رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة
خُلق الإنسان أصلاً وليكون له شركة مع الله. فكان طبيعياً أن يتم التخاطب بين الإنسان والله بواسطة الصلاة. ثم جاء السقوط والخطية فانقطعت الشركة وصارت الصلاة في الغالب أمراً غير طبيعي وغير واقعي. إلا أن المتكلين على الله تربطهم به علاقة حياة. فنحن نسكب قلوبنا قُدامه، ونكشف له قلوبنا معترفين بخطايانا. نطلب إليه أن يعطينا أموراً ونحن واثقون بأنه يستجيب الصلاة. وتتضمن صلواتُنا، في كل حين، تشكرات لله. كان العبرانيُّ التقي يُصلي ثلاث مرات كل يوم. وقد كان صموئيل متيقنا من واجب الصلاة لأجل الشعب حتى عدَّ التوقف عنها خطية. وليس للمؤمنين المسيحيين نموذجٌ واحد يحتذونه، إلا أن بولس يتوقع أن تكون للصلاة مكانة مركزية في حياة المسيحي والكنيسة. فإن لها مكانها الطبيعي في العلاقة المستعادة بين الله وشعبه. والصلاة أيضاً نشاطٌ مسيحي عائلي. وتُستهل صلاة المسيح النموذجية بالخطاب "أبانا...". ومن أعمال الروح القدس أن يساعد المؤمنين على الصلاة، محوِّلاً أذهانهم أكثر فأكثر لتصير خاضعة لفكر المسيح. فقد كتب بولس إلى مؤمني مدينة روما: "الروح نفسه يشفع فينا بأناتٍ لا يُنطق بها". وفضلاً عن الصلوات الفردية، غالباً ما يذكر العهد الجديد صلواتٍ جماعية. فمنذ البداية كانت الصلوات إحدى الدعائم الأربع التي واظب عليها المسيحيون. ونقرأ أنهم صلوا لأجل الشجاعة لما منع المجلس اليهودي بطرس ويوحنا من التبشير. وصلوا لأجل بطرس لما سجن. وصلوا لأجل نجاح برنابا وبولس في خدمتهما التبشيرية. وكانت هذه الصلوات فورية، لكنها كانت زاخرة بروح العهد القديم وتعابيره. وما زالت بعض الكلمات التي استعملها المسيحيون الأولون في صلواتهم معروفة لدينا. فإن "ماران أثا" (1 كورنثوس 16: 22) كلمة مركبة من كلمتين آراميتين، ومعناها "ربنا، تعال". والمخاطب هنا هو المسيح، وقد خاطبه المسيحيون باسم "الرب" الذي خص به اليهود الله وحده. وترد "ماراثان أثا" أيضاً في آخر طِلبة يذكرها الكتاب المقدس: "آمين، تعالى أيها الرب يسوع". والكلمة "أباّ" (أو: أباّ) استخدمها المسيح نفسُه في مخاطبة الله. وهي كلمة آرامية تعني "أبي العزيز" (أو: بابا) يستعملها الولد في مخاطبة أبيه. ولا شك أن اليهود اعتبروها طريقة غير مناسبة لمخاطبة الله. فقد استعملوا بدلاً منها الكلمة "أبينو" (أبانا). غير أن علاقة المسيح بالله كانت فريدة حتى إنه استعمل هذه الكلمة العائلية، وشجع تلاميذه على أن يحذوا حذوه. وتَرِد هذه الكلمة عينُها مرتين في رسائل بولس. فقد وردت عند الإشارة إلى أن روح الله يشهد مع أرواحنا أننا أولاد الله ونحن نصرخ "يا أبّا الآب"؛ وأيضاً في قوله : "بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً: "يا أبا الآب". والكلمة "آمين" كلمة عبرية كانت تُستعمل في خدمات الهيكل والمجامع في خاتمة الصلاة. ومعناها "حقاً ويقيناً" أو "لا شك في هذا أبداً". وهكذا، ففي مشهد السجود في السماء (رؤيا 5) عندما يعلو الهتاف: "مستحقٌ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" تُدوي في الختام الكلمة "آمين". وتُذكر هذه الكلمة أيضاً في ختام صلاةٍ وردت في رومية 15: 33، وبركةٍ لله في رومية 16: 27، وتسبحةٍ في غلاطية 1: 5، وبركةٍ للإخوة المسيحيين في غلاطية 6: 18. مزمور 62: 8؛ 1 يوحنا 1: 9؛ مرقس 11: 24؛ فيلبي 4: 6؛ 1 صموئيل 12: 23؛ كولوسي 4: 2؛ يعقوب 1: 5 و 6؛ أعمال 12: 12؛ رومية 8: 26 تعليم المسيح عن الصلاة: متى 6: 5- 15؛ 7: 7- 11؛ 26: 41؛ مرقس 12: 38- 40؛ 13: 33؛ 14: 38؛ لوقا 11: 1- 13؛ 18: 1-14 صلوات مهمة أخرى ورد ذكرها في الكتاب المقدس: خروج 15: 32؛ 33؛ تثنية 32 و 33؛ يشوع 17؛ 10؛ قضاة 5؛ 6؛ 1 صموئيل 1 و 2؛ 2 صموئيل 7؛ 22؛ 1 ملوك 3؛ 8؛ 18؛ 19؛ 2 ملوك 19؛ عزرا 9؛ نحميا 1؛ 9؛ أيوب 42؛ المزامير؛ دانيال 2؛ 9؛ يونان 2؛ حبوق 3؛ لوقا 1: 46- 55، 68- 79؛ 2: 29- 35؛ أعمال 4: 24- 30، وصلواتٌ عديدة في رسائل العهد الجديد. |
|