رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حنة بنت فنوئيل
حنة بنت فنوئيل .... وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه ... » (لو36:2-38) رأت حنة الطفل القدوس يسوع، وسمعت كلمات سمعان البار عنه (لو29:2-32) . ومن ذلك الوقت فصاعداً بدأت تتكلم عن الرب يسوع المسيح وأصبح له المجد غرض حديثها - إنها: تكلمت عن المسيح لا عن آلامها: لقد كانت حنة سيدة متقدمة في العمر جداً. وكثيرون من المسنين يميلون للحديث عن أمراضهم أو مشاكلهم، وهى مشاكل حقيقية. وفى بعض الأحوال تكون مؤلمة ومُلحِّة. وربما كانت لحنة فرصة لأن تتحدث عن متاعبها المختلفة. ولكنها لم تركّز على آلامها، وبدلاً من ذلك « تكلمت عنه ». تكلمت عن المسيح لا عن اختباراتها: لقد كانت حنة أرملة بعد زواج قصير المدة. وإذ نعرف أنها ترملت 84 سنة، فلنا أن نتصور حجم المصاعب التي واجهتها، والصعوبات التي تحملتها، والمشاكل التي اعترضتها، والأحزان التي قاستها، مع رصيد كبير أيضاً من اختبارات الغلبة والتشجيعات والصبر والاحتمال. لكننا على أي الأحوال نراها لم تتحدث عن صعوبات الحياة وعنائها، ولم توجه الأنظار إلى التشجيع الذي لاقته والمعوقات التي تخطتها، وعوضاً عن كل ذلك « تكلمت عنه ». تكلمت عن المسيح لا عن عبادتها أو خدمتها: لقد كانت حنة امرأة تقية عبدت الرب بتكريس حقيقي في بيته. ولم يكن لديها اهتمام آخر في حياتها سوى خدمة الرب « لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهارا » (ع37). لقد كانت العبادة والخدمة هما شغلها الشاغل. وبالتأكيد كان لديها الشيء الكثير الذي يمكنها أن تقوله بخصوص عبادتها وخدمتها لله. لكن لم تذكر حنة شيئاً عن خدمتها في كلامها، وبدلاً من ذلك « تكلمت عنه ». يا لها من خدمة نقدر أن نستمر فيها بلا معطل. بإمكاننا أن نتكلم عنه، يمكننا أن نتكلم عنه إلى الآب الذي سروره دائماً أن يسمع تسبحتنا وتمجيدنا لابنه الحبيب. ويمكننا أن نتكلم عنه مع القديسين- أولئك الذين « يتطلعون إليه ». ويمكننا أن نتكلم عنه مع أولئك الذين لم يعرفوه بعد، ونُخبرهم بكل ما وجدناه في شخصه، والبركات التي ستكون لهم إن قبلوه ووضعوا بالإيمان كل ثقتهم فيه. نعم. لم تتحدث حنة عن آلامها، ولا عن اختباراتها، ولا عن عبادتها أو خدمتها... بل تكلمت عن المخلص .. لقد تكلمت عنه !! حنة بنت فنوئيل ... وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه ... (لو2: 36-38) لو أن حنة بنت فنوئيل نظرت حولها، لكان لها كل العذر أن تحزن وأن تهن عزيمتها! فقد كانت حالة شعب الله، حالة الانحطاط بسبب عدم الإيمان وعدم الأمانة. لكنها لم تنشغل بذلك بل كانت لا تفارق الهيكل. لقد كانت تنتظر حضور الرب، وأرادت أن تملأ قلبها بشخصه المعبود. لم تكن غير مُبالية بالخراب الذي في الشعب، بدون شك كان هو موضوع طلباتها وأصوامها. لكن بالرغم من أن هذا الخراب قد أقلقها كثيراً، إلا أنه لم يكن سبباً في أن يثبط عزيمتها، وبفرح سبحت الرب! هل بَقِيَتْ هي في معزل عن الآخرين؟ لا، آخرون أيضاً انتظروا الخلاص. إلى هؤلاء ذهبت. ليس أنها فقط تمتعت بهذا النصيب المُفرح، لكنها أيضاً تعزت مع الآخرين الذين ينتظرونه. ربما وجدوا أن الانتظار طال ولذلك فضعفوا في الطريق. لهذا أتت وقوتهم، ثبتتهم وعزتهم، لكن كيف؟ بالتكلم عنه! بتقديمها شخصه الحبيب الذي كانت مشتاقة إليه وكانت تترقبه القلوب. ولأنها لا تفارق الهيكل، كانت هي هناك في اللحظة التي أخذ فيها سمعان « الصبي يسوع » على ذراعيه. « فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب. وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم ». ما عملته في تلك اللحظة قد عملته دائماً في كل أيام الانتظار. نحن أيضاً، حولنا هذا الخراب، وما أكثر الأسباب التي تدعو للأسى، عندما ننظر حولنا! المسيحية أصبحت « بيتاً كبيرا » (2تي2: 20) وسط عالم يرفض المسيح، تقترب دينونته المُخيفة العتيدة أن تلاقيه. وحتى بين أولاد الله، الذين بينهم الشهادة لاسمه، توجد أشياء تحنينا، فهناك الضعف ووهن العزيمة. فبماذا ينبغي أن ننشغل؟ هل بما يحدث هنا أو بما لا يحدث هناك؟ لننظر إلى حنة بنت فنوئيل التي كانت تتدرب أمام الرب وتلازم « الهيكل » بشوق. فلنثابر ليلاً ونهاراً بلا انقطاع على الأصوام والطلبات. إن مَنْ ينشغل بالرب، يملأ الرب قلبه، ومن ثم يفيض بالتسبيح. لكننا أيضاً يجب أن نعزي الذين ينتظرونه بالتكلم بعضنا مع بعض عن مجيئه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تسبحة حنة بنت فنوئيل (ع36 - 38) |
حنة بنت فنوئيل |
حنة بنت فنوئيل |
جَدُور ابن فنوئيل |
حنة بنت فنوئيل |