رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مخطوطات البحر الميت
إن اكتشاف دروج البحر الميت المخطوطة هو أعظم اكتشاف من أزمنة العهد الجديد في ما يتعلق بالكتاب المقدس. ولم يكن أحدٌ يتوقع أن تدوم طويلاً مخطوطاتٌ قديمة في فلسطين. ومع ذلك ففي 1947 وفي كهفٍ قرب الشاطئ الشمالي الغربي من البحر الميت، صدف أن ولداً راعياً وجد جِراراً تحتوي لفائف قديمة من جلد. ولما لم يعرف حقيقة هذه اللفائف، باعها بثمن زهيد جداً. أخيراًَ عرف بهذه اللُّقية ومكانها بعضُ علماء الآثار، فاستعانوا ببعض الرعيان المحليين وجمعوا أكثر من 400 لفيفة من الرقوق. جماعة قمران:كانت هذه الكتب تخص مكتبة جماعة دينية في قمران عند طرف البحر الميت. وقد خبأها أصحابها في كهوفٍ لما زحف الجيش الروماني على اليهود المتمردين سنة 68 م. وبفضل المناخ الدافئ والخالي من الرطوبة في تلك المنطقة، ظلت هذه الرقوق محفوظة. هذه المخطوطات أقل قيمة من البرديات من حيث فهم نص العهد الجديد. إلا أنها، وهي في غالبيتها مكتوبة بالعبرية أو الأرامية، تُلقي أضواءً عارمة على الحياة الدينية عند اليهود في أزمنة العهد الجديد. أنفَسُ ما وُجد في تلك المكتبة هو أسفار العهد القديم، وقد وُجدت نُسخٌ لجميعها (ما عدا أستير). وتبين النسخ العديدة أن النص العبري المتداول كان منتشراً في القرن الأول للميلاد، بل قبله (ولم يكن قبل هذا الاكتشاف متوفراً إلا في نُسخ تعود إلى أوائل القرن العاشر للميلاد). وفي هذه الرقوق أيضاً قراءاتٌ عبرية أخرى، لكنها قليلة، تظهر فيها بعض الاختلافات اليسيرة المنعكسة في الترجمة اليونانية (السبعينية) وفي نص العهد الجديد. تحتوي المخطوطات أيضاً على تفاسير لأجزاء من أسفار العهد القديم. وقد شرح المفسرون أسماء الأعلام القديمة، من أشخاصٍ وأماكن، في ضوء الشؤون المعاصرة لهم. من هذه الملاحظات، ومن كتابات باكرة أخرى، نعرف عن قائد الجماعة الأول المدعو "معلم البر". وقد اختلف مع أغلب اليهود حول مواقيت الأعياد الرئيسية، وانسحب من أورشليم فأنشأ في قمران جماعة منظمة بدقة. تدعو هذه الجماعة أعداءها "ابناء الظلمة" فيما تعتبر أفرادها هي "أبناء النور". وكانوا يتطلعون إلى اليوم الذي فيه يقتادهم المسيا المرسل من عند الله إلى نصرٍ عظيم على أعدائهم. عندئذٍ يعبدون الله في الهيكل على النحو الذي يعتبرونه حقاً. إلا أن آمالهم خابت. فمسيّاهم لم يأتِ، والرومان اضطروا جماعتهم إلى الانفراط. ويختلف أهل قمران عن الكنيسة الأولى اختلافاً بيِّناً. فأصحاب الرقوق كانوا يهوداً بكل معنى الكلمة. ولم تكن لهم علاقات مباشرة بالمسيحيين الأولين، وإن كانت بعض الأفكار المشتركة توجد عند هؤلاء وأولئك، كالمفارقة مثلاً بين الظلمة والنور، والخير والشر. غير أن مثل هذه المفاهيم كانت شائعة بين اليهود في ذلك الزمان. وفي بعض الحالات تبدو المماثلات مثيرةً بالنظر إلى عدم توافر مواد أخرى تتكلم عن الفِرق اليهودية في تلك الفترة. ودراسة الموقف الذي يظهر في هذه الرقوق من العهد القديم تُعطينا نظرةً أوضح في الطريقة التي بها عامل المسيح وأتباعه أسفار العهد القديم. لقد وبخ المسيح قادة اليهود على تقيُّدهم بحرفية الشريعة دون فهم أبعادها الحقيقية. أما رقوق قمران قتلقي الضوء على طائفة يهودية متزمتة مثل أولئك القادة إن لم يكن أكثر منهم. و "العصائب" التي وُجدت بين الرقوق تدلنا على هذا الواقع. فقد كان من عادتهم أن يربطوا فعلاً وصايا الله على جباههم وسواعدهم كي يتذكروها (اطلب خروج 13: 9، 16). وكانوا يكتبون آياتٍ من الكتاب المقدس على رقوق صغيرة جداً يجعلونها ضمن أحجية من الجلد، ثم يربطونها على جباههم وأيديهم اليُسرى وقت الصلاة. ومن النماذج التي وُجِدت في قمران حجابٌ بقياس 20× 13 ملم. أما الرقوق، بعد نشرها، فقياس واحدها 40× 27 ملم. وعلى أحدها وجد تثنية 5: 22- 6: 9 مكتوباً في ستة وعشرين سطراً. وقد شهر المسيح بالفريسيين ومعلمي الشريعة لأنهم يلبسون العصائب ليراها الآخرون وحسب (متى 23: 5). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كشف أسرار لفائف مخطوطات البحر الميت |
مخطوطات البحر الميت |
ما هي مخطوطات البحر الميت وما أهميتها؟ |
قصة مخطوطات البحر الميت |
بَحْر الْمِلْح | البحر الميت | البحر الشرقي | بحر لوط |