الإيمان
يُبين بولس بكل دقة، في رسالتيه إلى المسيحيين المؤمنين في كُلًّ من رومية وغلاطية، أن الإنسان لا يمكن أن تكون له علاقة صحيحة بالله إلا بالإيمان (وليس بالأعمال الصالحة كما يعتقد كثيرون).
ومعنى "الإيمان" أن يكون للإنسان ثقةٌ بالله واتكالٌ عليه. وليس هو "قفزةً في الظلام" ينبغي أن يقوم بها المرء دون تفكير. إنه الاتكال على إلهٍ نؤمن أنه جديرٌ بالثقة. ففي وسع الإنسان، إذ يثقُ بهذا الحق، أن يؤمن بالمسيح ويسلمه حياته. ولأننا خطاة، فنحن لا نستطيع القيام بأي شيء البتة لتخليص أنفسنا. إنما علينا أن نعتمد كلياً على ما أعده لنا الله في المسيح.
هذه هي بداءة "حياة الإيمان". فلا أحد يمكنه أن يتيقن من أنه يحيا الحياة الصحيحة بمجهوداته الخاصة. ونحن في حاجة للإيمان كل حين بيسوع المسيح والاتكال عليه وعلى الروح القدس الذي يهبنا إياه ليُعيننا كي نحيا كما يريد لنا الله. هذه الحياة المقترنة بالاتكال على الله تعود إلى بداية معاملات الله مع الإنسان، على حدًّ ما يبيّن بولس إذ يرجع بها إلى إبراهيم.
كذلك يشير العهد الجديد أيضاً إلى "الإيمان" بمعنى التعليم الأساسي الصحيح المختص بالمسيح والذي تستقر عليه ثقتنا واتكالنا.
1 يوحنا 5: 1- 5؛ يوحنا 1: 12؛ 3: 16؛ 5: 24؛ رومية 1: 17؛ 5: 1؛ 10: 9 و10؛ غلاطية 3؛ أفسس 2: 8 و9. راجع أيضاً تكوين 15: 6؛ مزمور 37: 3- 9؛ أمثال 3: 5 و6؛ إرميا 17: 7 و8؛ حبقوق 2: 4؛ عبرانيين 11؛ يعقوب 2؛ 1 تيموثاوس 3: 9؛ 5: 8.