![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
لقد أعطى يسوع سلطة الله ليُدخل جميع الناس في حياة الله. فبالابن ندخل حياة الآب. * يسو هو "كلمة الله" و"ابن الله"، الذي به نحيا من حياة الله (يو 1: 1- 18) ان الدخول في حياة الآب من خلال الابن، تلك هي الفكرة الأساسية التي يدور حولها إنجيل يوحنا من بدايته حتى نهايته. فينهي يوحنا إنجيله بقوله إنّ كل ما كتبه قد كتبه "لتؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح، ابن الله، وتكون لكم، إذا آمنتم، الحياة باسمه" (يو 20: 31). وهذا ما يؤكّده في مطلع إنجيله، الذي هو أروع ما كتب في علاقة المسيح بالله وعلاقة الإنسان بالله بواسطة المسيح. فالمسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس، حسب قول بولس الرسول: "إنّ الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، الإنسان، المسيح يسوع" (1 تي 2: 5). يدور مدخل إنجيل يوحنا حول فكرتين أساسيتين: 1) علاقة المسيح الفريدة بالله: "فهو الكلمة الذي كان منذ البدء لدى الله" (2) وهو إله: "وكان الكلمة الله"، "به كوّن كل شيء وبدونه لم يكن شيء واحد ممّا كوّن"، "فيه كانت الحياة"، و"الحياة كانت نور الناس". إنّه ابن الله الوحيد الممتلئ من مجد الله: "وقد شاهدنا مجده، مجدًا من الآب لابنه الوحيد، الممتلئ نعمة وحقًا" (14). وهو "الإله، الابن الوحيد، الذي في حضن الآب" (18). 2) المسيح هو الوسيط بين الله والناس: إنّه الوسيط في الخلق، إذ "به كوّن كلّ شيء، وبدونه لم يكن شيء واحد ممّا كوّن"، "العالم كوّن" (10). وهو الوسيط في الخلاص: فقد منح العالم الحياة والنور: "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس"، وبه يصير المؤمنون أبناء الله: "أما جميع الذين قبلوه، فقد آتاهم سلطانًا أن يصيروا أبناء الله، هم الذين آمنوا باسمه، الذين لم يولدوا من دم ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله" (13). وبه نحصل على النعمة والحق: "فإنّ الناموس أعطي بموسى، وأمّا النعمة والحق فبيسوع المسيح قد حصلا" (17). والجملة الأخيرة توجز الفكرتين: "الله لم يره أحد قط، الإله، الابن الوحيد، الذي في حضن الآب، هو نفسه قد أخبر" (18). فالمسيح هو ابن الله، وقد أخبرنا عن الله الذي لا يستطيع إنسان أن يراه. الابن وحده، الذي في حضن الآب، أي الذي يعرف الآب معرفة حميمة، يستطيع أن يعرّفنا بالآب ويقودنا إليه، ويجعلنا أبناء له، ويملأنا من نعمته وحقيقته. أما السبيل الذي سلكه ابن الله ليقودنا إلى الله، فهو التجسّد: "والكلمة صار جسدًا، وسكن في ما بيننا، وقد شاهدنا مجده، مجدًا من الآب لابنه الوحيد الممتلئ نعمة وحقًا" (14). فيسوع هو المسيح، كلمة الله وابن الله، الكائن منذ الأزل لدى الله: انه كلمة الله الذي يعبّر أصدق تعبير عن الله، وهو ابن الله الذي يوحي الوحي الكامل عن الله. تجلّي ابن الله (لو 9: 28- 37) ان يسوع المسيح هو ابن الله منذ الأزل، وكونه إنسانًا لا يناقض كيانه الإلهي. فكيانه الإلهي الذي ظهر في أقواله وأعماله، ظهر بكامل مجده في "التجلّي". يوضح لوقا أنّ تجلّي يسوع أمام تلاميذه قد حصل "فيمَا هو يصلّي" (9: 29). ذلك أن الصلاة، بالنسبة إلى يسوع، هي لقاء الابن مع الآب، فيه يضع الابن ذاته بين يدي الآب، ويؤكّد الآب محبّته للابن. "وفيمَا هو يصلّي، تغيّر منظر وجهه، وصارت ثيابه بيضاء لامعة". والتلاميذ الذين كانوا معه "شاهدوا مجده". واذا برجلين، موسى وإيليا، يخاطبانه، تراءيا في مجد، وأخذا يتحدّثان عن موته الذي سيقاسيه في أورشليم". إن يسوع، في وسط آلامه وموته، يبقى الابن الممتلئ من مجد الآب. والتلاميذ، الذين يشاهدون الآن مجده يسمعون في آنٍ معًا صوت الآب يعلن، من الغمامة (التي ترمز في كل الظهورات، إلى الله). "هذا هو ابني، مختاري، فاسمعوا له". إنّ الآب وحده يعرف الابن، وها هو الآن يعلن أنّ "يسوع هو ابن الله". لقد رأى بعض المفسّرين في الغمامة التي ظلّلت المسيح إشارة إلى الروح القدس، ويجدون في التجلّي ظهور الثالوث. وهذا ما يقودنا إلى القسم الثاني من نصوص العهد الجديد، وهي التي تظهر فيها الأقانيم الثلاثة. |
![]() |
|