رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نَصّ العهد الجديد
بينما تقلُّ البيِّنات على نص العهد القديم، تكثر كثيراً جداً على نص العهد الجديد. فالمخطوطات القديمة للعهد الجديد تُعد بالآلاف. حتى إن علماء الكتاب المقدس يواجهون بعض الصعوبة أحياناً في أن يحددوا أية مخطوطات هي الأدق والأوثق في نقل النص الأصلي. دُوّن العهد الجديد باليونانية أصلاً. وتوجد آلاف المخطوطات باليونانية يرجع إليها العلماء، فضلاً عن مخطوطاتٍ لترجماتٍ قديمة جداً، باللاتينية والسريانية والقبطية وسواهنّ من اللغات. كذلك يستطيع العلماء أن يرجعوا أيضاً إلى ما اقتبسه الآباء الأقدمون، وبعض الكتبة المسيحيين في القرون الأولى بعد الميلاد، من آيات العهد الجديد. تحتوي مخطوطات يونانية كثيرة على نص العهد الجديد الموحّد الذي شاع في القرن الخامس م. وأول نص يوناني مطبوع صدر عام 1516، أعده العلّامة الهولندي إيراسموس، وقد اعتُبر أنه النص القياسي. وخلال القرنين التاليين أخذت بعض الكتب المقدسة تشير إلى اختلافات يسيرة عن ذلك النص القياسي. ويذكر بين المحققين في هذا المجال ستيفانوس وإلزفير (أوائل القرن السابع عشر). وقد عرف النص الذي حققه الأخير باسم Textus Receptus أي "النص المستلم". ولكن خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أخذ العلماء يمحصون المخطوطات القديمة، مهتمين بنوعية المخطوطة وأقدميتها لا بالكمية والكثرة. وهكذا رتبوا المخطوطات ضمن "أُسر" تشارك في متنٍ واحدٍ تقريباً. وقد تبين لهم أن المخطوطات "الإسكندرانية" و"الغربية" هي الأدق. |
28 - 02 - 2013, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نَصّ العهد الجديد
نسخ المخطوطات:
قبل اختراع الطباعة في الغرب، في القرن الخامس عشر، كانت جميع الكتب تُنسخ باليد للتداول. وكان ذلك يتم عادةً باستخدام عدة كُتاب يقومون بتدوين ما يمليه عليهم كبير الكتبة. فإذا لم يسمع أحدهم جيداً، أو سها قليلاً، يرتكب خطأٌ. حتى الناسخ وحده وهو ينقل عن مخطوطة أصلية كان يُخطئ في القراءة أحياناً فيكتب خطاً بالتالي، أو يسهو مراتٍ فيغلط. ولم يكن قادراً على اقتناء نسخة خاصة إلا أفرادٌ قليلون. فقد كانت المخطوطات غالية الثمن، وكانت الكنائس تقتني عادةً بعض المخطوطات التي يستطيع المؤمنون أن يستخدموها. ولا بد أن تكون أسفار العهد الجديد قد كُتبت في بادئ الأمر على دروج (لفائف) مصنوعة من ورق البردي أو الجلد أو الرقوق. ولكن ربما بدأ المسيحيون منذ القرن الثاني تقريباً يستعملون الكتاب ذا الصحائف المخطوطة، وحمله أسهل من تأبُّط الدروج. |
||||
28 - 02 - 2013, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نَصّ العهد الجديد
نصٌّ موثوق به:
اثنتان من المجموعات الموثوق بها لنص العهد الجديد هما برديات بودمر (منها واحدة تعود إلى أواخر القرن الثاني) وبرديات شِسْتِر بيتي (يُرجح أنها تعود إلى أوائل القرن الثالث). ولكن هذه المجموعات لا تحتوي إلا أجزاءٌ من العهد الجديد. أما النسخة السينائية، وترجع إلى القرن الرابع، فتحتوي على العهد الجديد كاملاً؛ فيما تحتوي النسخة الفاتيكانية على كل شيء حتى عبرانيين 9: 13. وكلتا هاتين المخطوطتين يُرجح أنهما من إنتاج نُسّاخ محترفين في الإسكندرية بمصر. وقد أعد وسِتْكُوث وهُرْث في القرن التاسع عشر نصّاً يونانياً اعتمدا فيه تينك المخطوطتين. ويرى أغلب العلماء أن هذا النص أدق من سواه. أما المجموعتان البرديتان فقد اكتُشفا بعد زمن وستكوت وهورث، فكانت أيضاً معواناً على تحقيق نص أكثر دقة. ومنذئذ اكتُشفت مخطوطات بردية أكثر، ولكن لابد من المقارنة بين مختلف المخطوطات لأن أية واحدة منها لا يمكن اعتمادها وحدها دون سواها. فعلى مدى الـ 250 سنة المنصرمة عمل عدة علماء بجدٍّ وجهد لتحقيق أقرب نصٍّ ممكن إلى ما دونه كتبة العهد الجديد في الأصل. وتم جلاء كل شك، إلا فيما يتعلق ببعض الكلمات في مواضع محدودة. ولكن لا توجد ذرة شك واحدةٌ في معاني العهد الجديد الأساسية. |
||||
28 - 02 - 2013, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: نَصّ العهد الجديد
جَمْع أسفار العهد الجديد:
لدينا فكرة جيدة عن كيفية جمع أسفار العهد الجديد وترتيبها بشكلها الحالي. فالمرجح أن الاجتماعات المسيحية الأولى درجت على عادة المجامع اليهودية، فكانت تُتلى فيها قراءات منتظمة من العهد القديم. ولما كانوا يتعبدون للرب يسوع المسيح، فقد كان من الطبيعي أن يتناقلوا أخباراً تخصُّ حياته وتعليمه. وربما استُهِل ذلك، في بادئ الأمر، بأخبار يرويها واحدٌ من الذين شاهدوا المسيح وسمعوه شخصياً. ثم لما تكاثر عدد الكنائس، وأخذ شهود العيان يرقدون، دعت الضرورة إلى تدوين تلك الأخبار. وهكذا برزت إلى الوجود الأناجيلُ (البشائر) الأربعة (متى مرقس ولوقا ويوحنا)، ومن الواضح أنه كان لها مكانةً مهمة في حياة الكنائس الأولى وعبادتها. ثم كتب الرسل وسواهم من القادة بعض الرسائل إلى كنائس وأفرادٍ شتى. وبما أن هذه الرسائل انطوت على إرشادات عامة تتعلق بالحياة والمعتقدات المسيحية، فسرعان ما تبين أنها نافعة للكنيسة كلها. وقد لقي أعمال الرسل ترحيباً لأنه تابع أخبار إنجيل لوقا. وهو التاريخ الوحيد الكامل لبداءات المسيحية. حتى إذا حلّ العام 200م، كانت الكنيسة تستعمل رسمياً الأناجيل الأربعة دون سواها، مع أن قصصاً خيالية عن المسيح وكتاباتٍ أنتجها قادة مسيحيون من غير الرسل كانت في التداول. ولكن الكنيسة أجمعت على قبول الأناجيل الأربعة باعتبارها المصدر الصحيح للأخبار المتعلقة بحياة المسيح وتعليمه. ونحو ذلك الوقت أيضاً كانت رسائل بولس مقبولةً عموماً باعتبارها تعادل الأناجيل أهميةً. وفيما بعد قُبلت سائر أسفار العهد الجديد عموماً. ومع أن سفر الرؤيا، مثلاً، كان يُقرأ في القرن الثاني يقيناً، فهو لم يلقَ قبولاً عاماً إلا في القرن الثالث. وفيما كانت الرسالة إلى العبرانيين تُقرأ في القرن الأول بالتأكيد، فقد تباطأتِ الكنائس الغربية في قبولها زمناً، إلى أن تم قبولها في القرن الربع. وربما كان التردد عائداً إلى الشك في كون بولس هو كاتبها. وقد استغرق قبول 2 بطرس، و2 و3يوحنا، ويعقوب ويهوذا، فترة أطول. وربما كان سبب ذلك مسائل تتعلق بمضمون هذه الرسائل. وكانت أسفار العهد الجديد تُستخدم أولاً في القراءات العامة، لكونها وافية بهذا الغرض. ومن الواضح أن المجامع الكنسية لم تقرر قانون العهد الجديد (أي الأسفار المقبولة نهائياً) على نحو اعتباطي. بل إن الكنيسة، بعد مضي زمن طويل، لاحظت أن كتابات معينة تمتاز بموثوقية عامة وواضحة وهي نافعة لبنيان المسيحيين وتعليمهم. ففي مجمع لاودكية (363 م) ومجمع قرطاجة (397 م) أجمع الأساقفة على قبول مجموع الأسفار التي يحتوي عليها العهد الجديد الذي بين أيدينا، إنما استُثني سفر الرؤيا في مجمع لاودكية. وقد عني قيِّمو الكنائس، قبل كل شيء، بأن تكون الوثائق التي يضمُّها "العهد الجديد" ممثلة خير تمثل لشهادة الرسل واختبارهم وهم المقربون من المسيح وشهود العيان له. |
||||
|