رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الهيكل
بعد غزو بني لإسرائيل لكنعان، لم يعودوا يحملون خيمة الاجتماع في ترحالهم. وظلت الخيمة في شيلوه زمناً طويلاً. وقد أُخذ التابوت (صندوق العهد) إلى المعركة فاستولى عليه الفلسطيون. لكنه سبب لهم المتاعب فردوه. وأخيراً أصعده داود إلى أورشليم. فقد اشترى قطعة أرض بِلزْق المدينة إلى الشمال، وخطط لبناء هيكلٍ دائم لله فيها. ولكنه لم يتمكن من ذلك، رغم شوقه إليه. وكما فسر هو ذلك، فقد منعه الرب من بناء الهيكل لأنه كان رجل حروب وقد سفك دماً. ولذا كان عليه أن يكتفي بجمع المواد اللازمة للبناء. وقد أصبح ابنه سليمان هو باني أول هيكل في أورشليم. لم يكن هذا الهيكل كبيراً بالنسبة إلى المقاييس الحديثة، لكنه كان أكبر بناء شاده بنو إسرائيل في تاريخهم حتى اليوم. فقد كان جطوله نحو 27مً وعرضه نحو 9 م وارتفاعه 5,13 م. ولم يُكتشف هيكلٌ آخر يماثله تصميماً، وإن كان التنقيب قد كشف حديثاً هيكلاً كنعانياً في حاصور، ومعبداً آخر في سوريا يعود إلى القرن التاسع ق م، وكلاهما مصممٌ أساساً بحيث يضم ثلاث حجرات، مثل الهيكل. وقد كان تصميم الهيكل مشابهاً كثيراً لتصميم خيمة الاجتماع بخطوطها العريضة. كان الكهنة يدخلون الهيكل عبر رواق ضخم تليه مباشرة الحجرة الرئيسة، أي "القدس". وكان فيها موقد البخور ومائدة خبز الوجوه وخمسة أزواج من المنائر. أما الحجرة الداخلية، كما في خيمة الاجتماع، فكانت "قدس الأقداس" (أي المكان الأقدس) والأرجح كان يتم الصعود إليها من القدس على درج وكان فيها كروبان مصنوعان من خشب الزيتون ومغشيان بالذهب. وهما رمز حضور الله وحمايته لأهم ما في قدس الأقداس، أعني التلبوت أو صندوق العهد (راجع خيمة الاجتماع). كانت جدران كل غرفة مكسوة من الداخل بألواحٍ من خشب الأرز نُقشت عليها أزهار ونخيل وكروبيم وغُشيت بالذهب. ولم يكن أي شغلٍ بالحجارة يُرى من داخل البناء. وقد أُنير القدس بضوءٍ خافت منبعث من نوافذ عالية ومن المنائر. ولكن قدس الأقداس- مكان الحضرة الإلهية- لم تكن له نوافذ، فكان معتماً كلياً. كان البخور يوقد داخل الهيكل، أما الذبائح فكانت تقدّم في الدار خارجاً. ولم يكن يُسمح بدخول بناء الهيكل إلا للكهنة واللاويين. ونجد وصفاً وافياً لكيفية بناء الهيكل وتأثيثه في 1 ملوك 5- 7. وكل المهارات والموارد التي استطاع الملك سليمان أن يحشدها وُفرت لبناء الهيكل وزخرفته. فقد كان هذا هيكل الله. حتى إن الحجارة أُعِدت في المقلع "ولم يُسمع في البيت عند بنائه منحت ولا معول ولا أداة من حديد". ولما كمل بناء الهيكل أقام سليمان خدمة تدشينٍ عظيمةً. وقد ملأ سحاب الحضرة الإلهية الهيكل، وأم الملك سليمان نفسه العابدين، قائلاً: "قال الرب إنه يسكن في الضباب. إني قد بنيت لك بيت سُكنى، مكاناً لسُكناك إلى الأبد..." ومنذ ذلك الحين فصاعداً صار مركز العبادة هو الهيكل في أورشليم، وإن كانت الأسباط العشرة التي انشقّت لتكون المملكة الشمالية قد أقامت لها معابد في أماكن أخرى. أخيراً دُمر هيكل سليمان على يد الملك البابلي نبوخذنصر لما استولى على مدينة أورشليم سنة 576 ق م. وقد حُمل إلى بابل ما تبقى مِما كان فيه من نحاسٍ وذهب وفضة. 2 صموئيل 6؛ 7؛ 24: 18- 25؛ 1 أخبار الأيام 28: 2 و 3؛ 1 ملوك 5- 8؛ 12؛ 2 ملوك 16: 5- 9؛ 24: 10- 13؛ 25: 8- 17 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عيد دخول السيّد إلى الهيكل يتحوّل الهيكل الحجري، الزائل، إلى هيكل بشريّ سماويّ |
جوة الهيكل |
أخرجوا خارج الهيكل فقبله رب الهيكل |
دخول السيّد إلى الهيكل - تقدمة يسوع إلى الهيكل |
الهيكل |