منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 02 - 2013, 04:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

اختصاصات مسيحية
اختصاصات مسيحية


المسيحية زاخرة بالتعاليم والتوجيهات والإرشادات علي مستوي التجربة الحية والواقع المثبت بالمعجزة، وهي أيضاً مملوءة بالأمثلة والنماذج الناطقة بالمحبة والتفاني من أجل الإيمان وكلها آية لعزاء المجاهدين، كذلك تمتاز المسيحية بالاتصالات الخاطفة مع العالم الأخر فالإنجيل مشحون بالرؤي والأحلام والاصوات السماوية.
ولكن بالرغم من هذا التنوع الفريد في منهج المسيحية الشامل إلا أننا لا نستطيع بلمحة خاطفة أن ندرك أساس هذا المنهج الشامل ونرده كله إلي ثلاثة أبعاد تحدد اختصاص المسيحية.

البعد الأول:
وهو موضوع المسيحية، أي لمن جاء المسيح؟ وسنعرف أنه جاء من أجل الخطاة.

البعد الثاني:
وهو هدف المسيحية، أي ما غاية المسيح من خلاص الخطاة؟ وسنعرف أن الغاية هي أن يدخلوا ملكوت الله.

البعد الثالث:
وهو وسيلة المسيحية، أي ما هي الطريقة لخلاص الخطاة؟ وسنعرف أنها المناداة الحرة بالتوبة لتجديد الإنسان.
والغرض من تحديد الأبعاد الأساسية في المسيحية هو معرفة اختصاص المسيحية كديانة تحتاج إلي خدمة وكرازة، وبالتالي معرفة اختصاص الكنيسة بصفتها مسئولة عن المسيحية ثم علي ضوء معرفة اختصاصات الكنيسة نبحث في حدوج نشاط الكنيسة بالنسبة للدولة. والغاية من معرفة حدود نشاط الكنيسة بالنسبة للدولة وهي أن يعرف المواطن المسيحي ماله وما عليه تجاه الكنيسة والدولة.

أولاً: البعد الأول في اختصاصات المسيحية: أي لمن جاء المسيح؟
قال السيد المسيح "لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلي التوبة" (مر17:2)
فأوضح بذلك المهمة العظمي التي جاء من أجلها وحدد موضوعها، وسوف نري أن الحكمة في اختيار الإنسان الخاطئ ليكون موضوع المسيحية ورسالتها أمر من أخطر الأمور بالنسبة لمصير الإنسان.
ويمكن أن يقال إن المسيحية تهتم بالإنسان من جهة خطيئته. الخطية مدخل المسيحية للإنسان ومنه تنفذ إلي أعماقه لتجتذبه من هناك من اليأس والألم والظلمة إلي النور والقداسة ومعاينة وجه الله.
المسيح جاء من أجل خطيئة الإنسان ليرفعها لأن في رفعها عودة إلي الله وعودة إلي سعادته الروحية الحقة.
"إن السماء كلها تفرح بخاطئ واحد يتوب" والمسيح يحزن إذا لم يحس بخطيئته لأنه كيف يتوب وكيف يعود؟
إذا أسعدنا الإنسان بكل صنوف السعادة الدنيوية حتي لم يعد يحتاج إلي شيء وظلت الخطيئة فيه دون أن يرفعها المسيح، فهو سيفقد سعادته سريعاً وسيخسر نفسه "وماذا يستفيد الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه؟"
من هذا يظهر أن انحصار المسيحية في هذا الموضوع المحدد: "خلاص الخطاة" – خطير في الواقع، لا بالنسبة لمن يريد أن يُقبل إلي المسيحية فحسب بل ولكل من يحيا فيها لأنه إن لم يقر الإنسان بخطيئته لا ينال الخلاص. وعبثاً يحاول الإنسان أن يتلاقى مع المسيح.إلا من هذا الباب..! وعبثاً يحاول الكارز إن لم يشعر في قلبه أنه "كأول الخطاة" يكرز للخطاة، وأنه كما رحمه الله هكذا ينادي برحمة الله " لهذا رُحمت ليظهر يسوع المسيح في انا أولاً كل أناة مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية" (1تي16:1)
إن أخطر عدو يهدد كيان المسيحية بالانحلال هو أن يهتم الكارزون في الكنيسة بموضوع آخر غير "خطية الإنسان" فيتركوا عنهم دعوة المسيح للخطاة التي كانت مهمته الأولي والعظمي وينشغلوا بالإنسان من جهة حياته الاجتماعية. هذا ليس خروجاً عن المسيحية فحسب ولكنه مقاومة. وسوف نري صحة ذلك:
نقرأ لبولس الرسول هذه الآية "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلي العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم انا"(1تي15:1)
ويلاحظ أن الآية تحمل تأكيداً مكرراً "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول"
ولكن بولس الرسول لا يكتفي بالتأكيد المكرر للحقيقة المسيحية "أن المسيح يسوع جاء إلي العالم ليخلص الخطاة" بل يعود ويوصي تلميذه أن يعتني بهذه الوصية بصفة خاصة اعتناءاً شديداً وإن لزم الأمر فليحارب من أجلها.
"هذه الوصية أيها الابن تيموثاوس أستودعك إياها حسب النبوات التي سبقت عليك لكي تحارب فيها المحاربة الحسنة ولك إيمان وضمير صالح" (1تي18:1).
إذن فالأمر في نظر بولس قد بلغ حد الخطورة – فلماذا؟؟ لقد استطاع بولس الرسول ببصيرته الروحية النافذة أن يكتشف الضربة الموجهة للمسيحية، فلقد قام معلمو الناموس ينادون في أفسس أن الديانة ليست للخطاة.
كان في هذا إنهاء للمسيحية. لذلك اعتبرها بولس بالمسبة للكنيسة إعلان حالة حرب! فإما يكسب المسيحية للخطاة وإما تموت الكنيسة كما ماتت الديانة اليهودية علي أيدي الفريسيين انفسهم. فحارب أو كما يقول هو "حاربت وحوشاً في أفسس" أو حارب حرباً وحشية لا هوادة فيها فناله ما ناله ولكنه انتصر وعاشت الكنيسة وعاشت المسيحية كديانة "لخلاص الخطاة" ... شكراً لله.
ولكن المسيحية تتعرض في هذه الايام لنفس المحنة. والكنيسة تواجه نفس الضربة لآن بعض الكارزين يحاولون الآن الخروج بالمسيحية عن موضوعها بسبب انعدام قدرتهم علي الكرازة بالتوبة لتجديد الإنسان وخلاصه. وإن الخسارة التي ستجنيها الكنيسة من جراء ضم مواضيع جديدة للكرازة سوف تنتهي أخيراً بانطفاء سراج المناداة بالتوبة لخلاص الخطاة الذي ظل ينير الكنيسة ويضم لها كل يوم الذين يخلصون. الأمر الذي كان يخشاه بولس الرسول والذي من أجله حارب وحوشاً في أفسس وجاهد وغلب، ثم تركه وديعة لتلميذه تيموثاوس ليحارب حروب الرب من أجله أيضاً ويسلمه تراثاً أبدياً للكنيسة.
• ولكن الكارزين في هذه الأيام فقدوا الطريق الموصل لقلب الإنسان فأخذوا يدورون حوله إلي ما لا نهاية.
• والمفتاح المقدس الذي سلمه الرب للكنيسة ليدخلوا به إلي قلب الخطاة ضاع والمفتاح كان المناداة بالتوبة.

لقد يئس الخاطئ وتبلدت نفسه وكرهت روحه الحق.

ثانياً: البعد الثاني في اختصاصات المسيحية: أي ما غاية المسيح من خلاص الخطاة؟
أن يدخل الإنسان ملكوت الله... كان أمنية المسيح الكبرى: "أيها الآب اريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث اكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني" (يو24:17).
وأن يأتي ملكوت الله ليحل في قلوب الناس كان محور تعاليم المخلص ... أنظر كيف جعل كل صلاة نصليها نطلب فيها ان يأتي ملكوت الله؟ "ليأتِ ملكوتكك"
الإنسان كان متغرباً عن الله بسبب الخطية، والمسيح جاء ليرفعها حتي يعود الإنسان إلي أبيه السمائي! .. "أبانا الذي في السموات .... ليأتِ ملكوتك"
ملكوت الله ليس ملكوتاً زمنياً فلا نترقب مجيئه عبر الزمان، هو موجود دائماً والحاجة هي أن نكتشفه ... نكتشفه داخلنا "ها ملكوت الله داخلكم".
ملكوت الله ينمو في القلوب المستعدة، شيئاً فشيئاً بواسطة كلمة الإنجيل إذا استطاع القلب أن يحتفظ بها ويقدسها، بعكس القلب الجاهل "كل من يسمع كلمة الملكوت ولا يفهم فيأتي الشرير ويخطف ما قد زُرع في قلبه" (مت19:13).
السيد المسيح فلح قلب الإنسان ليقبل بشارة الملكوت المفرحة فكان يعلم في كل مكان بكل جهد "وكان يسوع يطوف المدن كلها والقري يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت" (مت35:9) وتعليمه لم يكن كالكتبة والفريسيين ولكن كمن يري الحق قبل أن ينطقه وكشاهد عيان كان يتكلم عن الموت.
• المسيح لم يهتم أبداً كيف يرتب حياة الخاطئ لما يتوب، أو يشرع قوانين مدنية. ولا اهتم الرب كيف يسعد الإنسان التائب بأمور الدنيا ومسرات هذا الدهر حتي يعوضه عن بؤسه السابق... المسيح لم يعد الخطاة التائبين بشيء من مُلك هذا العالم بل ثبت قلب التائب نحو مُلك السماء وأنذره أن الطريق إلي هناك ضيق وشاق وسيصادفه حتماً ذل وعنت واضطهاد وليس له مؤونة تعزية علي مدي سفره الطويل إلا فرحه بأن اسمه قد كتب في سفر الحياة.
لم يجمع السيد قط ولم يخلط ابداً بين مملكة الله ومملكة هذا الدهر، نقرأ عنه "لما أرادوا أن يختطفوه ويجعلوه ملكاً، إنصرف وحده" (يو15:6)
محاولة الكنيسة الاهتمام بالأمور الزمنية باسم المسيح هو بمثابة تنصيب المسيح ملكاً علي الأرض.
• محاولة تقوية سلطان الكنيسة الزمني والمطالبة بحقوق للجماعة هو رجعة لإقامة مُلك المسيا كما يحلم به اليهود...

حينما يتصفى فكر الكنيسة من كل أطماع الدنيا، وتنفُض عنها الحقوق المطلوبة والحقوق المسلوبة حينئذ ستتذكر قول سيدها: "مملكتي ليست من هذا العالم" ...(يو36:18)
وحينما تفقد الكنيسة كل شيء وتفتقر مثل سيدها إلي "أستار" واحد تدفعه جزية، حينئذ تسترد سلطان الروح المفقود ويملك عليها الله ... "فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب". (أع6:3)
• المفتاح الكبير الذي سلمه الرب للكنيسة لتفتح به ملكوت السموات للخطاة، أينما شاءت وكيفما شاءت، فقدته، لقد ضاع المفتاح الكبير لما انشغلت الكنيسة بأموال الدينا وأملاك العالم وتلاهت عن خلاص الخطاة. نعم لا يستطيع الإنسان أن يعبد ربين ولا يخدم سيدين.

ثالثاً: البعد الثالث في اختصاصات المسحية:
أي ما هي الوسيلة لخلاص الخطاة؟ ... لقد رسم السيد الطريق وحدد الوسيلة ولا مجال لنقص أو زيادة.. "من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" (مت17:4).
وواضح أيضاً أنه مادام اختصاص المسيح هو "خلاص الخطاة" تكون وسلة الخلاص فيها هي التوبة..
إذن ليس من باب آخر خلاف التوبة يمكن أن يفوز منه الخاطئ بالخلاص... والخلاص والغفران يهبهما المسيح حتماً لكل التائبين إليه... ومعروف طبعاً أن التوبة تنتهي بالتجديد الكامل بعمل دم المسيح. الخطاة المقبلون إلي التوبة هم عمل المسيح وثمره آلامه لذلك هم بهجة قلبه .. لذلك حينما تنادي الكنيسة بالتوبة، ويعود العصاة إلي فكر الأبرار، تكون الكنيسة قد أدت عملها واكملت شهادتها لأن عودة الخطاة هي تسبحتها الكبرى، وتوبة العصاة بخورها الذي تقدمه لعريسها لتكيل مسرة قلبه: "من تعب نفسه يري ويشبع" (أش11:53).
• التوبة في معناها هي خضوع النفس لله لقبول المغفرة بدم المسيح.
• علامة التوبة الظاهرة هي السجود، ولكل سجود قيامة.
• كل مرة نسجد نعترف بالخطية وننسحق ونسقط علي الأرض لنعفر الجبين بالتراب كشبه المائتين، أو كشبه الذي مات من أجل خطايانا! .. وفي كل مرة نقوم نتقبل المغفرة من الذي أقيم من أجل تبريرنا...
• لذلك صار السجود والقيام (الميطانيا) ذكري دائمة لموت المسيح وقيامته وعلامة أبدية للتوبة إلي الله!..
• التوبة شغل الكنيسة الشاغل لأنها رسالتها.. فإذا رفعنا المناداة بالتوبة، من الكنيسة لا يتبقى لها عمل آخر.
لأن عمل المسيح الأصيل كان محصوراً في المناداة للخطاة بالتوبة، وعلي الصليب أكمل وسيلة الغفران والخلاص بسفك دمه.
إذا رفعنا عمل المناداة بالتوبة للخطاة من حياة المسيح لبُطل الصليب وضاعت قوته.
ولو دققنا في التراث المسلم لنا من الأباء لوجدنا أن ما من عمل يتم في الكنيسة إلا واساسه أصلاً تكميل التوبة لضمان الخلاص.
فإن كان هذا العمل هو معمودية أو مسحة الميرون فهو لمغفرة الخطايا ولتقديس التائبين.
وإن كان إقامة القداس الإلهي بكل ما يشمله من صلوات فهو ليعطي المغفرة والثبات للتائبين.
وإن كان هناك اعتراف ومسحة مرضي فهما سران لتكميل التوبة وقبول الخطاة.
وإن كان هناك تقديس زيجة فهو لضمان حياة التوبة.
وإن كان هناك هذا العمل هو رسامة شماس أو كاهن أو اسقف فما ذاك إلا لكي يكرز بالتوبة بشبه المسيح.
وخارجاً عن التوبة لا يوجد عمل ولا خدمة داخل الكنيسة وخارجها.
إذن فالمسيحية ذات اختصاص:
في موضوعها وهو الإنسان الخاطئ.
وفي هدفها وهو ملكوت السموات.
وفي وسيلتها وهي المناداة بالتوبة.
لذلك فإن:

أولاً: من جهة موضوع الاختصاص:
أي محاولة لضم مواضيع أخري إلي اختصاص المسيحية الذي هو "خلاص الخطاة" مثل محاولة الترفيه عن المؤمنين وإدخال السرور علي قلوبهم بعرض الأفلام السينمائية وتوزيع الراديوهات علي الأسر الفقيرة وخلق جو من السعادة بإقامة نوادي الاختلاط للعائلات وتكوين نوادي رياضية واجتماعية وتوجيه الحياة الاجتماعية عند الشباب والعمال والدعوة لمعسكرات دولية للعمل والسمر وتبادل الخبرات وتكوين علائق جديدة بين الكنائس داخل القطر وخارجه علي أسس اجتماعية.
كل هذا وغيره من مئات المواضيع التي تذخر بها الخدمة الاجتماعية والتي يمكن لأي موضوع فيها أن يبتلع الكنيسة وينسيها اختصاصها الاصيل: "خلاص الخطاة".
نقول إن كل هذا ليس من اختصاص الكنيسة.. هي مواضيع خارجة عن موضوع الاختصاص.. هي بمثابة برية التيه التي تاه فيها موسي وشعب الله في سفره إلي أرض كنعان.

ثانياً: من جهة هدف الاختصاص:
أي محاولة للجمع بين ملكوت الله كهدف اختصاص المسيحية مع أهداف أخري مثل المطالبة بحقوق خاصة للكنيسة للاشتراك في الحكم أو في ادارة سياسة الدولة أو المطالبة بحقوق خاصة لتملك شيء من النفوذ أو السيادة، هذه المحاولة معناها الخروج عن هدف الاختصاص في المسيحية الذي هو ملكوت الله.
وليلاحظ القارئ أن الكنيسة إذا خرجت عن موضوع اختصاصها: أي خلاص الإنسان الخاطئ لابد أن تخرج عن هدف اختصاصها الذي هو السعي نحو ملكوت الله لأنها كيف تنفق علي المشاريع الجديدة المتعددة؟ إذن لابد من المال، ومن أين يأتي المال إلا ببيع المواهب الإلهية؟ أو باستجداء المساعدات من الداخل والخارج؟
والعكس صحيح إذا تمسكت الكنيسة بهدفها أي السعي نحو ملكوت الله التزمت بالبشارة المجانية وارتبطت بالخطاة المتعطشين للتوبة.
السيد المسيح يؤكد أنه لا يمكن أن انساناً يخدم سيدين "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (مت24:6).

ثالثاً: وجهة وسيلة الاختصاص:
إن اي استخدام لوسائل أخري غير المناداة الحرة بالتوبة لدعوة الخطاة إلي الخلاص من خطاياهم هو عمل مستحيل. لأنه ليس خلاص إلا بالتوبة. وكل وسيلة أخري مثل ترغيب الناس بالمال أو الهدايا أو بالأكل أو الملابس او بالمسليات، تعتبر كلها وسائل غير مشروعة، ومحاولة إغراء وشراء ضمائر الناس لله بأموال وحاجات الدنيا.
كذلك كل محاولة لاستخدام السلطان سواء كان سلطان الدين أو السلطان الزمني أو استخدام التهديد والوعيد أو استخدام العقوبة أو المقاطعة لإجبار الخاطئ علي التوبة يعتبر هذا كله عمل اغتصاب وسلباً لمشيئات الناس واستعبادهم باسم الدين والكنيسة.
• وهكذا تكون كل محاولة لكسب الإنسان الخاطئ إلي الله بطريق آخر غير الكرازة والمناداة الحرة لتوبة إرادية حرة يعتبر خروجاً عن وسيلة الاختصاص في المسيحية.
وإذا عدنا إلي التاريخ نري أنه علي ممر العصور كانت الكنيسة ناجحة في تأدية رسالتها بقدر تمسكها بحدود اختصاصها غير متأثرة بالظروف الخارجية سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية. في أحلك أيام التعصب والاضطهاد الذي بلغ إلي استشهاد اثني عشر الف نسمة في يوم واحد، وفي أعصب ظروف الاستبداد السياسي والعقائدي أيام حكم بيزنطية بل وفي أشد أيام المجاعات والأوبئة لم تتخلف الكنيسة عن تأدية رسالتها وتكميل البشارة بالإنجيل لدعوة الخطاة إلي التوبة وربح أبناء جدد للآب السماوي.
وعلي العكس من ذلك يشهد التاريخ ويروي أنه كلما خرجت الكنيسة عن اختصاصات مسحيها وبدأت تنزع إلي السلطان الزمني وتجيش الجيوش باسم الصليب وزاغت وارء أموال الأغنياء وارتمت في أحضان النفوذ وحاولت محاولات جدية وعنيفة للجمع بين السلطان الديني والسلطان الزمني، ودأبت علي المطالبة بحقوق عنصرية وطائفية، فشلت المسيحية في تأدية رسالتها ودب فيها الخصام والنزاع والوهن. وفقدت شكل مسيحها كمنادية بالتوبة وضاع منها الخروف الضال. ولما انشغلت بأمجاد الدنيا قُفل في وجهها باب الملكوت وصارت في حاجة لمن ينتشلها من وطنها ويردها إلي حدود اختصاصاتها الأولي.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من ثمارهم تعرفونهم، كلما كانت بيوتنا واسرنا بيوتا مسيحية وأسرا مسيحية
موسوعة صور مسيحية مقصوصة - صور مسيحية مقصوصه للتصميم
اختصاصات الشياطين
التساوي في البنوة و اختصاصات الكهنوت
- اختصاصات الشياطين


الساعة الآن 08:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024