منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 02 - 2013, 09:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى
الجزء الخامس والأخير
مقدمة

تعالو نتابع ما هو موقف يونان من توبة أهل نينوى ووما هو موقف يونان من الله ؟
الإصحاح الرابع
غضب يونان لشفقة الرب
1 فَغَمَّ ذَلِكَ يُونَانَ غَمّاً شَدِيداً فَاغْتَاظَ 2وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ: «آهِ يَا رَبُّ أَلَيْسَ هَذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذَلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلَهٌ رَأُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. 3فَالآنَ يَا رَبُّ خُذْ نَفْسِي مِنِّي لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». 4فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟». 5وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ.6فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلَهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ لِيُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحاً عَظِيماً. 7ثُمَّ أَعَدَّ اللَّهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ. 8وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللَّهَ أَعَدَّ رِيحاً شَرْقِيَّةً حَارَّةً فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ وَقَالَ: «مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». 9فَقَالَ اللَّهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». 10فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. 11أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!».
1*1 فَغَمَّ ذَلِكَ يُونَانَ غَمّاً شَدِيداً فَاغْتَاظَ الإصحاح الرابع بيبدأ بحاجة عجيبة جدا وهى أن خلاص مدينة نينوى غم يونان لأنه 1-مهتم بكرامته وحايطلع كذاب والأمور التى تنبأ عنها مش حاتتم , 2- شعب نينوى مش حا يهلك وهذا الشعب هو أعداء شعبه 3- شعب نينوى هو اللى حايأدب شعب إسرائيل وهو اللى حايبتلع شعب إسرائيل , وعلشان كده بنشوف إحتمال ربنا للكل وطول أناة ربنا على الكل .
2* 2وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ: «آهِ يَا رَبُّ أَلَيْسَ هَذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذَلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلَهٌ رَأُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. لكن نشوف هذه الصلاة التى صلاها يونان غير الصلاة التى صلاها قبل كده خالص وعلشان مش كل صلاة إحنا بنصليها بتكون صلاة مقبولة قدام ربنا , وقال يونان آه يارب يعنى بيقول لربنا آه منك , وبعدين بيقول أليس هذا كلامى إذ كنت بعد فى أرضى , يعنى ما أنا كنت قاعد وكافى خيرى شرى , وبعدين بيقول ولذلك بادرت للهر إلى ترشيش , يعنى يونان واقف يعاتب ربنا وبيطلع ربنا هو اللى غلطان وبعدين بيقول لأنى علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطىء الغضب , طيب أيه اللى مزعلك يا عم يونان وكأنه بيعاير ربنا , وكأن الرحمة وبطء الغضب دى عيب ونقص فى الذات الإلهية , يعنى أنت يارب المفروض يعنى أيه تبقى حازم وقاسى وتضرب كويس علشان الناس تخاف منك وبعدين بيقول ونادم على الشر , يعنى وكمان بتندم على الشر وهم يقولولك أندم تقوم تندم !
3* 3فَالآنَ يَا رَبُّ خُذْ نَفْسِي مِنِّي لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». الموضوع ما يستحملش أنا والشعب ده , لازم تأخذ واحد فينا إحنا الإثنين , يعنى يا تأخذ هذا الشعب ,يا تأخذنى أنا , عجيبة يا يونان ده أنت لسة كنت بتصرخ لربنا وتقول له نجى حياتى وبتشكر ربنا أنه نجاك , دلوقتى ما بقيتش طايق حياتك ومش عايزها , والحاجة العجيبة أن يونان فكر فى الإنسحاب من الحياة ومن الخدمة فى الوقت اللى نجح فيه , يعنى الخدام المفعوصين يجربوا تجربة شديدة ويفكروا ينسحبوا من الخدمة لما يلاقوا الخدمة فاشلة ومفيش حد بيتغير ومفيش ثمر , فييأسوا ويقولوا مفيش فايدة ويمتنعوا عن الخدمة , لكن يونان حقق نجاح وكمان نجاح 100 % فى خدمته , ولكن نجاحه هذا قاده إلى الإحساس بالفشل لأنه ماكانش عايز كده , دى رحمة ربنا اللى هى موضوع تسبيح وشكر القديسين جعلها يونان موضوع تعيير لله وتذمر عليه , كأن ؤبنا يتصف بالرحمة وبالرأفة ده عيب كبير ربنا يبقى كده , ووصل بيه الحال أنه بيقول لربنا لو ينبغى أن تحيا نينوى إذا ينبغى أن أنا أموت , وأنا لا أقدر أن أرى أن كلامى وكلامك وقع فى الأرض وأنه لم ينفذ , ويونان بالضبط بيمثل الأبن الكبير فى مثل الإبن الضال اللى لما شاف أن أخوه الصغير رجع وأبوه عمل ليه الوليمة , زعل وما رضيش يدخل , وهو ده بالضبط اللى عمله يونان , وهذا أيضا رمز لشعب إسرائيل اللى هم ماكانوش عايزين الأمم يتمتعوا بخلاص ربنا , وعلشان كده إتحول من اللحظات اللى كان بيشكر فيها ربنا عن حياته ونجاته , ودلوقتى أصبحت حياته عبء ثقيل عليه ,وقال لربنا أنهى بقى حياتى , وهو ده حال الإنسان بتيجى أوقات كثيرة ما يبقاش طايق حياته ويقول لربنا كفاية بقى , وفى فرق بين بولس الرسول اللى بيقول لى إشتياق أن أنطلق وأكون مع المسيح , وفرق بين يونان اللى بيقول موتى خيرا من حياتى , بولس عنده شهوة الإنطلاق لأنه بيشتاق لربنا , لكن يونان عنده نوع من القرف من الحياة وشايف أن الحل إنه يموت , لكن اللى مفروض أن أحنا نعيشه أننا نستعد للحظة الموت لكن نترك لربنا الوقت والطريقة اللى يأخذنا بيها , لكن ينبغى أن أحنا نكون مستعدين ولا نقول لربنا خذنا , وهنا بانت أن طاعة يونان اللى طاعها أنها طاعة ظاهرية ولكن من داخله هناك تذمر فى القلب .
4* 4فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟». يعنى اللى مضايقك أن أنا بأعمل الصح يا يونان , لأن يونان لسة مش قادر يقبل الدرس لأن كل اللى رابط يونان هو محبته الشديدة جدا لشعبه ومش قادر يشوف أن الشعب الغريب الوثنى بيتوب بينما شعبه مش قادر يتوب ويتغير وإن الهلاك بدلا ما حاييجى فى الوثنيين , فالهلاك حاييجى ويصيب شعبه , واللى بيدل أن يونان بيحب شعبه نجده فى سفر ملوك الثانى إصحاح 14: 23- 27 23فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةَ عَشَرَةَ لأَمَصْيَا بْنِ يَهُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَرُبْعَامُ بْنُ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. 24وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 25هُوَ رَدَّ تُخُمَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ النَّبِيِّ الَّذِي مِنْ جَتَّ حَافَرَ.26لأَنَّ الرَّبَّ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ مُرّاً جِدّاً. لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَحْجُوزٌ وَلاَ مُطْلَقٌ وَلَيْسَ مُعِينٌ لإِسْرَائِيلَ. 27وَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِمَحْوِ اسْمِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ، فَخَلَّصَهُمْ بِيَدِ يَرُبْعَامَ ابْنِ يُوآشَ.هنا يونان بعد توبة أهل نينوى بيقول مش معقول حاتفضل كل الخدمات بتاعتى أن أنا أكلم شعب غريب أممى وأترك شعبى كده , وعايز أعمل حاجة لشعب إسرائيل , وهنا بيورينا أن ملك إسرائيل يربعام بيغلط وكمان شعبه بيغلط يعنى الناس كلها ضايعة لكن بسبب يونان حصل حاجة أن هذا الملك بالرغم من شره ومن شر شعبه قدر يسترد بعض المدن من سوريا لحد بحر العربة وده يورينا أن يونان وقف يشفع ويقول لربنا يارب أنت بتخلص شعب نينوى وشعبك بتتركه مذلول ومهزوم من مملكة آرام , وربنا لم يشأ أن يمحو إسرائيل فخلصهم بيد يربعام بن يوآش و اللى حركته نبوة يونان , وهو ده اللى عمله يونان وقف يشفع لشعبه لكى يصنع ربنا خلاص لهذا الشعب , وربنا كما تحنن على نينوى نجده أيضا تحنن على مملكة إسرائيل وقام بتأجيل هلاك إسرائيل لفترة بسبب شفاعة يونان اللى بيحب شعبه جدا , حقيقى عجيب هو ربنا , ده يونان اللى بيقول لربنا آه منك يارب , يونان اللى أعترض على ربنا فى كل كبيرة وصغيرة ونشوف ربنا قد أيه بيحايله وبسبب شفاعته بينتصر شعب إسرائيل على مملكة آرام وتسترد الأراضى اللى كانت قد فقدت منها ,ولكن ربنا أحب أن يعطيه درس.
5*5وَخَرَجَ يُونَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ وَصَنَعَ لِنَفْسِهِ هُنَاكَ مَظَلَّةً وَجَلَسَ تَحْتَهَا فِي الظِّلِّ حَتَّى يَرَى مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَدِينَةِ. خرج يونان من المدينة ومرضيش يقعد , طيب ليه خرج من المدينة ؟ هناك سبب من أتنين 1- إما شاعر إن هذه المدينة نجسة وبالرغم جتى من توبتها مش عايز يقعد فيها ومازال مترفع عنها , 2- أو فى ذهنه أن ممكن الله يهلك المدينة ويحرقها ولذلك خليه هو بره المدينة لوجيه منعزلا عن هذه المدينة , وده العجيب أنت عملت اللى عليك يا يونان طيب قاعد ليه ما تمشى وتروح لشعبك , لأ ده قاعد بينظر للمدينة , وقال أن ممكن ربنا يرجع فى كلامه , وبعدين بيقول صنع لنفسه مظله , والمظلة دى صنعها بنفيه أو هى رمزا لآراءه الشخصية ومعتقداته ومش ربنا هو اللى عملها ليه .
6* 6فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلَهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ لِيُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحاً عَظِيماً. واليقطينة هى شجر اللبلاب , وبنشوف حلاوة ربنا هنا أنه صعبان عليه أن يونان مغموم ومش قادر يفهم فراح ربنا باعت ليه اليقطينة تريحه وتهدئه , ويونان فرح بيها جدا والعجيب أنه بعد ما فرح بيها لم يشكر ربنا عليها , وحا نشوف إزاى اللى فرح بيها قوى سببت ليه غم شديد قوى.
7*و8*7ثُمَّ أَعَدَّ اللَّهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ في الْغَدِ فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ. 8وَحَدَثَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ أَنَّ اللَّهَ أَعَدَّ رِيحاً شَرْقِيَّةً حَارَّةً فَضَرَبَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِ يُونَانَ فَذَبُلَ فَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ وَقَالَ: «مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». وبنشوف الإنفعالات الشديدة والعواطف المتقلبة من قمة الفرح إلى قمة الغم واليأس والتعب طيب ليه ؟ لأن يونان لم يشكر ربنا على اللى ربنا أعطاهوله , وعلشان كده سبب الفرح بتاعنا يتحول نفسه إلى حزن , فربنا بيعلمه هنا درس هذه اليقطينة , وكأن ربنا بيقول له أنت زعلان على يقطينة وهى شىء واحد ومش عايزنى أزعل على 120 ألف كانوا حايضيعوا , يعنى أنت زعلان على حاجة واحدة وكمان جماد ومش عايزنى أزعل على 120 ألف نفس كما سنرى.
9* حتى 11* 9فَقَالَ اللَّهُ لِيُونَانَ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَقَالَ: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». 10فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. 11أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!». يعنى أنت زعلان على واحدة ومش عايزنى أزعل على 120 ألف , وكمان هذه اليقطينة لم تكن ملكا لك بينما نينوى دى ملكى , واليقطينة دى نبتت فجأة لكن هذا الشعب أنا قمت بخلقهم وإعدادهم منذ أجيال كثيرة , واليقطينة دى أنتهت فجأة لكن هؤلاء خالدين وسيذهبوا إلى الهلاك الأبدى , فأنت يعنى زعلان على الحاجات البسيطة دى , ومش عايزنى أنا أزعل على هلاك شعب وأمة بحالها , لكن أعرف يا يونان أن ذبول اليقطينة أمر وارد ولا يليق أنك تغتاظ من أجله لأن خسارة اليقطينة خسارة طفيفة لأن ظلها لن يستمر لفترة طويلة معاك لأن هذه اليقطينة قابلة للذبول , لأن اليقطينة التى نستظل تحتها بترمز لحاجات معينة أحنا بنقعد تحتيها ونستظل وننصح بيها وقد يكون أشخاص بنتلذذ بيهم وفرحانين بيهم وقد يكون أماكن أو عطايا أو مواهب أو أى أشياء معينة الإنسان بيقعد يستظل وبيلاقى ظل تحتها , ولكن ربنا بيقول له لا تجلس تحت اليقطينة وتستظل لأن اليقطينة أمر فانى , لكن أستظل تحت جناحيا , فاليقطينة تفنى ولكن الله لا يفنى ويجد الأنسان فى الله كل ما يعوضه عن خسائره , ولذلك ربنا أعطاه درس كبير قوى عن أهمية النفس وقيمة النفس , وعلشان كده تعرف قيمتك فى نظر ربنا , وكما رأينا الأبن الضال لما رجع على أيدين أبوه المحبة , لكن لما راح عند أبوه عرف قيمته أنه يلبس الجزمة ويوضع الخاتم فى أيديه ويلبس الحلة الأولى ويذبح له العجل المثمن ويتعمل ليه وليمة , يعنى أكتشف قيمته لما راح عند أبوه , ولكن قيمته كانت ضايعة لما كان بعيد عن أبوه .
وعلشان كده سفر يونان هذا بيورينا قد أيه قيمة النفس البشرية وقد أيه أن الله بيسعى ناحية هذه النفس علشان يجيبها وينجيها من الهلاك , وشفناه بيقول لدانيال أنت محبوب وقيمتك أنك محبوب , وبيقول لأشعياء أنت لى وقيمتك كبيرة فى نظر الله , وهذا ما نراه فى قصة نينوى , ففى الإصحاح الأول ربنا أتكلم مع يونان , وفى الإصحاح الثانى يونان أتكلم مع ربنا , وفى الإصحاح الثالث ربنا إتكلم مع نينوى , وفى الإصحاح الرابع يونان أتكلم مع الله , وهذا هو الخادم ربنا بيكلمه فى الأول وبعدين هو يرد على ربنا وبعدين يطلع يكلم المخدومين وبعد ما يكلم المخدومين يرجع ويعطى التقرير لله , فربنا قاد يونان فى ثلاثة مدارس 1- مدرسة الصلاة وعلمه الصلاة , 2- مدرسة الألم والتجربة وعلمه منهما , 3- مدرسة الخلوة , ويونان أخذ ثلاث خلوات 1- فى جوف السفينة وأتعلم درس عن الإيمان من خلال إيمان البحارة , 2- فى جوف الحوت وأتعلم درس عن الرجاء , 3- فى شرق نينوى وأخذ درس عن المحبة من خلال اليقطينة, وعلشان كدة بنخرج بالنتيجة النهائية أن الله كل تدابيره ناجحة حتى لو الإنسان عصاه فلابد أن الله ينجح , وكما رأينا يونان يعصى , وربنا بعصيان يونان يخلص أهل السفينة , ويونان يطاوع فبطاعته بيخلص أهل نينوى , ومن خلال التعامل مع كل الخليقة العاقلة والجامدة , الله ينجح فى تنفيذ تدابيره , وأخيرا أحب أن الكل يسأل نفسه 1- يا ترى أنا محتاج لإيمان وثقة فى ربنا ؟2- والا حياتى محطمة وأنا محتاج لرجاء ؟ 3-والا أنا محتاج درس فى المحبة من خلال قيمتى فى نظر الله وقيمة الآخرين عند الله ؟ , ولذلك فى خلوة مع النفس أشوف أنا محتاج أى درس منهم ؟.
وكما تعودت دائما وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:
يُونَانَ
اسم عبري معناه ((حمامة)) و الصيغة اليونانية لاسم "يونان" هى يونا وهو يونان بن أمتاى وكلمة أمتاى تعني الحق , وهو من جت حافر (ملوك الثانى 14: 25 ) و جت حافر تقع في الجليل وهى إحدى مدن سبط زبولون (يش 19: 13 ، 1مل 4: 10 ) وهي تبعد مسافة ساعة سيرًا على الأقدام عن الناصرة، فهو جليلي كما كان السيد المسيح من الجليل , ومن الآراء ولك أن تصدقها أو لاتصدقها أنه جاء في التقليد اليهودي الذى يؤكد أنه ابن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه إيليا النبي (1مل17) ويرى البعض أنه كان مناسبًا أن يرسل يونان للأمم حيث أن أمه أممية ,تمسك يونان بغيرة و وطنيه شديدة و كراهية لأعداء أمته حتى أنه هرب من المهمة التي كلفه بها الرب و هي الكرازة لأهل نينوى لأنه رأي في أشور التي كانت نينوى عاصمتها عصا تأديب سيستخدمها الرب ضد أمته عقابا لها على شرورها فلم يشأ يونان أن تؤدي إرساليته إلى نينوى لبقائها و عدم القضاء عليها في حالة توبة أهلها و فضل التخلي عن مسؤوليته كنبي لكي لا يكون هو الشخص الذي عمل على نجاة أعداء أمته من الهلاك .
وأيضا سنتوقف عند أسم أسم من أسماء المدن والأنهاروالجبال لنعرف معناه:
1- نِينَوَى
كانت نينوى عاصمة للإمبراطورية الأشورية في أوج عظمتها قديماً في بعض القرون السابقة للميلاد. وكان العبرانيون يعممون اسم نينوى حتى يشمل كل المنطقة حول التقاء الزاب بدجلة (تك 10: 11 و 12، يون 1: 2و 3: 3). بني نينوى شعب بابلي الاصل (تك 10: 11). وكانوا يعبدون الآلهة عشتار، او عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت اسماء مختلفة.
(1) موقعها : قد شيدت على الضفة الشرقية من نهر دجلة، على فم رافد صغير فيه، المعروف برافد الخسر، على بعد خمسة وعشرين ميلاً من التقاء دجلة مع الزاب، وقبالة الموصل و تقع أطلال نينوى على بعد نحو نصف الميل إلى الشرق من نهر دجلة ، في ضواحي مدينة الموصل حاليا . وأهم هذه الأطلال مرتفعان ، الأكبر منهما يقع فى الشمال الغربي ، ويعــــرف باســــــم " كيونجيك " QUYUNJG أى( غنم كثير ) ، وتبلغ أبعاده نحو 650 ياردة عرضا x نحو ميل طولاً ، وبارتفاع نحو 90 قدما فوق مستوى السهل حوله ، ويفصله عن المرتفع الجنوبي الغربي المعروف باسم " النبي يونس " ورافد الخسر ، وتقوم عليه الآن قرية وجبانه ومسجد يقال إن به قبر يونان ( يونس ) النبي ، ووجود المسجد يحول دون القيام بالتنقيب عن القبر .

(2) الاسم : " نينوى " هو اسم الإلهة " عشتار " مكتوبا بالرموز المسمارية على شكل سمكة داخل إطار ، ولكن لا علاقة له بالكلمة العبرية " نون " ( أى سمكة ) ، والأرجح أنه من أصل حوراني و في الاشورية ننوا أو نينا. مدينة في بلاد الرافدين على ضفة دجلة الشرقية قرب مصب حوصر. .
(3) تاريخها : تدل الاكتشافات الأثرية على أن الموقع يرجع إلى ما قبل التاريخ ( نحو 4500 سنة ق.م. ) عبر حضارات متعددة . ونقرأ فى سفر التكوين ( 10 : 11 ) أن نمرود أو أشور هو الذي بناها . وفي أوائل العصور الأكادية ، ازدهرت نينوي ، وكانت معروفة عند ســرجون الأول وابنـــيه : " فانيشتوســــــــو " ( حوالى 2300 ق . م . ) الذي أعــــــاد بناء معبد عشتار ( إنيانا ) ، و" نارام سن " . وقد عسكر " جوديا " ملك لاخيش في تلك المنطقة في القرن التالي . ويبدو أنها ظلت مأهولة لمركز ديني وتجــــاري فى أيام الملك الأشــــــوري " شمشى هدد الأول " ( نحو 1800 ق.م. ) ، الذي شرع في إعادة بناء معبد " عشتار " ( إما شماش ) ، كما فعل حمورابي ملك بابل . وقد أرسل الملك المتياني الذي كان يحكم نينوي تماثيل من هذا المعبد إلى فرعون مصر . وفي عصر الأشوريين القويين :شلمنأسر وتوكالتي نينورتا الأول، اتسعت المدينة جداً وأعيد تحصينها ، فأصبحت مع أشور وكالح ، مراكز إدارية ملكية ، فبنى تفلــــث فلاســــــر الأول ( نحو 1114 - 1076 ق.م. ) ، وأشــــور ناصربال الثانى ( 883 - 859 ق.م. ) ، وشلمنأسر الثالث ( 859 - 824 ق.م. ) ، وسرجون الثانى ( 722 - 704 ق.م. ) قصوراً لهم فيها . وكانت غنائم حروبهم تُحمل في مواكب فخمة إلى نينوى ، فهكذا حُملت إليها الجزية التى دفعها منحيم ملك إسرائيل لفوك ملك أشور في 744 ق.م. ( 2 مل 15 : 20 ) ، وكذلك غنيمــــة السامـــــرة فى 7223 ق.م. ( إش 8 :4 ).
(4) نينوى في عهد سنحاريب وخلفائه ( 704 - 681 ق.م. ) : لم تصبح نينوى عاصمة لأشور إلا فى عهد سنحاريب الذي قام بتوسيعها وتجميلها لتنافس مدينة " دور شاركين " ( خورزباد) التي بناها أبوه سرجون الثاني، فبالاضافة إلى قصره الجديد الواسع الذي بلغت مساحته 9880قدما مربعا ، وقد زين جدرانه بنقوش تصور انتصاراته ، بما في ذلك حصار لاخيش ، وفرضه الجزية على يهوذا ، فانه أعاد بناء أسوار المدينة ، وحفر قنوات لتزويد المدينة بموارد جديدة من المياه ، جلبها من على بعد ثلاثين ميلا من نهر " جوبل " فى بافيان ، وبنى مجرى للماء فى " جروان " ، وسداً فى " عجيلة " لضبط فيضــان " نهر خُسر " . وكان لسور المدينة خمسة عشر بابا رئيسياً ( تم الكشف عن خمسة منها ) ، وكان يحرس كل باب تمثال حجري ضخم على شكل عجل . وعمل سنحاريب داخل الأسوار التى كانت تتخللها شرفات لاطلاق السهام ، وخارجها حدائق للنباتات والحيوانات ، وجاء سنحاريب إلى نينوى بالجزية التى فرضها على حزقيا ملك يهوذا ( 2 مل 18 : 14 - 16 ) . وقد سجل سنحاريب كل ذلك على عموده المنشورى الذي اكتشف بين أطلال نينوي في 1830 م ( يمكن الرجوع إلى " سنحاريب"
وقد استطاع ابنه الأصغر آسرحدون ، الذي خلفه على العرش ، أن يخمد الفتنة التى وقعت بعد اغتيال أبيه ، وأن يستخلص نينوى من أيدى المتمردين في 680 ق.م. ، ويبني لنفسه قصراً فيها ، رغم أنه كان يصرف أغلب وقته في عاصمته الثانية " كالح " . أما ابنه أشور بانيبال ( 669 - 627 ق.م. ) فقد عاد إلى نينوى التي كان قد صرف فيها أيام دراسته كولي للعهد .
(5) سقوط نينوى : وفى أيام شيخوخة آسرحدون ، وضعف الحالة الاقتصادية تحت حكم " أشور اتيلا لاني " و " سن - شار - اشكون " ، ثار حكام الأقاليم ، وتمكنت يهوذا من استرداد استقلالها ، بينما قام الماديون - بقيادة ملكهم " سياكزريس " ، يعاونهم البابليون بقيادة ملكهـــــم " نبوبولاسار " بالاستيلاء على أشور وكالح في 416 ق.م. وبعد ذلك بسنتين انضمت إليهم جحافل السكيثيين البدو ، وحاصروا نينوي لمدة ثلاثة أشهر . وبناء على ما جاء بأضار بابل ، ثغروا دفاعات المدينة في وقت فاض فيه نهر دجلة ونهر خُسر فيضانا غير عادي ( ناحوم 2 : 6 - 8) ، فاجتاحوا المدينة ونهبوها ، كما تنبأ النبيا614 ن ناحوم وصفنيا ومات " سن - شار - إشكون " ملك نينوى محترقا في قصره ، بينما استطاع " أشور - أو بلليت " ورجال حاشيته الهروب إلى حاران حيث ظلوا بها إلى 609 ق.م. بعد أن كانت نينوى قد أصبحت خرابا (نا 2 : 10-13) ، " مَرْبِضاً لِلْحَيَوَانِ! كُلُّ عَابِرٍ بِهَا يَصْفِرُ وَيَهُزُّ يَدَهُ.! " (صف 2 : 13 - 15) ، حتى إن زينوفون ورجاله لم يميزوا موقعها فى أثناء مرورهم به عند تقهقرهم في 401 ق.م. وبسقوط نينوى انتهت دولة أشور .

(6) نينوى في سفر يونان : وفى أزهي عصورها - كما تبدو فى سفر يونان - كانت مساحة نينوى تتبلغ نحو ثلاثة أميال طولاً ، ونحو ميل ونصف الميل عرضا محاطة بسور يبلغ طوله نحو ثمانية أميال ، وكانت هذه المدينة العظيمة تتسع لأكثر من 120000 نسمة ( يونان 1 : 2 و 3 : 2 ) . ونجد الدليل على ذلك فى أن " كالح " ( نمرود ) العاصمة الجنوبية كان يعيش فيها 69754 نسمة ، بينما كانت مساحتها تبلغ نصف مساحة نينوى . والأرجح أن نينوي كانت تضم كل المنطقة الإدارية المحيطة بها ، بما في ذلك : سنجار - كالح - دور شاروكين ، مما كان يستلزم مدة ثلااثة أيام لاختراقها والمرور بكل أحيائها (يونا3 :3). ويقول الرب ليونان : " أنت أشفقت على اليقطينة التى لم تتعب فيها .. أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التى يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم " ( يونان 4 : 10 و 11 ) . ويرى البعض أن الإشارة هنا إلى عدد الأطفال الذين لم يبلغوا سن الإدراك والتمييز بين يمينهم وشمالهم ، مما يري معه البعض أن عدد سكان المدينة كان نحو 600000 نسمة باعتبار أن الأطفال يمثلون عادة خمس السكان . ويرى البعض الآخر أن الإشارة مجازية ، وتشمل كل سكان المدينة لأنهم كانوا لا يعرفون الله ، ولا يميزون بين الخير والشر .
(7) الكشوف الأثرية : ورد اسم نينوى في الوثائق المسمارية التى وجدت ألواحها فى المركز الاشوري التجاري فى " كولتيب " فى " كبدوكية " القديمة ، والتي ترجع إلى الألف الثانية قبل الميلاد ، وكانت مركزاً لعبادة " عشتار " . ويؤيد ذلك أيضاً وثيقة أخرى ترجع إلى زمن شمسي هداد ( 1748 - 1716 ق.م. ) تذكر أن معبد عشتار بناه " ماينشتوسو " ( 2295 - 2281 ق.م. ) ابن سرجون الأكادي.

2- تَرْشِيشَ

ومعناها في العبرية " الزبرجد " وقد ترجمت فعلاً إلى " زبرجد " في مواضع كثيرة (خر 28: 20، 39: 13، نش 5: 14، حز 1: 16، 10: 9، 28: 13، دانيال 10: 6). ويرى البعض أنها كلمة فينيقية بمعنى " معمل تكرير ".
وهى اسم بلاد أو مدينة تذكر دائماً بالارتباط بالسفن كما أن يونان نزل في سفينة ذاهبة إلى ترشيش (يونان 1: 3، 4: 2) من ميناء يافا ليهرب إلى أرض بعيدة (إش 66: 19). وإن الطريق إليها كانت عبر مياه البحر الأبيض المتوسط. وكذلك كانت سفن سليمان وحيرام تأتي كل ثلاث سنوات مرة إلى ترشيش حاملة ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس (1 مل 10: 22 و2 أخبار 9: 21) ولما كان يقتضي لتلك السفن ثلاث سنين لكي تعود من سفرها يستنتج أن تكون ترشيش بلداً بعيداً (اش 66: 19). وكانت تلك البلاد غنية بالمعادن مثل الفضة (ارميا 10: 9) والحديد والقصدير والرصاص التي كانت تصدر إلى البلاد الأخرى مثل صور ويافا (حز 27: 12). وقد كانت سفن ترشيش مخصصة للتجارة منها وإليها. منها وإليها. ثم بعد ذلك أصبحت سفن ترشيش من العظمة بمكان بحيث تسافر إلى كل جهة. وكانت الرياح تصدم سفن ترشيش المحملة بأثمن البضائع وتكسرها في مياه بحر الروم (الأبيض المتوسط) (مز 48: 7 واش 2: 16 و23: 1 و14 و60: 9 وحز 27: 25) وإن يهوشافاط بنى بعضاً من هذه السفن العظيمة فكانت تسافر إلى أوفير الواقعة على فرضة عصيون جابر (إيلات) على خليج العقبة في البحر الأحمر (2 أخبار 9: 21 و1 مل 10: 22). والأرجح أنها كانت بلادا في غربي البحر المتوسط. ويظن الكثيرون أنها " ترتيسوس " في أسبانيا بالقرب من جبل طارق، والتي ذكرها هيرودوت في تاريخه، فلابد أن ثروة أسبانيا المعدنية قد جذبت إليه الفينيقيين الذين أقاموا لهم مستعمرات هناك. كما يظن البعض أنها " قرطاجنة " في شمالي أفريقيا، والتي قامت بينها وبين روما الحروب البونية، التي اظهر فيها القائد القرطاجني هانيبال براعة حربية خلد بها اسمه في التاريخ. وقد اكتشفت في 1773 نقوشاً فينيقية أثرية في جزيرة سردينيا ترجع إلى القرن التاسع قبل الميلاد تحمل اسم " ترشيش ". ويظن " اولبريت " أن كلمة " ترشيش " نفسها تحمل معني التعدين أو صهر المعادن، وعليه فأي ارض بها مناجم للمعادن يمكن أن يطلق عليها اسم " ترشيش "، وبخاصة أن كلمة " راساسو " الاكادية القديمة تعني " يصهر " أهم " ينصهر " ويمكن أن يستخدم الاسم " ترسيسو " للدلالة على " مصهر " أو مصنع لاستخلاص المعادن. ولكن الأرجح أن المقصود بها هي أسبانيا. ويرى البعض أن " سفن ترشيش " لا تدل على ارتباطها بمكان معين صنعا أو تجارة، بل بالحري تدل على نوع معين من السفن كان يتميز بالفخامة والقدرة على السير في أعالي البحار إلى ابعد البلاد، كما يبدو ذلك في بعض العبارات (مثل: مز 48: 7، إش 2: 16، 23: 1، حز 27: 25). وان كانت في مواضع أخرى تدل على الانتساب إلى مكان معين (مثل حزقيال 38: 13، مز 72: 10)، علاوة على دلالتها على اتساع التجارة في البحر المتوسط والبحر الأجمر فهذه السفن كانت تحمل متاجر ثمينة مختلفة الأنواع وبمعنى آخر ربما يقصد بسفن ترشيش سفن التكرير على شبه السفن التي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط ولها اتصال بالمناجم ومعامل التكرير في سردينيا وفي عهد متأخر سفن جنوبي اسبانيا مع فينيقية أو ربما يكون المقصود بسفن ترشيش السفن الكبيرة . وفي زمن الهيمنة الأشوريّة احتاجت الصناعة إلى المواد الاولى، ولهذا تقوّت العلاقات مع ترشيش. فهناك نصان بيبليّان (1مل 10: 22؛ حز 27: 12) يعودان إلى القرن السادس فيذكران الذهب والفضّة والعاج والحديد والرصاص .ويبدو مما جاء في التكوين (10: 4 و 5) وفي الأخبار الأول (1: 7) أن سفن ترشيش كانت ترتاد مواني الجزائر اليونانية. وقد أشار هيرودوت إلى اتساع التجارة في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد. ولكن على أساس تك (10: 4 ) أيضا (ومن هؤلاء تفرّقوا في جزر الأمم) نعتبر أن ترشيش أو ابنة ترشيش (إش 26: 10) تدلّ على نهاية الكون (مز 19: 5)، على بلد بعيد (إش 23: 6 - 7؛ يون 1: 3) اشتهر بغناه (1مل 10: 22) وتجّاره (حز 27: 12). ولا نقدر أن نصل إليه إلاّ بواسطة سفن ضخمة. من هنا العبارة المأثورة: سفن ترشيش (1مل 10: 222أخ 9: 21).

وأيضا سنتوقف عند أسم أسم من أسماء الحيوان والنبات لنعرف معناه:
1- الْحُوتِ
جاء ذكر الحوت في الكتاب المقدس مرتبطاً بقصة يونان النبي (يونان 1: 17و 2: 10 ) و ما ذكره الرب عنه في انجيل متى (12: 40). و الكلمة في العبرية هي " داج" و تترجم في سائر المواضع " بسمكة"، فلم يكن الذي ابتلع يونان " حوتاً " بالمعنى العلمي المعروف إذ لا تعيش الحيتان في البحر المتوسط، بل الأرجح أنه كان أحد أسماك القرش الضخمة المفترسة . أما كيف بقى يونان حياً في بطن الحوت ثلاثة أيام، فهذا أمر خارق للطبيعة، أجراه الله ليكون آية كما قال عنه الرب في انجيل متى: "جيل شرير فاسق يطلب آيه و لا تعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليالي هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليالي" (مت 12: 39- 40). وفى اليونانية فى العهد الجديد ذكرت كلمة الحوت kētos كيتوس أو سمكة كبيرة. ويحاول الكثيرين إثبات إمكانية الحياة فى بطن الحوت أو السمكة الكبيرة وأنها بدون أسنان ...إلخ ,أنا لا أعرف لماذا ؟ إن ما حدث هو معجزة وهى أمر خارق للطبيعة كغيره من المعجزات التى يعملها الرب لتكون آيات للجميع فى كل العصوروإلا لماذا نطلق عليها معجزة.

2- الْيَقْطِينَةَ

وأطلق الكتاب المقدس عليه لفظ qı̂yqâyôn كيكايون فى العبرية ومعناها نبات القرع
اليقطين : ما لا ساق له من النبات ، كالحنظل والقثاء ، ولكن أغلب استعماله في العرف على الدبَّاء وهو القرع المستدير كالبطيخ واليقطينة واحدة اليقطين ، والقرعة الرطبة . ويظن البعض أن يقطينة يونان كانت نبات الخروع ( يونان 4 : 6 - 11 ).كيف نمت اليقطينة فى يوم وليلة هى أيضا معجزة عملها الله لإستخدامها لتلقين يونان درس فى المحبة.

3- الدُودَةً

يطلق هذا الاسم على أي حيوان صغير زاحف، لا عظام في جسمه ويتكون من عدة مفاصل أو حلقات متحركة ولا اطراف له أو أن كانت له اطراف فقصيرة جداً. ويطلق على الدودة في اللغة العبرية اسم ((تولع)) أو ((تولعث)) وفي اليونانية اسم ((سكولكس)). وقد ورد ذكرها بأنها متلفة للعنب والكروم ( تث 28: 39 ويونان 4: 7. ) وقد تولد الدود في المن الذي اختزنه العبرانيون في البرية إذ ابقي اناس منهم بعضاً من المنّ إلى الصباح (خر 16: 20) كذلك يأكل الدود الجثث (اش 14: 11 وقارن اش 66: 24 مع مر 9: 48). وكان الدود سبباً في موت الاحياء (اع 12: 23) ويقارن ضعف الانسان وحقارته بالدودة (ايوب 25: 6 واش 41: 14).
وإلى هنا تم سفر يونان والى اللقاء مع التأملات والقراءات فى سفر عوبديا , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الخامس والأخير
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الرابع
تأملات وقراءات فى الأسبوع الثالث من الصيام الكبير أحد الإبن الضال الجزء الخامس والأخير
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الرابع
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى الجزء الثالث


الساعة الآن 10:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024