحميا,وعزرا,ودانيال.وجربته الملكة أستير من أجل الشعب كله,وجربته الكنيسة في القرن الرابع في عمق مشكلة آريوس.وجربته الأجيال كلها.وأصبح عقيدة راسخة في ضمير الكنيسة,تصليها في صلاة القسمة في الصوم الكبير,مؤمنة إيمانا راسخا أن الصوم يحل المشاكل. الإنسان الواثق بقوته وذكائه,يعتمد علي قوته وذكائه.أما الشاعر بضعفه,فإنه في مشاكله,يلجأ إلي الله بالصوم. في الصوم يتذلل أمام الله,ويطلب رحمته وتدخله قائلا:قم أيها الرب الإله....وفي ذلك ينصت إلي قول الرب في المزمور من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين,الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية (مز11). الصوم هو فترة صالحة,لإدخال الله في كل مشكلة.فترة ينادي فيها القلب المنسحق,ويستمع فيها الله. فترة يقترب فيها الناس إلي الله,ويقترب فيها الله من الناس,يستمع إلي حنينهم وإلي أنينهم,ويعمل... طالما يكون الناس منصرفين إلي رغباتهم وشهواتهم,ومنشغلين بالجسد والمادة...فإنهم يشعرون أن الله يقف بعيدا...لا لأنه يريد أن يبعد,وإنما لأننا أبعدناه,أو رفضناه,أو رفضنا أن نقترب منه علي وجه أصح. أما في فترات الصوم الممزوج بالصلاة,فإن الإنسان يقترب إلي الله,ويقول له:اشترك في العمل مع عبيدك. إنه صراخ القلب إلي الله,لكي يدخل مع الإنسان في الحياة. يمكن أن يكون في أي وقت.ولكنه في فترة الصوم يكون أعمق,ويكون أصدق,ويكون أقوي. فبالصوم الحقيقي يستطيع الإنسان أن يحنن قلب الله. والذي يدرك فوائد الصوم,وفاعلية الصوم في حياته,وفي علاقته بالله,إنما يفرح بالصوم. * الفرح بالصوم: إننا لسنا من النوع الذي يصوم,وفي أثناء الصوم يشتهي متي يأتي وقت الإفطار,إنما نحن حينما نكون مفطرين,نشتهي الوقت الذي يعود فيه الصوم من جديد. الإنسان الروحي يفرح بفترات الصوم,أكثر مما يفرح بالأعياد التي يأكل فيها ويشرب.كثيرون يشتهون الصوم في فترة الخمسين المقدسة التي تأتي بعد القيامة, والتي لأصوم فيها ولا مطانيات.وفيها يشتاق الكثيرون إلي الصوم اشتياقا,لذلك يفرحون جدا عندما يحل صوم الرسل,إذ قد حرموا من لذة الصوم لخمسين يوما من قبله. ومن فرح الروحيين بالصوم,لا يكتفون بالأصوام العامة,إنما يضيفون إليها أصواما خاصة بهم... ويلحون علي آباء اعترافهم أن يصرحوا لهم بتلك الأصوام الخاصة,مؤيدين طلبهم بأن روحياتهم تكون أقوي في فترة الصوم,بل إن صحتهم الجسدية أيضا تكون أقوي,وأجسادهم تكون خفيفة. إن الذين يطلبون تقصير الأصوام وتقليلها,هؤلاء يشهدون علي أنفسهم أنهم لم يشعروا بلذة الصوم أو فائدته... وسنتحدث بمشيئة الرب في الفصول المقبلة عن فوائد الصوم,التي من أجلها صار فرحا للروحيين,وصار للرهبان منهج حياة... * منهج حياة: من محبة آبائنا الرهبان للصوم,جعلوه منهج حياة. صارت حياتهم كلها صوما ماعدا أيام الأعياد,ووجدوا في ذلك لذة روحية,ولم يشعروا بأي تعب جسدي.بل استراحوا للصوم وتعودوه... ذلك الصوم الدائم كان يجعل حياة الآباء منتظمة... وفي الواقع أن حياة الرهبان من هذه الناحية مستقرة علي وضع ثابت,استراحت له أجسادهم,واستراحت له أرواحهم...وضع لا تغيير فيه,اعتادوه ونظموا حياتهم تبعا له. أما العلمانيون فهم مساكين,أقصد هؤلاء الذين يتنقلون من النقيض إلي النقيض.من صوم يمنعون فيه أنفسهم,إلي فطر يأخذون فيه ما يشتهون,يضبطون أنفسهم فترة,ثم يمنحونها ما تشاء فترة أخري,ثم يرجعون إلي المنع,ويتأرجحون بين المنع والمنح فترات وفترات.يبنون ثم يهدمون,ثم يعودون إلي بناء يعقبه هدم,إلي غير قيام. أما الصوم الحقيقي فهو الذي يتدرب فيه الصائم علي ضبط النفس ويستمر معه ضبط النفس كمنهج حياة... فيضبط نفسه في أيام الفطر,كما في أيام الصوم,علي الرغم من اختلاف أنواع الأطعمة ومواعيد الأكل...وهكذا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() تدريبات في الصوم قداسة البابا شنوده الثالث لكي يكون هذا الصوم ذا أثر فعال فى حياتك الروحية، نضع أمامك بعض التداريب لممارستها، حتى إذا ما حولتها إلى حياة، تكون قد انتفعت فى صومك: 1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التى تسيطر عليك، والتى تتكرر فى كثير من اعترافاتك. أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة.. وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً. وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما : مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركها اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع. فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟! 2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن إختيار مزمور أو إثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التى تترك فى نفسك أثراً. 3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها. علماً بأنه لكل صلاة 3 أو 6 قطع. 4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل، أو فى الطريق، أو اثناء الوجود مع الناس، أو فى أى وقت. 5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالاً للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق. 6- تداريب القراءات الروحية: سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر، وبفهم وتأمل.. أو قراءة سير القديسين، أو بعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة. 7- يمكن فى فترة الصوم ، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم مع حفظها، وتكرارها، والتشبع بروحها... 8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم، على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحى. 9- هناك تدريبات روحية كثيرة فى مجالات المعاملات... مثل اللطف، وطول الأناة، واحتمال ضعفات الآخرين، وعدم الغضب، واستخدام كلمات المديح والتشجيع، وخدمة الآخرين ومساعدتهم، والطيبة والوداعة فى معاملة الناس. 10- تدريبات أخرى فى (نقاوة القلب): مثل التواضع، والسلام الداخلى، ومحبة الله، والرضى وعدم التذمر، والهدوء وعدم القلق، والفرح الداخلى بالروح، والإيمان، والرجاء. ابي السماوي ..... انت نوري وخلاصي ,وانت حصن حياتي انت تخبئني في مظلتك في يوم الشر وتسترني بستر خيمتك ,وعلي الصخره ترفعني وفي طل جناحيك احتمي اي حب هذا ... قد احببتني به نعم , بسلامه اضطجع بل ايضا انام لانك طمأنينه تسكني ابي .... من يقدر ان ينزع ثقتي في حبك لي انت ابي .... تحملني علي ذراعيك وتدللني علي ركبتيك تفك قيودي ... ترفعني وتحميني كل الايام انت ابي .... اسمي منقوش علي كفك , فهل يقدر ابليس ان يهزمني كـــيف ؟!!!! وانا لك ... وانت لي انا في يدك ... فمن يقدر ان يخطفني منك انت حافظي وانت المحامي عني انني احبك يارب ياقوتي ابي ... معــك انـا اعـظم مـن منتصـر |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() ثلاثيات الصوم الكبير (نيافة الأنبا تاوضروس) فترة الصوم المقدس من أقدس فترات السنة الكنسية، حيث نصوم الأربعين يوماً المقدسة كما صامها السيد المسيح عنا، ونحن نصوم معه. ولأهمية هذا الصوم نراه مرتبطاً بثلاثة أصوام أخرى هى : 1- صوم يونان : وهى بطول ثلاثة أيام، نصومها قبل الصوم الكبير بأسبوعين وهى على نفس الطقس من حيث الانقطاع والميطانيات والنبوات والقداسات المتأخرة، كما تنتهى أيضاً بفصح يونان (يوم الخميس) كمثال لعيد القيامة بإعتبار أن يونان النبى هو الشخصية الوحيدة التى شبه المسيح نفسه بها. 2- أسبوع الاستعداد : وهو الذى يسبق الأربعين المقدسة مباشرة، ونصومه تعويضاً عن السبوت التى تخلل فترة الأربعين يوماً ولا يجوز فيها الصوم الانقطاعى، وبذلك تكون الأربعين يوماً كاملة صوماً إنقطاعياً. 3- أسبوع الآلام : وهو أقدس أصوام السنة كلها ويبدأ عقب جمعة ختام الصوم ويستمر ثمانية أيام، وبذلك تكتمل أيام الصوم الكبير كلها 55 يوماً، ويتخلل هذا الأسبوع أحد الشعانين وأيام البصخة وخميس العهد وجمعة الصلبوت وسبت النور، وينتهى بقداس عيد القيامة المجيد. أما رحلتنا الثلاثية فى هذه المرة فهى مع آحاد الصوم الكبير التى هى بمثابة محطات زمنية للصوم، حيث نجد ثلاثية رائعة فى كل محطة كما فى الجدول التالى :؟ من هو الشيطان م الأحد إنجيل القداس الموضوع الثلاثية - أحد الرفاع (مت 1:6-18) ثلاثة محاور الصدقة الصلاة الصوم 1 أحد الاستعداد (مت 19:6-33) ثلاثة محاذير لا تكنزوا لا يقدر لا تهتموا 2 أحد التجربة (مت 1:4-11) ثلاثة تجارب الطعام العالم الغنى 3 أحد الإبن الضال (لو 11:15-32) ثلاثة صفات الآب المحب الإبن التائب الأخ الرافض م الأحد إنجيل القداس الموضوع الثلاثية 4 أحد السامرية (يو 1:4-42) ثلاثة مراحل يهودى - سيد نبى - المسيا المسيح - مخلص العالم 5 أحد المخلع (يو 1:5-18) ثلاثة مشاهد وحيد مخلع صحيح 6 أحد المولود أعمى (يو 1:9-41) ثلاثة مواقف الفريسيون الأبوان المريض أولاً: أحد الرفاع (مت 1:6-18) ثلاث محاور 1- الصدقة أو الرحمة هى المحور الأول : فى خطوات الحياة الروحية حيث ينفتح قلب الإنسان نحو الاخر يشعر بإحساسه، وبإحتياجاته، وأتعابه، وبذلك يتكامل جسد المسيح بكل أعضائه ولذا ترنم الكنيسة (طوبى للرحما على المساكين...) طوال فترة الصوم. 2- الصلاة هى المحور الثانى : حيث ارتبط بإلهى بصورة حية من خلال التسبيح فنرتفع نحو مسيحنا القدوس فى تسليم حقيقى لسيدنا الحنون ولراحة قلوبنا. 3- الصوم وهى المحور المكمل : لصورة الحياة الروحية حيث يكون تدريبنا الروحى مأخوذاً من (مت 6:6) ".. ادخل إلى مخدعك (قلبك) وأغلق بابك (فمك)..." وغلق الباب (الفم) ليس بالإمتناع عن الطعام والكلام وإنما بالضبط، وكل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ. ثانياً: أحد الكنوز (مت 9:6-33) ثلاث محاذير: 1- لا تكنزا لكم كنوزاً على الأرض : والمقصود أن لا تكون تعلقات قلوبنا بالأرض بل بالسماء، لأن من أهداف الصوم زيادة إشتياقاتنا للملكوت بعيداً عن تطلعات وشهوة العيون والشهرة والسلطان والجمال ومحبة الأرضيات. 2- لا يقدر أحد أن يخدم سيدين : ليس من اللائق أن ننشغل عن مسيحنا القدوس بسيد آخر، مثل الذين سقطوا فى المادية وعبادة المال ومحبته وكل شروره. 3- لا تهتموا للغد : الاهتمامات الأرضية المستقبلية أحياناً تفقد الإنسان سلامه، فى حين أن الغد هو من يد الله. ولأنه كذلك فهذا يجعلنا دائماً فى طمأنينة. ثالثاً: أحد التجربة (مت 1:4-11) ثلاث تجاربن هو المعرض للسقوط فى هذه العبادة؟ -1 تجربة الخبز أو الطعام أى لقمة العيش : وتعنى التشكيك فى أبوة ورعاية الله ويكون السؤال: هل حياتى هى من الله أم من الطعام؟! 2- تجربة العالم أو مجد العالم : وتعنى الوقوع فى شهوة العيون والمجد الباطل واستعراض الإمكانيات والتباهى بما نملك. 3- تجربة الغنى أو الطريق السهل : وهى الخضوع لجنون الغنى والطمع وحب المال، وهذا ما نسميه "تعظم المعيشة" وحب حياة الراحة الرخوة بلا تعب ولا إجتهاد.. رابعاً: أحد الإبن الضال (لو 11:15-32) ثلاث إختياراتاص من هذه الضلالة الجديدة؟ هنا الأحد يقدم ثلاثة شخصيات بثلاث صفات أساسية يمكنك أن تختار منها : 1- الآب المحب : حيث نقابل الأب المشتاق الذى يحترم إرادة الآخر (إبنه) ولا ييأس من خطئه ويتحنن عليه عندما يرجع ويقبل توبته. وهذا يمثل الإنسان الذى يقدر أن يسامح وينسى لأنه يحب. 2- الإبن التائب : وهو الإبن الشاطر الذى رجع إلى نفسه وبإرادته وعاد إلى صوابه قبل أن ينجرف أكثر فى خطاياه. وهو يمثل الإنسان الشجاع الذى اعترف بخطيته، وأخذ الخطوة العملية ليحتمى فى بيت أبيه أى الكنيسة. 3- الإبن المتذمر : وهو الأخ الكبير الغضوب المتذمر من عودة أخيه الأصغر. وهو يمثل الإنسان الذى يعيش مغترباً ومبتعداً بكيانه حتى وإن كان يعيش بجسده فى داخل بيت أبيه. خامساً: أحد السامرية (يو 1:4-42) ثلاث مراحل : لقد تدرج عمل النعمة مع هذه المرأة السامرية خلال حوارها مع السيد المسيح حيث نادته بثلاثة ألقاب متتالية.. 1- مرحلة يهــــودى - سيـــــــــد : فى بدايـة مقابلتها مع المسيح لم تر فيـه سـوى أنه رجل "يهودى" الجنس وهى امـرأة سامرية، وهناك عـداء مستحكـم بيـن الجنسين.. ولكن حلاوة كلام المسيح جعلتها تسترسل معه فى الحوار، وخفت من حدتها إلى أسلوب أكثر رقة، ولذا نادته بلقب "سيد" كتعبير عن الإحترام والتوقير فقط. 2- مرحلة نبى - مسيا : وعندما كشف سرها وخطيتها برقة بالغة رأت أنه "نبى"، ولذا انتهزت الفرصة لتسأل عن موضع السجود هل هو فى أورشليم أم فى السامرة؟ وعندما أجابها المسيح إجابة روحية خالصة لم تسمعها من قبل.. راجعت معلوماتها ورأت أنه المسيا. 3- مرحلة المسيح - مخلص العالم : بعدما حضر التلاميذ تركت هى المسيح عائدة إلى مدينتها لتخبر أهلها عن هذه المقابلة العجيبة مع "المسيح". وصارت كارزة تشهد بما سمعت ورأت وأحست.. وبعد أن مكث المسيح يومين فى مدينتهم.. أعلنت مع أهل مدينتها أن "هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم". سادساً: أحد المخلع (الوحيد) (يو 1:5-18) ثلاث مشاهد 1- وحيد.. قبل المسيح : كان مهملاً متروكاً وحيداً عبر سنوات طويلة، لم يجد من يمد له يد المعونة.. يمثل صورة الضيق والتعاسة وخيبة الأمل المتكررة وحالة العزلة عبر 38 سنة.. وقد عبر عن كل ذلك بعبارة غاية فى الرقة "ليس لى إنسان" وبالرغم من أنه كان مطروحاً فى ساحة بيت حسدا (وتعنى بيت الرحمة) إلا أنه كان يعانى من عدم الرحمة من كل الذين حوله، فهو بلا أمل، بلا صحبة، بلا رحمة. 2- مخلع.. أمام المسيح : وعندما جاءه المسيح جاءته الرحمة، ولكن المسيح احترم إرادة المريض وسأله أولاً أتريد أن تبرأ؟ وهذا السؤال موجه لكل خاطئ يود التوبة كما أن حديث المسيح معه كان عن الشفاء وليس عن المرض وهكذا يبدو مسيحنا متحنن يشفق على شعبه ومجيئه هو مجىء الشفاء والفرح. 3- صحيح.. بعد المسيح : ويسمع المريض أمر المسيح بالشفاء، فيقوم فى الحال بإيمان وطاعة ويحمل سريره ويسير، وتتبدد مظاهر ضعفه ومرضه، وينطلق صحيحاً معافياً.. ويتضح من مقابلته مع المسيح بعد واقعة شفائه أن خطيته كانت سبب مرضه، ويشجعه المسيح على أن يسلك بحذر من الخطية ونراه بعد ذلك يقدم شهادة قوية أمام اليهود. سابعاً: أحد المولود أعمى (يو 1:9-41) ثلاث مواقف : 1- موقف الفريسيين : بعد أن كان موقف الجيران كله حيرة وتعجب وعدم إكتراث بالموضوع، بدأ الفريسيون التحقيق مع هذا الإنسان ولكن كان تحقيقاً ظالماً، ولقساوة قلوبهم لم يفهموا ولم يؤمنوا بالطبع، وحدث انشقاق بينهم. 2- موقف الأبوين : لقد آمنا لأنهما أكثر الناس معرفة بإبنهما ولكن خوفهما من اليهود منعهما من إعلان ذلك. فكان كلامهما فيه شئ من التحفظ. "هو كامل السن اسألوه فهو يتكلم عن نفسه". 3- موقف المريض نفسه : رغم أنه كان أعمى منذ ولادته وكان معرضاً لتعييرات الناس إلا أنه احتمل هذه التجربة الأليمة. وفى طاعة وخضوع وإيمان تمم أمر المسيح فيه، وبكل طهارة اللسان وشجاعة شهد للمسيح بلا خوف منشغلاً بنفسه دون النظر أو التطلع إلى أخطاء وخطايا الآخرين. "اخاطئ هو لست أعلم. إنما أعلم شيئـاً واحداً. أنى كنت أعمى والآن أبصر". ولكن يا صديقى.. هناك إرتباط وثيق بين هذه الآحاد الثلاثة فى.. أحد السامرية أحد المخلع أحد المولود أعمى الشخص امرأة مريض معوق (أعمى) المكان ماء بئر يعقوب ماء بركة بيت حسدا ماء بركة سلوام ترمز إلى الرافضين المقيدين البعيدين (غير المؤمنين) المسيح مجدداً (يجدد الحياة) محرراً (واهب الحرية) مخلصاً (مانح النور) بعد مقابلة المسيح شهدت للمسيح أمام أهل مدينتها شهد للمسيح أمام اليهود وهكذا تكتمل رحلتنا فى ثلاثيات الصوم الكبير.. |
||||
![]() |
![]() |
|