25 - 02 - 2013, 08:25 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
معاملات السيد المسيح مع القادة
من قراءة الإصحاح الثالث والعشرين من إنجيل معلمنا متى البشير، نرى أن السيد المسيح يرفع الستار والأقنعة لتظهر بعض شخصيات الكهنة الحقيقية. ولم نجد السيد المسيح في كل كرازته بمثل هذا الحزم إذ يفضح أعمال وتصرفات هؤلاء الكتبة والفريسيين، لأنه في الواقع لم يوجد من يقاوم روح الإنجيل بقدر طباع وتصرفات هؤلاء الرؤساء، التي كانت مزيجًا من الرياء، والكبرياء، ومحبة العالم والمظالم تحت ستار الدين. فنراه يكشف عن ريائهم بصفة عامة فهم يقولون ولا يعملون، فكانوا يظهرون للناس كأنهم قبور مبيضة تظهر من الخارج جميلة وهى من الداخل مملوءة عظام أموات وعندما يفعلون شيئًا يتعمدون أن يراهم كل أحد، فالرياء هي الخطية التي وبخهم لأجلها السيد المسيح. وتظاهروا بالأكثر بالعظمة ومحبة الرئاسة وافتخروا بذلك أيما افتخار. وكانوا يحبون الكرامة من الجميع في جميع الأوقات، فقد تملكت عليهم خطية الكبرياء. ألم يسمعهم إشعياء النبي حينما كانوا يقولون: «قِفْ عِنْدَكَ. لاَ تَدْنُ مِنِّي لأَنِّي أَقْدَسُ مِنْكَ» (سفر إشعياء 65: 5). ومن عظم كبريائهم وتصلفهم لم يخجلوا أن يصنعون مقارنة بينهم وبين عامة الشعب. فها هو الفريسي عندما وقف يصلى قال في نفسه: اَللَّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ وَلاَ مِثْلَ هَذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. (إنجيل لوقا 18: 11، 12). فهم كانوا يتظاهرون بالتدين الأمر الذي قد يعجز البشر عن الحكم عليه، لأننا نحكم بحسب الظاهر أما الله ففاحص القلوب والكلى (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23). فهم كانوا يدَّعون المعرفة وهم جهلاء (إنجيل متى 22: 45، 46 و23: 16،17) لأنه من الجهل أن ينكروا قيامة الموتى وهم رؤساء كهنة (إنجيل متى 22: 23)! نعم هم جهلاء لأنهم يفتخرون بأنهم أبناء قتلة الأنبياء (مت 23: 31)! فهؤلاء الكهنة الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل، هؤلاء المتمسكون بتقاليد الناس من غسل كئوس وأباريق، وسفر سبت (سفر سبت هي المسافة التي فرضها الكتبة لكي تمشى في يوم السبت) وما أشبه بذلك، وتركوا عنهم وصايا الله من حيث الرحمة والحق والإيمان، هؤلاء الذين همهم الأوحد جمع المال (إنجيل لوقا 16: 14)، وأن تكون لهم الكرامة في كل مكان (مت 23: 6، 7)، وأن يأخذوا الكرامة والمجد من بعضهم البعض ورفضوا عنهم مجد الله (إنجيل يوحنا 6: 44)، ليشبعوا غرورهم وكبريائهم. نعم لقد كان إشعياء صادقًا حينما قال: كَيْفَ صَارَتِ الْقَرْيَةُ الأَمِينَةُ زَانِيَةً! مَلآنَةً حَقًّا. كَانَ الْعَدْلُ يَبِيتُ فِيهَا. وَأَمَّا الآنَ فَالْقَاتِلُونَ. صَارَتْ فِضَّتُكِ زَغَلًا وَخَمْرُكِ مَغْشُوشَةً بِمَاءٍ. رُؤَسَاؤُكِ مُتَمَرِّدُونَ وَلُغَفَاءُ اللُّصُوصِ. كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ الرَّشْوَةَ وَيَتْبَعُ الْعَطَايَا. لاَ يَقْضُونَ لِلْيَتِيمِ وَدَعْوَى الأَرْمَلَةِ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِمْ. (سفر إشعياء 1: 21-23). فكيف كان السيد المسيح يتعامل مع هذه العينة من الناس وكيف كان يربحهم؟ كان السيد المسيح يكلمهم بلطف أحيانًا كما يظهر من حديثه مع الناموسي الذي أراد أن يبرر نفسه (إنجيل لوقا 10: 25-30)، وأحيانا بالحزم الشديد حتى التوبيخ (مت 23)، وأحيانا بالأمثال (مت 21: 23- 45). ولأن البعض منهم كانوا عقلانيين فكان دائما يحاججهم ويرتفع بمستوى المحاجة إلى قمة الإيمان والحق، وكان دائمًا يرفع عنهم البرقع لكي يروا أنفسهم كما هم دون أي تزييف للواقع الذي يعيشونه لكي يحيا ضميرهم، ويستجيبوا لعمل الروح القدس الذي يبكت ويوبخ على كل خطية (إنجيل يوحنا 16: 8). |
||||
25 - 02 - 2013, 08:27 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
السيد المسيح ونيقوديموس فنراه يفتح ليلًا لنيقوديموس ويرحب به، ويقبل نزاهته وإخلاصه، ويصفح عن ضعفه حيث أنه جاء في وقت غير مناسب ـ أي ليلًا. لقد راعى طبيعته إذ يرجح أنه كان جبانًا وراعى التجربة التي أوجبتها مكانته ومركزه الديني (يو 3: 1)، وتحدث السيد المسيح معه عن أن الاعتراف به معلمًا من الله، أو أن يبهر بمعجزاته، ليس كافيًا (يو3: 2). ووبخه برقة، وأوضح له أهمية المعمودية حيث الميلاد الثاني الذي من فوق، ورقى بفكر هذا الربي (ربى أو رَبُّونِي لقب كان اليهود يطلقونه عادة على معلميهم) الذي كان يفكر بطريقة حسية وجسدية (يو 3: 14). وتدرج معه في الحديث عن أهمية الولادة من فوق لكي يستطيع أن يدخل ملكوت الله (ولهذا نرى في سفر الأعمال القديس بولس الرسول وهو يسأل الكورنثيين بماذا آمنتم حينما اعتمدتم، وأضح لهم أهمية المعمودية باسم الآب والابن والروح القدس، ولذلك قبلوا أن يعتمدوا على اسم الرب يسوع فوضع يديه عليهم بعد العماد حينئذ حل عليهم الروح القدس (أع18: 1-7)) لأنه لابد أن يولد من الله (يو1: 12، 13)، ويتحد بساكن السماء (يو 17: 21) لكي يدخل السماء (يو 3: 13). حقًا إن نيقوديموس يظهر جهله وعدم فهمه بالموضوع لكن سيدنا الصالح يطيل أناته، ويشرح له ما هو الميلاد الثاني، ويبين له أنه لابد أن يعتمد بالماء والروح، ولم يتركه السيد المسيح في جهله، وعدم إيمانه، ويتملص منه بمعاذير واهية، لأنه جاء من أجل هذه النفس وكل نفس لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. (يو 3: 16). ومع أن نيقوديموس كان بطئ الفهم (يو 3: 9) إلا أن ربنا يسوع المسيح لم يحتقره، أو يستهزئ به أو يتهكم عليه، إنما عاتبه بطريقة لبقة لا تجرح شعوره أو تنفره من تعاليمه قائلًا له: أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا! (يو 3: 10). ويوضح له أنه يتكلم معه عن يقينية ما عَلم به ونظره. ويرتفع به إلى مستوى الإيمان الحقيقي الذي هو الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. (عب 11: 1)، وذلك بمطابقة ما حدث قديمًا للشعب الإسرائيلي عندما كانوا في البرية ولدغتهم الحيات بسبب تمردهم لعدم وجود خبز وماء ولأكلهم باستمرار المن (عد21: 4- 9)، فكان كل من ينظر إلى الحية النحاسية يشفى كذلك كل من يحيا حياة الإيمان بيسوع المسيح ربنا ينجى من غضب الله المعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم (رو 1: 16- 18). |
||||
25 - 02 - 2013, 08:28 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
ما أجملك يا رب وما أجمل كلماتك التي تخرج من فمك ولا ترجع إليك فارغة بل تأتى بأثمارها (إش 55: 11). فها هي قد عملت في نيقوديموس، وها هو لا يأتي ليلا، بل يدافع عنك أمام مجمع السنهدريم قائلا لهم: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» (يو 7: 51). نعم ما أجملك يا نيقوديموس وأنت تحاول أن تتشبه بسيدك وتضعهم في المصيدة التي أرادوا أن يصطادوا بها معلمك، وتظهر جهلهم حتى بأبسط وصايا الناموس وهى لابد أن يسمع اعتراف المذنب قبل إدانته. أليس هذا ما قاله يشوع بن نون لعخان بن كرمى: «يَا ابْنِي, أَعْطِ الآنَ مَجْدًا لِلرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ, وَاعْتَرِفْ لَهُ وَأَخْبِرْنِي الآنَ مَاذَا عَمِلْتَ. لاَ تُخْفِ عَنِّي» (يش 7: 19). آما هو ما أمر به الناموس قائلًا: فَلتُقِرَّ بِخَطِيَّتِهَا التِي عَمِلتْ (عد 5: 7). وها هو موسى النبي يوصيهم قائلًا: لِلصَّغِيرِ كَالكَبِيرِ تَسْمَعُونَ. لا تَهَابُوا وَجْهَ إِنْسَانٍ لأَنَّ القَضَاءَ لِلهِ (تث 1: 17). نعم فهم لا يريدون أن يسمعوا لكي يحيوا ويرجعوا فتشفيهم (مت 13: 15). وأكثر من هذا ضربت بقرارات مجمع السنهدريم عرض الحائط باشتراكك في دفن المسيح مع يوسف الرامي (يو 19: 39-40) وكأنك تردد مع معلمنا بولس الرسول قائلًا: مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رو 8: 35-39). |
||||
25 - 02 - 2013, 08:28 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
السيد المسيح والناموسي السيد المسيح والناموسي lawyer المذكور في مت 22: 35ـ 40 ومر 12: 28ـ 34 ولو 10: 25ـ 37: السيد المسيح الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ (1تى 2: 4). وقف ذات مرة بين جماعة من الكتبة، والفريسيين، والصدوقيين، والناموسيين. فقام هذا الفريسى ليجربه وبقدر الإمكان يتصيد له خطأ، أو على الأقل أنه لا جديد في تعاليمه. فسأله قائلا: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» (لو10: 25). فأجابه السيد المسيح بسؤال أيضًا، لا بقصد طلب المعرفة من جانبه، بل بقصد توجيه الانتباه وتحريك الفهم، وإيقاظ الشعور وتنبيه الإحساس وإثارة الوجدان، وحمل المخاطب على التفكير، وتوليد الجواب المناسب، وإشراك المخاطب في إيجاد حل للمشكلة، أو المسألة المطروحة للبحث والدرس. فسألهُ قائلًا: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» (لو 10: 26). لافتًا نظره كناموسي ملم بالناموس، كيف يحيا به. فالسيد المسيح لا يهمه الكم بل الكيف. فعندما رآه يجيبه بعقل راجح قال له: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللَّهِ» (مر 12: 34)، وامتدحه. ما أجملك يا رب وأنت تقود قطيعك لكي تربحهم وتجلسهم عن يمينك (مت 25: 32- 34). وبامتداحك له شجعته لكي يسترسل في الحديث معك عن من هو القريب، وأنت الذي يستد كل فم أمامك. وأجبته بمثل السامري الصالح (لو 10: 30- 37)، يا له من مثل ملئ بالمعاملات في كيفية ربح الآخرين. علمنا يا رب أن نفعل مثل هذا السامري الذي لم يهتم بأية فوارق عقائدية، أو عِرقية، أو طبقية ولكنه قدم الحب بسخاء. فهو لم يفعل مثل الكاهن أو اللاوي اللذان لم يعطفا على هذا اليهودي. أما هو أظهر بأعماله إيمانه (يع 2:18). فصاحب الفندق يثق في كلامه، ويكتفي بالدينارين إلى حين عودته إليه ليحاسبه ـ بسبب معاملاته السابقة ـ وكأنه ينفذ وصيتك، لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ. (مت5: 37). فهو يتعامل مع هذا اليهودى ـ معرضًا نفسه للخطر ـ كأب مع ولده مع أَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ (يو 4:9). فها هو يهتم بجراحته ويصب عليها خمرًا وزيتًا، وكأنه يضمدها بدمك المسفوك على عود الصليب وبروحك القدوس المحيى. وينزل عن دابته ويركبه عليها، أما هو يأخذ بقية الطريق ماشيًا على أقدامه، وينفذ وصيتك وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ (مت 5: 41). وأَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ (مت 5: 44). فهو يتمثل بك لأنك أتيت إلينا دون أن نطلب منك، وحملت أحزاننا وأوجاعنا تحملتها (إش 35: 4).ودفعت كل الديون التي كانت علينا ممزقا صك خطايانا مسمرًا إياه بالصليب (كو 2: 14). فيا سيدى مع أن هذا الناموسي جاء ليجربك، أو يبرر نفسه وأنت تعلم كل ذلك (مز33: 13) لم تعامله بجفاء، ولكن ربحته لملكوتك، وأوضحت له أن الحرف يقتل لكن الروح يحيي (2كو3: 6) لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَك. (رو 3: 20). فأرجوك يا رب أعطنا أن نسلك فى خطوات أبينا إبراهيم (رو4: 12)، هذا هو الذي ركزت عليه حينما قلت له: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هَكَذَا» (لو 10: 37). فمن قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ (مز 33: 9) يقول لك يا نفسي هكذا، فهل تستجيبين أم تصلبين عنقك دائمًا؟! |
||||
25 - 02 - 2013, 08:31 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
السيد المسيح ويايرس رئيس المجمع السيد المسيح ويايرس Jairus رئيس المجمع (مت 9: 18ـ 26 ومر 5: 22ـ 43 ولو 8: 40ـ 56). في أحد الأيام وقف السيد المسيح بين تلاميذ يوحنا المعمدان ليجيب على أسئلتهم، وفى وسط هذا النقاش نظروا إنسانًا يخر ويسجد عند قدمي الرب يسوع. فصمتوا لينظروا من يكون هذا الإنسان وإذ هو يَايِرُسُ رئيس مجمع تلك المقاطعة. وقف بين يدي الرب يسوع يتوسل إليه وهو حزين للغاية، لأن ابنته الوحيدة التي لم تتجاوز الاثنتي عشر عاما مريضة جدًا وها هي تحتضر. وبدأ يَايِرُسُ يلح في الطلب كثيرًا لكي يذهب السيد المسيح معه إلى المنزل، ويضع يديه على ابنته لكي تشفى. فأجاب السيد المسيح طلبه وذهب معه إلى المنزل حيث كانت الصبية، ولكن ازدحمت الجموع حوله مرة ثانية، وبدأت تعطله، هذا يريد لمسة شفاء، وذلك يطلب بركة لأسرته، وتلك تريد أن تراه، والجموع تزداد بصورة غير متوقعة. ويَايِرُسُ على أعصابه وكل دقيقة تمر كأنها دهر من الزمان. وإذ بالسيد المسيح يلتفت حوله يمينًا ويسارًا وهو يبحث عن شيء ما. ويسأل سؤالا كان غريبًا في نظر الجميع، «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» فازداد توتر يَايِرُسُ، ولعله قال في نفسه مع التلاميذ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» وبعد ردهة من الوقت، نظروا امرأة تخترق وتزاحم الجموع متجهة نحو المسيح وهى خائفة ومرتعدة وخرت أمامه وروت قصتها قائلة: أنا لي اثنتا عشرة سنة مريضة بنزيف دم، وأنفقت كل معيشتي على الأطباء، ولم يحدث أي تحسن في حالتي، وأصبحت يائسة من علاجها، ولكن عندما نظرتك تصنع هذه المعجزات، وهذه القوات التي تخرج من يديك الطاهرتين قلت في نفسي سوف أبراء من دائي هذا لو لمست هدب ثوبه، فتقدمت فعلا منك ولمست طرف ثيابك برفق وخشوع وقد كان لي كل ما طلبت. فأكد لها السيد المسيح شفاءها قائلًا: «يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ». وبينما أنت يا رب تخاطب هذه المرأة، جاء البعض من بيت يَايِرُسُ ليعلن له عن وفاة ابنته المحبوبة. فتغير وجهه، واكمد لون جلده من الحزن، فقلت له وكأنك تعاتبه على ضعف إيمانه: «لاَ تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ». لأنك عندما أعلنت أمام الجمع من لمس ثيابي، كنت بصورة غير مباشرة تظهر قوتك لرئيس المجمع ليتشدد ويتقوى إيمانه لعلمك بوفاة ابنته قبل أن يعرف هو ذلك. وإن كان بلمس ثيابك اختلست هذه المرأة الشفاء، فكم يكون وضع يديك على ابنته. وعندما ذهبت معه إلى المنزل ووجدت الجمع يضجون قلت لهم: «تَنَحَّوْا فَإِنَّ الصَّبِيَّةَ لَمْ تَمُتْ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ». وبهذه الطريقة مازلتَ تُهيئ نفسية أبوي الصبية لتقبل إقامتها من الموت. . وأخرجت الجمع وأخذت أبا الصبية وأمها ودخلت حيث كانت الصبية مضجعة وأمسكت يديها وقلت لها: يَا صَبِيَّةُ لَكِ أَقُولُ قُومِي. وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ. أما والداها فَبُهِتُوا بَهَتا عَظِيما. أما أنت فَأَوْصَيتهُمْ كَثِيرًا أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذَلِكَ. وَأمرتهم أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ. لكي تعطيهم فرصة لإظهار عاطفة الحب الأبوي نحوها وفى نفس الوقت تشغلهما في عمل ما لتخرجهما من هول الدهشة والحدث لكي لا تحدث لهما أية صدمة عصبية. فها أنت يا رب تتعامل مع نازفة الدم لكي تربحها، فتؤكد لها الشفاء، لكي لا تتشكك أنها سرقته، فلم تنظر إلى فقرها لأنها أنفقت كل معيشتها على الأطباء، ولم تنظر إلى كونها نجسة حسب شريعة موسى (لا 15: 19_ 33) لكنك نظرت إليها بكونها ابنتك وتحتاج إلى مساعدتك، فها أنت تركت الكل واهتممت بها وحدها وكأنه لا يوجد أمامك سواها. فشجعتها بقولك: ثقي يا ابنة. ومدحتها بإظهار قوة إيمانها. ووهبتها سلامك الذي يفوق كل عقل، علاوة على شفائها من مرضها. وربحت يَايِرُسُ بتلبية طلبه أن تذهب معه إلى المنزل مع أنه كانت تكفى كلمة منك ـ دون تعب الطريق (مر 7: 25 ولو 7: 7)، وفى نفس الوقت لم توبخه لأنه حضر في اللحظات الأخيرة ولم تعاتبه بقولك: الَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي (أم 8: 17). وقويت إيمانه هو وزوجته لكي يتم قول بولس الرسول: أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ (عب 11: 35). واهتممت بحالتهما النفسية والعصبية بتمهيدك لعمل هذه المعجزة، وكذلك بالصبية بطلبك أن يقدموا لها طعامًا. |
||||
25 - 02 - 2013, 08:32 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
السيد المسيح وبعض الصدوقيين السيد المسيح وبعض الصدوقيين (مت 22: 23ـ 33 ومر 12: 18ـ 27 ولو 20: 27ـ 40) في أحد المرات وقف السيد المسيح بين جماعة من الصدوقيين، وهؤلاء يمثلون أغلبية أعضاء مجمع السنهدريم، وهى الجماعة التي تنكر قيامة الأموات. يا للعجب !! شيوخ كهنة اليهود ينكرون القيامة!! معلمو الشريعة لا يؤمنون بالبديهيات. ألم يقرءوا أو يسمعوا سفر أيوب وهو المكتوب به: بَعْدَ أَنْ يُفْنَى جِلْدِي هَذَا وَبِدُونِ جَسَدِي أَرَى اللهَ (أي 19: 26). ألم يقرءوا سفر إشعياء فهو الذى ناجى الله قائلًا: تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا. تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ (إش 26: 19)؟! ألا يعرفون ما قاله دانيال عند تعرضه للزمان الأخير والمجيء الثاني للرب ‘‘ كَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هَؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلاِزْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ’’ (دا 12: 2). ألم يفتشوا عن كل ما كتب عن موسى الذي يحبونه؟! ألم يقرءوا قول الله لإرميا النبي عنه: إِنْ وَقَفَ مُوسى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هَذَا الشَّعْبِ (إر 15: 1). ألم يسمعوا عن إقامة ابن أرملة صرفة صيدا (1 مل 17: 22)، أو ابن الشونمية (2مل 4: 35) أو إقامة الميت عندما مس عظام أليشع النبي (2 مل 13: 21)، أو الرؤيا التي رآها حزقيال النبي (حز 37)؟! لكن هذه هي عادة الإنسان فيوجد من ينكر أن المسيح قد جاء في الجسد وصلب ومات وقام في اليوم الثالث، ومن ينكر بعض الأسرار أو كلها، ودواليك. أخاف عليك يا نفسي أن تكوني كمثل هؤلاء وتنكرين بديهيات وأنت لا تدرين!! يا للعجب منك أيتها النفس البشرية! لأنك تبحثين باجتهاد على ما يوافق أفكارك واشتيقاتك وشهواتك وحسب، ولا تبحثين الموضوع من كل جوانبه، بل تكتفين ببعض الفقرات دون الأخرى لكي تخدمين بها مصالحك، ولا تطلبين الحكمة والمشورة التي من الله، بل تعتمدين على حكمتك التي هي جهالة (1 كو 1: 19، 20). لقد أنصت يا رب إلى أسئلتهم لكي تربحهم، وأجبتهم بأسلوب مبسط للغاية، وأثبت لهم أنه يوجد ملائكة، وأرواح، وقيامة، لأنهم ينكرون كل ذلك (أع 23: 8). بآية واحدة قدمت حلا للمشكلة. يا للعجب منك يا رب! لم تستهزئ بهم، ولم تحتقرهم، ولم ترفض أن تتعامل معهم (رو 16: 17 و2يو 10، 11)، ولكنك تعاملت معهم بأسلوب يستطيع جميع الشعب أن يفهمه. لم تنظر إلى بواطنهم لأنهم كانوا يعرضون هذه المعضلة لكي يصطادوك ولو بكلمة (مت 21: 15 ولو 20: 20)، أو حتى تعجيزك مثلما عجز الكهنة والفريسيين عن الإجابة عليهم. ولكنك انتهزتها فرصة لتُقَّوم أفكارهم، وتصحح معتقداتهم لتربحهم لحساب ملكوتك. أرجوك يا رب يا من تهب روحك القدوس للذين يسألونك (لو11: 13)، هبنا هذا الروح، وأنت الذي قلت على لسان يعقوب الرسول: إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ (يع 1: 5).نحن الآن في أشد الاحتياج لحكمة الكلام والتصرف، لأن العالم امتلأ بالفلسفات، والمادية، والبدع، والهرطقات. فأرجوك هبنا هذه الحكمة لأنه ليس بكيل تعطى روحك القدوس (يو 3: 34)، لكي نربح الكل من خلال روحك القدوس الساكن فينا. فهل تستطيعين يا نفسي أن تتعلمي هذا الدرس في كيفية ربح الآخرين، فعلى الرغم من أن هؤلاء الصدوقيين كانوا هراطقة جيلهم، انظري كيف تحدث إليهم السيد المسيح عندما وبخهم اذ قال لهم: تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ (مت 22: 29)، كان هدفه أن يحثهم على التفتيش في الكتب المقدسة (يو 5: 39)، ولم يكن توبيخه سوى توبيخا عابرا ولم يكن هو الهدف الأساسي من كلامه. لأنه إن كان فيلكس الوالي ارتعب من كلام معلمنا بولس الرسول (أع 24: 25)، فكيف يكون الحال من توبيخ الرب يسوع المسيح، لأنه حقًا " عندما يوبخ يرهب " (من تقرير رفع إلى الإمبراطور الروماني). فهل تقدرين يا نفسي أن تتمثلي بسيدك في محاولة ربح الآخرين. |
||||
25 - 02 - 2013, 08:32 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
السيد المسيح وبعض الكتبة والفريسيين السيد المسيح وبعض الكتبة والفريسيين (مر 2: 1ـ 12 ولو 5: 18ـ 26) في أحد الأيام دخل السيد أحد المنازل بكفر ناحوم (مر 2: 3) لكي يعلم الشعب، وإذ علمت الجموع توافدوا عليه بكثرة من القرى المحيطة والجليل واليهودية، وكان بينهم عدد لا بأس به من الكتبة والفريسيين ينصتون لتعليمه. وفجأة سمعوا صوت معاول وفئوس تحفر السقف، وتساقط بعض من التراب على رؤوس الحاضرين الموجودين بداخل المكان حيث كان السيد المسيح يُعلم. وبعد قليل انكشف السقف وأصبح به نافذة بحجم الباب، وإذ بإنسانٌ يُدلىَّ على فراش من هذه النافذة، فاقترب إليه السيد المسيح ونظره، وإذ هو بمفلوج لا يستطيع أن يمشى على قدميه. ونظر السيد المسيح في عيون الذين حوله إذ بهم يحتقرون هذا المفلوج لاعتقادهم بأنه ربما يكون مخطئا أو أحد أبويه أو كليهما معًا لأنه كسيح ولا يستطيع الحركة (يو 9: 2). فنظر السيد المسيح إلى إيمان رفاقه وقال له: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». فبدأ الكتبة والفريسيون ينظرون بعضهم إلى بعض وهم يتذمرون في داخلهم ويحتجون قائلين: من هذا الذي يجدف؟ من يجعل نفسه هو؟ فعلم السيد المسيح بأفكارهم فقال لهم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». فبرأ المفلوج في الحال وقام وحمل فراشه وذهب إلى بيته فرحًا بشفائه، بينما مجد الحاضرون الله. انظري يا نفسي كيف تعامل ربنا يسوع المسيح مع كلٍ على حده ليربحه لملكوته السماوي، الكتبة والفريسيين على حده، ورفاق المفلوج على حده، والمفلوج نفسه على حده، انظريه يعطف على المفلوج ويتحنن عليه ويلقبه بابنه. نعم هو ابنه لأنه قد احتمل التأديب (عب 12: 7)، فهو قد احتمل هذا المرض كل هذا الزمان وبشكر، واحتمل نظرات المجتمع، واحتمل أن يخدمه الآخرون بدلا من أن يخدمهم هو ويعولهم. فربحه المسيح إذ وهبه الشفاء الجسدي وأيضًا الروحي بغفران خطاياه. ونظر السيد المسيح إلى إيمان رفاقه إذ فضلوا تعبهم عن تعب السيد المسيح وحضوره إلى منزلهم وكأنهم ليسوا أهلا أن يدخل السيد المسيح تحت سقف منازلهم، فأعطاهم حسب سؤل قلبهم. أما الكتبة والفريسيون فقد يكونون محقين لو لم يبرهن السيد المسيح أقواله بأفعاله، فهو لا يشاء للإنسان أن يخبئ أية خطية في داخله، فبرهن بعمله على صحة كلامه، ولكي لا يجعلهم متشككين أظهر سلطانه على جسد هذا المفلوج فوهبه الشفاء. نعم يا رب مجدوك وبهتوا جدا، وقالوا لقد قام بيننا نبي، فأنت يا سيدي قد ربحتهم ولهذا خافوا وحذروك عندما أراد هيرودس أن يقتلك فقالوا لك: «اخْرُجْ وَاذْهَبْ مِنْ هَهُنَا لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ» (لو 13: 31)، وآخرون دافعوا عنك أمام أحد المجامع التي كانت مجتمعة لتحاكم المولود أعمى قائلين: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» (يو 9: 16). |
||||
25 - 02 - 2013, 08:33 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
السيد المسيح والجليليين من الواضح جدا أنه لا توجد كرامة لنبي في وطنه، وبين أهله، وعشيرته، وخاصة عندما تكون المدينة كلها مملوءة بالفساد، وعدم التمييز ـ لأننا نعلم أن الجليليين هم خليط من اليهود والأمم، حتى قال نثنائيل لفيلبس: هل يخرج شيء صالح من الجليل، وفى مجمع اليهود الذي عقد لمحاكمة السيد المسيح قالوا لنيقوديموس: فتش وانظر هل خرج من الجليل نبي. فكيف كان يتعامل المسيح معهم؟ إن السيد المسيح كان يحبهم جدا، وخاصة لأنها البلدة التي تربى فيها، فنراه يختار بعض تلاميذه منها، وصنع أول معجزه له بين أرجائها، ودائما كان يتردد عليها، فأحب أهلها، وأهلها أحبوه حتى رافقه بعض منهم حتى وقفوا بالقرب من الصليب، وكانوا يخدمونه عندما كان يتردد بينهم ـ مع أن الأغلبية كانت تعثر به ـ إلا أنه بدلا من أن يتركهم في ضلالهم كان يطوف القرى والمجامع يعلمهم، ويشفي أمراضهم، وبعد صعوده إلى السماء كان يظهر لتلاميذه هناك، ولم يكترث لأن هذه البلاد تهينه وتحتقره، بل حقق لهم النبوءة التي قالها إشعياء: وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. (إش 9: 1، 2). وقد كان المسيح يقوم بمقابلة بغضهم له بحبه الفياض.. |
||||
25 - 02 - 2013, 08:35 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
مقابلة بُغض الجليليين للمسيح بحبه الفيَّاض يا سيدي الصالح، يوم دخلت أحد مجامع الناصرة، لكي تبشرهم ببشارة الملكوت وتكرز لهم بالسنة المقبولة، وتعلن لهم انه قد تمت نبوة إشعياء النبي القائلة: "رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ" (إش 61: 1) لكنهم بدلا من أن يقبلوا بفرح، راحوا يتساءلون من أين لك كل هذه الحكمة؟ معللين ذلك بأنك يا رب قد تربيت بينهم، وهم يعلمون والديك، ومن هم إخوتك أيضا. يا للعجب من ذلك!! بدلا من أن يفتخروا بك، يتجاهلون قيمتك، يا للعجب من الطبيعة البشرية التي تتعامل مع الناس وتحكم عليهم حسب فوارقهم الاجتماعية، وليس حسب مبادئهم وجوهرهم !! أهانوك بأنك اتخذت أُما لك حسب الجسد اسمها مريم، وأَبا حسب الظاهر يعمل نجارا؟ فماذا في ذلك. أليس يعمل بيديه ويقوت نفسه والآخرين ويعطى من له احتياج بدلا من أن يجلس يستعطى. ماذا وجدوا من خطيه فيمن دعوهم إخوتك، كل هذا يا رب لأنك لم تظهر أمامهم بصورة الغني، أو تتعلم عند معلميهم المشهورين. ولكن يا رب هذه هي الطبيعة البشرية أن يثبتوا أنظارهم فقط فيما قد يبدو حقيرا. ولأنك يا رب تعرف هذه الطبيعة البشرية وكأنك تريد أن تقومهم وتصحح معتقداتهم ـ بأنه " لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ " (مر6: 4) ـ وبدلا من أن يرتدعوا ويسلكوا باستقامة أخذوك على الجبل التي كانت مدينتهم قائمه عليه ليطرحوك من فوقه، أما أنت فاجتزت في وسطهم لأنه لم تكن ساعتك قد جاءت بعد (لو 4: 9). نعم يا رب إنك لم تقابل مواقفهم بجفاء، أو تطلب نارا من السماء وتحرق المدينة بمن فيها مثل إيليا (لو 9: 53ـ 56)، أو تطلب اثنا عشر جيشا من الملائكة لكي يعاقبوهم على فعلهم هذا (مت 26: 53)، ولكنك يا رب كنت تشفى مرضاهم وتقيم موتاهم وكنت دائما تجول بينهم لكي تصنع خيرا (أع 10: 38)، ولم تكتفِ بذلك ولكنك أخذت معظم تلاميذك منهم، وكأنك تلفت نظرنا إلى نبوة حزقيال القائلة: "يَا ابْنَ آدَمَ, إِخْوَتُكَ ذَوُو قَرَابَتِكَ, وَكُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بِأَجْمَعِهِ, هُمُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ: ابْتَعِدُوا عَنِ الرَّبِّ. لَنَا أُعْطِيَتْ هَذِهِ الأَرْضُ مِيرَاثًا. فَيَأْتُونَ إِلَى هُنَاكَ وَيُزِيلُونَ جَمِيعَ مَكْرُهَاتِهَا وَجَمِيعَ رَجَاسَاتِهَا مِنْهَا. وَأُعْطِيهِمْ قَلْبا وَاحِدًا, وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحا جَدِيدا, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ (حز 11: 15، 18، 19). وليس هذا فقط، ولكنك يا رب ارتضيت أن تظهر لتلاميذك بعد قيامتك من الأموات في الجليل، وأوصيت النسوة أن يبلغوا تلاميذك ذلك. ها أنت يا رب تلفت نظرنا إلى كيفية ربح الآخرين من خلال اهتمامك بالجليليين. ها أنت تطوف المدن كلها، والقرى لكي تعلم في مجامعهم وتكرز ببشارة الملكوت وتشفى كل مرض وضعف في الشعب (مت 35:9). |
||||
25 - 02 - 2013, 08:36 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هلم نربح الآخرين
اهتمام الله بالبعيدين والرافضين نعم يا رب ما أجمل اهتمامك بهؤلاء الذين لا يعطونك الكرامة الواجبة، فها أنت عندما ترى الجمع تتحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعى لها (مت 36:9). وقد تجلى اهتمامك بهم عندما مكثوا معك ثلاثة أيام على أحد سفوح الجبل بجوار بحر الجليل، حين قلت لتلاميذك: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلَّا يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ» (مت15: 32). فها أنت يا رب كما اهتممت بحياتهم الروحية هكذا اهتممت أيضا بحياتهم الجسدية. حين طرحوا المرضى عند قدميك، وقد كان بينهم العرج والعمى والخرس والشل وآخرون كثيرون، ومضوا لكي يستمتعوا بحديثك عن الملكوت، فشفيتهم يا رب جميعا حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون، والشل يصحون، والعرج يمشون، والعمى يبصرون. ولذلك مجدوا إله إسرائيل (مت 15: 30، 31). وليس ذلك فقط إذ قدمت الطعام للكل بل أيضا شفيت مرضاهم أولا لكي يستمتعوا بالطعام الذي قدمته إليهم (مت 15: 37، 38). وها هو اهتمامك يا رب يظهر عندما أقمت ابن هذه المرأة المنكوبة التي فقدت رجلها، وها هو ابنه الشاب يلحق به أيضًا، وأصبحت بلا عائل. لكنك تقدمت يا رب ولمست النعش عندما كان على أبواب مدينة نايين مع أنك تعلم أن من يلمس ميت ينجسه (لا 21: 1). وأقمته ودفعته إلى أمه (لو7: 15). وها أنت يا رب لم تكتفِ بالعطف فقط بل قدمت قوتك المحيية إلى هذه المرأة لكي تفرح قلبها وتطرد عنها الحزن والفاقة بإقامتك ابنها. ولقد دافعت أيضا يا رب عن هؤلاء الجليليين الذين مزج بيلاطس دمهم بذبائحهم وقلت لهم: " إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ " ( لو 13: 3 ). ومع أنك يا رب بذلت كل هذا الجهد في اهتمامك بهؤلاء الجليليين لم تجد كثيرين منهم يهتمون بك أيضا إذ كنت لا تجد موضعا تسند فيه رأسك (لو 58:9)، أو من يهتم بشئونك حتى ولو البسيط منها مثل دفع الجزية (مت 27:17). وليس ذلك فقط، ولكن في إحدى المرات أرادوا قتلك بطرحك أسفل الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه (لو29:4). وكان من اهتمامك بهم يا رب أن ربحت منهم كثيرين حتى أصبحت لهم كنيسة كبيرة في عهد الرسل إذ قيل عنها: " وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ." (أع 31:9). يا من عاملت الجليليين بكل شفقة واهتمام، غير مكترث بإهانتهم لك، أرجوك يا إلهي هبني وعلمني أن أهتم بمن حولي ولا أهتم بما يقال عني لكنى أهب حبك الذي سكبته في داخلي للكل دون تفريق، لأنك توصينا أن نتعلم منك (مت 11: 29). |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بالمحبة نربح الآخرين |
بالمحبة نربح الآخرين |
كيف نربح الآخرين؟ |
بالمحبة نربح الآخرين |
بالهدايا نربح الآخرين |