صلوات للقديس ما إسحق
يا ربيّ وإلهيّ مدبّر خليقته، العارف بضعف طبيعتنا وأوجاعنا وقساوة عدونا، أسألك نجني من شره، لأنَّ قوته عظيمة وطبيعتنا ضعيفة.. أيها الصالح العارف بضعفنا وحامل عجزنا، خلّصني من تشويش الأفكار، وضغط الشهوات، وأهلني لخدمتك المقدّسة لئلا تشوش عليها ضعفاتي وأوجد أمامك متجاسرا.. يا مصدر كل معونة، القادر على كل شيء، أعنَّا يا سيد، في أوقات صراعنا.. وأنعم علينا بقوة نهدم بها حصون وكل علو يرتفع ضد معرفتك، حتى لا تميل نفوسنا عن الغرض الأسمى الموضوع أمامها، أو يُصيبها الخور فلا تواصل السير..
(لك المجد إلى الأبد آمين).
أعطني يارب أن أكون من خاصتك وقوّم أفكاري ونقها، لأنّي لازلت ناقصاً عن الكمال الذي تُريده.. أعطني أن أخدمك في إنساني الباطن، أنت الذي تفحص القلوب، امنحني أن أُكرّس قواي لخدمتك، وأهّلني أن أحمل دوماً نيرك الخفيف، يا قابل النذور والعشور إقبل إليك تقدمة نفسي، وامحو ذنوبي واعطني نشاطاً، لكي أبذل كل اجتهاد حتى أرث الحياة بنعمتك، ولكي تُشجع حياتي الخطاة والكسالى، لينهضوا ويجاهدوا في خدمتك، وأكون نوراً وسط الظلمة بكثرة محبتك.. أعني لأعتزل مبغضيك وأكون رفيقاً لقديسيك الذين أرضوك بجهادهم..
(لك السبح أيها العزيز آمين)
أيها السر الخفي الذي ظهر في الجسد فجدده بعد فساد، أظهر في سر تجديد القديسين الذي هو عربون ميراث الخيرات العتيدة، يا من بعُري جسده جرّد الرياسات والسلاطين وأشهرهم جهاراً، وكسا طبيعتنا لباس عدم الفساد، عرّني يارب من الإنسان الفاسد بسر التجديد، وحرّك أعضائي وقواي حسب الإنسان الجديد، الذي ألبستني إياه بسر معموديتك.. أهّلني يارب لتذوق نعمة التوبة الحقيقية، وأخرجني من الظلمة إلى نورك.
(لكي أُسبحك بقلبي آمين)
يانفسي وحّدي قواك واجتهدي حتى يرتفع قلبك بعشرة الله، بعشرة ربّك، ارفعي فكرك عن الأرضيات وأسمي بحواسك عن الوطن السماوي، الذي أعده لكِ فاديكِ، ارتفعي إلى حيث هو وكلّميه لأنَّه يُحب حديثك ويستلذ صوتك أكثر من لذته بأصوات السمائيين، ووقع كلامه في أُذنك أبهج إليه من جمال الكاروبيم، ومنظرك عنده أفضل من بهاء الساروفيم.. هو لمحبته خرج في طلبك، فاخرجي أنتِ في طلبهِ كما فعل هو، وكما تنازل لاتضاعك ارتفعي أنتِ إلى سموه.. ٍاقطعي حديثك مع الأموات لتتفرغي للحديث مع محي الموتى، لأنك لن تجدي أحلى من عشرته ولا ألذ من حديثه..
(لك المجد والتسبيح والبركة والسجود آمين)
يا من بكيت على قبر لعازر اقبل دموع مرارتي، وأشفِ آلامي بآلامك، طيب جروجي بجروحك، وقدّس دمي بدمك، يا من شربت المُر من أعدائك، حل نفسي من المُر الذي سقانيه العدو، يا من أمال رأسه على الصليب، ارفع إليك رأسي الذي أحناه المعاندين، يامن قبل اللطم والبُصاق على خديه من المجدفين، تق قلبي وجهي المدنّس بالآثام، برّد قلبي من كثرة التجارب، قد تركتك كثيراً فلا تتركني، قد انفصلت عنك فلا تهملني، بل أُدخل إلى مرعاك وأحصني مع خراف رعيتك المختارة، وأطعمني معها عشب أسرارك الإلهية.. (آمين).