09 - 02 - 2013, 06:38 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
حضور القداس الإلهي
الحياة المسيحية غير ممكنة بدون القداس الاإلهي , والقداس الإلهي بدوره لايكون بدون حضور المسيحيين وتناولهم جسد الرب ودمه .
إن من ينقطع عن القداس الإلهي ينقطع عن كونه مسيحياً لأنه يقطع إتصاله الحي بالمسيح , فيصيير عضواً جافاً يابساً يستوجب القطع .
إن القوانين الكنسية القديمة كانت ترتب عقاباً وتفرض توبة من أجل كل غياب عن الكنيسة يستمر ثلاث آحاد بدون موجب ( القانون الثمانون من المجمع المسكوني الثالث ) .
ماذا نعمل في حالات الإضطرار ؟
في الحالات الإضطرارية التي تمنع المرء حقاً عن حضور القداس الإلهي ينبغي أن يتجه المرء بفكره للإشتراك بالقداس ويتناول مناولة روحية بعد طلبه إلى صديق أن يصلي من أجله في القداس ويطب إلى الكاهن ذكره في تقدمة الذبيحة .
وجوب الإستعداد لحضور القداس :
ينبغي أن لا نعُد َّ حضور القداس الإلهي واجباً خارجياً نقوم به دون اقتناع وجدّ بل في موقف خشوع وتجمع وصلاة , ولذا نستعد له منذ الصباح لئلا ندخل الكنيسة ونحن ممتلؤون من ضجيج العالم وتشتيته .
متى نحضر القداس ؟
ينبغي الإشتراك في القداس الإلهي في جميع الآحاد وجميع الأعياد السيدية على الأقل . هذه وصية الكنيسة الأولى للمؤمنين فيما يتعلق بواجباتهم نحو الكنيسة .
ثم يجب حضور القداس منذ بدايته . إنه لمؤلم حقاً مشاهدة الناس يخرجون من الكنيسة قبل نهاية القداس , هذه العادة كانت موجودة منذ أيام القديس يوحنا الذهبي الفم فكان يشبّه الخارجين بيهوذا الإسخريوطي الذي خرج من العشاء السري قبل نهايته ليسلّم المسيح .
أما في السنين الأولى لحياة الكنيسة فكان ذلك محرماً ( القانون 9 والقانون 2 من مجمع أنطاكية أيام الرسل ) .
كيف تشترك بالقداس الإلهي ؟
يجب أن نتعلم كيف نتصرف في بيت الله الذي هو كنيسة الله الحي ( 1تي 3 : 15 ) . فيجب أولا أن نشترك في القداس الإلهي في تجمّع فكر تاركين اهتمامات العالم . ثم علينا الدخول في إيقاع الليتورجيا المقدسة وسيرها وكذلك محاولة الدخول في معاني التراتيل الكنسية ومواقفها وإعلانات الكاهن . وعلينا أيضا ً بصورة عامة البقاء في مكاننا وعدم التنقل في الكنيسة لأية حجَّة . " ليس إلهنا إله تشويش بل إله سلام " ( 1كو 14 : 33 ) , فيجب التجمع الذاتي جسديا أيضاً وعدم التكلم أو الضحك إلخ ... ذلك لأن الليتورجيا عمل المؤمنين أيضاً , هم يصنعونها بموقفهم وحركاتهم , هم يقيمونها أيضاً مع الكاهن ويدخلون في روحها وسيرها . يجب الركوع وقت الإستحالة . إذ يجب أن لا نخلط بين العبادة لجسد الرب ودمه الكريمين وبين إكرام القرابين الميهأة للذبيحة والتي لم تستحل بعد . أما المناولة فيجب أن تكون متواترة قدر الإمكان لأن غاية القداس الإلهي لاتتم إلا إذا نزل السر فينا .
جعل الليتورجيا داخلية
إن القداس السماوي والكنسي لا يتم بالنسبة لنا إلا إذا جعلنا قداساً داخلياً على مذبح قلبنا . والمذبح الحقيقي هو الإنسان , هيكل الله , الذي يتحول إلى المسيح إذا تبنى الإتحاد بالمسيح كلياً بواسطة المناولة . ولذلك يجب أن نجتهد دائماً لتكون الليتورجيا الإلهية داخلية فينا تتم في عقولنا وقلوبنا وتغيّرنا شيئاً فشيئاً إلى المسيح وتقدسنا فيه بالروح القدس وتعطينا عربون الملكوت السماوي , وذلك ليس على الصعيد الفردي فقط بل على الصعيد الجماعي أي أنه علينا أن نشترك في القداس الإلهي مع الآخرين مؤلفين معهم شركة مقدسة وجسداًَ واحداً في المسيح , في الوعي والمحبة من أجل الكنيسة والعالم أجمع . وهكذا تتخذ الليتورجيا الإلهية كل معناها الذي هو تقديسنا وتقديس الكون والذهاب به إلى الآب في الشكر والتسبيح .
|