هل هناك خلافات في كنيستكم؟
بعد أن أوضح الرسول عقائد الإيمان،
وابتهل إلى الله لأجل تحقيق هذه الأمور في الكنيسة
وضع أمام أعين أحبائه ما سينتجه الإيمان الجديد في حياتهم.
لأن الإيمان الجديد،
من شأنه أن يخلق حياة جديدة.
كل مسيحي تحرر من عبودية الخطية،
مدعو إلى الشركة مع الله. ولعل كلمة كنيسة في اليونانية جاءت من هنا.
لأن كلمة كنيسة،
تعني جماعة مدعوين لحمل مسؤولية.
فأنت أيضا مدعو لتعيش إيمانك،
في جو الشركة المبارك،
بقوة وحرية الروح القدس،
لتخدم الله الحي.
إن المتأمل في تعاليم بولس،
يرى أن الرسول الكريم قد حسب التواضع أهم فضيلة،
يتحلى بها خادم الرب.
فليتنا نذكر أننا كنا في الطبيعة أبناء الغضب،
مستكبرين ومنتفخين،
وإنما معرفة الله أظهرت ووبخت كبرياءنا،
وغيرت طبيعتنا،
من أبناء الغضب إلى أبناء الله.
حين يشير الرسول إلى وداعة المسيح،
يطلب إلينا ضمناً أن ننزل من أبراج إرادتنا المتعالية،
وأن نسلّم إرادتنا ومقاصدنا لله، واضعين أنفسنا تحت تصرف روحه القدوس.
فإن فعلنا، ننمو روحياً،
إلى أن نبلغ مشابهة المسيح.
حين تصبح محبة الله الدافع في حياة إيماننا،
يجملنا الروح القدس بالصبر والتأني واللطف.
وكما احتملتنا أناة الله،
وغفرت محبته لنا،
هكذا يدربنا روح الله في المحبة،
حتى نستطيع أن نحب الآخرين، ونغفر لهم، مهما كانوا آثمين ومتمردين.
مطلوب منا،
أن نجتهد،
ونتعب، ونتزود بالحكمة والصبر،
لكي يتسنى لنا إيجاد السلام في كنائسنا.
متذكرين قول ربنا وفادينا:
طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.
والواقع،
أن من أهم الأهداف بالنسبة للمسيحي،
أن يتعاون مع إخوته،
لحفظ وحدة الكنيسة، وإشاعة السلام بين أعضائها.
ولو تأملنا في حقيقة الكنيسة، لوجدنا أن الأسباب،
التي تجمع المؤمنين، أكثر من الأسباب،
التي تفرقهم، وتثير الخلافات بينهم.
إنهم يؤلفون معاً ما دعاه الرسول جسد المسيح،
الذي لا يقبل الإنفصال، لأنه في جوهره،
وحدة قائمة إلى الأبد.
إن جسد المسيح، يحيا ويملك الآن،
رباً وملكاً، في وحدة تامة مع أبيه.
وما كان إيماننا به،
إلا ليوحدنا مع ربنا في عهد جديد.
وأيضا سر المعمودية،
يرمز إلى إدخالنا في جسده،
كمن ولدوا، ليس من دم ولا من مشيئة جسد،
ولا من مشيئة رجل بل من الله.
هكذا صارت مشيئة أبينا السماوي،
الذي أعطانا إمتيازاً جوهرياً سماوياً،
لا يوجد مثله في الأديان الأخرى.
إنه الآب الصحيح لكل مؤمن،
وهو مستعد دائماً أن يتبنى كل ضال،
إن هو رجع إليه في المسيح يسوع.
وقد يتم هذا، بواسطة شهادة أولاده،
المؤداة بفرح، لأن روح الآب،
يسكن فيهم، ويعمل فيهم.
حقاً إن المؤمنين بالمسيح،
يعيشون في ملء المواهب والنعم.
فلنهتم لأجل غنى مجد أبينا،
أكثر من الماضي،
لتوحيد كنائسنا المبنية على الإنجيل،
حاسبين البعض أفضل من أنفسنا.
إله وآب واحد للكل،
الذي على الكل وبالكل وفي كلكم .
لنسجد للثالوث الأقدس،
ولنطلب تحقيق محبته في حياتنا،
وتوحيد المؤمنين به.