هل أنت عضو فى جسد السيد المسيح ؟
مكث بولس وقتاً طويلاً وراء قضبان السجون.
وكرسول المسيح، انتهز الفرص،
لكي يكرز للمساجين بإنجيل الخلاص. وقد أعلن لأولئك الأسرى،
الهالكين في الذنوب والخطايا محبة المسيح، الغنية بالصفح والغفران.
وتجاوباً مع هذه المحبة،
واعترافاً بالفضل،
سلّم بولس نفسه لله بلا قيد ولا شرط.
وهذا التسليم الكامل،
جعل منه أسيراً للمسيح في سلاسل.
إلا أن الرسول المغبوط،
كان في سجنه أكثر حرية من أولئك الجالسين على سدة الحكم،
وهم أسرى الذنوب والخطايا.
في جو هذه المحبة المتبادلة،
بيّن بولس أن ربه أوكل إليه مقاليد الرسولية. فاعتبر الرسول تعيين الله إياه رسول المسيح إلى الأمم نعمة لا يستحقها،
الأمر الذي حمله دائماً على التواضع والشكر.
ونفهم من تصرفات الرسول،
أنه لم يستعظم تلك الخدمة لسموها،
أو ما تمنحه من سلطان،
بل لمحبته للمسيح وغيرته على النفوس الهالكة.
ويلخص بولس الإعلانات،
التي تلقاها بكلمة سر المسيح. أي سر الفداء،
الذي بيسوع المسيح.
وهو قصد الله أن يخلّص الخطاة،
ويجددهم بواسطة ابنه الأزلي،
هذا القصد كان مكتوماً في الأجيال، التي سبقت مجيء المسيح وموته وقيامته،
وانسكاب الروح القدس في يوم الخمسين.
فبعد أن تمت هذه الأمور،
عرف أن العهود لا تقتصر على شعب العهد القديم فقط،
بل أنها تشمل كل إنسان يُقبل إلى المسيح، ويؤمن به.
وحينئذ يأخذ من ملء الله، ونعمة فوق نعمة.
إن آمنت بالمسيح،
تصير شريكاً في ميراث مجد الله.
لأن الله نفسه، يشاء السكن فيك بروحه.
وبهذا تصبح عضواً في جسد المسيح،
أي تصبح من خاصته التي أقام معها علاقة تامة.
وهكذا تتمم فيك كثيراً من مواعيد الله،
بواسطة إنجيل المسيح،
الذي صلبت معه لتحيا لا أنت بل المسيح يحيا فيك.
" إن الأمم شركاء في الميراث والجسد
ونوال موعده في المسيح بالإنجيل "
(أفسس ٣ : ٦).
لنسجد للمسيح رأس كل المؤمنين،
لأنه أدخلنا في جسده المقدس بواسطة الروح القدس
ولنطلب إليه أن تشمل شركة الثالوث الأقدس كل التائبين إليه.