|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرَّية
في أي مجتمع يجوز فيه الحكام يكون أعظم توقٍ عند الإنسان هو إلى الحرية. فليس بعجيبٍ أن يكون لهذه الفكرة مكانٌ كبير في الكتاب المقدس. والحرية هي الموضوع الأساسي في الاقتباس الذي استخدمه المسيح من أشعياء ليصف به عمله: "روح الرب عليَّ لأنه مسحني... لأنادي للمأثورين بالإطلاق... وأُرسل المنسحقين في الحرية". وقد كان كثيرون من بني إسرائيل يرجون أن يحررهم المسيح من الرومان. لكنه أوضح أن اهتمامه الأول هو معالجة عبوديةٍ أقسى جداً. فهو قد جاء ليُحرر الناس من سلطان الشر، وقد برهن ذلك بإطلاق كثيرين من قبضة الأرواح الشريرة وبشفاء المرضى. ويُعنى بولس، في رسالتيه إلى رومية وغلاطية، بأن يبين أهمية هذه الحرية. فهي التحرير من عقوبة خطايانا، والتحرر من مسعى محاولة إرضاء الله والإخفاق فيه. إذ إن المسيحي المؤمن يعلم أنه مخلص بنعمة الله، لا بأي شيء يستطيع هو شخصياً أن يقوم به. وقد رأى بولس طريقتين رئيسيتين بهما أساء المسيحيون استخدام عطية الحرية هذه الثمينة. فبعضهم حنّوا إلى أُصول الدين اليهودي القديم وقوانينه. وقد جرى ذلك على قدم وساق في كنائس غلاطية. فكتب بولس رسالته إليهم ليُبين لهم أن الإيمان المسيحي مختلف جملةً وتفصيلاً عن أية ديانة ذات نواميس. وبعضهم ذهبوا إلى أنهم، لأن المسيح قد حررهم، يستطيعون أن يعملوا ما شاءُوا، بل أن يُخطئوا أيضاً قدر ما يريدون. فكان ذلك خطأً كلياً: إذ إنهم حُرروا من الخطية لا ليستمروا في الخطية. وهم يخدمون بفرح سيداً جديداً هو الرب يسوع المسيح. فالحرية الحقيقية كامنة في خدمة الله وخدمة الآخرين. لوقا 4: 18؛ يوحنا 8: 31- 36، 41- 44؛ مرقس 3: 22- 27؛ 5: 1- 13؛ لوقا 13: 10- 16؛ 8: 2، 21 غلاطية 3: 28؛ 5: 1، 13؛ رومية 1: 1؛ 6؛ متى 11: 28؛ يعقوب 1: 25؛ 2: 12؛ 1 بطرس 2: 16 |