مخطوطات لرسائل هيرودس وبيلاطس

[Mary Naeem]

رسالة بيلاطس إلى هيرودس

من بيلاطس إلى هيرودس، رئيس الربع، سلام:
1 أعلم وتأكد، بأنّه في اليومِ الذى أسلّمتَ فيه يسوع لي، أَشفقت على نفسي وأُكّدتُ بغسل يداي بأنني بريءَ من دم من قام منْ القبرِ بعد ثلاثة أيامِ، وقد تحققت مسرتي فيه، لأنك أردَتني أَنْ أُشترك معك في صلبِه2 لَكنِّي علّمُت مِنْ المنفذين ومِنْ الجنود الذين حَرسوا قبرَه أنه قام من الموت ولقد تأَكّدتُ مما قيل لي: فأنّه ظهر جسديا في الجليل، في نفس الشكلِ، وبنفس الصوتِ، وبنفس التعاليم، ومَع نفس التلاميذ، لَمْ يُتغيّرْ في أيّ شئِ، سوي التَبشير بقيامته بجراءة وبمملكةِ أبديةِ3 وانْظرُ، إن السماء والأرض فْرحتا؛ وبروكلا, زوجتي, تُؤمنُ بالرُؤى التي ظَهرتْ لها عندما أرسلتَ لى الرجل, وقالت بأنّني لا يَجِبُ أَنْ أُسلّمَ يسوع لشعب إسرائيلِ، بسبب نواياهم الشريرة4 وعندما سمعت زوجتي بروكلا، بأنّ يسوع قد قام وظُهِرَ في الجليل، ذهبت مَع لونجينوس، القائد الروماني واثنا عشرَ جندي، نفس الذين حَرسَوا القبرِ، وذَهبنا للترحيب بالمسيح، كما لو أنّنا ستري منظر عظيم، ورأيناه مَع تلاميذه5 بينما كَانوا واقفين ومُتَعجِّبين، ويُحدّقونِ فيه، نْظرُ إليهم وقُالُ لهم، ما هذا؟ هَلْ تُؤمنُوا بي؟ بروكلا، كما تعلمين فأنه قد قيل في العهدِ الذي أعطاه الرب للآباءِ، أنّ كُلّ شخصِ ماتَ سيَعِيشَ بموتِي، الذي رَأيتَموه وها أنتم تَروا أنّني حيَّ، أنا من صَلبتَموه ولقد عانيتُ أمور عديدة، حتى أنني رقدت فى القبرِ لكن الآن، اسْمعُوني وآمنُوا بأبي, الإله الذي فيّ لأني حَللتُ قيود الموتِ وكَسرتُ أبوابَ الجحيمِ، ومجيئي سَيَكُونُ في المستقبلِ
6 وعندما سَمعَت بروكلا زوجتي والرومان هذه الأشياءِ، جاؤوا وأخبروني وهم باكين، لأنهم كَانوا ابتكروا شرورَ ضده وأنا أيضاً بينما كُنْتُ على أريكةِ فراشي متألما، لبست رداء الحِدادِ، وأَخذَت خمسون روماني مَع زوجتِي وذهبت إلى الجليل7 وبينما كُنْتُ ذاهبا فى الطريقَ شَهدتُ هذه الأشياءِ: أن هيرودس فعَل بي هذه الأشياء، بأنّه من أشار علىّ، وأعاقَني ليسْلح يداي ضدّه، ولأن أحاكْم من يَحٌْاكمُ الجميع، وأن أجلد البار، رب البر8 وعندما اقتربنا منه يا سيد هيرودس, سُمِعَ صوت عظيم مِنْ السماءِ، ورعد مُخيف، وارتعدت الأرض وصعد منها رائحة حلوّة، لم أشم مثلها من قبل قط حتى ولا تلك ألتي كانت توجد في هيكلِ أورشليم9 وبينما كنت وَاقفا في الطريقِ، رَآني الرب وكان وَاقفَا ويتَحدّثَ مَع تلاميذه لَكنِّي صَلّيتُ في قلبِي، لأن عَرفتُ بأنه من أسلّمتَه لي، كان رب الخليقة وخالقِ الكُلّ
10 لَكنَّنا، عندما رَأينَاه، سَقطنَا جميعا على وجوهِنا أمام قدمِيه وقُلتُ بصوت عالي، لقد أخطأتُ يا إلهي، بأنّ جَلستُ وأدنتك، يا من تَنتقمُ للكُلّ بالحقِّ فارحمني يا إله إسرائيل!11 وقالت زوجتي بحزنِ عظيمِ، يا إله السماءِ والأرضِ، يا إله إسرائيل، لا تجازني طبقاً لأعمالِ بيلاطس، ولا طبقاً لإرادة بني إسرائيل، ولا طبقاً لفكرِ بني الكهنةِ، بل تذكّرُ زوجَي في مجدِكَ!12 فاقتربَ الرب وأنهضني أنا وزوجتي والرومان ونَظرتُ إليه ورأيت عليه أثار صليبِه13 وقالَ " ما تمني جميع الآباء الأبرار أن ينالونه، ولم يرونه, في أيامِكَ، رب الأيامِ، أبن الإنسانِ، أبن العلىّ، الذي إلى الأبد، قام من الموت ومُمَجَّدُ فى الأعالي من كُلّ خليقته ومن كل ما أَسّسَه إلى أبد الآبدين"